Friday 24 February 2017

ما المفاجآت التي خبأها السيد نصرالله..؟



السبت 18 شباط , 2017 22:41

إيهاب زكي – بيروت برس – 

لم يعد من المبهر أو الصادم اكتشاف التحالفات العربية “الإسرائيلية”، بل أصبح تخوين أصحاب هذه التحالفات بحد ذاته خيانة وطنية، كما أمست التبعية لهذا الكيان حكمة تمليها الضرورة، والفضل في الوصول لهذا الدرك يعود للنفط حصرًا، وكما تعامل الإعلام النفطي مع خطاب السيد نصرالله في يوم سادة النصر، بأنه يمثل خيانة للوطن والمواطن اللبناني، فما علاقة لبنان وما الضير الذي سيلحق بالمواطن اللبناني إن كان هناك حلف إماراتي “إسرائيلي” أو سعودي “إسرائيلي” أو عربي “إسرائيلي”. وأينما وجدت عربيًا أو مسلمًا ينادي بالتطبيع مع هذا الكيان لا بد وأن تجد أنه مدفوع نفطيًا، أو أقله ذو خلفية نفطية، فهذا مثلًا يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي في السودان يدعو حكومته لإقامة علاقات مع “إسرائيل”، وهو حزب سلفي لكنه يوصف بـ”السلفية المخففة”، ورئيسه خريج جامعة محمد بن سعود في أبها، وهو يعتبر أن السودان خسر ماديًا ومعنويًا من معاداة “إسرائيل”، كما رحب بزيارة الكيان إذا دعاه للزيارة، وهو يؤصل لهذه الخيانات شرعيًا وفقهيًا.

ومن هذه الأمثلة ننطلق بالقول، بأن السيد نصرالله كما يبدو وحيدًا في مواجهة هذا الإعصار الصهيوني، إلا أنه رجلٌ بأمة، فما الفائدة التي ستجنيها “إسرائيل” من كل هذه الجهات دولًا أو أفرادًا أو منظمات وتنظيمات، مقارنةً بترويعٍ واحدٍ يزرعه السيد نصرالله في عقلها وقلبها. فالسيد نصرالله بخطابٍ واحدٍ قادر على طي آلاف الصفحات الكاذبة من تطمينات حكومة العدو لجمهورها، وخطابٌ واحدٌ قادر على أن تقوم هذه الحكومة بإلقاء كل مخططاتها للعدوان على لبنان في أقرب سلة للمهملات، وفتح الخزائن والعقول لإعادة رسم مخططات تتناسب مع ما أحدثه الخطاب من ترويع، ومن المفارقات الطريفة أن هذه الخطابات تساهم باستنزاف خزائن النفط أيضًا، من خلال المساهمة في تحديث الخطط الصهيونية، وإطلاق الأقلام والألسن عبر القنوات والصحف ومراكز الأبحاث للنيل من شخص السيد نصرالله، ولكن كل هذا الإحداث اللفظي لن يساهم إلا في إشباع رغبات الغوغاء، وهذا ما لن يكون له اي تأثير على أي قدرة ميدانية قتالية أو سياسية للحزب.

وخطاب سادة النصر للسيد نصرالله دليل واضح على وهن الكيان الصهيوني، كما أنه دليل قاطع على أن السيد نصرالله يوازي بحد ذاته عشر فيالق للحرب النفسية، وأثبت أنه قادر على أن يجعل من الأمر الطبيعي مفاجأة صادمة، فكيف سيُسخّر المفاجآت الحقيقية. فقبل سنوات قال السيد نصرالله “لا توجد منطقة في فلسطين المحتلة خارج نطاق صواريخنا”، وقال أيضًا “ليعلم العدو أن الحرب القادمة في حال وقوعها، ستكون بلا سقف وبلا حدود وبلا خطوط حمراء”، ومن الطبيعي الاستنتاج من هاتين الجملتين أن مفاعل ديمونا لن يكون خارج نطاق الاستهداف، ولكن اجتماع ما يمثله السيد نصرالله من هاجسٍ مرعب في العقلية الصهيونية، مع صدقه وجرأته وقوة شكيمته، يجعل من عاديّاته مفاجآت لمجرد تغيير صياغة الجملة أو المفردات، وسيعمد العدو تحت وقع هذه الصدمة لأن يسخر كل طاقاته في محاولة لاستكشاف هول ما يحتفظ به السيد من مفاجآت، فإذا كان ما سيلي خارج نطاق المفاجآت، فما طبيعة تلك المفاجآت:
1-    استهداف حاويات الأمونيا في حيفا.
2-    استهداف السفن الناقلة لمادة الأمونيا.
3-    استهداف مفاعل ديمونا.
4-    صواريخ تطال كل نقطة في فلسطين المحتلة.
5-    إمكانية الدخول إلى الجليل.
6-    استهداف سلاح البحرية.
7-    تدمير أغلب ألوية جيش العدو في حال الدخول برًا إلى جنوب لبنان.
8-    القدرة التدميرية العالية لصواريخ الحزب.
9-    حصار بحري على كيان العدو.
10-    معادلة مطار بيروت مقابل مطار “بن غوريون” وبيروت مقابل “تل أبيب”.
ناهيك عن تلويح السيد من قبل بإمكانية امتلاك منظومة دفاع جوي، وذلك حين دعا الحكومة اللبنانية للتصدي لاختراقات سلاح الجو الصهيوني، وإلا سيكون الحزب مضطرًا للتصرف، لذلك إن سؤال المفاجأة أو المفاجآت التي يحتفظ بها الحزب دون كل ما سبق مما دخل دائرة التوقع، كفيل بقضّ مضاجع ذلك الكيان بقده وقديده.

ويبدو أنّ لهذا السؤال إجابة واحدة لا سواها، وليست هذه الإجابة تحمَّل السيد نصرالله وحزب الله ما لا طاقة لهما به، حين نقول بأنها حرب إزالة الكيان، وقد تكون المفاجأة الأولى أنها ليست حربًا ثنائية، بل ستكون حرب الجبهات المتعددة، الجبهة اللبنانية والسورية والجبهة الجنوبية في غزة مع مشاركة إيرانية، وهذا  يقود إلى طبيعة المفاجأة الثانية وهي حرب الزوال، رغم أن السيد نصرالله لم يقل ذلك، وأنا شخصيًا لن تفاجئني هذه المفاجأة، حيث يبدو الكيان الصهيوني في هذه اللحظة كلاعب الشطرنج الذي يعتقد يقينًا بانتصاره لكثرة ما أطاح بأحجار الخصم، لكنه يتفاجأ بالعبارة المميتة والقاضية “كش ملك”، فـ”نتن ياهو” يتفاخر بأنّ كيانه في نظر العرب لم يعد عدوًا بل حليفًا، وهذا ما يجعله يظن بانتصاره، وكل أولئك الملوك والأمراء والرؤساء على رقعة الشطرنج العربية أصبحوا في قبضته، ولكن لا زال هناك لاعبٌ مقتدرٌ يتربص به التوقيت المناسب، ليفاجئه بـ”كش ملك” وذلك هو محور المقاومة.


Related Videos

Related Articles

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: