Tuesday 2 September 2014

Who is lying to his people .. Netanyahu or Mashaal? من يكذب على شعبه .. نتنياهو أم مشعل؟؟


كنت سأفاجأ فعلا لو أن خالد مشعل قال من الدوحة شيئا تنفصل فيه الثورة عن الثروة وتخرج من جسده الدماء الفاسدة التي تجري في عروقه فيفصدها بكلام جارح عن الحق والحقيقة والفضل والعرفان .. ففي مشعل التصقت قيمة الثورة بالثروة واختلطت حروفهما وتداخلتا وتبادلتا الأنخاب والكؤوس فجلست الثروة مع الثورة على مائدة واحدة ونامتا في فراش واحد وعلى مخدة واحدة .. ولم تستيقظ الثورة من سهرة الأمس حتى أكلت الثروة الثورة كما أكلت أبقار فرعون القبيحة في المنام الأبقار الحسنة المنظر ..
وكنت سأضطرب كما يضطرب طبيب أخطأ في تشخيص علة مريض وأعطاه عقارا خاطئا لو أن مشعلا بدا شهما شجاعا يفي الديون التي في عنقه .. لكنني أحمد الله أن مشعل لم يخذلني وكنت على صواب منذ أن قلت ان دمه فاسد وأنه راع كذاب ..

وأحمد الله على أن اسماعيل هنية لم يخذلني أيضا ولم يسدد طعنة لاي كلمة قلتها بحق هذا الرجل الوضيع الرضيع الذي لن تنساه ذاكرة الشرق والعالم في مشهد الذل وهو ينحني على ركبتيه كرضيع الناقة يقبل يد قاتل الشعوب العربية .. راسبوتين الشرق الرهيب .. يوسف القرضاوي .. وأثبت هنية أنني كنت على صواب وأنني قرأت جينات خلاياه ..

ولكن وفيما أنا اتابع تصريحات هذين المراوغين كنت أمسك قلبي بيدي خوفا من أن يحاول أحدهما المرور ولو بسرعة على سورية لقول شيء فيه غزل ما للشعب السوري وجيشه أو للتودد من القيادة السورية فيخلخلان نظريتي في الدماء الفاسدة .. لأن مدائح الأوغاد للكرام فيها ذم وقدح وانتقاص مثل ان تنال شهادة حسن سلوك وأخلاق من مومس أو وثيقة طهارة من قوّاد .. أو أن يمنحك الجاسوس الاسرائيلي عزمي بشارة شهادة في الوطنية أو يرسل لك القرضاوي صك غفران لذنوبك .. لكن العناية الالهية أكرمتني واكرمت الشعب السوري في أن العار لم يصل الينا .. وبأننا نجونا من هذا التلوث .. ومن قبلة يهوذا ..

في الحقيقة لست أنتظر من الثائر أن يتحول الى ديبلوماسي ولا أن يمارس طقوس المجاملات والمدائح والتدبيج وفرش السجاد الأحمر واهداء الزوار ربطات العنق وقوارير العطر .. ولكن لايهينني الا الثائر الذي يخاطب العالم كله وقد نسي أهم شيء .. وهو أن يخاطب شعبه ويصارح شعبه كما يصارح الابن اباه وأخاه ..
الثائر في قضية من نوع القضية الفلسطينية يصارح شعبه بكل شيء ودون الوقوف بجانب أي جدار سياسي ليتقي اللوم ورصاص النقد والعتاب .. ينقل لشعبه بصراحة وشفافية كل آلام الثورة وأحلامها .. ولايوارب وهو يحكي عن خيبة أمله من انشغال أردوغان مثلا بحفلات ومهرجانات التنصيب السلجوقية واصراره على كسر حصار المطارات والموانئ الاسرائيلية في أحلك فترات الحرب .. ولايخفي الثائر خيبة أمله من استمرار استضافة السفير والديبلوماسيين الاسرائيليين في تركيا .. والثائر يصارح شعبه ومقاتليه بشعوره بالمرارة من ازدياد سفر الاسرائيليين الى تركيا التي كانت ملاذا للهاربين من الحرب ..

لماذا لايقول خالد مشعل لشعبه أن الطائرات التركية وسفن الركاب كانت تعود محملة بالاسرائيليين الى استانبول بالآلاف في جسر جوي وبحري معاكس للجسر الجوي الذي تلا حرب تشرين عام 73 .. ففي عام 73 مد الاميريكيون جسرا جويا لانقاذ اسرائيل من الانهيار وحقنوها بالسلاح والذخيرة .. وفي عام 2014 مدت تركيا جسرا جويا وبحريا الى خارج اسرائيل لاخلاء المذعورين الاسرائيليين نحو تركيا لاستضافتهم ريثما تنتهي الحرب والذين شوهد الآلاف منهم يستجمون في ظلال قصر يلدز بانتظار أن ينتهي لواء غولاني وطائرات اسرائيل - التي تدربت بالتنسيق مع قوات اردوغان في أجواء تركيا - من مهمة تدمير غزة ولتتفنن القاذفات في اظهار براعتها في فنون قصف المدن والابادة .. غير أن أردوغان كان يستشيط ويثير الغبار لأن معبر رفح لم يفتح كما فعل هو وفتح معبر استانبول للاسرائيليين الهاربين من صواريخ غزة .. ان مشعل هنا كان يكذب على شعبه ..وليس نتنياهو ..

لم يقل مشعل لشعبه الفلسطيني كيف ان العربان الذين شمروا عن السواعد في قطر والسعودية لتدمير شعوب جمهوريات عربية كاملة بأطنان الذهب والمال والسلاح لم يقدموا شيئا لفلسطين في محنتها في غزة سوى نصف ورقة مكتوبة بحبر رديء وكلام رديء .. ولم تقم الجامعة العربية بدعوة زعماء العرب لطلب حظر جوي .. ولم يقل مشعل لشعبه أنه مذهول من تلكؤ الاسلاميين في نصرة غزة .. ومن استحالة توجه جهادي واحد مهاجر الى غزة .. ولم يقل لهم انه مذهول من أن بعض الاسلاميين داسوا على علم فلسطين في شوارع الثورة السورية في ذروة الحرب على غزة مثلما كان المستوطنون يفعلون بالضبط في ذروة حنقهم على غزة .. ولم يقل لشعبه ان الثوار السوريين خوّنوا الغزاويين لأنهم قاتلوا .. ماذا كان سيكلف التنظيمات الدينية في سورية أو الاردن أن تهاجر الى حدود فلسطين للرد على اسرائيل؟؟ .. صدقوني بعض التنظيمات الاسلامية تفصلها عن ارض فلسطين مسافة 40 دقيقة سيرا على الأقدام اذا سارت من الحدود السورية أو الأردنية ..لكن الاسلاميين يطيرون من استراليا عشرين ساعة للوصول الى سورية للجهاد ضد شعبها وليس الى غزة .. ان مشعل كان يكذب على شعبه ..وليس نتنياهو ..

وفي قلب محرقة غزة لم نفاجأ حتى من سرقة الصواريخ السورية والايرانية علنا ونسبها لمهربي الصحراء ولثوار ليبيا .. فقد خرج أسامة حمدان (ذيل مشعل في لبنان) في أتون المعركة بتفسير ان صواريخ غزة ليست منة من أحد بل هي صناعة محلية .. وأن صواريخ غراد هي ماأهداها ثوار ليبيا لغزة .. والبعض من فريقه همس ان محمد مرسي هو من هرّب الصواريخ خلال سنة من حكمه ومن معبر رفح !! .. رغم ان القاصي والداني كان يتمنى على حمدان أن يسأله: أين تمت تجربة الصواريخ ومدياتها التي صنعتها غزة؟؟ لأن السيد احمد جبريل كشف أن عمليات تطوير الصواريخ تمت في الصحراء السورية حيث تمت تجربتها وتحديد مدياتها وأوزان رؤوسها المتفجرة .. بسبب وجود المدى المناسب لاطلاق الصواريخ التجريبية في الصحراء السورية .. ومن هناك نقلت التقنية ونتائج الاختبارات وقطع المصانع والورشات الى غزة ونقلت معها تكنولوجيا صناعة الصواريح لتتجاوز عقدة تهريب السلاح التي تترصدها كل مخابرات المنطقة بما فيها المخابرات العربية .. ربما يقول لنا اسامة حمدان اليوم ان التجربة تمت في صحراء النقب أو في سيناء أو قرب قاعدة العيديد او في صحراء ليبيا .. أو في شرق الأناضول عند قاعدة انجرليك .. وربما في الأنبار عند ابي بكر البغدادي .. وربما في الربع الخالي "لأبو متعب" باشراف العرعور .. أو صحراء نيفادا باشراف جون ماكين !! .. لكن مشعل كان يكذب على شعبه .. وليس نتنياهو ..

نتنياهو لم يكذب على شعبه يامشعل بل أنت من كذبت وتكذب على شعبك .. وأنت الذي لاتصارح شعبك .. نتنياهو مجرم ولكنه لايقول لشعبه ان السعودية وقفت ضده ولا قطر ولاتركيا بل ان الرجل صارح شعبه بأن علاقة اسرائيل بالسعودية ودول الاعتدال ومنها قطر تعززت في حرب غزة كثيرا .. وبأن تركيا لاتنوي فك علاقتها باسرائيل ولا الضغط عليها .. وبأن ايران وسورية كانت لهما اليد الطولى في فشل الهجوم على غزة .. وبأن حسن نصر الله يتابع الحرب لحظة بلحظة وبكل تفاصيلها لأنه وعد انه لن يترك غزة تخسر الحرب وهذا معناه أنه في لحظة حاسمة فسيدخل الحرب ..ولكن مشعل كذب على شعبه ولايزال يكذب ..وليس نتنياهو من كان يكذب ..

الشعب الفلسطيني يستحق أن تكون له لجنة فينوغراد تحقق في كذب القيادات "السياحية" على القوى الميدانية المقاتلة .. الجمهور الفلسطيني من حقه ان يسأل قيادته عن الخيارات السياسية السابقة لقيادة حماس التي قامت بها وان كانت نفعته في حرب غزة من العلاقة مع تركيا التي تركتهم لقدرهم الى النوم في سرير اسرائيل في الخليج المحتل .. ومن تسليم الأوراق الى اردوغان الى الرحيل عن دمشق الى مناصرة القتلة الارهابيين في سورية ورفع علم الانتداب على الشعب السوري ..

أتمنى من كل قلبي أن يكون هذا الموقف كافيا للأصدقاء والحلفاء في الجمهورية الاسلامية الايرانية للتوقف عن المراهنة على من تعود الطعن في الظهر .. لأنه سيطعن ايران قريبا .. فالرجل لم يعد ثائرا ولكنه صاحب ثروة من العلاقات الشخصية والعقود التجارية التي لن يفرط بها ولو وضعت السكين على عنق كل فلسطين وايران وسورية وحزب الله .. وهو في مرحلة اقرب مايكون الى الاقامة الجبرية في قطر بسبب تعلقه بميزات النعيم والمال .. علاوة على أنه وقع في الفخ الذي وقع فيه الراحل ياسر عرفات .. فالشهيد عرفات حوصر في المقاطعة بسبب خيارات خاطئة وتخلى عن أوراق قوة كانت لديه ..ولم يكن لديه القدرة على الخروج من سجنه .. ومشعل ليس مثل ياسر عرفات طبعا لأن عرفات حوصر في وطنه .. أما مشعل فانه محاصر اليوم في جزيرة تبعد عن وطنه آلاف الأميال وهو لايقدر على الخروج من قصره .. وهو محاصر بسبب اغلاق كل الموانئ التي كانت مفتوحة له ولرحلاته الثورية .. فمصر ودعته الى الأبد .. والأردن لايجرؤ على ان يسمح له بالمرور لشرب فنجان قهوة .. وسورية كسرت الف جرة بعد رحيله وأغلقت ملفه وملف حماس بالشمع الأحمر .. وبالطبع هو غير قادر على احراج تركيا بالنزول ضيفا عليها والتي أبلغته سلفا أنها سترفض قطعا اقامته فيها لاعتبارات ناتوية لاتخفى على أحد ..

البعض يقول ان ايران وقعت في فخ خالد مشعل وجماعته من جديد وهو يبيع من وقف معه دون خجل .. وهناك من يرسم لها فخا آخر في تركيا ومفاوضات الملف النووي وعليها الاستفادة من درس خالد مشعل في الكذب .. فهناك من يقنع ايران أن تركيا يمكن ان تتغير وأن الصبر معها مجد وان الأتراك سيستوعبون الدرس .. ولكن الأتراك تبين ان كلام ليلهم يمحوه داعشهم .. وأنهم يناورون بداعش وغيرها حتى يتمكنوا من فتح ثغرة في جدار المقاومة .. وهناك من يقول ان هناك من يستدرج ايران الى مفاوضات ماراثونية لحل ملفها النووي ويستمهلها في اقرار الاتفاق .. لكنه في نفس الوقت يعبث بأمن ايران وأمن حلفائها بانتظار أن يحدث خلل ما في جدار الصد ..

الحقيقة لم يفاجئني مشعل بل ان مافاجأني هو أن لا يتوقع الايرانيون عضة هذا الثعبان لأنه بعد كل الرعاية التي قدمتها له ايران اختصر كل شيء بعبارة (شكرا لتضامنها) .. مثلها مثل موقف مدغشقر التي تضامنت معه .. ولاأدري هل الديبلوماسيون الايرانيون كانوا لايعلمون أن مشعل ماهو الا سفير تركيا في فلسطين ..وثعبانها

قديما قالت العرب مثلا شهيرا للدلالة على الحماقة وهو ان فلانا أحمق من جحا لأن جحا ضرب به المثل بحماقته .. واليوم يستحق خالد مشعل بعد العضة الثانية للمقاومة وايران ولسعته لشعبه أن يضرب المثل بمشعل للخيانة والكذب .. فيقال: فلان أخون من مشعل .. أو فلان أكذب من مشعل .. ولكن لايوجد هذا الفلان .. ولن يوجد .. وسيبقى نتنياهو العدو الصادق مع شعبه .. ومشعل الثائر الذي كذب على شعبه
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: