Pages

Friday, 18 January 2013

How the displaced Syrians are "helped'?

هل هكذا يغاث النازحون السوريون ؟ !!

العميد د.امين محمد حطيط
عندما وصفت دمشق بانها قلب العروبة ، و حضن العرب يبدو ان الوصف لم يكن فيه مغلاة و ليس فيه افراط او تفريط بالحقيقة ،


اذ ان وقائع التاريخ تثبت ان ممارسات سورية شعبا و حكما كانت مستجيبة لهذا التوصيف . و لن اعرض هنا للمواقف السياسية و الاداء العسكري السوري من اجل نصرة العرب و قضاياهم و الدفاع عن حقوقهم ، و احصر الحديث في االمجال الانساني و الشعبي و كيفية تعامل سورية مع العرب الذين نشدوا لديها الملجأ و المأوى عندما كانت تضيق الارض عليهم بما رحبت .

سورية كانت الحاضن المميز لاكتر من نصف مليون فلسطيني

و لنتذكر ان سورية كانت الحاضن المميز لاكتر من نصف مليون فلسطيني لجأوا اليها عندما طردتهم الصهيونية من بيوتهم ، و بدل ان تعاملهم سورية كغرباء او فقط اشقاء ضيوف ، فانها حفظت لهم الهوية لتكون مستند ممارسة حق العودة ومنحتهم الحقوق التي هي للسوريين حتى كاد الفلسطيني اللاجئ الى سورية ينافس السوري في كثير من المجالات ، و ينخرط في الحياة المدنية الى حد بات التمييز بينه و بين المواطن السوري امرا ليس بالسهل .

و هنا نتوقف عند مسألة المخيمات التي انتشرت في ارجاء سورية للفلسطنيين ، حيث ان مفهومها ارسي على فكرة حفظ الهوية و التأكيد على وجود المأساة و تكون المخيمات دليلا عليها و ان لا الحل لها الا عبر العودة ، و لم تكن المخيمات الفلسطنية من اجل عزل الفلسطيني عن السوري ، و لهذا وجدنا نسبة لا بأس بها من السوريين تعيش مع الفلسطنين في المخيمات لمخالطتهم و اشعارهم بوحدة الموقف و الحال و اسقاط فكرة العزل و المحاصرة . مخالطة ادت الى نسبة عالية من التزاوج بين الفلسطنيين و االسوريين .

سورية كانت الحاضن المميز لمليون ونصف مليون عراقي 

و مع ظلم نظام صدام حسين ، ثم فداحة الظلم و مخاطر الاحتلال الاميركي للعراق ، فر اكثر من مليون و نصف مليون عراقي الى سورية ، و هنا كانت سورية حكما و شعبا عند حسن الظن و الامل الموضوع فيهم ، فاستقبل النازحون العراقيون بحسن وفادة و اهتمام في الدور و المنشآت الخاصة و العامة و قدمت لهم المساعدات و مواد الاغاثة و امنت لهم فرص العمل و التكسب و لم يفكر احد من المسؤوليين السوريين او يعمد الى انشاء المخيمات و المحاصرة و العزل ، و لم يدعي احد بان هؤلاء سيشكلون خطرا على الامن في سورية او على الاخلال بديمغرافية الدولة او الى ما هنالك ممن معزوفات باتت مموجة اليوم و نحن نسمعها من هذه الدولة العربية او تلك .

شعباً واحد في دولتين

اما حيال لبنان ، فان سورية اضطلعت بمسؤولية حيال اللبنانين المنكوبيين بمسؤولي الدولة عندهم و هم يظهرون اللامسؤولية عنهم ، و ابدت كل الاهتمام بهم خاصة بعد ان نظر اليهم الرئيس حافظ الاسد بانهم مع السوريين يشكلون شعباً واحد في دولتين و تم التعامل معهم على هذا الاساس ، و عندما اضطر البعض خلال حرب السنتين التي فجرها حزب الكتائب بوجه الفلسطنيين ثم اليسار ثم بعض المسلمين ، و اضطر من دخلت النار الى مناطقهم ان ينزحوا الى سورية ، او عندما كانت اسرائيل تشن حروبها المتتابعة ضد لبنان بدءا من العام 1972 الى 1978 الى 1982 الى 2006 ، و كان اللبنانيون يلجأون الى سورية ، فانهم كانو يجدون فيها المنزل الامن و الرعاية التامة و الاهتمام الذي لا شائبة عليه ، حتى ان اللبنانيين استثنوا من قرار الدفع بالعملة الصعبة و عوملوا كالسوريين في الفنادق بالدفع بالليرة السورية و باسعار تمنح للسوريين هذا لمن كانت حاله تمكنه من دخول فندق اما الاخرون فقد وجدوا في بيوت السوريين ما يبحثون عنه من المأوى و الامن حيث الطعام بلا منة و الشراب بلا سؤال او ابتزاز .

لقد بلغ عدد النازحين الى سورية في لحظة من الزمن اكثر من مليوني عربي ( عراقي او فلسطيني او لبناني و اخرين من المضطهدين من شمال افريقيا او الخليج ) و لم يسمع احد في الدنيا انين مسؤول سوري او شكوى شعبية من وجود هؤلاء ، و لم تبادر سورية الى انشاء المخيمات و عزل الوافدين و محاصرتهم ، فقط كان للفسطنين مثل ذلك فقط من اجل اتخاذ المخيم دليلا على اللجوء و اداة ضط لتنفيذ حق العودة .  ( تصحيح: الفلسطيني غيرمجبر على السكن في المخميات، لدي أقارب يسكنون في المزة وابو رمانة وركن الدين)

هذا في التصرف السوري حيال "الاشقاء العرب" ، فما كان من شأن العرب مع السوريين عندما اضطرهم العدوان الكوني عليهم الى النزوح عن مدنهم و قراهم بعد ان دمرت منازلهم و حرقت ارزاقهم و نهبت و فككت منشآتهم الانتاجية المتخذة اداة لتحصيل لقمة عيشهم ؟

في البدء لا يمكن ان نتجاوز مسألة اساسية في الامر و هي ان النزوح كانت نتيجية للعدوان على سورية ، عدوان نفذ بقرار اجنبي و مساهمة عربي و اقليمي فاعلة انخرط فيها معظم دول الجوار السوري حتى و لم يتورع ايضا بعض اللاجئين الى سورية من الانخراط في هذا العدوان ، الذي استعملت اموال العرب و اعلامهم ما ادى الى القتل و التدمير و التهجير .

لقد طالت النار التي اشعلها العدوان بشكل كلي او جزئي ما نسبته 75% من الاماكن السورية المأهولة ( و البعض يذهب الى القول بما نسبته 95% من الاماكن المأهولة ، طبعا في الامر مغالاة لا تؤكده الوقائع ) ، و كان السبب الرئيس للتهحير و النزوح عائد الى الممارسات الوحشية التي قام بها الارهابيون و الجماعات المسلحة التي جاء اكثر من نصف عديدها من خارج سورية ، ممارسات ضد الشعب السوري الاعزل تركزت على القتل و التمثيل بالجثث لاحداث الرعب ، كما و بالاعتداء على الاعراض و اغتصاب النساء و العذارى ، و ما اليه من وحشية منقطعة النظير .

و الان و قد وصلت الحال الى ما هي عليه من مشهد مأسوي نجد فيه اكثر من 4 ملايين سوري خارج منازلهم الاصلية ، منهم ما يزيد عن النصف مليون عبر الحدود السورية الى دول الجوار الاربعة ، و منهم ما يصل الى 50 الف تجاوز هذه الدول الى ما ابعد منها و الباقي اي ما يناهز ال 3.5 ملايين يعتبرون مهجرين او نازحين في الداخل ، و كان الافضل حالا من الناحية المادية هو من ابتعد عن المنطقة في نزوحه و الافضل حالا من الناحية المعنوية هو من بقي في الداخل السوري


لكن و للاسف فان الاسوأ حالا من الناحتين المادية و المعنوية هم النازحون الى دول الجوار الاربعة ( لبنان و الاردن و العراق و تركيا ) و الافظع في سؤ الحالة هو من توجه الى تركيا التي اعدت له مخيمات اشبه بمعسكرات الاعتقال و سلطت عليه الزيانية من الوحوش البشرية للتجارة بالنساء .

في ظل هذا الوضع نسمع نداءات و نشهد اجتماعات لهذه الهيئة او الجامعة او تلك ، يشارك فيها من ساهم اصلا في احداث المأساة . فالعرب الذين يتابكون على الشعب السوري هم انفسهم سبب المأساة و سبب استمرارها ، و ان الغرب الذي يوزع شهادات حسن السلوك على هذا او ذاك او يحض على احتضان النازحين هو علة البلاء و اصله بقراره بالعدوان على سورية و تدميرها . و ان الغرب و العرب على السواء يخيرون السوري اليوم بين الجوع و العراء و الفقر من جهة و بين التبعية و الاستعباد و الاستعمار من جهة اخرى ، و لان نفس الشعب السوري تأبى الذل و المهانة و تعشق الحرية و طبعت على العنفوان فان السوري لن يختار مطلقا العرض الغربي بالعبودية مقابل لقمة الخبز لذلك ، و كما ان المؤامرة فشلت من باب الارهاب و العدوان الاصلي فاننا على يقين من انها ستفشل من باب النزوح و العامل الانساني.

و يبقى ملحا و واجبا اخلاقيا و شرعيا و قوميا مساعدة النازحين السوريين وفقا للاصول ، مساعدة لا تكون بتباكي المجرم على الضحية و لا بذرف دموع التماسيح كما انها لا تكون باضافة اساءة معنوية فوق الالامهم النفسية او عبر النأي عنهم او القاء التبعة على هذا الو ذاك بل انها تكون عبر :

1) معالجة الاسباب التي ادت الى تهجيرهم ، و ذلك بالتوقف عن دعم الارهابيين و التوقف عن الحض على القتل و التدمير و تجفيف مصادر الارهاب .

2) معالجة الاوضاع الانية بما يحفظ كرامات النازحين ، و هنا نرى ان تساهم الدول المعنية عبر هيئاتها الانسانية و الاجتماعية و تساهم الشعوب الحريصة على الوفاء او اشرع و الاخلاق عبر لجان شعبية تشكلها لتقديم العون تحت شعار الاخوة في العروبة او الاسلام و لنتقدي بما كان من تآخي بين المهاجرين و الانصار ان كنا فعلا مسلمين ، او نفتدي ب الغيرة العربية " ان كنا فعلا عربا و في كل حال .ينبغي العمل بصمت و سرية لمد العون من غير انتاج الضرر المعنوي .

3) السعي الجاد و العمل على مساعدة النازحين للعودة الى ديارهم و ان لم يكن اليها بالذات فالى مناطقهم ذاتها مع تأمين المأوى الامن في اقرب النقاط اليها .

4) التوقف عن المتاجرة بقضية النازحين او اسغلالها في مآرب من تسبب بالمأساة كما شاهدنا مؤخرا في " مهرجان الجامعة " الذي تحول الى فرصة لاعادة طرح ما اصبح باليا و تافها من طروحات نبيل العربي و و حمد القطري لجهة المطالبة بمعالجة القضية السورية عبر الفصل السابع في مجلس الامن ، او ما سال من لعاب المسؤول العربي هذا او ذاك على اموال تجمع تحت عنوان اغاثة النازحين السوريين .

العميد االدكتور امين محمد حطيط-"البناء"
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments:

Post a Comment