Pages

Saturday, 18 May 2013

خيارات الأسد الإستراتيجية .. ستغيٍر وجه المنطقة

خيارات الأسد الإستراتيجية .. ستغيٍر وجه المنطقة


أحمد الشرقاوي
عندما يتحول الإرهابيون إلى “معارضة” شرعية
لسنا دعاة حرب، لكننا قطعا لسنا مع السلام المذل الملغوم.. لكن لندع الآن المراهنين على وهم التسوية السياسية من “دون الأسد” يتحدثون عن جنيف 2 المجمع عقده بين 10 و 12 من الشهر القادم، بين “معارضة” المهجر في فنادق الخمس نجوم، و”معارضة” الداخل من مجرمي الجيش الحر (الدراع العسكري للإخوان المجرمين)، وفصائل التكفيريين المنضوين تحت لواء “جبهة النصرة”، وعصابات الإرهابيين القادمين من كل أصقاع الأرض للقتال في سورية تحت راية “القاعدة”.. هذا خيار وضع المتآمرين على سورية في مأزق من أمرهم، ولا يعرفون كيف يتعاملون معه على الأرض ولا كيف يصرفونه في بورصة السياسة. لذلك لا نعتقد أن مؤتمر جنيف 2 أو حتى جنيف 17 يمكنه أن يحل معضلة من هذا القبيل.
لقد كان لافتا هجوم السفير السوري في عمان، الجنرال بهجت سليمان، على الذين يصرون أن لا يكون للأسد دور في مستقبل سورية في المفاوضات المقبلة، وخص بالذكر السعودية وقطر والإمارات وتركية والأردن نفسه الذي يسعى للعب دور أكبر من حجمه، حيث نشر تعليقا لاذعا على صفحته في الـ”فيس بوك” نقلته عنه صحيفة ‘وطن’ الخميس 16 ماي/أيار 2013 حيث جاء فيه: “أمّا أن يصل ببعض المشيخات المحميّات الراسفة في غياهب العصور الوسطى، وذات الأنظمة الملكية العائلية الوراثية الثيوقراطية البدائية، ومعها أبناء وأحفاد أسوأ استعمار قديم على وجه المعمورة، هو المستعمر العثماني الذي تجلبب برداء الدين، ليمتطي ظهور العرب وغير العرب، حتى قال عنه فيكتور هيجو: (العثمانيون مرُّوا من هنا.. كلّ شيءٍ خراب)…الى أن يتجاوزوا جميع الحدود، فهذا أمر جديد.. هؤلاء لا يخجلون بأن يقولوا – ولو مجرّد قول – بأنّه لا مكان للأسد في المستقبل”. ثم أضاف: “أنتم أيّها (….)، الذين لا مكان لكم، لا في الحاضر ولا في المستقبل، وأنتم مجرّد بيادق متفسّخة تتراكض لإرضاء سيّدها ومولاها الصهيو – أمريكي، الذي يقوم الشعب السوري وجيشه وقائده (الذي لا ترون له مكاناً في المستقبل) يقومون بسحق أدوات أسيادكم وأدواتكم، وسوف تلحقون بهم قريباً الى (…)”.
حقيقة متاجرة أدوات أمريكا في المنطقة بما تسمى “المعارضة” السورية ليست جديدة، فقد سبق وأن أكدها الرئيس بشار الأسد في حديثه للإخبارية السورية عندما قال: أن “من يقاتلون على الأرض ليسوا بمعارضة”. وهو ما يعني بالتعريف السياسي، أن المعارضة هي حركة سلمية تمتلك مشروعا بديلا لمشروع السلطة، وعندما تتحول إلى أداة في يد الخارج وتحمل السلاح في وجه الدولة لتنفيذ أجندات مشبوهة ضد شعبها ووضنها تتحول إلى حركة تمرد عنيف غير شرعية.
ومن لا زال لديه شك في حقيقة هذه “المعارضة” بمن فيها معارضة المهجر (إلا من رحم الله) فليرجع لشهادة الرئيس السابق لما يسمّى بـ”الإئتلاف المعارض” معاذ الخطيب، والذي فضح فيها هذه “المعارضة” الوهمية من خلال الهجوم العنيف الذي شنه على “الائتلاف” واصفاً إياه بأنه عبارة عن أداة لتمرير قرارات ومشاريع إقليمية ودولية لا تخدم الشعب السوري، بقدر ما تسعى: “لتنفيذ مخطط ‘سايكس – بيكو’ جديد تحاول من خلاله الدول الغربية إعادة تقسيم سورية وتحويلها إلى بلد للأقليات ترعاها هذه الدول”. متهما قطر والسعودية بالهيمنة على “الإئتلاف”. وقال، إن الأسماء التي تطرح سواء لتشكيل “الإئتلاف” أو تشكيل الحكومة وغيرها من الهيئات تملى دائما من الخارج، وأنه شخصيا حُورب من قبل هذه الدول عندما طرح فكرة الحوار مع النظام السوري، لأن هذه الدول، وفق تأكيده لا تريد بقاء الأسد وتسعى بكل السبل لإضعاف الدولة السورية من خلال استمرار القتال والتدمير والخراب في أفق تقسيمها.
هذه حقيقة تعطي صورة عن طبيعة المؤامرة التي تحاك ضد سورية الوطن. وأهميتها أنها جائت على لسان أعلى مركز في “إئتلاف” المعارضة بحكم اطلاعه على خبايا الأمور وما يجرى ويدور في الكواليس من مؤامرات خبيثة وصلت حد اتخاذ قرار بتفتيت سورية إلى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة. وبذلك نكون أمام شهادة موثقة لشاهد من أهلها لا يجرأ على تكذيبها إلى حقود متحامل أو عميل متآمر.
ما أفصح عنه معاذ الخطيب في لحظة صحوة ضمير يوم الإثنين 13 أيار/ماي الجاري، يتطابق تماما مع أوردته الخميس 16 أيار/ماي الجاري صحيفة هآرتس الاسرائيلية على لسان ‘د. إيلي كرمون’ الباحث في مركز هرتسليا، من أن أمام بشار الأسد مجموعة خيارات أهمها: إقامة دولة علوية. حيث اعتبر: “أن ما حدث في مدينة بانياس جزء من خطة تطهير عرقي يقوم بها النظام السوري من أجل اقامة دولة علوية بين تركيا ولبنان تكون حدودها البحر غرباً ومدينتي حلب وحمص شرقاً، مع الابقاء على ممر يربطها بالعاصمة دمشق”. مضيفا: “أن غالبية ابناء الطائفة العلوية يتمركزون في المنطقة الجبلية”. وفي تقديره، أن اشتداد حدة المعارك في منطقة الحدود الشمالية – الشرقية مع لبنان تؤكد هذا السيناريو وتدل على رغبة “حزب الله” والنظام السوري في المحافظة على ممر آمن إلى لبنان، وبصورة خاصة إلى المراكز السكانية الشيعية، وفق قوله.
هذه القراءة الصهيونية للوضع في سورية تروج لذات السيناريو الذي تحدث عنه معاذ الخطيب، لكن هذه المرة بتفصيل دقيق يذهب حد القول: “أن بقاء دمشق تحت سيطرة الأسد احتمال ضعيف للغاية. لأن قيام دولة علوية سيؤدي حتما الى تقسيم سوريا الى دويلات، فالأكراد سيطالبون بدولتهم في أقصى القسم الشرقي الشمالي من البلاد، والدروز سيطالبون بدولة في الجولان، وستقوم بينهما دولة سنية كبيرة”.
المعركة في سورية إذن ليست معركة “حرية” و “ديمقراطية” كما يروج لها المتآمرون.. وكل ما يقوله الإعلام في هذا الصدد هو تضليل في تضليل ومعركة كاذبة من أولها لآخرها. والنظام السوري اليوم في عهد الرئيس بشار الأسد هو أفضل بما لا يقاس من عهد والده حافظ الأسد في قضية الديمقراطية والحريات، وفق ما يلاحظ المفكر “د. عيسى الأيوبي” أستاذ بجامعة السربون الفرنسية. مؤكدا في حديث نشره موقع “فولتير” الدولي يوم 21 أبريل/نيسان 2013 أن: “الغرب هو نفسه الذي سكت على النظام السوري سنوات طويلة وكان حليفاً له. فما الذي تغيّر في النظام السوري اليوم ليصبح عدواً للغرب في نقطة الديمقراطية؟!… ولماذا لم تقم السعودية الديمقراطية والإمارات الديمقراطية في الخليج، بتمويل المسلحين السوريين لإسقاط النظام عندما كان فعلاً دكتاتورياً زمن حافظ الأسد وليس زمن بشار الأسد المدني الطبيعي؟؟.. هناك علامات استفهام كبيرة حول قضية الديمقراطية في الأزمة السورية”..
أميركا لا يمكن أن تكون بعيدة عن سيناريو تقسيم سورية الذي يخدم هدف إقامة “دولة يهودية” على أرض فلسطين المغتصبة، لكنها تتكتم حوله، وتفضل التركيز على شعار الحرية والديمقراطية المزيف حتى ينسجم ما خطابها المخادع الذي تخفي حقيقته بلبوس ‘إنساني’.. أما إسرائيل فلعلها الكيان الهجين الوحيد الذي ينطقه الرعب بما لا يقوى على كتمانه اللسان. وغالبا ما يكون ذلك عندما تشعر ‘تل أبيب’ بالقلق مما هو قادم، وتستشعر هول الكارثة تدق أبوابها.
تطابق ما قاله معاذ الخطيب مع ما سربته إسرائيل بشأن تقسيم سورية، يؤكد صحة ما كنا نقوله بالتحليل فأصبح اليوم حقيقة قائمة بالدليل.. خصوصا بعد أن تبين تورط إسرائيل حتى النخاع في الحرب على سورية، سواء من خلال تسليح المقاتلين أو معالجة الجرحى أو تزويدهم بالمعلومات الإستخبارية الحساسة أو من خلال التدخل العسكري المباشر لتسهيل هجومهم على دمشق (العدوان على منطقة قسيون نموذجا). وهذا يدل على أنه بالنسبة للشأن السوري، فقد تم التحضير مسبقا لإستراتيجية إعلامية حبيثة ومدروسة بشكل دقيق من قبل الحكومة الصهيونية، لسيناريو الكارثة التي يتم الترويج له بشكل معكوس وكأنه قراءة لما يفكر به الأسد شخصيا.
اسرائيل تعتقد، أن ما يفعله الأسد اليوم على الأرض، هو صراع ضد الزمن لتحقيق مكاسب عسكرية يستعملها كأوراق مساومة قبل أن تفرض عليه الدول الكبرى تسوية للأزمة في المؤتمر الدولي المقبل. ومهما يكن من الأمر، فإسرائيل لا ترى إمكانية لبقاء الأسد في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية في آذار 2014، لأنه وفق رأيها، يبدو هذا الاحتمال ضعيفاً لسببين: الأول: الزمن المتبقي حتى ذلك الحين كاف للإطاحة بالأسد عبر الضغوط الديبلوماسية أو إن اقتضى الأمر عبر الخيار العسكري من خلال تحالف إقليمي ودولي، كما قال الرئيس ‘أوباما’ نفسه. والثاني: الصعوبة الكبيرة في اجراء انتخابات في سوريا في ظل الوضع الميداني حتى لو بقي الأسد في السلطة لغاية آذار 2014. وبالتالي، فلا خيار أمام الرئيس السوري سوى القبول بالتنازل عن السلطة بضمانات أو القتال حتى النهاية واستخدام مزيد من القوة ضد المدنيين والثوار، واظهار اخفاقات المعارضة وسيطرة التنظيمات السلفية والقاعدة على سوريا.. هذا الى جانب محاولته خلق جبهة داخلية ضد المعارضة وضربها من الداخل. وهذا السيناريو الإنتحاري يؤدي طبعا إلى تدمير البلاد بالكامل. هذه هي الرؤية الصهيونية لمستقبل الصراع في سورية.
لماذا تورطت إسرائيل في المستنقع السوري
مع انطلاق الربيع العربي، اقترحت أمريكا على إسرائيل إشعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لاستبدال الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة والتيوقراطية الرجعية بأنظمة ديمقراطية تكون حليفة لإمبراطورية روما الجديدة وصديقة لإسرائيل.. فكان جواب رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك قاطعا: “مشروعكم فكرة ثورية جيدة، لكن إلعبوا ‘فوضاكم الخلاقة’ بعيدا عن أبواب إسرائيل”.
بعد نجاح ربيع ‘الياسمين’ في تونس وربيع ‘الفل’ في مصر وربيع ‘الوردة الحمراء’ في ليبيا بمشاركة الفيلسوف ومنظر الثورات العربية الصهيوني “هنري ليفي”، غيرت إسرائيل قناعتها، حين تيقنت أن الطريقة التي يتم بها تغيير الأنظمة من الداخل (تونس و مصر) أو عبر التدخل العسكري من الخارج (ليبيا)، طريقة فعالة وناجعة ليست لها مضاعفات جانبية على أمنها.. خصوصا أن لا ثورة من الثورات العربية رفعت شعار تحرير فلسطين أو إلقاء إسرائيل في البحر بما في ذلك الثورة اليمنية، بل العكس هو ما حدث، فكل الأنظمة الإسلاموية الجديدة التي تحالفت معها الإدارة الأمريكية وسلمتها السلطة، أثبتت أنها عميلة من درجة جيد جدا، واحترمت المعاهدات وزايدت على الأنظمة المخلوعة في التقرب والتطبيع مع “إسرائيل”.
هذا الوضع الجديد جعل إسرائيل تشعر أنها في قمة السعادة وتعيش ربيعا لذيذا من عسل، فقررت الانخراط بديناميكية أكبر في مشروع ‘الحرب الناعمة’ الجديدة، والمشاركة الفعلية في مغامرة تغيير الأنظمة بمنطقة الشرق الأوسط مع التركيز على محور المقاومة ابتداءا، باعتباره المحور الذي يشكل تهديدا وجوديا لكيانها. فكان يا ما كان أن اشتعلت الثورة في سورية كما نتذكر جميعا، باعتبارها “الحلقة الأقوى” التي من شأن تفكيكها أن يعزل إيران عن المنطقة العربية، ويعري ظهر حزب الله ويحرمه من سند قوي ساهم في صموده وانتصاراته.. وفي عز الحماس، خرج مسؤول إسرائيلي كبير ليقول منتشيا: أن “وجود القاعدة على حدودنا الشمالية مع سورية هو أقل خطر على أمننا من بقاء نظام بشار الأسد”. وهو ما أكده مفتي الناتو في رده الحاسم على من يروجون لمثل هذه المزاعم الكاذبة بهدف إفشال الثورة المباركة في سورية من خلال إخافة إسرائيل، فتسائل باستنكار: “من قال أن المجاهدين سيقاتلون إسرائيل بعد اسقاط الأسد؟.. هذا كلام غير صحيح”.
لكن في غمرة هذا الحماس الجميل، تجاهلت أمريكا وإسرائيل وأنظمة العهر والبورديل الخليجية الدائرة في فلك محور الفاشلين، أن سورية ليست ليبيا، وأن مشروع تغيير الأنظمة السياسية بالقوة له أهداف جيوستراتيجية كبرى تمس المصالح الحيوية لإيران وروسيا والصين.. ففشلت المراهنة على إسقاط النظام في دمشق في غضون أسابيع كما كان متوقعا، ثم أشهر ثن دخل الصراع عامه الثالث دون أمل في تحقيق هذا الوهم.. هذا بالرغم من أن الصراع تحول بشكل تصاعدي ممنهج من حرب على سورية إلى حرب في سورية تخوضها بالوكالة قوى دولية وإقليمية عبر كتائب إرهابية (القاعدة) وعصابات إجرامية (متمردين) ومنظمات احترافية (بلاك ووتر) وجهات سرية (مخابرات غربية وعربية)، وما أعقب ذلك من ضخ للسلاح والمقاتلين بهدف تدمير سورية نظاما وجيشا ومؤسسات وشعبا وحضارة وتاريخا وكيانا.. وذلك بفضل استراتيجية الفوضى الخلاقة من الداخل ما دام من المستحيل تغيير النظام في دمشق من خلال التدخل العسكري كما كانت تخطط لذلك أمريكيا وإسرائيل عبر توريط تركية في المستنقع السوري لجر حلف الناتو، بعد أن تبين أن حلفاء سورية الأقوياء لن يسمحوا بذلك.
إذا أردت السلام فاستعد للحرب
محور الشر لم يستغ تطور الوضع الميداني لصالح النظام في سورية بسبب عقيدة الجيش الثابتة من جهة، وإلتفاف الشعب من حول الرئيس خوفا مما قد يصبح عليه الوضع لو أن جبهة النصرة والإخوان المجرمين استلموا السلطة من جهة أخرى، (آخر تقرير للمخابرات الأمريكية الخميس 16 ماي/أيار 2013 تحدث عن أن 75% من الشعب السوري يؤيد الرئيس بشار الأسد، فيما كانت هذه النسبة لا تزيد عن 50% قبل سنة). هذا العامل الحاسم، جعل الشعب ينخرط في الحرب ضد الجماعات التكفيرية والعصابات الإجرامية التي تهدد أمنه واستقراره ونموذج عيشه، فانخرط بديناميكية في اللجان الشعبية لحماية بلداته وقراه المحررة من عودة الإرهابيين إليها بعد خروج الجيش، وهو ما غير وجه الصراع في سورية وأعطى نفسا وشحنة معنوية قوية للنظام والجيش معا للمضي قدما في تطهير الأرض من زبالة التكفيريين، فاستطاع تحقيق نتائج معتبرة في وقت وجيز أبهر المراقبين الدوليين، ودفع بأطراف المؤامرة إلى مراجعة خططهم وأوراقهم التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى. وما يؤكد هذا المعطى، هو خروج الأسد في تصريح إعلامي لافت لقناة الإخبارية السورية، ليعلن بنبرة المنتصر الواثق: “أن سورية تجاوزت الخطر الإستراتيجي الذي كان يهددها”.
إسرائيل لم تستصغ هذا التطور المفاجأ في دولة تقع على حدودها ولها معها حسابات تاريخية معلقة في انتظار التسوية يوم الحساب الأكبر.. فضربت ضربتها الغادرة لمنطقة قسيون في رسالة مفادها، أن الدراع العسكرية القوية لإسرائيل قادر على تغيير المعادلة على الأرض في حال شعرت بأن أمنها مهدد بسبب الصواريخ الإيرانية التي تنقل إلى حزب الله عبر سورية. غير أنها بهذه الضربة الغبية أعادت خلط الأوراق في المنطقة وفتحت عليها أبواب الجحيم عندما أخطأت في حساباتها التكتيكية، فعجَلت من حيث تدري أو لا تدري الصدام العسكري الذي أصبح واقعا منظورا حتميا قد ينفجر في أية لحظة.
وفي هذا الصدد، لا زال الخبراء العسكريون يحللون بعمق أبعاد التهديد السوري الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد وقرر بموجبه أن يكون الرد عبر استدراج إسرائيل لتكون هي البادئة بالحرب، وذلك من خلال فتح جبهة الجولان للمقاومة، وتحويل الدولة السورية إلى دولة مقاومة لما لهذا التعريف الجديد من بعد “جيوعسكري” واسع، ونصب صواريخ أرض جو وأرض أرض في اتجاه فلسطين المحتلة، وحدد المواقع الحساسة المستهدفة، وأعطى الأوامر بالرد الفوري على أي هجوم إسرائيلي محتمل دون الرجوع إلى القيادة المركزية. وما زاد الطين بلة هو خطاب السيد حسن نصر الله الذي إلتقط إشارة الأسد فأعلن انخراطه الكامل في استراتيجية المقاومة لتحرير الجولان وفلسطين المحتلة، لتأتي بعد ذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين تفيد باستعدادهم لحماية سورية والمقاومة اللبنانية ودعمهما بكل ما يلزم من سلاح وتقنية وخبرات ورجال. ويمكن القول أن ما أثار قلق إسرائيل بشكل جدي، هو استهداف موقع رصد (رادار) إسرائيلي على هضبة الجولان من قبل المقاومة السورية الأربعاء 15 ماي/أيار، وحوار نائب رئيس أركان الجيش الإيراني الذي خص به قناة المنار اللبنانية الخميس 16 ماي/أيار الجاري جاء فيه: أن “المنطقة ستعرف تغيٌرا كبيرا وسيكون الجولان جزء منه”.
روسية من جهتها، شعرت بالخديعة جراء إقدام إسرائيل على مهاجمة ضاحية دمشق، وهي التي كانت قد تعهدت لها بعدم الإقدام على مغامرة من هذا القبيل والإمتناع عن التدخل عسكريا في الصراع السوري، فقررت تزويد دمشق ببطاريات صواريخ S300 للدفاع عن نفسها ضد أية مغامرة محتملة. وللإشارة، فإن هذه الصواريخ النوعية تفوق صواريخ “الباتريوت” الأمريكية من حيث الدقة التقنية والفعالية القتالية، وباستطاعتها ضرب الطائرات الإسرائيلية فوق المجال الجوي لتل أبيب وليس فقط فوق المجال الجوي السوري الذي تحميه نوعيات أخرى من الصواريخ الصينية والروسية المتطورة ومنها S200.
أمام هذا التطور الخطير، قرر رئيس حكومة الكيان الصهيوني “نتنياهو” السفر إلى موسكو لمحاولة ثني “بوتن” عن قراره بتزويد سورية بصواريخ متطورة. لكن الزيارة فشلت وإن كانت إسرائيل لم تعلن عن نتائجها، ليتبين من خلال حوار لوزير الخارجية الروسي ‘سيرغي لافروف’ خص به قناة ‘الميادين’ وأذيع الخميس 16 ماي/أيار 2013، أن روسيا زودت سورية بجزء من هذه المنظومة، وأن الصفقة في مراحلها التقنية الأخيرة. القناة الثانية الإسرائيلية بنت على تصريحات ‘لافروف’ خلال هذه المقابلة لتفتتح نشرتها الإخبارية مساء الخميس بالتأكيد أن زيارة نتنياهو لروسيا قد فشلت بالفعل.



هذا التطور الجديد دفع بمسؤول إسرائيلي بارز، طلب عدم الكشف عن إسمه، ليصرح لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ الأمريكية الاربعاء 15 ماي/أيار 2013، أن: “إسرائيل هددت الرئيس السوري بشار الأسد بإسقاطه”. مضيفا: “أن إسرائيل عازمة على الاستمرار في منع وصول أسلحة متقدمة لحزب الله، لأن من شأن وصول هذه الاسلحة للحزب أن يزعزع الإستقرار في المنطقة بأسرها، ويعرضها للخطر”. وأوضح في ذات التصريح: “أنه إذا رد الرئيس السوري ‘بشار الأسد’ بمهاجمة إسرائيل، أو محاولة ضربها عبر وكلائه ‘الارهابيين’ – وفق تعبيره – فسيخاطر بإسقاط نظامه، لأن إسرائيل سترد”. وتعجبت الصحيفة في تقريرها من إصدار هذا التحذير في هذا الوقت بالذات. وهو ما يعني أن قرار الأسد بفتح الجولان للمقاومة، وإصراره على الإستمرار في تزويد حزب الله بأسلحة نوعية لم يسبق أن تسلمها الحزب من قبل، وتهديده بالرد الصاروخي على أي هجوم إسرائيلي جديد، معناه أن خيارات الأسد هذه، تدخل في إطار الخيارات الإستراتيجية الكبرى التي من شأنها استدراج الكيان الصهيوني للمواجهة عاجلا أم آجلا، وأن قرار التفجير على مستوى المنطقة قد اتخذ من قبل محور المقاومة بتغطية روسية واضحة، لإجبار أمريكا على خيار التسوية السياسية أو الإنفجار الإقليمي الكبير، لأن الوقت لا يلعب لصالح سورية وحلفائها، ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والإقتصادية في البلاد.
وفي شأن الوضع الإقتصادي مثلا، يلاحظ المفكر والإعلامي العربي المقيم في باريس والمدرس بجامعة “السوربون”، الدكتور عيسى الأيوبي، في حديث له لـ”الصنارة” نشره موقع فولتير الدولي، أنه بالنسبة للوضع الإقتصادي السوري: “يمكن أن نلحظ أمرين هامين، الأول: ان سعر الدولار اليوم هو 110 ليرات سورية أي ضعف ما كان عليه قبل الأحداث، في حين أن الأسعار بشكل عام ارتفعت بما معدله 10 ٪ فقط خلال نفس المدة. هذا الأمر مستغرب علمياً، فاقتصادياً يجب أن يكون ارتفاع الأسعار موازياً لارتفاع سعر صرف الدولار، أي الضعف. لكن ما حصل هو أن الإنتاج المحلي لا يزال عنصراً أساسياً وحاسماً في السوق السورية ومن حصة استهلاك السوريين، فكل دولة تنزل قيمة عملتها 100٪ المفروض أن ترتفع الأسعار فيها أوتوماتيكياً 100٪ .. هذا الأمر لم يحصل في سوريا، خاصة في دمشق التي لا تزال المدينة الأرخص في العالم العربي من حيث المواد الإستهلاكية رغم عامين من الأزمة”. ويضاف إلى عامل الإنتاج المحلي الذي ذكره الأيوبي، عامل المساعدات المالية والعسكرية والإقتصادية الخارجية المقدمة من الحلفاء كإيران والعراق وروسيا والصين، والتي مكنت دمشق من الصمود دون أن تتأثر بتداعيات حرب التدمير والإستنزاف التي تشن بشراشة ضدها.
من جهته، رأى مدير معهد أبحاث الأمن القومي، والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، اللواء ‘عاموس يادلين’، أن توقيت التحذير الإسرائيلي الذي أوردته صحيفة ‘نيويورك تايمز’ نقلا عن مسؤول سياسي بارز، قد يكون مرتبطاً بتلقي إسرائيل معلومات استخبارية حول أمر ما تريد الحؤول دون وقوعه، مضيفاً في تصريح نقله عنه الإعلام الإسرائيلي، أن هذا الأمر قد يكون عبارة عن نوايا سورية بالردّ، ولو في وقتٍ متأخّر، على الهجمات الجوية الحديثة على أراضيها، أو قد يكون عبارة عن شحنات أسلحة وشيكة يتلقّاها حزب الله، أو إشارات تدلّ على عملٍ ما تعدّ له مجموعات بالنيابة عن سوريا في مرتفعات الجولان.
ورأى يادلين، أيضاً، أنّ روسيا قد تكون هي المعنية الأخرى بالرسائل، خاصة وأنّ اثنتين من المنظومات التي حددتها إسرائيل على أنها «أسلحة تتخطى الخطوط الحمراء» وتغيّر قواعد اللعبة، هي روسية المصدر، سواء «س. إي 17» (
SA-17) المضادّ للطائرات، أو صواريخ ساحل ــ بحر «ياخونت».
وما يؤكد ما ذهب إليه الرئيس السابق للإستخبارات العسكرية، هو الإجتماع السري والعاجل الذي عقد الخميس 16 ماي/أيار 2013 بين “جون برينان” مدير المخابرات الأمريكية “سي آي إيه” و “موشيه ياعلون” وزير الحرب الصهيوني لبحث الوضع في سورية ومخاطر وصول سلاح متطور من سورية إلى حزب الله عبر روسيا، وهو ما لا يمكن السماح بحدوثه وفق ‘ياعلون’، حسب ما أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية. ما يؤشر إلى أن إسرائيل وبالتنسيق الكامل مع المخابرات الأمريكية، بصدد التحضير لضربة عسكرية جديدة، قد تكون في لبنان هذه المرة، تجنبا لإغضاب روسية التي هددت نتنياهو بالرد في حالة تكرر العدوان على سورية، ولا ننسى بالمناسبة أن في سورية حوالي مليون مواطن روسي وآلاف الجنود الروس.. كما أن إسرائيل تعلم أن هجوما مركزا على سورية سيستجلب حتما هجوما من حزب الله على العمق الإسرائيلي، أما لو هجمت على حزب الله فهناك احتمال بأن لا يدخل النظام السوري مباشرة لإنشغاله بالوضع الداخلي.
بدوره، رأى المعلق العسكري في موقع «واللاه» العبري، ‘أمير بوحبوط’، أنّ الرسالة التي وجهها مصدر سياسي بارز عبر «نيويورك تايمز»، لم تصممها المؤسسة الأمنية، وإنما صادرة عن المستوى السياسي بعد زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى روسيا. وهي ليست موجهة فقط إلى الأسد وروسيا، وإنما أيضاً لسكان إسرائيل، خاصة سكان المنطقة الشمالية الذين شاهدوا الجيش الإسرائيلي مرتبكاً ولا يعرف بالضرورة كيفية الردّ على الهجوم الذي استهدف بصوارخ ‘هاون’ موقع الرصد (رادار) في جبل الشيخ بالجولان والتي تسمى «عيون الدولة».
المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي ‘جي كارني’ صرح الخميس 16/ ماي/أيار 2013 أيضا، فيما يبدو أنه ضوء أخضر وتغطية مسبقة لقرار إسرائيلي بلعدوان جديد على (سورية أو لبنان) من خلال قوله: أن “لإسرائيل الحق في حماية نفسها من خلال ضرب شحنات السلاح التي تورد لحزب الله من سورية”. هذا تصريح ليس بجديد، بل سبق أن صرحت الإدارة الأمريكية على لسان ‘أوباما’ شخصيا بنفس الشىء مباشرة بعد ضرب إسرائيل لضاحية دمشق. لكن الجديد هو أن يعاد ذات التصريح عقب ما نشرته صحيفة ‘نيويورك تايمز” الأربعاء 15 ماي/أيار 2013، ونقلته وكالة (د ب أ)، عن المسؤول الإسرائيلي الذي وصفته بالبارز وقالت أنه هو من طلب من الصحيفة الأمريكية أخذ تصريحه ونشره دون ذكر إسمه. ووفقا لتقرير الصحيفة، يتفق محللون سياسيون في الولايات المتحدة وإسرائيل على أن الأخيرة ليس لديها دافع قوي للتدخل في الحرب الاهلية في سورية، ولكنها معنية بقوة بإمكانية نقل الاسلحة المتقدمة، مادام يمكن استخدام ما لدى نظام الاسد من أسلحة كيماوية ضدها. وفي هذا الصدد، رفض ‘مارك ريجيف’ المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ‘بنيامين نتنياهو’، مناقشة ما أدلى به المسؤول الاسرائيلي وقال: “لن نعلق على هذا الموضوع”.
والملفت أن الرئيس ‘أوباما’ خلال ندوته الصحفية بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء التركي ‘طيب رجب أردوغان’ الخميس 16 ماي/أيار 2013، قال: “أن إدارته عازمة على ممارسة مزيد من الضغط الديبلوماسي إلى أن يعترف الأسد بأنه فقد شرعيته ويرحل، وأن الخيار العسكري لا يزال مطروحا من خلال تحالف دولي”. وربط بين هذا الخيار الأخير ومسألة ‘السلاح الكيماوي’ الذي أكد أن إدارته لا زالت تتحقق مع حلفائها من احتمال استعماله من قبل نظام الأسد ضد “المعارضة”. ويذكر أن رئيس وزراء تركيا حمل معه إلى واشنطن نتائج الإختبارات التي زعم أن أجهزته المختصة أجرتها على جثت “معارضين” قتلوا بالكيماوي الذي تم إلقائه ببراميل من الطائرات السورية قرب الحدود التركية، وفق التقرير التركي.
يضاف لما سلف، عزم الإدارة الأمريكية إجراء مناورات عسكرية ضخمة في الأردن تشارك فيها 41 دولة، وسبق لإسرائيل أن بعثت قبل أسبوعين بطائرات مقاتلة إلى قاعدة عسكرية تركية في الجنوب، حيث ترابض في انتظار أمر عمليات، وقيل أنها بعدد 6 طائرات وفق ما نقلته وكالات الأنباء في حينه.
روسيا ليست ببعيدة عما يحضر في المنطقة، فقد كان مفاجئا قراراها بتحويل أسطولها البحري المرابط في المحيط الهادي إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث نقلت وكالة أنباء ‘نوفوستي الروسية’ عن المتحدث باسم أسطول المحيط الهادئ الروسي قوله يوم الخميس 16 ماي/أيار 2013، أن هذا الأسطول هو في طريقه للتوقف التقني في ميناء ‘ليما صول’ بقبرص، قبل أن يواصل الطريق إلى الشواطىء السورية خلال الأيام القليلة القادمة، لينضاف إلى الأسطول المرابط هناك منذ فترة ليست بالقصيرة. مؤكدا أن هذا الأسطول هو عملياتي وليس للإستعراض العسكري، وأنه سيرابط في المنطقة بصفة دائمة، وقريبا ستنضاف إليه غواصات استراتيجية نووية.
فهل الأمر يتعلق باستعراض أوراق قوة للضغط من أجل الحل السياسي أم أن سحب الإنفجار الكبير بدأت تتلبد في سماء المنطقة؟
المؤشرات تقول أن دخول إسرائيل على خط الصراع في سورية وقراراها بإسقاط الأسد بالقوة بطلب من السعودية وقطر وبمشاركة تركية، يجعل التفجير محتملا، خصوصا وأن إسرائيل لن تصبر دون رد في حال نقل النظام السوري أسلحة نوعية لحزب الله أو قامت إحدى الجماعات المقاومة بضرب هدف في الجولان سقط على إثره مستوطنون صهاينة.. هذه صواعق موقوتة تجعل من فرضية الصدام العسكري بين سورية وحزب الله وإسرائيل حتمية قائمة بنسبة عالية جدا تلامس اللون الأحمر، والسيد حسن نصر الله سبق له أن رجح هذه الحتمية خلال زيارته الأخيرة لإيران، وأكد أنه مستعد للحرب، وفق ما نشرته جريدة الأخبار اللبنانية في حينه.
لكن لماذا تصر تركيا على الخيار العسكري لإسقاط النظام السوري بالقوة وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني؟
الجواب نجده في الخيار الإستراتيجي الكبير والخطير الذي اتخذه الرئيس بشار الأسد ولم تخصص له الصحافة في حينه ما يستحقه من دراسة وتحليل. كيف؟
الخطر الإستراتيجي الكردي
ركز الرئيس بشار الأسد في حديثه لقناة الإخبارية السورية في موضوع الحرب على ثلاثة ميادين كبرى: الأول، الميدان الداخلي من خلال الحرب على التكفيريين وعصابات الإجرام العابرة للحدود والقارات، فأعلن عن أن سورية تجاوزت هذا الخطر الإستراتيجي، بدليل أن معارك الحسم في الميادين قائمة على قدم وساق في أكثر من جهة ومنطقة وتتقدم بشكل سريع محققة نتائج مهمة لصالح الجيش العربي السوري واللجان الشعبية. الثاني، الميدان الخارجي، بحيث أنه ينقل الصراع من مستوى الدفاع في الداخل إلى الهجوم على في الخارج.. وهو من شقين، الشق الأول: يتعلق بالتصعيد ضد إسرائيل من خلال جبهة الجولان والذي من المحتمل أن يشعل حربا بين سورية ولبنان من جهة وإسرائيل من جهة ثانية عند أول وآخر خطأ ترتكبه إسرائيل مستقبلا. والشق الثاني في البعد الخارجي يتعلق بتركيا. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بشار الأسد أكد في ذات التصريح أن المسألة الكردية تعتبر الموضوع الإستراتيجي المستقبلي في المنطقة ككل، لأن المسألة الكردية في الشرق الأوسط الكبير هي الأزمة الإستراتيجية المقبلة، أي أكثر مما كان في السابق، حيث من المتوقع أن ينتقل مركز الثقل الجيوستراتيجي للصراع في المنطقة الى الصراع حول الموضوع الكردي. وفي هذه المسألة بالذات، أوضح الرئيس الأسد مكانة ووضع الأكراد السوريين وموقعهم في الدولة السورية ولفت الى مهاجمة أردوغان واحتمالات حرب مقبلة يعتقد السوريون انها ستكون أكثر شراسة مع الأتراك في ظل حكم أردوغان، لأنها وفق خبراء، تحمل مشروعاً دينياً وآخر استعمارياً بالنسبة لسوريا، لأنها تتمثل في مشروع الهيمنة وحلم الإمبراطورية العثمانية الجديدة على المنطقة، ما ينقل الصراع إلى المحيط والعمق التركي معا.
من هنا نفهم لماذا ركز الرئيس الأسد أكثر على “أردوغان” من غيره من القادة العرب الذين يدعمون العناصر المسلحة والمعارضة المسلحة في سوريا والذين سيخصص لهم محور المقاومة الرد المناسب بطريقة لا تزال غير واضحة حتى الآن. ومن هنا نفهم سبب إسراع أردوغان في عقد اتفاق مع ‘أزجلان’ زعيم الحزب العمالي الكردستاني ليسحب مقاتليه من جنوب تركيا إلى شمال العراق دون التنسيق مع السلطات العراقية، وهو الاتفاق المتوقع أن يفشل هذا الصيف عندما يعجز ‘أردوغان’ عن تعديل الدستور والإعتراف بإقليم كرجستاني في الجنوب التركي. ومن هنا نفهم كذلك سبب قرار ‘أردوغان’ نقل ما يناهز 400 ألف لاجىء سوري من مخيمات الجنوب إلى جهة أخرى حتى لا يتحولوا إلى قنبلة موقوتة تنفجر في وجه تركيا، خصوصا بعد التفجيرات الأخيرة، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من صراع بين العلويين والأتراك.
خلاصة
هذه العوامل مجتمعة تؤشر بقوة إلى أن المنطقة على أبواب حرب إقليمية قد تنفجر شراراتها من الجولان ولبنان، فقد بدأت بعض الدول (كندا و اليابان) في سحب قواتها العاملة في إطار مهمة حفظ السلام الأممية (أندوف) في الجولان ويتوقع أن يصدر قرارا في الساعات القادمة بسحب باقي القوات خوفا من اندلاع مواجهات محتملة، ونفس الأمر ينطبق على لبنان وإن كانت القوى الدولية لم تحرك بعد ساكنا في انتظار تطور الأوضاع في الساعات المقبلة.
روسيا ومحور المقاومة أعدو العدة واتخدوا قرارا بالمواجهة، ما دامت أمريكا تخادع وإسرائيل تهدد، ويعملان على تخريب سورية في أفق إضعافها لتقسيمها إلى ثلاث دويلات كما سبقت الإشارة، وما دام عربان الخليج ومعهم تركيا يصرون على إسقاط الأسد مهما كلف الأمر من أثمان، وأن لا نية لأحد حتى اليوم في إنجاز تسوية سياسية حقيقية لأنها ستعتبر حتما انتصارا لحلف المقاومة وهزيمة مشهودة لحلف المؤامرة.. ناهيك عن أن التسوية بين النظام السوري وعصابات الإجرام والإرهاب العابر للحدود والقارات أمر غير واقعي بالمرة بعد أن خرج المارد من القمقم، لأن لا أحد يستطيع اليوم التحكم في عصابات الإخوان المجرمين وجبهة النصرة والقاعدة…
لذلك كله، نعتقد أن الشرق الأوسط مقبل في المدى المنظور على أحداث استراتيجية كبرى ستغير وجه المنطقة لصالح محور المنتصرين.. هذه نظرة واقعية تفائلية أكثر منها تشائمية، فرضتها معطيات الصراع وشروط المرحلة.

بانوراما الشرق الأوسط



‏السبت‏، 18‏ أيار‏، 2013

أوقات الشام – ادارة التحرير


من اكثر التصريحات الاسرائيلية اثارة للضحك و السخرية هو التصريح الذي تناقلته وسائل الاعلام الغربية عن تفضيل اسرائيل لبقاء الأسد خوفاً من الاسلاميين..
ما نستطيع فهمه هو خوف اسرائيل من بقاء النظام السوري فهو من يزود المقاومة اللبنانية و الفلسطينية بالسلاح ولولاه لما وجدتا من يزودهما بطلقة بندقية، وهو العائق الاكبر لفرض تسوية فلسطينية مجحفة بحق الفلسطينيين يهلل لها الاعراب و يفرضونها على الشعوب بالعصا او الجزرة.
اما ما لا يمكن فهمه فهو تخوف اسرائيل من الاسلاميين وهم الذين لم يقاتلوها يوماً حيث انحصر قتالهم للمسلمين في بلاد المسلمين.
وهم الذين لم يفتوا للجهاد ضدها يوماً وانما انحصرت فتاويهم في قتل وذبح المسلمين في بلاد المسلمين.
وحتى لو قرر الاسلاميون حسب الفانتاريا الاسرائيلية محاربة اسرائيل.. فمن الذي سيسلحهم ؟ هل سيعتمدون على قطر و السعودية في تسليحهم لقتال اسرائيل ؟ كما تسلحانهم اليوم لقتل الشعب السوري ؟ وهما اللتان لم تسلحا المقاومة الفلسطينية يوما ببندقية ؟ لا بل تأمرتا عليها و شاركتا في حصارها لمنعها من التسلح ؟
لم يقم الاسلاميون سوى بنشر الفوضى و القتل و التدمير و التخلف و التدمير الحضاري في البلاد التي سيطروا عليها مما يحول هذه البلاد الى بلداناً فاشلة متخلفة لا حول لها ولا قوة.. وهذا هو المطلوب من الاسلاميين في سوريا.
الاسلاميون هم افضل سيناريو ممكن الحدوث لاسرائيل فهي من دفعت بهم الى ساحة الجهاد السورية وهي من دعمتهم ليصبحوا أقوى فصيل مسلح على الارض السورية باعتراف الجميع.
اما الاسد فهو اكبر كابوس يقض مضاجع الدولة العبرية وبقاءه في الحكم رغم كل ما يروى عن الدمار و الضعف الذي اصاب الدولة السورية هو اكبر هزيمة استراتيجية لاسرائيل قد تترتب عليها نتائج كارثية على مستقبل اسرائيل و وجودها.. هم يعرفون ذلك، و نحن نعرف ذلك
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
الأردن، آخر أيام السلام مع إسرائيل

 


‏الجمعة‏، 17‏ أيار‏، 2013

أوقات الشام




هناك موجة ما تتحرك في أعماق الأردن، نحو تغيير البيئة السياسية التي أملت معاهدة الصلح مع إسرائيل منذ 1994؛ فبينما كان سقف الحراك الوطني، خلال العقدين الفائتين، يكمن في مقاومة التطبيع مع الإسرائيليين، والعمل الفكري الثقافي المعادي للصهيونية، نجد اليوم أن المعاهدة والعلاقة مع تل أبيب، تتصدر النقاش الوطني. وفي مقابل الهجوم الشعبي والحزبي والبرلماني على «وادي عربة» ونتائجها، لا يكاد يجرؤ أحد على الدفاع عنها، حتى الجهات المعروفة بتأييدها التقليدي لعملية «السلام»، تلوذ بالصمت، بينما تجد الأوساط الحكومية نفسها محرجة، وتصوغ مواقف غامضة في خطاب ملتبس. وكمثال، فإن الإعلان الحكومي عن مغادرة السفير الإسرائيلي في عمان، «محملا برسالة شديدة اللهجة حول التعديات على القدس»، تمت صياغته بصورة مراوغة، وكذبته تل أبيب، لتزيد من حرج الحكومة الأردنية التي لم تبحث بعدُ سحب سفيرها من تل أبيب. ذلك السفير الذي نبذته عشيرته علناً، جراء قبوله المنصب المعيب. إنما الاضطرار الحكومي إلى المراوغة، يُظهر، بحدّ ذاته، قوّة تأثير الرأي العام المتصاعد العداء نحو العدو الإسرائيلي.

الجهة الأخرى المحرَجة من صعود موجة العداء لإسرائيل، تتمثل في الإخوان المسلمين الذين تصدّروا، إلى ما قبل «الربيع العربي»، التحريض ضد إسرائيل ومقاومة التطبيع معها؛ فهؤلاء ــ وقد فقدوا صدقيّتهم في هذا المجال جرّاء تراجع إخوان مصر عن تطبيق أي من شعاراتهم السابقة ضد العدو الإسرائيلي ــ وجدوا أنفسهم متورطين بالغرق في مواقف وأنشطة محمومة معادية للنظام السوري على خلاف الموجة الشعبية المعاكسة. يلهث « الإخوان» اليوم وراء استعادة مواقعهم القيادية السابقة، بلا جدوى، بينما استولت القوى التقليدية من بيروقراطية الدولة والعشائر والقوى القومية واليسارية، على الخطاب الوطني المناهض للكيان الصهيوني. وهو خطاب جديد أخرج الإخوان من المعادلة، ليس بسبب التجذّر الاجتماعي للقوى التي تحمله، فقط، وإنما، أيضا، بسبب بنية هذا الخطاب الذي لا يرتكز، كالخطاب الإخواني، على عموميات عَقدية، بل على معطيات تتعلق بالمخاوف الموضوعية الناجمة عن طروحات الحلول التصفوية المطروحة للقضية الفلسطينية على حساب الأردن.

الملاحظة الاجتماعية ــ السياسية البالغة الأهمية، هنا، هي أن تلك الحلول، بما فيها التوطين السياسي والمحاصصة، تتطلب، على المستوى الداخلي، التخلّص من «الحرس القديم»، أي أولئك البيروقراطيين العشائريين الذين هاجمهم الملك عبد الله الثاني، مؤخرا، واصفا إياهم بـ«الديناصورات». وبالنسبة لهؤلاء، كما بالنسبة للمجتمع الأردني التقليدي، تداخلت ثلاث قضايا معا: التضامن مع النظام السوري وعرقلة الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية والدفاع عن الذات. وهو تداخل يربط الإقليمي والوطني والسياسي الداخلي على نحو وثيق، ويبلور موجة ممانعة إزاء اتجاه التغييرات الحاصلة في بنية الدولة نحو شطب النخب القديمة لصالح نخب تلتقي مع مشروع الكونفدرالية والوطن البديل.

بالنسبة لكتلة تتسع باضطراد من النخب الوطنية، التقليدية والحديثة.. تحولت المعركة الدائرة في سوريا إلى معركة داخلية؛ فانتصار نظام الرئيس بشار الأسد يساوي هزيمة مشروع الوطن البديل بكل صيغه المحضرة أو قيد التحضير، وتعني تقوية مواقع تلك النخب في مواقع القرار، وتعزيز مكانة الجيش والأجهزة الأمنية وأدوات القطاع العام.

مما يفيد في تزخيم الحركة المطالبة بتجميد العلاقة والمعاهدة مع إسرائيل، أنها تتبنى مواقف واقعية، يمكن استخلاصها كالتالي:

أولا، إن تجميد العلاقة والمعاهدة مع إسرائيل، لا يعني الذهاب إلى الحرب، بل يعني الذهاب إلى معركة سياسية لا يمكن تجاوزها، أعني من وجهة نظر «الدولة» وليس «المقاومة»، لإجبار إسرائيل على الوفاء بما يُعرَف باللغة الدبلوماسية، بالتزاماتها نحو السلام، ابتداء من الانسحاب من الضفة الغربية والقدس، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وعودة النازحين بلا قيود، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين. وقبل ذلك وبعده، وقف تهويد القدس ووقف الاستيطان واطلاق الأسرى وإنهاء الحصارات التي تضغط على الفلسطينيين وتدفعهم للهجرة، وتحديدا نحو الأردن، في ما يسمى الترانسفير الناعم. وهذه «الالتزامات» كانت وما زالت تمثّل جوهر الخطاب الرسمي في تبرير المعاهدة والعلاقات السلمية مع إسرائيل،

ثانيا، هناك مشاريع تنموية كبرى ــ ومنها، مثلا، قناة الأحمر ــ الميت ــ مجمدة بسبب الرفض الإسرائيلي أو بسبب اصرار إسرائيل على الشراكة فيها. وهو ما يعني أن المشروع التنموي الوطني الأردني أصبح رهينة لدى الإسرائيليين، إلى أمد غير منظور،

ثالثا، إن الدولة الأردنية في مسيس الحاجة إلى التوحّد ونبذ التفتيت وإغلاق ملفات التجنيس والتوطين والحقوق المنقوصة، وهو ما لا يمكن القيام به من دون مواجهة مع العدو المشترك الوحيد لجميع الأردنيين.

الاخبار
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

Mass grave found in Syria, victims of USA supported Al-Qaeda terrorists

 

 
United Nations special envoy to Syria Lakhdar Ibrahimi last month declared that per his findings about 40,000 foreign Jihadists exist in Syria at that time, our believe the total number of smuggled terrorists by NATO into Syria comfortably exceed 125,000 well trained terrorists most of which are with a death wish, aka suicide bombers.
 
The majority of these were killed in Syria at the hands of SAA, some were killed by inner-fighting with other groups and a few fled back to their countries.

Those killed in Syria had their carcasses burned beyond recognition to continue the hoax of the ‘Arab Spring’ a ‘spontaneous public uprising’ and the FSA are a group of defectors from the Syrian Arab Army. One of the mass graves found of these burned terrorists was in the city of Darayya, Damascus Countryside on 14 May 2013.



Darayya Map
This video counts 10 burned bodies of Nusra Front terrorists, GRAPHIC CONTENTS WARNING: 

Syria, throughout its history was the home for refugees fleeing massacres and atrocities from all sides of the old world, those fleeing the Ottoman massacres found refuge and a new home in Syria and about 1.2 million Iraqis post the US & Stooges invasion of Iraq in 2003 settled in Syria, Palestinian exodus twice 1948 we’re remembering today and 1967, the latest wave of refugees were the Lebanese fleeing the 2006 Israeli aggression. Now the criminals are airlifted from all the sides of the world by NATO and affiliates to Syria itself to commit their crimes in this country.
 

Al Qaeda Recruitment Agency
 
And of course since some trust the humanity of Al Qaeda FSA terrorists, they still believe the existing of these terrorists in Syria as normal to ‘defend the peaceful protesters’ and ‘spread democracy’ and thus donate millions of dollars for them, the US alone paid $510 million of its hard earned tax payers dollars as admitted officially, so far.
Worth noting that most of the terrorists were smuggled into Syria by the Muslim Brotherhood government of Turkey after labeling them as ‘Free Syrian Army’.
 
 

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

The Palestinian Scene On The 65th Commemoration Of Al Nakba

Daniel Mabsout,
israel-cancer-upon-world[1]

So much for the 65th commemoration of the Nakba . Palestine has never been so close and Palestinians never so far .. The two defeats of Israel at the hands of Hizbullah have shaken Israel and crippled its capacity to wage war and threatened its own existence for . how can a military state continue to exist if it cannot wage war ? Due to this an identity crisis has overtook Israel and we see Jewish and Israeli intellectuals like Chomsky , Finkelstein, , Ilan Pappe and Shlomo Sands, trying to find answers that will help Israel out of its identity crisis . The last born of these theories- promoted by Israelis and their friends – is the Apartheid Theory whereby some Palestinians have set their minds on considering Israel a legal country that practices segregation- or Apartheid- in an attempt at giving the usurping state the identity it lacks .

This magic word of Apartheid is gaining rapidly ground and is gaining hearts as well . It seeks to vanquish Israel by way of Boycott of Israeli goods and universities and enterprises, and does not even mention armed struggle or the victories of the Resistance. The Boycott of Israeli goods -under the label of anti Apartheid policy-comes to replace the Boycott of the illegal state of Israel itself.
Movements like BDS and Electronic Intifada and others – all funded by European governments and by Soros institutes- hope to assure the return of millions Palestinians to Palestine by way of Boycott while they recognize the right of Israel to exist within 1948 borders at a time where Israel cannot maintain this existence… If return there is and if Israel is to stay , to where shall the millions of refugees return? This question does not seem to bother BDS people nor the head of BDS ‘Omar Barghouthi who -himself – studies at the university of Tel Aviv while calling for academic boycott of Israel.
It is not only BDS that has relinquished armed struggle and not only the Palestinian Authority, but also the leadership of HAMAS who have also sided with the forces seeking normalization and recognition and are seeking to solve the Palestinian problem by way of negotiations .
HAMAS has now joined the club of sectarian Islam, and has given priority to sectarian belonging over any other belonging, be it Arab or Palestinian – for this reason – it has reoriented the struggle to target other Arab countries- seeking in these countries a compensation for what Israel would not give, and repeating- in Syria- the mistake of Fateh and PLO in Lebanon .
This sectarian stand adopted by HAMAS meets the racist or –presumably- anti racist stand adopted by BDS whereby the national struggle taking place between Palestinians and Israelis , will become struggle between two religions which are Judaism and Islam which BDS calls racism . This shift in the struggle benefits Israel for sure whereby the struggle will look as a misunderstanding between two religions rather than an occupation issue.
In the middle of all this where do the Palestinians stand ? The answer is that they stand in the middle of it all. The conspiracy is big and most factions have become part of it . When they are not fighting the Syrian army- in Syria – and siding with the thugs of the opposition , the Palestinians are joining local and foreign NGOs with Israeli affiliations and are sharing in functions and activities in the west Bank and Jerusalem that are designed by NGOs and serve their policy of protecting Israel .
Besides partitioning the one cause into bits of Causes- isolated from one another ( Prisoners, Wall of segregation, Jerusalem etc…) these NGOs seek to keep Palestinians as far as possible from the armed struggle and turn them into helpless activists demonstrating and rallying without being able to start a new Intifada . The goal is to keep them busy with vain activities that are harmless while Israelis resume their plan of expansion .
How dancing and singing to the tunes of NGOs will retrieve Palestine no one knows , neither siding with sectarian Islam would . In both instances it is Israel that is profiting from the sectarian alignment and from the infiltration of society by NGOs. Most Palestinian Organizations and BDS and sectarian Islam are all helping Israel at times when Israel -due to its military failures- is facing the biggest crisis of existence ever witnessed to the point that even the close allies of Israel are questioning the validity of such a costly precarious endeavor that is no more able to defend itself let alone protect the interests of others .


River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

FT: Qatar Spends Billions in Syria, Pays $50,000 per Dissident

Local Editor
 
Syria: GunmenThe British newspaper Financial Times published an investigation on Friday entitled "Qatar spent billions of dollars in the past two years to fund the Syrian opposition."

"Qatar has spent about three billion dollars in the past two years to support the opposition in Syria, which far exceeds what provided by any other government. However, the Saudi Arabia competes now in leading the bodies providing Syrian opposition with weapons," the paper said.

"The cost of the Qatari intervention in Syria, which is the latest effort of the oil-rich emirate to support an “Arab revolution,” only represents a very small part of the international investment of Qatar," it added.

FT indicated that Qatari support for the Syrian opposition, which turned the situation into a devastating civil war, overwhelms the Western support.

The UK daily also noted that during scores of interviews it made with militant opposition leaders at home and abroad, along with senior western and regional officials, everyone stressed the growing role of Qatar in the Syrian crisis, and this has become controversial issue.

The paper pointed out that "the small state with huge appetite" is the largest donor of aid to the Syrian political opposition, offering generous grants for dissidents, amounting fifty thousand dollars per year for the dissident and his family, according to some estimates.

Sources close to the Qatari government told FT that the total spending on the Syrian crisis reached $3 bn, while the armed opposition and diplomatic sources said the amount of Qatari assistance reached one billion dollars at most.

“According to the Institute for Peace Research in Stockholm which tracks the arms supply to the Syrian opposition,” the paper added, “Qatar is the largest arms exporter to Syria, where it funded more than 70 cargo flights of weapons to neighboring Turkey between April 2012 and March 2013.”
The newspaper believed that despite the utilitarian interest behind Qatar’s intervention, the Arab emirate became stuck in the political polarization in the region.

“Qatar's support for Islamist groups in the Arab countries puts it in confrontation with the other Gulf States and provokes competition with the Saudi Arabia,” the Financial Times concluded in its report.
 
Source: Newspapers
17-05-2013 - 18:38 Last updated 17-05-2013 - 18:39

ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت ..؟



‏السبت‏، 18‏ أيار‏، 2013


أوقات الشام


لم يعد الطحين القطري يجدي نفعاً في استنساخ الخبز الشامي , ولم يعد فحمّ السعودية منتجاً مرغوباً في أسواق الوطنية , وحتى الأفران التركية بدأت تلفظّ جمرها على نعشها , وبدأ المستهلكون يبحثون عن طريق آمن كي يهضموا سنتين من المرار والانتظار أمام هذه الطواحين الخرافية . فبعد كل هذه الشهور المضنية والمليئة بالأحداث التراجيدية وبعد كل هذا الانتظار المرير أمام سقوط امبراطورية الفينيق , لم يعد أحد يملك قراءة واضحة لما يحدث تماماً في هذه المعركة التي نطلق عليها كونية والتي صارت بفعل الاجواء السياسية تسونامي تغيير خرائط العرب من جغرافيا التاريخ الذي نشهده اليوم . لم يعد أحد يملك الادوات المناسبة التي تساعده على اكتشاف جزيرة الكنز الموعودة , ولم يعد أحد يملك رصيدا فائضا من الاحلام التي يفيض بها على متسولي ما يدعى الثورة السورية وخاصة بعد انكشاف حساباتهم الرخيصة وعمليات التزوير الوطني التي نقلتهم من خانة " من أين لك هذا " الى خانة " كيف حدث كل هذا ..؟؟ " .

والمتابعين لهذا الفيلم المأساوي قد أصابهم القرف والملل في آن واحد , القرف مما وصل اليه حال المزارع السعيدة التي كان الجميع يأمل بحصادها , والملل من وفرة الانتاج الاعلامي الذي ساهم في توفير كذبة كبيرة بحجم أهدافهم والتي انطلت على كثير من الناس فضاعوا ما بين ثقافة الثورات وسخافة الحوارات , ولم يعد هذا الفيلم مقتصراً على أبطال وهمية بل على العكس تماما فقد صار لدينا أبطال اعلانات درجة أولى وهم الذين يعلنون كل يوم عن انتصار جديد في أحلامهم التي يمارسون معها الرذيلة في أقبية قناة الجزيرة , ثم تأتي قافلة من الابطال الثانويين والتي تضم جوقة عريضة من المحللين السياسيين الى المحللين العسكريين الى محللين الدم والنكاح وكل هؤلاء تجمعهم سيمفونية عريضة يعزفونها ليل نهار بأصابعهم المغموسة في النفط القطرائيلي , ثم يأتيك أبطال من نوع " تيك أوي " أو بالأصح "للاستخدام مرة واحدة فقط" وهؤلاء لديهم مهمة معينة يقومون بها "كالشقلبة" على قنوات الاعلام مثل قرود الشمبانزي أو البكاء بدموع التماسيح أو الصراخ والسب والشتم , وكل هؤلاء يستخدمونهم مرة واحدة مثل فئران التجارب ثم يرمونهم في أقرب حاوية زبالة أو سلة مهملات , أما الأبطال المهمشينّ في ادوارهم وأبخسّ الناس أجراً هم الكومبارس المعروفون لدى شريحة كبيرة من الناس والذين هم منهم تقريباً دون ان يعرفوا هذا , وهؤلاء برغم ضآلة حجمهم الاستراتيجي على ساحة الاحداث إلا أنهم الأساس المهم جداً في استمرار الفيلم لأنه من دونهم لن يكون لدينا ديكور ولن يكون لدينا مستحضرات تجميل وتشويه مثل هيثم مناع , ولن يكون لدينا من يحضر الشاي للمخرج العبقري مثل معاذ الخطيب , ولا من يقلم أظافر القرضاوي مثل المعتوه هنية , ولا من ينادي على المشهد وعدد مرات تصويره مثل المفصوم جورج صبرا , ولا من يتدلس في تقبيل الممثلين مثل خالد مشعل , ولا من يجاهر بميزانية الانتاج الضخمة التي تكفل بها مثل حمد بن أبيه , ولن تجد في النهاية عنوان لهذا الفيلم سوى سقوط دون كيشوت بالجلطة السورية .

مشكلة هذا الفيلم الذي طال انتاجه وتمثيله لمدة سنتين ويزيد , أن بطل القصة حتى الان غير معروف , رغم أن الاشاعات تقول أن أمريكا هي بطلة الرواية , وهناك اشاعات اخرى تقول أن اسرائيل هي من تجهز البطل بعد أن كتبت السيناريو والحوار , ويتردد على ألسنة بعض أنصاف المغفلين وأنصاف النعاج أن البطل هو أردوغان العثماني , ولكن يخالفهم البعض الآخر في هذه الرؤية ويقولون أن البطل هو المعارضة التي لم تعترض يوما على دمار سوريا, بينما يوشوشني أحد الباعة الجوالة في الشارع أن البطل سيكون مفاجأة مثل "بيض كندري" , لكن يخالفه في الرأي مصلحّ العجلات الذي يصرّ على أن البطل "منفسّ حالياً ويحتاج الى نفخ " , هذا و مازال الدب الروسي يشددّ على شروطه في عقد الاخراج على ظهور البطل كحلقات صغيرة مثل قصص انطون تشيخوف دون الاعلان عن بطل رسمي آخر حلقة , ويشاركه في هذا الرأي تنين الصين الذي ينفث دخان صمته دون أي جلبة في كواليس البهرجة الاعلامية بينما نيرانه الكورية تلذع من فترة لأخرى ديكور الاستديو الذي يجلس فيه العم سام وهو على حصانه الأبيض وبيده سيجارة مارلبورو , وتكثر الاشاعات ويكثر الهمس وتكثر التساؤلات وأشعر بنفسي مثل عبد الحليم حافظ أغوص في أغنيته المشهورة التي تقطر اشارات استفهام في آخرها دوما " الرفاق يتساءلون يتهامسون حبيبتي من تكون .. ؟؟

والسؤال هنا البطل يا ترى من يكون؟ وأنا أعرف مسبقاً أن الكثير منكم سيقفز بسرعة ويمدّ أصبعه كي يجيب على هذا السؤال بطفولة
بريئة وبحميّة وطنية مشهود عليها ليقول: "إن الشعب السوري هو البطل في هذا الفيلم". وأنا لا أختلف معه أبدا على هذا الأمر ولن أختلف يوما على هذا الشعب العظيم الذي تكلمت عنه في مقالاتي سابقاً وأعطيته أقل مما يستحق ولكن عذري أن شعباً عظيما مثل هذا الشعب يحتاج الى كاتبٍ من التاريخ كي يقدر على كتابته بالشكل الصحيح . فحتى هذا الشعب لا يصحّ أن يكون بطلاً في فيلم لأن الأفلام لا تليق بشعبّ دوخّ العالم بقومتيه و وطنيته وانتمائه العروبي, لذا لا يصح أن يكون بطلا في مسلسل لا ينتهي من حلقات المؤامرة والمداهنة والكذب والتزييف والتشويه , ولا يصح أن يكون بطلاً إلا في ملحمة سيذكرها التاريخ بين صفحاته و ستقرأها الاجيال القادمة في مقرراتها المدرسية وسيعرفون حينها لأي شعب ينتمون وعلى أي وطن يعيشون وبأي دمّ يؤمنون .

وبرأيي المتواضع أن بطل كل ما حدث في هذه الفانتازيا الدموية للفيلم كان بكل بساطة الجيش العربي السوري , فهو الذي استطاع أن يحصد اعجاب الغرب قبل العرب ويحصد رؤوس التكفيريين قبل المجرمين , وهو الذي استطاع أن يعلق اسمه في رأس كل مواجهة على الارض في الوقت الذي كان الابطال الافتراضيين يتناحروا على من يكون اسمه اليوم في مانشيت الفيلم , انه الجيش السوري بكل بساطة هو البطل الذي حاز على أفضل تمثيل صادق للشعب السوري , وحاز على أكبر رصيد من الوجع الذي طال سوريا , وهو الذي كسر القيد ولم يعطي ثوار النكاح ودعاة الاجرام حريتهم , انه الجيش السوري بطل هذا الفيلم الامريكي الطويل , وهو بطل في عيون الصغار قبل الكبار , وهو بطل قبل أن يكون هناك أفلام مدبلجة , وهو بطل كل الاوقات وكل الاماكن وكل الازمان , انه البطل الخارق الذي يشبه "أبو الحروف" إن كنتم تذكرونه في برنامج "المناهل" :أحدّ من السين , أهدأ من السكون و أسرع من لمح العين .انه يا سادتي الكرام الجيش العربي السوري . إنه البطل الذي جعل كاميرات العالم كلها تتوجه اليه رغماً عن محاولتها اليائسة في إظهاره باللون الابيض والاسود , إنه البطل الذي ركعت لإرادته الحرة كل مرتزقة العالم وكل عصابات المافيا وحتى حثالة العرب , انه البطل الذي زلزل أركان مدينة الانتاج القطري وارتجفت منه ناقات بني سعود وكسر الخازوق العثماني وداس على خريطة الطريق المرسومة وهزّ جدران البيت الأبيض , انه البطل الذي يستحق عن جدارة اوسكار الصمود والتحدي والصبر , يستحق حذاؤه أن يتصدر عناوين الاخبار وترفع له القبعات وتنحني له الهامات , انه البطل الذي كسر طواحين الثورة الخرافية المزعومة , وترك دون كيشوت العرب مذهولاً من الحقيقة المرة التي رآها لأول مرة ولم يقرأها في كتاب ولم يطالعها بخبر عاجل في قناة الجزيرة او العربية , تركه ضائعاً مصدوماً لا يعرف حقيقة نفسه بعد أن رأى في المرأة أن لباس الفرسان لا يليق به , تركه هائماً يسرح مع حماره العربي باحثاً عن وهم جديد وربما عن طواحين جديدة تبللّ فاجعة فشله في غرفة تغيير الملابس .

على حافة سوريا

في قراءتي الاخيرة أجدّ أن ما يسمى الثورة السورية قد دخلت ماراثون طويل من الأنفاق المظلمة ولكن بأقدام مشلولة , وبرئتين تتنازعان على لملمة أكبر كمية من الشهيق دون أن تدفع ضريبة الزفير , وما زال لهاثها عنوان الفشل الرسمي الذي تتناقله وسائل الاعلام تحت مسمى " تكتيكي " , وقد دخلت في مرحلة التنفس الاصطناعي بإصرار غربي عربي شديد على انقاذها ولو بعلب اوكسجين تساعدها لفترة مؤقتة على الحياة , ولم يعد هناك أي شك عند أي شخص يملك ذرة عقل أن كل هذه المحاولات الفاشلة لانعاش هذه الجثة لن تمنع الجيش السوري من اقرار الفصل الاخيرة في منهج قراءة الخيانات العربية , وبأن حذاءه العسكري فقط هو المختصر المفيد لكل هذه القراءة العقيمة .
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

American media distortion on Palestine

Source 
Alison Weir
"If American news organisations had been reporting fully and accurately on the region; if they had exposed the pro-Israel lobby's power and manipulation in the United States; if they had covered the damage done to Americans... I have no doubt that US policies would be vastly different than those we see today."
By Alison WeirMiddle East Monitor
May 2013

Alison Weir is the President of the Council for the National Interest (CNI) and Executive Director of If Americans Knew.
Thirteen years ago I knew very little about Israel-Palestine. Like most Americans, this seemed to be a distant, confusing conflict that had little to do with me. I was unaware –again, like most Americans – that American taxpayers give Israel over $8 million per day, more than we give to any other nation.
I was unaware that our nation has vetoed numerous United Nations efforts to reign in Israeli aggression; resolutions that were supported by almost every other country around the world. I was unaware that US actions were enabling a massive land theft and ongoing ethnic cleansing that has caused profound tragedy in the Middle East, deep damage to our own nation and endangered American lives.
My personal awakening to these facts and others began in the autumn of 2000 when the Palestinian uprising known as the Second Intifada began and was, for a while at least, in the American news. I grew curious about this conflict, determined to follow the news on it, and noticed quickly how one-sided the news coverage appeared to be. While we heard from and about Israelis frequently, the Palestinian side seemed to be largely glossed over at minimum, and was sometimes completely hidden.
I began searching for additional information on the Internet and was astounded at what I learned. Israeli forces were killing hundreds of largely unarmed Palestinian men, women and children; many of the children were being killed by gunshot wounds to the head.
While some Israelis were also being killed during this period, these deaths were far fewer and virtually invariably occurred after Palestinian deaths. Over 90 Palestinian children were killed before a single Israeli child. Over 140 Palestinian men, women and children living on their own land were killed before anyone in Israel was.
As I learned the nature of Israel's military occupation of the West Bank and Gaza Strip and the true history of the region, it began to seem to me that this was the longest and possibly most significant cover-up I had ever come across. I finally decided to quit my job as the editor of a small community newspaper in northern California and go and see for myself what was going on, travelling to Israel-Palestine as a freelance reporter in February and March of 2001.
When I returned I created an organisation called "If Americans Knew" to provide the full facts to my fellow citizens and to study why and how US news coverage was failing to do this.

Israel-centrism and patterns of distortion

We have conducted a number of statistical studies on this issue and found that US media were covering Israeli deaths in far greater detail than they were covering those of Palestinian.
For example, the New York Times was reporting on Israeli children's deaths at a rate seven times greater than they were covering Palestinian children's deaths; this didn't even include the far larger number of words and amount of personal information given about Israeli victims compared to Palestinians. We also found that primetime network news programmes were covering Israeli children's deaths at rates up to 14 times greater than the coverage given to Palestinians.
I discovered a system of reporting from the region in which a violent conflict between an officially "Jewish state" and the Muslims and Christians it had dispossessed (and was in the process of dispossessing further) was being covered most of the time by journalists with legal, familial or emotional ties to Israel. A great many are Israeli citizens (though this is almost never disclosed) or married to Israelis, their children also being Israeli.
I discovered that the Associated Press control bureau for the region, from which virtually all news reports that appear in US newspapers were transmitted, was located in Israel and was staffed almost entirely by Israeli and Jewish journalists (many of whom had served in the Israeli military).
I learned that the son of the New York Times bureau chief was serving in the Israeli military while his father was reporting on the conflict. In fact, I discovered that it was common for journalists in the region reporting for American media to have close personal ties to the Israeli military; that at least one staff member had been serving in the Israeli military even as he was reporting for the NY Times; that US News & World Report's senior foreign correspondent, who had covered and written about the Middle East for more than 40 years, had a son serving in the Israeli army during the time he was reporting there; that Middle East "pundit" Jeffrey Goldberg, whose commentary pervades both the print and broadcast media, is an Israeli citizen who served in the Israeli military.
I learned that CNN anchorman Wolf Blitzer lived in Israel for many years, at one point travelled around the US as the "voice of Israel" and had worked for an Israel lobby publication.
I learned that Time magazine's bureau chief was an Israeli citizen, and that NPR's long-time correspondent from the region had an Israeli husband who had served in the military and may be an Israeli citizen herself.
I also discovered that this pattern of Israel-centrism went beyond the regional reporting. In fact, the regional filtering of the news may not even be the most significant factor in the broken media reporting on this issue that Americans receive.
Within US-based journalism per se I discovered patterns of Israel-centrism that were deeply troubling. In some cases I personally experienced the intentional suppression of information on Palestine. Following are a few examples.

San Francisco Chronicle

While I was on my first trip to the Middle East I had met with a managing editor at the San Francisco Chronicle before I left and told him of my intention to report from the region. He had been quite interested and asked me to send him my first-hand reports.
During my trip, despite the difficulties in doing this, I sent him several reports at a time when almost no other American journalists were in the West Bank or, especially, Gaza. None were printed.
Finally, he sent me an email saying that he might be able to publish some of my reports, but that this would be "political". This was unusually honest but quite troubling. It should not be "political" to publish on-the-scene reporting.
While he never explained the obstacles confronting such reports, I suspect they had to do with the fact that the top editor at the time, Phil Bronstein, tilts toward Israel; that numerous advertisers were pro-Israel; that the pro-Israel power structure is extremely strong in California; that pro-Israel organisations in the US invariably mount protests and boycotts if newspapers stray too far from their preferences; and that others are frequently afraid of being called "anti-Semitic" and of the potential damage honest journalism on this topic could do to their careers.
A few years later a journalist who had worked for the Chronicle for many years, Henry Norr, was fired by Bronstein. While a different rationale was put forward for Norr's termination, Norr himself believes that the real reason was his activities related to Palestine. He had written a column about an Intel factory constructed illegally on Palestinian land and had also given a lunchtime briefing to staffers about a trip he had taken to the West Bank.
Still another former Chronicle journalist has described the inner workings related to news coverage of Israel-Palestine; that most of those editing wire copy were Israel partisans, that this journalist was largely kept away from editing reports on the issue; and that there was an atmosphere in which anti-Arab cartoons were sometimes posted on a bulletin board.
In 2004 our organisation conducted a statistical study of the Chronicle's coverage during the first six months of the Second Intifada and discovered that the Chronicle had covered 150 per cent of Israeli children's deaths and only 5 per cent of Palestinian children's deaths. Before releasing it to the public I phoned Bronstein to meet with him to present it in person, the normal protocol. He failed to return my phone calls. At a public forum I again requested such a meeting. In front of a large audience Bronstein promised to meet. Yet, he later again refused to return phone calls and this meeting never transpired.
We then released our report publicly and distributed it as widely as possible. In addition, some groups and individuals disseminated thousands of fliers containing some of our key charts and statistics, headlined "What Children Matter?" These activities, of course, received considerable attention, and I feel were far more valuable than a meeting.

Gannett Newspapers

Gannett is one of the top news chains in the US. According to its website, it consists of 82 daily newspapers, including USA TODAY, and it reaches 11.6 million readers every weekday and 12 million readers every Sunday. USA TODAY is the nation's top newspaper in print circulation, reaching 6.6 million readers daily.
In addition to its newspapers, Gannett owns 23 TV stations, which reach 21 million households, covering 18.2 per cent of the US population. It also delivers news on 9,500 video screens located in elevators of office towers and select hotel lobbies across North America.
In 2001 a Gannett reporter who was writing a series of articles in the wake of the 9-11 attacks, heard about my trip to the region six months before the attacks and phoned me for an interview. He was extremely interested in my story and ended up calling me several more times for follow-up interviews, asked me to send him all my reports from my trip, and upon receiving them he was quite complimentary about their quality.
The reporter then sent a photographer to take pictures of me in my home for the article, had her express mail them to him, and said the story would be coming out soon.
We were in the process of creating the If Americans Knew website at the time and hurried to make this live, since this would be major exposure.
A little later I went on a speaking tour and a reporter from a community newspaper in a tiny newspaper chain in New York State interviewed me for his paper. A few days later he wrote to me saying that the newspaper owner had killed his article. He said this was the first time this had ever happened to him.
I then realised that I had never seen the Gannett newspaper article on me and If Americans Knew. I emailed the reporter, told him about this incident, and asked him if I had missed his article or whether the same thing had happened to him. I hadn't missed it. He said that his editor had similarly killed the story.
I later saw an article by this reporter about Americans visiting Iraq who were highly critical of the US government. It is interesting that this subject matter was permissible, but not a feature on someone critical of Israel.

National Public Radio – Vermont and Michigan

Several years later I was on a speaking tour in Vermont and New Hampshire and was to be interviewed on a local affiliate of the influential National Public Radio network. When I arrived at the radio station it turned out that the radio host who had agreed to do this was not available and another person was going to do the interview, someone called Neal Charnoff.
Charnoff and the programme producer took me back to the studio where they would record the interview for later broadcast. Oddly, the regular sound engineer was told he could go outside and take a break, and the producer took over.
The host began his first question with a statement that my articles contained "anti-Semitic" overtones. I interrupted him immediately, said this was untrue, and asked him what he was talking about – which specific articles or statements that I had written did he claim were "anti-Semitic"?
He could not answer. I wondered if he had even read anything I had written or whether he was simply repeating the unfounded accusations by the Anti-Defamation League, a fanatically pro-Israel organisation that has been implicated in a vast spying operation on Americans.
Flustered at the embarrassment at having made a statement based on no evidence, he began the interview again in a more normal fashion. I told him about my trip to the West Bank and Gaza Strip and what I had found.
Within a few minutes, and sooner than the scheduled end of the interview, he stopped it. He turned off the equipment and said they would not be airing it.
I was shocked and asked him why not. There was then a brief conversation in which he, and to a lesser extent the producer, defended Israel against the statement of facts I had made about what I had seen. The producer, who seemed to be more reasonable – and who also may have realised that Charnoff's intention to kill the interview so publicly would reflect badly on the station – said that she was sure they would be able to broadcast something.
They eventually did so. They did not, however, include information on my upcoming talks in the area, information that would normally have been included. I noticed later that Charnoff's interviews frequently seem to focus on the Jewish experience and that a disproportionate number of the authors, musicians, etc., that he highlights on his programme are Jews.
Another incident took place in another NPR affiliate, this one in Ann Arbor, Michigan, location of the University of Michigan, one of the top public universities in the United States.
One way that we and other groups try to get around the media's reluctance to report fully and accurately on Palestine is through the placement of paid advertising. Sometimes even this is censored.
WUOM, the largest NPR affiliate in the state of Michigan, apparently at the direction of its head, Steve Schram, refused to run a spot giving the name of our organisation. Then, when we challenged this censorship, the station supplied a number of fraudulent and ever-changing explanations. Only after fighting this over a year and involving the university administration and a small sit-in in the WUOM office were we able to force them to include our name in a paid advertisement.

American History Magazine/Weider History Group

Still another incident occurred when we tried to buy an advertisement in American History magazine. The ad was to promote the autobiography of CNI's founder, former US Congressman Paul Findley. We were told that the magazine would not publish the advertisement because CNI was "anti-Israel". In fact, they informed us that none of their other 10 magazines would run the ad either.
We were amazed to learn that almost all the national popular history magazines in the United States are published by the Weider History group; American History, World War II, Military History, Vietnam, Armchair General, the Civil War, etc.
According to its website, the Weider History Group is the largest chain of history magazines in the world, making its pro-Israel bias particularly important. George Orwell's words suggest the significance of the Weider censorship within its history magazines: "Who controls the past controls the future."
As their censorship of our ad because they considered us "anti-Israel" would suggest, the Weiders are very close to Israel. The co-founder of the Weider empire is one of six North American chairmen of the Jerusalem Fund of Aish HaTorah, which takes political leaders, corporate executives, investors and entertainment personages on private trips to Israel to increase their support for the country.
A Weider foundation has given large grants to another Aish HaTorah-connected organisation, the Los Angeles-based American Friends of Aish Hatorah, a nationalistic Israeli organization that promotes Israel in the United States and has a programme to create and equip advocates for Israel on American campuses. Aish has been connected to the production of pseudo-documentaries promoting Islamophobia that were distributed in America.
The Weiders originally brought future movie star and California governor Arnold Schwarzenegger to the US and played a major role in building both his personal and political career. Weider patriarch Joe Weider once proclaimed proudly, "We created Arnold." As California governor, Schwarzenegger promoted Israel, stating, "I love Israel. When I became governor, Israel was the first country that I visited."

The Media role in US policy formation

Thirteen years ago when I grew curious about the Israeli-Palestinian conflict, I had no idea that my questions would lead me to discover such an extraordinary pattern of influence on behalf of a foreign country in the US media.
This influence, I believe, may be the single most significant factor in creating America's uniquely massive support for Israel. If American news organisations had been reporting fully and accurately on the region; if they had exposed the pro-Israel lobby's power and manipulation in the United States; if they had covered the damage done to Americans by policies centred on what would "benefit" Israel rather than Americans (though not, I believe, those Israelis dreaming of peace), I have no doubt that US policies would be vastly different than those we see today.
Moreover, I feel that it is US support for Israel that has supplied the economic, military and diplomatic support for Israel to continue with astoundingly aggressive and oppressive policies. As such, exposing and overcoming pro-Israel power over information in the US about Israel-Palestine may, I believe, be the most important activity that those seeking justice and peace in the Middle East can undertake.
Providing Americans with the full facts on the region; on the determining influence on our media, our government and our country by Israel and its partisans; and on the devastating, wide-ranging damage created by the current situation, will eventually, I have no doubt, bring the momentous change that is so urgently needed. In fact, given that the US has a history of being a very changeable country, if enough resources are devoted to this effort, such a transformation could occur in less time that some long-time observers might expect.

River to Sea Uprooted Palestinian   The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!