فبعد أن سمعت منه الياذة (الذئب والنعاج) أدركت مالم أدركه .. وعرفت بأنني عرفت مالاأعرف .. وان سر الخلود ليس في بلاد الرافدين بل في قطر .. وبأن العمر الذي خشيت عليه من الضياع لم يضع .. وحزنت أننا لم نقدّر هذا الرجل ولم نعطه مايستحق .. وأننا كدنا نثب عليه ونقتله متسرعين كما قتلنا محي الدين بن عربي الذي قال ان معبودكم هذا تحت قدمي .. فاذا بصاحب “الذئب والنعاج” يجلس بحكمته في مكان محي الدين بن عربي وهو يقول ان معبودكم هذا تحت قدمي (وأحسب أنه يعني النفط والغاز) .. وأنكم نعاج …
لقد فاتني من هذا العمر اكتشاف هذه الالياذة العربية مبكرا وهذا الهوميروس العربي بدشداشته القطرية.. فحديثه استغرق دقيقتين لكنني بعده رميت بمكتبتي الى النار وأحرقتها بما فيها لشعوري باضمحلال اللغة والفكر أمام فكر (أبي النعاج) .. أحرقتها كلها كما فعل أبو حيان التوحيدي في آخر عمره .. وبدأت أتساءل ان كان أبو حيان قد أحرق كتبه لأنه بعد كل علمه ومؤلفاته ظهر في عصره متحدث وفيلسوف من آل بن جاسم جعله يحتقر كل ماقرأ وكل ماكتب أمام عصارة العلم والفكر والأدب التي تجلت في حكيم قطري ظهر في ذلك الزمان..
ولاشك أن حمد بن جاسم سيرسل لي شيكا بعد هذه المدائح التي قد تعني انشقاقي الى جمهوريته الديمقراطية (كما يفعل مع الفارّين اليه).. ولكن الهوينى فلاتستعجلوه لأن عليه أن يقرأ بقية المقال فلعله لايرسل شيكا بل يخلع عقاله ولايضعه قبل أن ينازلني في مبارزة شعرية وأدبية في بيته في مستوطنة نهاريا شمال فلسطين لأنه (شاعر صحراوي) لايجيد المبارزة بالسيوف أو بالمسدسات على طريقة الفرسان بل يجيد الطعن في الظهر واطلاق النار في الظهر على طريقة الأنذال وعهدنا بهم ..
لقد صارحنا – أطال الله عمره – بأننا نشهد اجتماع النعاج من هجمة الذئب والذئاب .. وكان حكيما وعاقلا كما عهدناه ولم ينفلت نزقه ولسانه الطويل بالتهديد ولم يرفع سبابته في وجه أحد بل اكتفى بأن يكون حملا أو كبشا بلا قرون وبلا خصى .. أو نعجة بين النعاج .. وأحسست فجأة وأنا تطفر عيناي بالدمع من قوة البلاغة أنني سمعت .. صوت ثغاء الحملان في الجلسة وصرت أدقق في رؤوس المجتمعين علّي أحظى بلحظ القرون التي كشفها لنا حمد بن جاسم .. هوميروس العرب وقاصّهم الأول “أبو النعاج
لقد فاتني من هذا العمر اكتشاف هذه الالياذة العربية مبكرا وهذا الهوميروس العربي بدشداشته القطرية.. فحديثه استغرق دقيقتين لكنني بعده رميت بمكتبتي الى النار وأحرقتها بما فيها لشعوري باضمحلال اللغة والفكر أمام فكر (أبي النعاج) .. أحرقتها كلها كما فعل أبو حيان التوحيدي في آخر عمره .. وبدأت أتساءل ان كان أبو حيان قد أحرق كتبه لأنه بعد كل علمه ومؤلفاته ظهر في عصره متحدث وفيلسوف من آل بن جاسم جعله يحتقر كل ماقرأ وكل ماكتب أمام عصارة العلم والفكر والأدب التي تجلت في حكيم قطري ظهر في ذلك الزمان..
ولاشك أن حمد بن جاسم سيرسل لي شيكا بعد هذه المدائح التي قد تعني انشقاقي الى جمهوريته الديمقراطية (كما يفعل مع الفارّين اليه).. ولكن الهوينى فلاتستعجلوه لأن عليه أن يقرأ بقية المقال فلعله لايرسل شيكا بل يخلع عقاله ولايضعه قبل أن ينازلني في مبارزة شعرية وأدبية في بيته في مستوطنة نهاريا شمال فلسطين لأنه (شاعر صحراوي) لايجيد المبارزة بالسيوف أو بالمسدسات على طريقة الفرسان بل يجيد الطعن في الظهر واطلاق النار في الظهر على طريقة الأنذال وعهدنا بهم ..
لقد صارحنا – أطال الله عمره – بأننا نشهد اجتماع النعاج من هجمة الذئب والذئاب .. وكان حكيما وعاقلا كما عهدناه ولم ينفلت نزقه ولسانه الطويل بالتهديد ولم يرفع سبابته في وجه أحد بل اكتفى بأن يكون حملا أو كبشا بلا قرون وبلا خصى .. أو نعجة بين النعاج .. وأحسست فجأة وأنا تطفر عيناي بالدمع من قوة البلاغة أنني سمعت .. صوت ثغاء الحملان في الجلسة وصرت أدقق في رؤوس المجتمعين علّي أحظى بلحظ القرون التي كشفها لنا حمد بن جاسم .. هوميروس العرب وقاصّهم الأول “أبو النعاج
” ..
سيكون من الاجحاف أن يكون لدينا لقب (أبو العلوج) الذي أطلقه اعلام الخليج العربي على وزير الاعلام العراقي الأشهر محمد سعيد الصحاف للسخرية منه والتشفي بهزيمة العراقيين أمام الأمريكان .. من الاجحاف أن لانعلق في رقبة حمد بن جاسم لقب (أبو النعاج) وحبيب العلوج .. وهو لقب يلبسه جدا ويناسبه جدا خاصة أنه متحمس جدا للربيع العربي وبرسيمه واخضرار أرضه حيث العشب والكلأ “الأخضر” .. وسنناديه مستغيثين منذ اليوم كما كان فقراء العرب ينادون مستغيثين بعروة بن الورد وهم يقولون (ياأبا الصعاليك أغثنا) .. وسيكون نداء أمة العرب لعروة بن الورد القطري حمد بن جاسم: ياأبا النعاج أغثنا ..
هل نرشح معاليه لجائزة نوبل في الأدب ونرمي بأدونيس الى الصفوف الخلفية؟ اننا على أبواب جائزة نوبل ثانية في الأدب بعد جائزة نجيب محفوظ ينالها العرب عبر عبقرية (الذئب والنعاج) .. ولاشك ان فيصل القاسم الذي لايعرف (ادونوس !!) يعرف بالتفصيل فلسفة (الذئب والنعاج) ويعرف كاتبها الذي يكتب له الشيكات ..وسيستهل احدى حلقاته التي لن أراها بالطبع بالقول بحماس: ان العرب نعاج ..واسرائيل هي الذئب .. يقول أحدهم!! ..
هذا الأدب الانساني الرفيع للروائي العالمي حمد بن جاسم لايضاهيه أدب غابرييل غارسيا ماركيز صاحب (الحب في زمن الكوليرا)..وصاحب (مئة عام من العزلة) ..فبعد عبقرية “الذئب والنعاج” عرفنا لماذا وصلنا الى مرحلة (العرب في زمن الكوليرا) أو (العرب في زمن النعاج) .. ولماذا دخلنا عبر بوابة الربيع العربي الى (مئة عام من العزلة)..
ان نجيب محفوظ في “ثلاثيته” الشهيرة وفي رواية “أبناء حارتنا” لايضاهي في ابداعه ابداع رواية (الذئب والنعاج).. وقد ظهرت قامة أدبية رفيعة تكتب من قطر ثلاثية جديدة هي: “الذئب القرضاوي في قصر الشوق” .. و “عزمي بشارة بين القصرين” .. و السكرية “موزة في غزة ” .. وأخيرا العمل المميز .. “نعجات حارتنا” ..لحمد بن جاسم هوميروس الشرق (أبو النعاج) ..
لاأدري سبب هوس السياسيين العرب باظهار ميول الأدب والشعر والقصائد والروايات ولايكتبون المذكرات عن الأزمات .. طبعا هذا ليس عيبا لكن السياسة لاتحتاج خيالا بل واقعا وتحتاج انصرافا الى العمل المتواصل لحل معضلات المستقبل قبل مشكلات العصر واللحظة الراهنة .. فهذا هو سبب التفرغ للعمل السياسي .. فشاعر مثل نزار قباني قرر ترك العمل الديبلوماسي والتفرغ للشعر احتراما للديبلوماسية التي لاتعرف الرومانسية بل الواقعية .. واحتراما للشعر الذي لايستطيع أن يبقى طويلا في الواقع دون رومانسية ..
فهناك عند العرب وزير نفط عربي كان يكتب الشعر الغنائي للفنانين والفنانات .. ولاأدري ان كان يعرف العلاقة بين سعر النفط وسلة أوبك والنمو الاقتصادي في القرن الواحد والعشرين.. وكان لدينا وزير دفاع عربي كان يؤلف الشعر وينظمه ويكتب في كل صنوف الأدب .. وكان لدينا كذلك الرئيس الراحل صدام حسين الذي في أوج صراعه مع الغرب واثناء الحصار خرج علينا برواية (زبيبة والملك) .. ثم تلاها برواية (اخرج منها ياملعون) ..فكان أن دخل فيها الملعون وملاعينه .. وصرنا جميعا نعيش زمن (موزة والأمير) بدل زبيبة والملك ..
وكان الزعيم الراحل معمر القذافي يكتب فقرات الكتاب الأخضر وهذا طبيعي فهو كتاب ونظرية في السياسة لايعترض عليه أحد حتى وان كان يشبه في نجاحه نجاح كتاب أحمد داود أوغلو الذي كتب فيه عن (صفر مشاكل) .. لكن الزعيم القذافي لم يقدر على مقاومة اغراء الانتماء لعالم كتّاب الروايات فصدرت عنه رواية بعنوان غريب هي (الأرض الأرض ..والقرية القرية .. وانتحار رائد الفضاء) ..
حمد بن جاسم لاشك لم يصدر رواية ولكن حديث “الذئب والنعاج” ملفت للنظر لأنها ارهاصات روائي عربي قادم ..ونهوض لفيلسوف من فلاسفة الغاز .. وولادة حكيم ولقمان العرب ..كلها دخلت في وجداننا وتاريخنا عبر بوابة غزة وحديث (الذئب والنعاج).. وسأساعده في اختيار عنوان روايته القادمة أو حديثه القادم وأمثولاته .. فبدل (الذئب والنعاج) يمكنه أن يتحدث أو يكتب عن (نعاج بلا أسد !!) ..أو (الأسد والنعاج) .. أو (ذئاب وأسود ونعاج) .. أو يمكنه أن ينسج على نمط رواية القذافي ووزنها عنوانا مثل ( الأسد الأسد .. الذئب الذئب .. النعاج النعاج.. وانتحار رائد الفضاء محمد فارس)..
بالرغم من كل شيء فان حمد نطق بالحقيقة وكنا نرى نعاجا مجتمعة تتباكى وتهدد بسحب مبادرة عربية لم يترك الذئب زاوية بها لم يتغوط عليها .. وبالرغم من كل السبابات التي رفعت في مصر ورفعها الاخوان الذين حلفوا بمليونيات اللحى بأن مصر تغيرت فان الحقيقة هي أننا دخلنا رسميا عهد النعاج والثغاء .. وأن قبضايات الاسلاميين وأردوغان لم تعد لهم حناجر تهدد اسرائيل لأن حناجرهم مصنوعة من سكر وذابت من كثرة الصراخ على السوريين ومن كثرة النفاق ومن كثرة الهدير .. وتعجبت ان كان اردوغان ترك صبره وحنجرته وأعصابه النزقة في رحلة استجمام أو انه نسيها في السرير أو الحمّام أو على حدود سورية .. كل هذا الأردوغان العصبي لم يقدر أن يرسل بارودة واحدة الى غزة ولا حبة خردق !!! .. وان اقصى مافعله الاسلاميون هو رحلات السياحة الرسمية الى غزة .. وكل هذا المرسي لم يقدر أن يخرج من ثياب حسني مبارك وجزمته ولم يردع اسرائيل التي لم يعد خافيا أنها لاتخشاه وأن الرجل لم يأت بثورة بل بكامب ديفيد ذات لحية وبحسني مبارك “مؤمن” ويطلق اللحية .. والحقيقة ان اسرائيل لاتخشى بحرا من اللحى الاخوانية يحيط بها .. بل تخشى غضب آلهة الصواريخ ..لأن القصف بالصواريخ غير القصف باللحى والسبابات..
ليس عندي شك أن الحضور في ذلك الاجتماع العربي (جلسة النعاج) كان لديه شعور أنهم أغنام .. فغياب الأسد ورجال الأسد السوريون ترك جوا عاما من الشعور بشعور النعاج .. وربما يعيدنا هذا الى مقولة نابوليون بونابرت الشهيرة: أن يقود أسد جيشا من الوعول ..أفضل من أن يقود وعل جيشا من الأسود .. وترجمتها العربية التي تليق بهوميروس القطري هي: (أن يقود أسد جيشا من النعاج .. أفضل من أن يقود خروف جيشا من النعاج) ..ونترك لفيصل القاسم أن يشرح لهوميروس العرب معنى ذلك بدقة وبلغة السوريين ..ويستطيع هوميروس أن يستعين بسفير اسرائيل في قطر ..عزمي بشارة ..ليوضح المعنى الفلسفي ويغوص “في العمق” مع أخيه الصغير علي الظفيري..
في الحقيقة كنت بدأت أفتقد غياب الزعيم معمر القذافي الذي كان حضوره الى أية قمة عربية أو اجتماع دولي يضفي عليه جوا من الاثارة والمتعة بسخريته اللاذعة ونزقه وصراحته الصادمة وعصبيته .. وعدم مجاملته لأحد وخاصة (لأبو متعب) والخلايجة .. ولكن منذ أن برزت نجومية القطريين من الخوارزمي حمد بن خليفة ومعادلة (3%) الى هوميروس الشرق بن جاسم (أبو النعاج) .. فان اللقاءات العربية ستصبح أكثر اثارة ومتعة وثرية بالثقافة والجزالة اللفظية والعلم والمعرفة..وبالطبع الكوميديا ..
لن يكون هناك ذلك المشاغب والزعيم الأخضر النزق القادم من الخيمة والصحراء والزنقات .. بل سنسمع حكمة وموعظة وشعرا وحكايات ماقبل النوم عن ليلى والذئب (وغزة والذئب) .. وعن الذئب والنعاج .. وصرت بصراحة بانتظار مسرح الاثارة والكوميديا السوداء في الجامعة العربية لأضحك في هذا الزمن الكئيب الأسود .. أضحك من تأتأة نبيل العربي وعدم استقراره النفسي .. وأضحك من بلاغة الخلايجة والسعوديين الذين يقرؤون بياناتهم الفصيحة كما لو أنها كتبت قبل عهد أبي الأسود الدؤلي بلا تنقيط ولاحركات ويستعملون الفاصلة في وسط الكلمة .. ويقصون نصف الجملة بالمقص والنحنحة والسعال ويقذفون بها الى بداية الجملة التي تليها .. وعندهم لايعرف المبتدأ أين هو خبره ولايعرف الخبر لماذا يلبس حذاء المبتدا .. ولايعرف حرف الجر ماذا يجر .. ولا ان كان هو نفسه سيجرّ بالحبال ويسحل على السطور ..
وبين هذا المجال اللغوي الأنيق والرفيع سنسعد منذ اليوم بسماع (نهج البلاغة) القطرية .. بلسان هوميروس ..أبو النعاج .. الذي لم يكن قريبا الى قلبي مثل ذلك اليوم الذي انطلق فيه على سجيته الرعوية وكان يتحدث بعفويته كطفل حافي القدمين (كما يقول نزار قباني) عن “غزة والذئب” .. ويتأوّه بخضوع واذعان للذئب الذي أكل جدة ليلى (فلسطين).. وينهل من ثقافة الراعي الكذاب ..
ماهذه ال “قطر” ؟؟ ..صارت تلبس ثياب بغداد الشرق وترتدي وشاح دمشق الأموي ..لأن فيها حمد بن خليفة بدل المأمون وفيها قاعدة العيديد بدل دار الحكمة .. فأميرها صاحب اللوغاريثمات الخوارزمية ومعادلة (3%) .. ووزير خارجيتها هوميروس أبو النعاج .. وأميرتها موزة التي تدير الممالك الاسلامية مثل (شجرة الدر) .. وفيها القرضاوي ظل الله .. وعزمي بشارة تلميذ أفلاطون .. وفيصل القاسم روح جان جاك روسو .. وقريبا أبو الوليد خالد مشعل بن الوليد ……أهذه قطر .. أم أمّ البشر ..؟؟!!
بالرغم من أنه ليس زمن النكتة ولاالدعابة ولاخفة الدم في زمن اراقة الدم في عالمنا العربي وشرقنا فانني لم أجد غضاضة من أن أداعب شنبات هوميروس العرب (أبو النعاج) .. وأن أعطيه بعضا من حقه كأديب وفيلسوف وحكيم لايشق له غبار .. وأن أهديه عنوان رواية الراحل صدام حسين .. (اخرج منها ياملعون) لأننا أدباء وشعراء وعشاق قصة وهو يفهم بالأدب ولغة الشعر والقصة والروايات .. وأتمنى أن يفهم ماذا عليه أن يفعل وأن يستجيب لطلبي .. ويخرج منها .. ملعونا ابن ملعون .. لننظف طرقات الشعر والأدب والمقاومة من روث هوميروس القطري (أبو النعاج) وبقايا أعشابه وبعره .. ولننظف الشرق من نعاجه وذئابه .. ونكتب الى صدام حسين في السماء (سنخرج منها الملعون ..ابن الملعون) .. ونكتب الى نابوليون وحفيده هولاند فنقول: .. ان النعاج لن تقود الأسود في الشرق .. وان الخيول البرية والأيائل ستدهس الذئاب ..وأبناء الذئاب ..والملاعين أبناء الملاعين ..
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment