Tuesday 22 July 2014

Gaza Diaries: Why Gaza, why now?










أنماط القتال المتقارب في غزّة.. عناق الجحيم


وكالة أوقات الشام الإخبارية
عمر معربوني

معاناة كبيرة وأيّام سيئة تمّر على "إسرائيل"، هذا لسان حال أغلب افتتاحيات الصحف الصهيونية.
احتفالاتٌ في غزّة والضفّة ولبنان والأردن مع إعلان أسر الجندي الصهيوني شاؤول آرون.
غزّة تنتصر رغم الألم ورغم الجراح ورغم الدّمار.
هي لعنة تموز 2014 تصيب الصهاينة في غزّة، كما أصابتهم من قبل لعنة تموز 2006 في لبنان.
عناق الجحيم هو الاسم الذي يليق بالالتحامات البطولية لمقاومي غزّة، وهو موضوع بحثنا بعد استعراض أهم مفاجآت المقاومة.
منذ اليوم الأول للهجمة على غزّة قالت المقاومة كلمتها، وعدَت فصدقت، منفذةً العديد من المفاجآت التي لم يحسب العدو حسابًا لها، وأرسَت معادلات جديدة ستغيّر وجه المعركة وهي:

1- الصواريخ أرض – أرض التي وصلت الى مشارف حيفا وطالت تل أبيب وعددًا كبيرًا من المغتصبات الصهيونية، والتي شكّلت مفاجأة كبرى للعدو وألحقت بجبهته الداخلية أعلى مستوى من الرعب والهلع، ووضعت مجتمع الكيان الصهيوني في حالة من القلق والتوتّر والخوف لم يشهدها منذ تأسيسه، إضافةً الى خسائر مالية شارفت الـ6 مليار دولار، بنتيجة توقف قطاعات إنتاجية كثيرة عن العمل أو تراجع قدراتها الإنتاجية، كما لا بدّ من الإشارة الى فشل منظومة القبّة الحديدية التي لم تسقِط الاّ 10% من صواريخ المقاومة.
2- الصواريخ المضادّة للدروع والتي شهدنا تطّورًا كبيرًا في إعدادها وطرازاتها، وأهمها كان وجود صواريخ الكورنيت بأعداد كبيرة، إضافةً الى صواريخ RBG – 29  بقذائفها التي توازي القدرة التدميرية للكورنيت، وصار جليًا ما حقّقته الصواريخ المضادة للدروع في شلّ قدرة المدرّعات الصهيونية إضافةً الى تحقيق إصابات عديدة فيها، حتى باتت دبابات الصهاينة تشبه قبرًا متحركًا.
3- الطائرات بدون طيار والتي ظهرت بثلاثة طرازات، استطلاعي وهجومي وانتحاري، وأرسَت معادلة جديدة وضعَت منظومة الإنذار المبكر الصهيونية في حالة استنفار دائمة، وبيّنت هشاشة هذه المنظومة في قدرتها على اكتشاف مسار هذه الطائرات.
4- القتال الأرضي في الدفاع والهجوم وتنفيذ عمليات خاصة خلف الخطوط، ضمن سلسلة من الإبداعات التي بدأت مع عملية التسلّل الى القاعدة البحرية في زيكيم وخلال عملية صوفا وعمليات الدفاع الرائعة عند مشارف حي الشجاعية وأسر الجندي الصهيوني شرق حي التفّاح، وصولاً الى عملية اليوم خلف الخطوط شرقي بيت حانون.
منذ الأيام الأولى للعدوان على غزّة أعلنت فصائل المقاومة أنّ هذه المعركة سيكون توقيت انتهائها بيد المقاومة، وهي التي ستتحكم بمجريات الميدان وهذا ما يحصل فعلًا، فماذا يجري أثناء العمليات الهجومية التي تنفذها المقاومة وأثناء عمليات الالتحام؟

- بالنسبة للعمليات الهجومية، فقد نفذّت المقاومة العديد منها أهمها عمليتي زيكيم البحرية التي نفذتها مجموعة من الضفادع البحرية واستهدفت القاعدة البحرية التي تبعد عن شاطئ غزة حوالي 2.5 كلم، وعملية صوفا التي استهدفت تجّمعًا من بضع آليات.
- بداية العمليات البريّة كانت باتجاه حي الشجاعية، وقد سبق هذا التقدّم الصهيوني تمهيد ناري من الطائرات والمدفعية، حيث وصلت وتيرة الرمي الى 8 قذائف في الدقيقة وهي وتيرة كبيرة جدًا على حيّ كحي الشجاعية، ما أدّى الى حدوث مجزرة في صفوف المدنيين.
- 14 جندي صهيوني سقطوا قتلى بنيران المقاومين ضمن بقعة اشتباك في منطقة مفتوحة تضم عددًا قليلًا من المنازل، إضافةً الى عشرات الجرحى بينهم قائد لواء غولاني غسّان عليّان.
- سريتان من القوات الخاصّة الصهيونية من عديد لواء غولاني، بدعم من سرية ميركافا، تقدمتا باتجاه حي الشجاعية بثلاثة أنساق هجومية.
- دقائق وانفتحت بوابات الجحيم بوجه القوة المتقدمة، حيث فجّر مقاتلو المقاومة عددًا من العبوات البرميلية لإجبار القوة على سلوك طرقات إجبارية تم إعدادها مسبقًا، وتكونّت من مجموعات قنص ليلي وألغام مضادة للدروع ومجموعات قتالية صغيرة كَمَنت في حُفَر فرديّة مموّهة جيدًا.
- وقعت القوّة الصهيونية في نيران أفراد المقاومة وعبواتهم الناسفة.
- التدبير الذي لجأ اليه المقاومون كان الاقتراب من الجنود الصهاينة والالتحام  بهم لحرمانهم من أي دعم ناري من وحدات المدفعية أو الدبابات.
- العبوات اللاصقة كانت أحد أساليب المقاومين، حيث يمكن القول إنهم لامسوا ناقلات الجنود وألصقوا فيها عبواتهم اللاصقة، قبل الابتعاد قليلًا حتى تنفجر، ثم عادوا اليها ليفتحوا الأبواب الخلفية للناقلتين ويقتلوا كلّ من فيهما بالقنابل اليدوية ونيران البنادق الآلية.
- الانكفاء السريع للمقاومين في بقعة الاشتباك لإتاحة الفرصة لقنّاصة المقاومة باصطياد المزيد من الجنود، مع استخدام قذائف الهاون من الأعيرة المتوسطة على أماكن تواجد القوّة الصهيونية.
- ملاحقة القوة المنسحبة بالنار من ثلاثة اتجاهات لتكبيدها أكبر عدد من الخسائر.
- اعتماد أسلوب جذب القوّات الصهيونية الى بقعة الاشتباك، وهو أسلوب يتغيّر بشكلٍ دائم ومختلف باختلاف بقعة الاشتباك.
- اعتماد شبكة كبيرة ومعقدة من الأنفاق التكتيكية والاستراتيجية لا حدود لها لتحقيق عامل التخفي، وهو الأمر الذي أشار اليه الكثير من جنود العدو بأنهم يتعرضون للنار ولا يشاهدون مقاتلون يتحركون.
إشارة الى أنّ هذه الأنماط من القتال تتطلّب إرادة قتال عالية، وتدريبًا من نوع خاص وهذا ما فعلته المقاومة في فلسطين.
وبالرجوع الى شهادات الخبراء الصهاينة حول ما حصل في الشجاعية، فمن المهم الإشارة الى ما قالته البارحة مجموعة من الخبراء على شاشة القناة الصهيونية الثانية:
- التشابه الكبير فيما اعتمدته القوات الصهيونية في الضاحية الجنوبية في لبنان من حيث قوّة القصف الجوي والمدفعي بهدف خلق حالة الصدمة والهلع، لتشكيل ضغط على المقاومين والتأثير على معنوياتهم وإرباك قدراتهم القتالية عبر إحداث أكبر قدر من الدمار والشهداء.
- التشابه الكبير في أساليب القتال بين مقاتلي المقاومة اللبنانية في بنت جبيل ومقاتلي المقاومة الفلسطينية في الشجاعية.
- اعتراف قادة جيش العدو بأنّهم لم يشهدوا قتالًا قاسيًا ومؤلمًا ومكلفًا منذ تأسيس جيش العدو كما حصل في مشارف الشجاعية.
هي بقعة جحيم واحدة في أرض محدودة وفي منطقة مفتوحة، أدّت الى ما أدّت اليه من الخسائر، فماذا سيحصل في حال قرّر الجيش الصهيوني الدخول في معركة برّية واسعة؟
قد يكون ما قام به الجيش الصهيوني عملية استطلاع بالنار، ولكنها بالتأكيد عملية مكلفة جدًا عليه وعلى معنوياته وعلى الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني.
وإن كان هناك من يقرأ هذا الكلام من الصهاينة، فإنّنا نقول لهم وعلى لسان المقاومين في فلسطين: لم تروا شيئًا بعد، وما زال بانتظاركم مفاجآت كثيرة وإبداعات أكثر.. تقدّموا يا بني صهيون، ماذا تنتظرون؟
*ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية)
سلاب نيوز

RELATED

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: