Sunday 25 November 2012

Neo-Hamas: The challenges of resistance



Members of the Ezzedine al-Qassam Brigades, the armed wing of Hamas, address a press conference in Gaza City on 22 November 2012 at the house of their late leader Ahmed Jaabari. (Photo: AFP - Marco Longari)

By: Ibrahim al-Amin

Published Friday, November 23, 2012
 
The great praise being voiced for the steadfastness of the people and resistance in Gaza cannot blind us to some facts and questions related to the latest developments. The cease-fire announced yesterday – though necessary to halt the Israeli killing-machine – has only added to these complex questions.
 
There is a dense layer of smoke in the air concealing signs that are cause for concern for the future of the Palestinian cause. At best, they invite vigilance and raise questions about the resistance’s strategy in the aftermath of this victory.
 
In yesterday’s edition of Yedioth Ahronoth, senior commentator Nahum Barnea had the following to say about the cease-fire:
“The US administration is trying to use the understanding to strengthen the Sunni axis in the Arab world against the Shia axis. The enemy is Shia Iran and Iranian-sponsored Hezbollah and Syria. The Sunni alliance consists of Egypt and the Muslim Brotherhood, Saudi Arabia, Turkey, the Palestinian Authority, and the Gulf emirates, with Jordan on the margins. Hamas will have to choose between Iran and Egypt. If Iran could offer missiles and money, Egypt will offer immunity from Israeli attack, sovereignty over Gaza, and an open door to the world.”
 
The Israelis speak excitedly of their confidence that Egypt can be enlisted in such a scheme. They are counting heavily on financial assistance from the Egyptian government being linked to its pursuit of policies that serve the pro-accommodation camp. In the US, there is also concern to win over what it calls the “moderates” in the Sunni majority countries’ Islamist movements.
 
There is also impatience in the US and Israel to push things further – to get the resistance in Palestine to break off its relationship with Iran and, by extension, Syria and Hezbollah. The aim would be to employ Hamas’ popular legitimacy and record of struggle in the confrontation with the opposing camp, seeing as it is the involvement of the Iran-Syria-Hezbollah axis in resisting US and Israeli occupation that gives it sway in the wider Arab and Islamic worlds.
 
Are forecasts like these well-founded?
 
The harsh truth is that there are growing indications that such prospects need to be taken seriously. We need to take into account that Arab attitudes to the Palestinian cause and resistance are changing. It must be noted by the pro-resistance camp, for example, that not one Arab capital witnessed a serious demonstration in solidarity with the Gaza Strip.
 
Also, the coverage of the most powerful and wide-reaching Arab media outlets did not match either the scale of the Israeli aggression or their own previous standards of coverage.
BTW, Thanks to Sami Shihab
 

«حماس» الجديدة: تحديات المقاومة


التحيات والتقدير الكبير لصمود أبناء غزة وقوى المقاومة بوجه العدوان لن تفيد في جعل النقاش متعامياً عن أسئلة وحقائق تتصل بما حدث. أما الهدنة التي أُعلنت أمس، وعلى أهميتها وضرورتها لوقف آلة القتل الإسرائيلية، فإنها تزيد من الأسئلة المعقدة، وتدل على وجود طبقة كثيفة من الدخان، ليس دخان القصف الذي يرافق التراجع أو الهروب، بل الدخان الذي يقصد به التعمية على مؤشرات تدعو الى القلق على مستقبل القضية الفلسطينية. وفي أحسن الأحوال، تدعو هذه المؤشرات إلى الحذر والتنبه وإلى طرح السؤال حول استراتيجية المقاومة بعد هذا الانتصار







في «يديعوت أحرونوت» أمس، كتب كبير المعلقين ناعوم برنياع مقالاً حول ما يتصل بالمساعي من أجل الهدنة قائلاً: «تحاول الادارة الاميركية أن تستعمل التفاهم لتعزيز المحور السنّي في العالم العربي في مواجهة المحور الشيعي. إن العدو هو إيران الشيعية، وحزب الله وسوريا الأسد اللذان ترعاهما إيران. ويشتمل الحلف السنّي على مصر الإخوان المسلمين وعلى السعودية وتركيا وعلى الأردن في الهامش وعلى السلطة الفلسطينية وإمارات الخليج. وستضطر حماس إلى الاختيار بين إيران ومصر. وإذا كانت إيران تقدم صواريخ ومالاً، فإن مصر ستقدم حصانة من هجوم إسرائيلي وسيادة على غزة وباباً مفتوحاً للعالم».

طبعاً يتحدث الإسرائيليون بشغف عن رهانهم على انضواء مصر في المشروع نفسه. هم يعوّلون بقوة على ربط المساعدات المالية للإدارة المصرية بمواقف سياسية تخدم المحور الداعم لخط التسوية. وفي أميركا أيضاً اهتمام بكسب من تسميهم «المعتدلين» في التيار الإسلامي المنتشر بقوة في البلدان ذات الغالبية السنيّة. ولكنّ ثمة استعجالاً من جانب أميركا ومعها إسرائيل لجعل المكسب يتجاوز هذا الحياد، ودفع الامور الى حدود قطع المقاومة في فلسطين للعلاقة مع إيران وتالياً سوريا وحزب الله، والى استخدام الشرعية الشعبية والنضالية لقوة مثل حماس، في مواجهة الفريق الآخر، باعتبار أن محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله إنما يحقق نفوذاً عاماً في العالمين العربي والاسلامي بسبب انخراطه في مقاومة الاحتلالين الاميركي والاسرائيلي.

هل هذه التقديرات في مكانها؟

الحقيقة القاسية تشير الى ضرورة الأخذ بهذه الأمور على محمل الجد، والتصرف على أساس أن هناك متغيرات كثيرة حصلت في الموقف العربي عموماً من القضية الفلسطينية، ومن قضية المقاومة نفسها، إذ وجب على تيار المقاومة الإقرار بأنه، في سابقة خطيرة، لم تشهد أي عاصمة عربية تظاهرة جدية واحدة تضامناً مع قطاع غزة. ثم إن وسائل الاعلام العربية النافذة والأكثر انتشاراً تعاملت مع العدوان الاسرائيلي بطريقة لا تتناسب مع حجمه من جهة ولا مع تاريخها المهني في هذا السياق. وأيضاً إن النقاش الكيدي الذي قام بين أنصار محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله وبين أنصار الطرف الآخر حيال ما يجري في غزة، وشعور المحور الأول بحاجته الى تلقّي الشكر العلني من قوى المقاومة في فلسطين، وتعمّد قادة حماس على وجه الخصوص عدم الإشارة الى الدعم الفعلي لهذا المحور لقوى المقاومة، كل ذلك يدل على مأزق. ومن كان يعتقد أن المعركة مع إسرائيل توحّد الجميع فهو مخطئ، تماماً كمن يعتقد أن الحروب الاسرائيلية من شأنها تخفيف وهج المواجهات في سوريا.

النتيجة هنا لا تتعلق بعملية حسابية على طريقة المعادلة البسيطة. بل هي عملية حسابية وفق مبدأ التضاعف المتوالي، ومصلحة تيار المقاومة تقضي بأن يكون قبول حماس مبدأ الهدنة الطويلة يعني أن حماس تعلن وقف عمليات المقاومة لفترة زمنية غير محدودة، لكن في سياق يقوم على أساس تجنّب شر الآخرين من الأقربين إلى الأبعدين، بينما يجري العمل من دون توقف على تعزيز البنى التحتية العسكرية والبشرية التي تكون مستعدة لمواجهة أخرى في مسيرة التحرر الكامل من الاحتلال. ونجاح هذه الخطوة يتطلب توافقاً فعلياً، لا شكلياً، بين حماس وبين جميع أو مع أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية على هذه الاستراتيجية.

لكن المخاطر توجب إثارة الخيارات الأخرى، وهي خيارات مطروحة مع الأسف على طاولة جميع المعنيين، ومنها:
أولاً: أن يكون قبول حماس بهذه الهدنة مندرجاً في السياق السياسي الاقليمي، بمعنى أن تكون حماس قد قبلت، ليس فقط الانتماء الى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولو تحت اسم حماس، بل الانتماء الى القواعد النظرية والتكتيكية لهذا التنظيم في الفترة المقبلة. وهي قواعد تقوم على نظرية تحسين مواقع الحكم وتأجيل الأمور الأخرى الى وقت آخر. وإذا كان خطاب المقاومة بعد الانتصار هو البقاء على الزناد والالتزام بقضية المقاومة من جوانبها كافة، فإن هذه الأولوية ليست هي البند الاول نفسه عند الآخرين. والذي نعرفه جيداً، أن أولوية مصر وتركيا والسعودية وآخرين هي أولوية تثبيت الحكم القائم أو المستجد.

ثانياً: أن تسارع أطراف محور تركيا ـــ مصر ـــ الخليج العربي إلى إغراق حماس وأهل غزة بالحنان والحب عن طريقة تدفق كميات هائلة من المواد الداعمة لإعادة بناء القدرات المدنية وتسيير أمور الحياة، وأن تُربَط هذه الخطوة بضمان عدم تعرضها للتدمير مجدداً. وهم في هذا السياق لا يطلبون من حماس توفير ضمانة من إسرائيل، بل يطلبون من حماس التقيد ببرنامج له عنوان نعرفه نحن في لبنان جيداً، ويكرره أنصار هذا المحور من فريق 14 آذار، وهو القائل بـ«تجنّب القيام بأي خطوة قد تأخذها إسرائيل ذريعة للعدوان من جديد».

ثالثاً: إن تورط حماس في هذا الأمر يعني أنها سوف تكون مقبلة على مشكلة داخلية. وسوف يكون الجهد منصبّاً على تقليم أظافر ما يمكن وصفه بـ«التيار الجهادي» في الحركة، أي التيار الذي لا يريد لأي أولوية أن تتقدم على أولوية المقاومة. وللعلم، فإن الشهيد أحمد الجعبري كان أحد أركان هذا التيار. ثم سوف تجد حماس نفسها في مواجهة مع قوى مثل حركة الجهاد الإسلامي وفصائل مقاومة أقل تأثيراً، من فتح ـــ كتائب الأقصى إلى الجبهة الشعبية وفصائل أخرى. وفي حالة المواجهة هذه، سوف تجد حماس نفسها ملزمة باللجوء الى الخيارات القاسية من أجل تبرير سيطرتها ومسؤوليتها إزاء المحور الإخواني وإزاء متطلبات الاستقرار العام. وهذا يعني مع الأسف الاقتراب من حافة حرب أهلية فلسطينية جديدة
.
رابعاً: إن قبول حماس الانضواء الكامل في هذا المحور، يعني ارتفاعاً سريعاً لسقف موقفها من الأزمة السورية. وبدل الاكتفاء بنقد سياسات النظام والدعوة الى الحوار، سوف نسمع الكلام الأعلى ضد النظام في سوريا، والله أعلم ما إذا كنا سوف نسمع الكلام المهين بحق إيران وحزب الله الوارد على لسان مناصرين لحماس من قيادات رسمية أو من مستويات أرفع.
والخطير، الذي يجب العمل على منعه، هو أن الولايات المتحدة تريد بالضبط هذه الخدمة من هذا المحور، وهي سوف تضغط على مصر وتركيا وعلى دول الخليج لتدفع حماس باتجاه تولّي مهمة «نزع شرعية المقاومة لأجل تحرير فلسطين» عن أي جهة أخرى غير فلسطينية. وهذا يقصد به محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله، وبالتالي دفع هذا المحور خطوات إلى الوراء، والانزواء في مربع الدفاع عن شعار بات مرفوضاً من أهل الأرض نفسها، وبالتالي إعادة حشر هذا المحور في هوية طائفية ومذهبية ضيقة عنوانها «الجبهة الشيعية».
المشكلة ليست متصلة فقط بوجود من دعم مثل هذه الخيارات. المشكلة سوف تكبر إذا ما تم تجاهل التيار الكبير داخل مصر وفلسطين، الذي يحتاج الى كل دعم الآن لأجل التأكيد أن الهوية الوطنية المستقلة توجب عدم التبعية للمحور الذي ترعاه أميركا، وهذا وحده الطريق لإبقاء مسألة تحرير فلسطين أولوية حقيقية.
 
بالمناسبة، شكراً سامي شهاب.


River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: