Sunday 13 November 2016

أيتام هيلاري كلينتون .. من معارضة الى عصف مأكول

بقلم نارام سرجون

عندما سقط حكم الرئيس صدام حسين .. اخترعت المعارضة العراقية مصطلح (أيتام صدام) وكانت تقصد به العراقيين المستفيدين من حكم الرئيس العراقي او الموالين له .. وكانت في التسمية روح التفي والاهانة والاحتقار .. وكذلك عندما سقط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي .. تم استعمال نفس المصطلح .. أيتام القذافي .. من قبل المعارضة الليبية التي استولت على البلاد والعباد .. وفتكت بأيتام القذافي كما قالت ..

اليوم رحلت ادارة أوباما وسقطت ماما هيلاري سقوطا حرا وهي التي كانت تطبق فتوى ارضاع الكبير بحذافيرها لأنها أضفت الشرعية على المعارضة السورية التي احتضنتها .. كما تضفي المرأة شرعية على خلوتها بالكبار بارضاعهم وفق فتوى شهيرة سعودية جعلت المسلمين مثار سخرية الدنيا بأسرها .. لتكون هيلاري أمّ المعارضين السوريين بالرضاعة ..

ماما هيلاري كانت تجتمع مع المعارضين السوريين وتعدهم بمفاتيح دمشق التي في حقيبتها اذا مانفذوا تعليماتها بحذافيرها فكانوا يتسابقون لنيل شرف التقاط الصور معها .. وكل واحد يعتبر ان ظهوره في الصورة الى جانب هيلاري يعطيه المجد والشرعية كمن تلقى رضعة من أثداء الشرعية الدولية المتمثلة بوزيرة خارجية (خير ديمقراطية وشرعية أخرجت للناس) لتكون أمه بالرضاعة .. وكان موقع المعارض في الصورة يدل على قوته في الشرعية وخاصة الشرعية الثورية منها .. فكلما اقترب في الصورة من ماما هيلاري فانه سيكون أكثر حظا وحظوة وشرعية .. وحجز له مقعدا في سورية الجديدة وكرسيا في قصر الشعب أو في وزارة من الوزارات السورية .. وكان المعارضون واحدهم مثل ابي رغال الذي تبرع لجيش أبرهة بأن يكون دليله في الصحراء الى مكة .. وعندما رحل أبرهة مهزوما ألقت العرب القبض على أبي رغال وقتلته ثم دفنته حيث قتل .. وبقي مكان دفنه يرجم حتى اليوم في كل موسم حج حيث يرمي العرب الجمرات .. حيث طمر جسد أبي رغال .. الذي صارت خيانته رمزا للشيطان عند العرب والمسلمين ..

اليوم رحلت ماما هيلاري .. وبقي أولادها المعارضون أيتاما .. لن تنفعهم الصورة التي التقطت معها .. ويمكنهم ان يبلّوها بالماء أو ببول البعير ويشربوا نقيعها .. ويمكنهم أن يورثوها الى أولادهم الذين سيهيمون في الأرض ولن يعيشوا في سورية طبعا لأنهم سيدفعون ثمن خيانة آبائهم وأمهاتهم في المنافي الأبدية .. ويمكن للمعارضين أن يضعوا الصورة على قبورهم أو يدفنوها معهم في قبورهم علها تفيدهم في الآخرة طالما انها لم ولن تنفعهم في دنياهم .. فربما تنفعهم شفاعتها أكثر من شفاعة النبي الذي باعوه وباعوا المسجد الأقصى الذي اسري به اليه ليلا .. لأن النبي – والله أعلم – لايقدر أن يشفع لهؤلاء الذين باعوا دينهم ونبيهم وأرضهم واخوانهم من أجل هيلاري وسلطتها وتسببوا في موت عشرات الآلاف من الابرياء وتهجير مئات الآلاف .. من أجل صورة مع ماما هيلاري .. فربما تنفع شفاعة هيلاري حيث تحترم السماء من كانت أمه اميريكية شقراء اسمها هيلاري .. فخياركم في الأرض خياركم في السماء كما سيفتي مفتي الاسلاميين يوسف القرضاوي الذي أفتى أن النبي لو عاد لوضع يده في يد الناتو .. وربما كان النبي سيبيع المسجد الأقصى في البورصة وينقل الكعبة الى الدوحة .. أو يضعها بيد تمثال الحرية الأميركي ..

الحقيقة أن هناك ايتاما لانهاية لهم في المعارضة السورية .. فهناك الى جانب أيتام اوباما وهيلاري هناك ايتام حمد بن خليفة .. وهناك أيتام الملك عبدالله بن عبد العزيز .. وهناك ايتام ساركوزي .. وهناك ايتام ديفيد كاميرون .. وهناك ايتام محمد مرسي .. وهناك أيتام داود اوغلو .. وايتام سعود الفيصل وايتام بندر بن سلطان .. وهناك أيتام قادمون مثل أيتام سلمان ومحمد بن سلمان وايتام اردوغان وايتام تميم وايتام خالد مشعل .. فالمعارضة السورية صارت مثل ميتم كبير يتسع بلا توقف ومليء بالأيتام ..

أيتام الغرب من هؤلاء العملاء هم الذين تسببوا بكل اليتم والأيتام الحقيقيين الذين انتشروا في طول سورية وعرضها .. وستلاحقهم لعنة الأطفال الذين حرموا من أبائهم وأمهاتهم .. من جميع الأطراف التي تحاربت .. فهؤلاء الخونة مسؤولون عن أيتام جميع السوريين وخاصة أيتام المسلحين من الارهابيين الذين أخذوا الى حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل الا لأن أيتام هيلاري واصدقاءها كانوا يريدون السلطة والجاه والحكم لخدمة هيلاري وشعبها وحزبها .. فأخرجوهم من بيوتهم ومن بين اطفالهم ليموتوا بعيدا عنهم .. تحت راية سعودي وتونسي وقطري وليبي وتركي ..
كم تأملت في صور هؤلاء العملاء وهم يتسابقون للوقوف الى جانب هيلاري مبتهجين يباهون بأمهم الشقراء .. وكم تساءلت عن ضميرهم عندما مرت بي صور سيدات باكيات فقدن أولادهن واخوانهن وأزواجهن في أثناء خدمتهم في الجيش العربي السوري واستشهدوا ولم يعودوا .. وتذكرت هؤلاء الخونة من أيتام هيلاري عندما زارتني سيدة بسيطة من ريف دمشق تبكي بحرقة لتقول لي ان زوجها وابنها وازواج بناتها الثلاثة وأخاها التحقوا بالثورة التي حرض عليها أيتام هيلاري .. وجميعهم قتلوا .. وكلهم قتلوا بعيدا عن بيوتهم .. واحد في ادلب وآخر في حمص واثنان في دوما وآخران في القلمون .. وبقيت مع بناتها الثلاث وزوجة أخيها من غير معيل مع قافلة ضخمة من الأطفال الأيتام .. لأن أصدقاء هيلاري دفعوا بهم الى الموت المجاني دون اعتبار لحياة واحد منهم من أجل أن يحلوا مشاكلهم ويثبتوا لهيلاري ان لهم جيشا قادرا على احتلال دمشق .. ولكنهم لم يتذوقوا ماتذوقه الفقراء من المغفلين والمغرر بهم والمسروقين الى حلم الخلافة ودولة الشريعة ..

ماما هيلاري رحلت .. أمّ آباء الرغال رحلت وتركت أيتامها .. وهم أسوأ الأيتام على الاطلاق .. فتبعثروا كما لو ان طيرا أبابيل .. رمتهم بحجارة من سجيل .. وجعلتهم كعصف مأكول ..

أم آباء الرغال رحلت .. وتركت لنا جيشا من أيتامها لنرجمهم الى يوم الدين .. لأنهم يستحقون الرجم .. فقد آن للشيطان أن يخلي مكانه لهم .. وآن لأبي رغال أن يترجل عن مكانه كرمز للشيطان والخيانة .. ففي زمن أيتام هيلاري .. لايجب أن يرجم الشيطان بل أن يرجم الأيتام العملاء والخونة حتى يصيروا كعصف مأكول ..


RELATED VIDEOS

RELATED ARTICLES


Related articles

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: