على الرغم من التصريحات الديبلوماسية والتسريبات الإعلامية من جهات متعددة عن قرب حصول اتفاق سياسي في سوريا، وما تناقلته وسائل الإعلام عن خطة من بندين يحملها المبعوث العربي الدولي الى سوريا، إلا أن مصادر الأخير نفت هذه الأخبار واعتبرتها غير دقيقة!.
مصادر في المعارضة السوريّة في الخارج اجتمعت بالأخضر الإبراهيمي في باريس بعد يومين من تسريب خبر التسوية، واعتبرت "ان هذا الكلام غير دقيق أبداً ولا يعبر عن الواقع الحالي على الأرض".
وفي حديث لموقع "العهد نيوز" قالت هذه المصادر إن "الأمور شابها غموض وفوضى مبادرات سياسية تمنع حصول أي اتفاق تسوية في سوريا" مضيفاً "أن قيام الولايات المتحدة بوضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب العالمي، ورفض المعارضة السورية المنضوية تحت راية الائتلاف السوري لهذا القرار وانتقاد قادة هذا الائتلاف للقرار بدءاً من معاذ الخطيب ومروراً بجورج صبرا وانتهاء بجماعة الإخوان المسلمين، جعل الحراك السياسي كلاماً في الفراغ" . وسألت المصادر السورية المعارضة عن الجهة التي يمكن لها ان تقنع جبهة النصرة بوقف القتال والدخول في تسوية سياسية في هذه الظروف!.
على الصعيد الميداني، تستعد الحكومة السورية لجلب تعزيزات عسكرية الى مدينة حلب في خطوة ترمي إلى تحصين المراكز الامنية الموجودة في المدينة وذلك بعد تمكن المسلحين من السيطرة على عدة مقرات عسكرية مهمة في ريف المدينة.
وتشهد مدينة حلب القديمة معارك بين قوات الجيش العربي السوري ومسلحي "جبهة النصرة" في الجديدة في حلب القديمة التي يتمركز فيها المسلحون السلفيون منذ فترة، ويسعى الجيش السوري لاقتحامها وهي منطقة سكانية صعبة بسبب تداخل أبنيتها.
إلى ذلك، يستمر الحصار الذي يفرضه المسلحون على معامل الدفاع الواقعة في الريف الشرقي في حلب وتقوم قوات الجيش العربي السوري بقصف مواقع المسلحين التكفيريين في بلدة السفيرة التي تبعد 2 كلم عن المواقع العسكرية والتي يستخدمها المسلحون كقاعدة انطلاق لهم للهجوم على معامل الدفاع.
من جهة أخرى قررت قوات الجيش العربي السوري اقتحام مدينة داريا المحاصرة منذ شهر ونصف والتي اخلاها سكانها بالكامل بعد دخول مسلحي "جبهة النصرة" والتكفيريين الأجانب إليها. وعُلم انه بسبب الحصار عليهم، ستقوم عناصر مسلحة موجودة في المنطقة الشرقية والجنوبية من دمشق كـ "حي القدم والسبينة ومخيم اليرموك" بالتوجه الى منطقة داريا لمؤازرة العناصر الموجودة فيها. لذا قررت قوات الجيش العربي السوري القيام بعملية استباقية في المدينة، وقد حقق الجيش العربي السوري تقدماً حاسماً في المدينة التي يبدو انها سوف تصبح تحت سيطرة الجيش العربي السوري خلال الأيام المقبلة لأن بقاء المسلحين داخل داريا سوف يجعل المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق معزولة بالكامل الامر الذي من شأنه أن يمكن المسلحين من التوجه نحو مطار المزة العسكري والقصر الجمهوري.
وكانت خطة المسلحين سابقاً تقوم على البدء باقتحام مطار المزة العسكري والاستيلاء على الطائرات الحربية وقصف القصر الجمهوري ومراكز النظام بهذه الطائرات بالتزامن مع زحف قواتهم الموجودة في الغوطة نحو دمشق من الناحية الشرقية وإسقاط النظام، لكن هذه الجهود باءت بالفشل مع اقتحامٍ جزئي قامت به قوات الجيش العربي السوري لمدينة داريا بعمق عدة مئات من الأمتار والقبض على مجاميع احياء منهم، وكان من بينهم سبعة طيارين اثنان منهم سوريان منشقان واثنان ليبيان، وثلاثة اتراك ، حيث احبطت محاولتهم الاولى وتمت محاصرة المسلحين في المدينة التي يبدو انها سوف تصبح خلال الساعات القادمة تحت سيطرة كاملة للجيش العربي السوري.
No comments:
Post a Comment