Thursday 25 May 2017

نارام سرجون: هل يهتز عرش الرب وتهتز من تسمى خير أمة ؟؟ الأصنام تكسر النبي



تاريخ النشر : 2017-05-23 12:40:11

وكالة أوقات الشام الإخبارية

نارام سرجون

مهما تحدثنا عن زيارة ترامب الى السعودية فلن يجدي الكلام والشرح فلن يهتز عرش الرب ولن يهتز شعب الرب الذي اختاره ليكون خير أمة أخرجت للناس .. فالرئيس الأميريكي ترامب كان في مهمة سلب ونهب للمال السعودي والخليجي واستيلاء على مفاتيح خزائن قارون التي جرها خلف طائرته وطار .. بل ونهش ترامب اللحم السعودي حتى انكشف العظم العربي ولعقه بلسانه الى أن جرّده من كل لحم .. ولذلك ليس مهما أن نقول للشعب في نجد والحجاز أي حقيقة طالما أنه لايثور منذ مئة سنة وطالما أنه قبل أن يحكمه بضعة آلاف أمير يبذرون كل ثروته بشكل خرافي وهو لايقدر الا على تصنيع مجاهدي القاعدة الذين يقتلون انفسهم وينتحرون خارج المملكة وفي كل مكان .. الملك وابنه يتصرفان وكأن من يعيش في نجد والحجاز هم فقط بضعة ملايين من الأصنام التي لاتضر ولاتنفع .. فلايبدوان مكترثين بردة فعل الشعب ولايعنيهما ان يقول أحد ان هذا الفحش في التبذير في المال والتبذير في العدوانية والكراهية والقتل رذيلة من الرذائل الشيطانية .. ولايهمهما أن تصبح اسرائيل في خطاب المسلمين ضحية من الضحايا كما كل ضحايا العرب .. فليس على أرض الجزيرة الا تماثيل لاتضر ولاتنفع ولاتغضب ولاتنفعل ولاتثور ..


ليست الاهانة فقط في تلك السرقة العلنية بموافقة الملك وابنه .. ولكن الزيارة كان لها طابع الصلف والاستعلاء واحتقار الآخر وعدم احترام معتقده وأبسط مظاهر دينه .. فالكلام المعسول والمجاملات الخطابية للشعب العظيم شيء بروتوكولي ومطلوب .. وقول غير ذلك هو في غير محله خاصة اذا كنت جرار العسل تندلق في بلعوم ترامب وبلعوم الشركات الاميريكية .. ولكن في كل ثقافة تبقى القيم الثقافية والمعتقدات شيئا لايمكن المساس به او المساومة عليه بل ينهض الغضب اذا لم تحترم .. الا أن السعوديين لم يكن يعنيهم الا حماية العرش الملكي .. حتى وان اهتز عرش الله .. واهتز قبر النبي .. وقلبه ..

ولاأدري ماهي الحكمة من اصطحاب ترامب لزوجته وابنته الى الأراضي الاسلامية المقدسة وهما سافرتان ولن تكون باستقبالهما اي امرأة أو أميرة الى جانب الملك طالما أنهما لن تلتزما حتى بالحد الادنى لآداب وتقاليد الثقافة التي تسود تلك الأراضي سواء كانت التقاليد صحيحة أم خاطئة .. فالمفروض أن نساء العرب في الأراضي المقدسة يلتزمن بالاحتشام وغطاء الرأس ..

والمفروض أن الدولة التي تفرض الاحتشام على شعبها لأنها خادمة الحرمين الشريفين يجب أن تلتزم به وتلزم به أي زائرة للأراضي المقدسة مهما كانت عقيدتها .. بوذية أو هندوسية او يهودية أو مسيحية أو ملحدة .. خاصة في حضرة الملك الذي يمثل نظريا ذروة الاسلام وولي امره – كما يدعي – وهو مسؤول عن حماية العقيدة وتراثها وطقوسها وكل تفاصيلها تماما كما ان ملكة بريطانيا مسؤولة عن حماية الكنيسة الانغليكانية بالعرف الملكي البريطاني ..

لكن الملك والأسرة المالكة كان مايؤرقهم أن يحموا العرش وأن يضربوا بكل شيء في سبيل العرش .. ولذلك تغاضوا عن كل الاهانات الرمزية التي جاء بها ترامب .. فلايزال سبب احضار ترامب لزوجته وابنته الى بلد محافظ لايفهم الا على أنه كان بذلك يمعن في اهانة العرب والمسلمين وهو يقول في رسالته: انني في أرض الحرمين الشريفين ولكني أتحدى العرب والمسلمين في عقر دارهم وبقرب قبر نبيهم .. سأرمي بحجاب المسلمين في حضرة نبيهم تحت قدمي .. ولم تعن ايفانكا ولاميلانيا حتى بوضع غلالة من قماش أو وشاح خفيف جدا شفاف في حضرة الملك أو في تجولها في المملكة قرب مرقد النبي والصحابة ..ولكن ترامب في المقابل عندما ذهب ترامب الى اسرائيل احترم مع عائلته العقيدة اليهودية وطقوسها وتفاصيلها الى أكمل وجه ..

بل واضطر الى لبس القلنسوة اليهودية السوداء على رأسه الأشقر امعانا في التواضع والالتزام باحترام عقيدة الآخر .. كما ان ايفانكا التي لم تكترث حتى بوضع وشاح خفيف على رأسها في أرض المسلمين المقدسة لم تظهر في اسرائيل الا وقد غطت شعرها بقلنسوة للاناث احتراما للطقوس اليهودية التي صارت ديانتها .. ولو أنها تصرفت بنفس الطريقة السافرة اللامبالية في اسرائيل لما ظهرت الاهانة للثقافة الاسلامية بشكل فاقع ساطع ..

المسلمون والاسلاميون احتفلوا يوما أن محجبة تركية دخلت القصر الرئاسي في استانبول لتصبح السيدة الأولى .. ولكن عندما داست ايفانكا على الحجاب وغطاء الرأس في الأراضي المقدسة فانهم لزموا الصمت .. واعتبروا ذلك من أبواب فقه المصلحة .. الذي يجيز لولي الأمر أن يفعل مالايغضب الكافر حتى ان داس على استار الكعبة ..
ولو سألتم العرعور عن فتوى ذلك لوجدها وقال لكم ان امرأة لوط وامرأة نوح كانتا كافرتين وهما زوجتا نبيين .. فهو قبل ذلك افتي لأبناء رجال الدين بأن ليس عليهم حرج في ألا يرسلوا ابناءهم للجهاد اذا لم يقبل الأولاد بل الجهاد بل خرجوا للسياحة .. وهذا لايسقط واجب الجهاد عن بقية المسلمين .. لأن ولدي نوح عصياه ورفضا رسالته ولم يركبا معه في الفلك مع الناجين .. فهل يلام نوح على عقوق ولديه؟؟ 
ولذلك فان على المسلمين ارسال ابنائهم للموت في سورية وألا يسالوا المشايخ أو العرعور أو القرضاوي عن سبب غياب أبنائهم عن الجهاد لأنهم مثل ابناء الأنبياء .. ولايحاسب المفتي اذا لم يستجب ابنه للجهاد .. وهذا طبعا يفسر لنا أنه لايوجد اي مفتي أو شيخ واعظ من أولئك الذين يدفعون الناس الى المحرقة الا وأبناؤه بعيدون عن الجهاد ولكل واحد دنياه وحياته المترفة المليئة بالسيارات والنساء والسياحة والمال .. فهو مثل ابن نوح .. وبقية ابناء الناس أغبياء وخرفان ..

الاهانة ليست في احتقار ايفانكا وابيها للمسلمين بل في الأصنام والتماثيل التي رأت وسمعت ولم تحرك ساكنا ولم تتلفظ بعبارة احتجاج .. ان النبي محمد لم يحطم الأصنام الحجرية كما قالوا لنا .. بل حطم الأصنام البشرية التي كانت ترى الباطل وتسمع الباطل ولاتتحرك ولاتثور ولا تمتشق السيوف لتعيد العدل الاجتماعي وتبعد خطر تجار القوافل الجشعين والسماسرة ..ان الأصنام التي حطمها النبي كانت في البشر التي حرك فيها النبي التفكيروحرك الركود في الرؤوس وأوقد الروح فيها وقادها في اعصار عظيم اقتلع الملوك والأباطرة وشيوخ العزى واللات وشيوخ هبل ..

واليوم للأسف فان كل ماأنجزه النبي اندثر .. واعاد شيوخ العزى واللات وهبل بناء الأصنام في نفوس البشر .. وتحول المسلمون الى أصنام .. مليار صنم في العالم الاسلامي.. سرقهم ملك وابنه .. وراعي بقر وابنته وصهره ..وداسوا على شرفهم ودينهم وكعبتهم .. والأصنام لم تفكر ولم تتحرك .. فالنبي الذي كسر الأصنام .. تكسره الأصنام ..

أما آن للنبي أن ينهض من جديد ويحطم الاصنام ؟؟ وأقصد مليار صنم في العالم العربي والاسلامي يصومون ويزكون ويحجون ويحفظون القرآن ومع هذا يسرق منهم مالهم وبيت مالهم ودينهم ومسجدهم الأقصى ويداس على معتقدهم وتجوب ميلانيا وايفانكا أرض الحجاز بشعر غجري مجنون نكاية بعائشة وآمنة وخديجة وزينب ..
يجب أن تتكسر الأصنام وأن يخرج البشر من هذا الحجر الصلد وكأن ساحرا حولهم الى حجارة

يجب أن يأتي من يكسر الأصنام البشرية الصماء البلهاء الخرساء ويقود اعصارا عظيما آخر .. ويقول: جاء الحق وزهق الباطل .. ان الباطل كان زهوقا ..


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: