Turkish officers detained by the Syrian Air Intelligence
Informed Syrian sources re-confirmed that the Syrian authorities have arrested four Turkish officers inside Syrian territory in Aleppo countryside north. The sources told "Alquds al-arabi" that Turkish officers are detained by the Syrian Air Intelligence and interrogated and extract important logistical information about field affairs and armament between Aleppo and Turkey and distributionn of opposition fighters there.
The reconfirmation came after the Turkishnewspaper "Zaman" quoted sources in the General Staff of the Turkish military denying that Syria arrested 4 Turkish officers in Aleppo, and sources said that the report is "misleading" and "masterminded" by the Syrian regime.
The private Syrian newspaper "Al-Watan"said on Monday that four Turks pilots had been arrested while trying to sneak into the Kwers military airport Kwers in the region of Aleppo, the newspaper said in that the protection elements of Airport arrested four officers pilots Turks while trying to infiltrate the airport accompanied by armed group.
الأربعاء، 02 كانون الثاني، 2013
أوقات الشام
جددت مصادر سورية مطلعة تأكيدها أن السلطات السورية ألقت القبض على أربعة ضباط أتراك داخل الأراضي السورية بريف حلب شمالاً.
المصادر قالت لـ “القدس العربي” ان الضباط الأتراك محتجزين لدى جهاز الاستخبارات الجوية السورية ويجري التحقيق معهم وانتزاع معلومات لوجستية وصفتها المصادر بالمهمة والمتعلقة بالشأن الميداني والتسليحي بين ريف حلب وتركيا وتوزع مقاتلي المعارضة هناك.
وكانت صحيفة “زمان” التركية نقلت عن مصادر في هيئة الأركان العسكرية التركية نفيها ن تكون سورية قد اعتقلت 4 ضباط أتراك في حلب، وقالت المصادر إنه تقرير “مضلل” و”مدبّر” من قبل النظام السوري.
وكانت صحيفة “الوطن” السورية الخاصة ذكرت الاثنين انه جرى اعتقال أربعة ضباط طيارين أتراك أثناء محاولتهم التسلل الى مطار كويرس العسكري في منطقة حلب، وقالت الصحيفة في نبأ ان عناصر حماية مطار كويرس العسكري ألقوا القبض على أربعة ضباط طيارين أتراك أثناء محاولتهم التسلل إلى المطار برفقة مجموعة مسلحة.
هل هنالك طيارون أتراك في سوريا أم لا؟
أوقات الشام
زينة كنعان
نشرت صحيفة الوطن السورية في 31/12/2012 ما نصه:
"وفي حلب ألقى عناصر حماية مطار كويرس العسكري القبض على أربعة ضباط طيارين أتراك أثناء محاولتهم التسلل إلى المطار برفقة مجموعة مسلحة"...
وما لبث موقع قناة "روسيا اليوم" أن أعلن بعد ساعات من الخبر المشار إليه أعلاه نفياً تركياً جاء نصه كما يلي:
"نفت رئاسة الاركان التركية الانباء الصحفية التي تحدثت عن اعتقال السلطات السورية 4 ضباط طيارين أتراك في حلب، معتبرة انها مزاعم غير صحيحة. كما نقلت صحيفة "زمان" التركية يوم الاثنين 31 ديسمبر/كانون الأول عن دبلوماسي تركي نفيه ذلك أيضا، ووصفه لمثل هذا التقرير بأنه "مضلل" و"مدبر".
والسؤال الأول الذي يطرح نفسه هنا هو: من هو الذي يقول الحقيقة هنا؟ الجانب السوري أم الجانب التركي؟ والسؤال الآخر هو: ما هي العواقب والتبعات التي ستترتب على كل من الاحتمالين؟
قد لا يمكن الجزم القطعي والنهائي بحقيقة ما إذا كان هنالك بالفعل طيارون أتراك تم اعتقالهم في سوريا، ولكن يمكن الترجيح الإحتمالي بدرجة عالية من الدقة تكفي لتخبرنا حقيقة ما يجري. ولاسيما أنه قامت سلاب نيوز بالتحدث إلى مكتب الخارجية السورية و سؤالها حول أي تصريحات أو معلومات بشأن الطيارين الأتراك، فكان رد الوزارة أنه لايوجد لديها أي معلومات للتصريح بها وبذلك لم يتم التأكيد أو حتى النفي.
ولكن قبل كل شيء يجب أن نقرأ ما تعنيه المواقف المختلفة:
في البداية: هل نتوقع من تركيا أن تعترف بأن 4 من طياريها قد اعتقلوا في سوريا، لو أنهم بالفعل قد تم اعتقالهم؟ ماذا سيعني اعتراف الأتراك بذلك؟
أولاً، في حال اعترف الأتراك باعتقال طياريهم الأربعة فهم سيقعون في ورطة سياسية أمام شعبهم وأمام المجتمع الدولي، وفي ورطة استراتيجية أمام حلفائهم والداعمين لهم استراتيجياً، وفي ورطة اقتصادية وفي ورطة اجتماعية. فمن الناحية السياسية سيتعين على تركيا أن توضح سبب وجود هؤلاء الطيارين في سوريا: هذا أمر لا يعود بالإمكان اعتباره "مساعدات إنسانية" و"احتضان للنازحين" و"تأييد ودعم معنوي وإنساني للثورة وللشعب السوري"... وإنما هذا سيكون بمثابة تدخل عسكري يجب أن يترافق إما بإعلان حالة الحرب، أو بإعلان التورط المباشر في الصراع السوري وذلك بشكل رسمي (أي إعلان الحرب الباردة).
ولكن تركيا ليست جاهزة لحرب حالياً - لا باردة ولا ساخنة - وهي ليست في أوضاع تسمح لها بفتح جبهاتها الداخلية مع الأكراد وغيرهم، ولا بفتح جبهة مع سوريا بات من الواضح أن تركيا تخشى من فتحها. فسلاح المدرعات التركي ضعيف جداً وهو ما دفعها لتبدأ بتصنيع المدرعات، وسلاحها الصاروخي بدائي جداً، وهو ما دفعها للمسارعة في البدء الآن بهذا المجال. وبالتالي فهي بحاجة لأكثر من عام حتى تمتلك الحد الأدنى من الترسانة الصاروخية والمدرعة التي تستطيع أن تدخل من خلالها حرباً في مواجهة سوريا (وبحسب التصريحات الإيرانية الراهنة قد تكون هذه الحرب مع إيران أيضاً). وقد جاء استنجاد الأتراك بالباتريوت الأطلسي في سياق هذه المخاوف من انتقام سوري صاروخي (وقد يكون محملاً برؤوس كيماوية).
وهذا كله يأتي في وقت أكد فيه حلف الأطلسي أنه لا ينوي التدخل العسكري في سوريا، وكذلك فعل الأميريكيون مؤخراً. هذا في الوقت الذي أدت فيه حرب غزة إلى تعرية حقيقة أوضاع "القبة الحديدية" وبالتالي أوضاع "إسرائيل" المنشغلة أصلاً في الوقت الراهن بانتخاباتها المبكرة. ومن هنا نجد أن تركيا - التي هددت وزمجرت في أكثر من مرة محذرةً القيادة السورية - عبرت في أكثر من مناسبة (وبشكلٍ أقل استعراضاً) عدم نيتها خوض حرب ضد سوريا. ولعل أبرز هذه المناسبات هي التوافق اللبناني-التركي الذي تم الإعلان عنه رسمياً في 18/07/2012 خلال زيارة الرئيس سلميان لتركيا وللرئيس عبد الله غول ورئيس وزرائه أردوغان، حيث نص هذا التوافق "على رفض اي تدخل عسكري خارجي وعلى أهمية عودة الوضع الى طبيعته كي يرجع الذين لجأوا إلى خارج سوريا وتحديداً إلى لبنان وتركيا إلى قراهم ومنازلهم".
واعتراف الأتراك بالقبض على الطيارين الأربعة، سيهز بالموقع الاستراتيجي والمكانة العسكرية للجيش التركي، وسينعكس ذلك على السياسة الداخلية والسياسة الخارجية في نفس الوقت؛ كما سيقزّم قدرات الجيش التركي، ويضعضع أحلام القيادات التركية بالتحول إلى قوة عالمية عام 2023 كما يعلنون ويصرحون وكما يعدهم الأميريكيون؛ هذا دون الحديث عن المكاسب المعنوية التي ستتحقق للجيش السوري وللدولة السورية، وهو ما سيسمح لها باستقطاب المزيد من الحلفاء والمؤيدين والمتعاطفين.
ثانياً، هل نتوقع من تركيا أن تتخلى عن طياريها الأربعة إن كانوا أسروا؟
الأتراك لا يستطيعون الاعتراف بوجود هؤلاء الطيارين المعتقلين إن كانوا أسروا في سوريا: وإلا وجب على تركيا إما تخليصهم أو حمايتهم في أسرهم أو فعل شيء ما (مثل إعلان الحرب وهو خيار غير ممكن). وهنا سيحشر الأتراك أنفسهم في وضع محرج جداً. فالأسهل هو أن تنكر الحكومة التركية علاقتها بأي طرف يقع في قبضة السوريين، وخاصةً برتبة ضابط طيار! خاصةً وأن هنالك سابقة إسقاط الطائرتين التركيتين قبل ذلك (ثم قالوا بل واحدة)، والتي لم تستطع تركيا أن تفعل حيالها أي شيء. كما أن هنالك القصف الذي انطلق من سوريا باتجاه الحدود والأراضي التركية وردت عليه تركيا، دون أن تستطيع فعل شيءٍ آخر. والإعتراف الآن بوجود الطيارين الأسرى وعدم قدرة تركيا على فعل أي شيء سيعرّي بشدّة هذا العجز التركي الفاضح!
ولكن في نفس الوقت فإن تخلي الحكومة التركية عن ضباطها وطياريها - وهو ليس بالأمر السهل والرخيص التكلفة أن تحوز الدولة على طيار مدرب - هو فضلاً عن كونه خسارةً وطنية، فإنه يظهر القيادة التركية بمظهرٍ سلبيٍّ جداً - بل وخياني - أمام المؤسستين العسكرية والأمنية لديها؛ وإن كانت الإستخبارات أقدر على تفهم مواقف كهذه، فإن المؤسسة العسكرية (الجيش مثلاً) التي تقوم على مبدأ "الولاء المطلق" لا تستطيع أن تستوعب أو تتفهم هذه الازدواجية! وبالتالي فمن وجهة النظر العسكرية، يجب على تركيا أن تعترف بأسر الطيارين الأربعة لأن ذلك يؤمن لهم الحماية والغطاء القانوني - نظراً لوجود قوانين عالمية تحمي حقوق أسرى الحروب - بينما في حالة الإنكار، فإن المخابرات السورية تستطيع أن تتصرف بلا قيود أو ضوابط تجاه هؤلاء الضباط لانتزاع المعلومات التي تراها مهمة. فهل يمكن أن نفهم من هذا الباب الاستياء بين العسكريين من القيادة التركية الحالية، والصراع القائم راهناً بين العسكر والسياسيين، والذي تجلى مؤخراً في سلسلة الاعتقالات والبلبة بين الفريقين؟ ربما هذا مؤشر مهم لما يحصل.
ثالثاً، هل نتوقع من سوريا أن تعلن رسمياً عن وجود الطيارين الأتراك لديها إن كانت أسرتهم فعلاً؟
إذا كانت المصلحة السياسية لتركيا في إنكار وجود الطيارين الأربعة تغلب على المصلحة الشخصية لهؤلاء الضباط، فإن سوريا الرسمية لا مصلحة لها حالياً - هي الأخرى - في الإعتراف بوجود هؤلاء لديها، بشكلٍ صريح ومباشر؛ لأن هذا سيضعها أمام مسؤولية تفتح من خلالها أبوابها أمام المؤسسات الدولية مما يعطيها ذرائع للتدخل في الشأن السوري، وهو ما لا تريده الحكومة السورية. كما أنه في حال وجود هؤلاء الطيارين فعلياً في سوريا، وإثبات السلطات السورية لذلك، فإن سوريا ستكون قد حشرت الحكومة التركية أمام شعبها لكي تبادر إلى المطالبة بطياريها، وبالتالي القيام برد فعل ما ضد دمشق يعيد لتركيا هيبتها العسكرية المحطمة على الصخرة السورية. وبذلك تكون سوريا قد فتحت على نفسها جبهةً جديدة، وهي ليست بحاجة لذلك الآن!
ولكن صمت المؤسسة الرسمية السورية ورفضها إنكار وجود الطيارين هو بحد ذاته رسالة. ففي حال كان هذا الخبر مفبركاً من جهة ما سربت الأمر إلى الصحافة السورية، فهذا يعتبر بمثابة التحرُّش بتركيا والإستفزاز لها (ولكن بلطف ونعومة). وهذا لا يمكن أن يكون تم بدون موافقة الجهات المعنية في سوريا. وبالتالي فهذا يحمل رسالتين أساسيتين:
(1) أن سوريا قادرة وجاهزة لفتح جبهة مواجهة مع تركيا، ولكن غير راغبة في ذلك، وإن كانت قادرة عليه.
(2) أن سوريا تلوّح بهذه الضربة في وجه القيادات التركية، معطيةً إياها فرصةً لحفظ ماء الوجه أمام الشعب التركي، مع الإستعداد لطرح الأمور علناً وبشكل رسمي مما سيخلق أزمة حكومية جدية في تركيا (خاصةً وهي تعيش حالة غليان راهنة وتحديداً بخصوص الأكراد).
وكلتا الرسالتين تحملان معنى التهديد: وكما تقدم القول، فإنه ليس من داعٍ لتهديد تركيا ما لم تكن الغاية ردع الأتراك عن فعلٍ يمارسونه؛ وهذا يعيدنا إلى ترجيح أن الأتراك حاولوا بالفعل القيام بعملٍ من هذا المستوى - أي التورط المباشر من خلال طيارين يهدفون لاختطاف طائرات - على الأراضي السورية، ما استوجب التلويح والتهديد والإنذار من الجانب السوري.
رابعاً - الأهداف والخيارات المتاحة والقرارات المعلنة والسياق الواقعي:
إذاً، لا يعول على الصمت الرسمي السوري، ولا على النفي الرسمي التركي. ولكن، لنقارب الموضوع من زاوية أخرى: ما هي أهداف تركيا وما هي أهداف سوريا؟ ماهي ظروف وقدرات كل طرف؟ وما هي قرارات وخيارات واستراتيجيات كل طرف؟ ثم لنربط كل ذلك مع السياق الموضوعي والواقعي للأحداث.
فيما أهداف تركيا تكمن في التحول إلى قوة عالمية مع حلول 2023 - بالتوافق مع الخطة الاستراتيجية للولايات المتحدة - فإن أهداف سوريا الراهنة هي امتصاص الأزمة وإنهاء العنف وإعادة البلاد إلى الاستقرار في أسرع وقت ممكن. ولذلك نستطيع أن نفهم أن الأولوية بالنسبة لتركيا هي مظهرها السياسي وهيبتها العسكرية، ولو على حساب أربع "أكباش فداء" هم الطيارون الأسرى. أما بالنسبة لسوريا، فالأولوية هي تحييد أي جهات عدائية، والحفاظ على أكبر قدر من الإستقرار الحدودي ومن الجسور المفتوحة مع دول الجوار والمحيط الإقليمي والعالمي من أجل إعادة تصحيح الأوضاع تمهيداً لاستثمار ذلك اقتصادياً في أقرب فرصة. فمصلحة سوريا هي في ردع الأتراك مع عدم إحراجهم. وهي معادلة دقيقة جداً، وتستوجب عدم التصريح بالقبض على الطيارين إن كان حصل فعلاً. وهو ما نراه في التصريحات الرسمية السورية - حتى على مستوى الرئاسة - تجاه تركية، والتي تتميز بالاقتصاد (فهي قليلة جداً)، وبالمرونة: حيث لم تقم سوريا حتى الآن بمهاجمة تركيا في التصريحات الرسمية، برغم بعض الإنتقادات لسياسات الحكومة التركية الحالية. وهو ما يعبر عن السياسة الدقيقة لسوريا مع الأتراك.
وهنا نجد أن من الطبيعي أن تستغل تركيا فرصة الأزمة في سوريا، وقدراتها العسكرية كونها جيشاً ضخماً ومدرباً وفق المعايير الأطلسية، فضلاً عن ارتباطاتها بالمقاتلين ميدانياً على الأرض السورية. فمن الطبيعي أن تتورط تركيا ميدانياً لتفرض نفوذها على "الثوار" و"المعارضة"، وبالتالي لتصبح لاعباً رئيسياً في سوريا وتفاوض "الحكومة" السورية إذا ما تطلب الأمر ذلك. ومن هنا تورطت تركيا في القتال على الأرض السورية، وإن لم تعترف صراحةً. وهنالك أدلة وشواهد ليس أقلها تسجيلات النائب "صقر" المنشورة مؤخراً، والتي تؤكد الدور التركي في اللعبة، إضافةً إلى بعض التصريحات والقرائن الأخرى من السياسيين والمسؤولين الرسميين (ليس أقلها استضافة المعارضة السورية ومؤتمراتها وأشهر مجالسها المعروف باسم "اسطنبول").
أما ظروف سوريا وقوتها فهي العمل الميداني على الأرض، فهي تستطيع أن تحقق أهدافها من خلال العمل على تصفية المقاتلين أو اعتقالهم، ومن ثم تشكيل روادع سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية لإعادة ضبط الحدود وتأمينها في وجه كل من يطمع باختراقها. ولذلك ففي ظل كثافة وكثرة التورط التركي، وبحسب قواعد وقوانين الاحتمال - حيث أن زيادة عدد المحاولات تزيد من احتمال تحقق الحدث الأكيد - فمن المنطقي والطبيعي جداً أن يسقط عناصر أتراك بيد السوريين، ومن المنطقي والبديهي جداً سقوط طيارين أجانب وخاصةً أتراك: لأن الحرب الحالية في جزء أساسي منها هي "حرب مطارات" و"حرب طيران" والمطلب الأول منذ 20 شهراً كان مناطق "حظر جوي". وبما أن "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" ليس لديهم "طيارين"، فأحد أشكال الدعم الخارجي لهم هو رفدهم بالطيارين الذين يستطيعون استثمار المطارات العسكرية في حال القدرة على اقتحامها واحتلالها. وإلا فما نفع السيطرة على مطار ما؟
ولا على النفي الرسمي التركي - والذي جاء فورياً واتخذ صيغةً لافتة وقطعية ونهائية لم تراعٍ حتى احتمال أن يكون هنالك بعض الطيارين المتحمسين لدعم "السوريين" و"ثورتهم" بشكل شخصي - فكان نفياً قاطعاً ونهائياً وبشكلٍ يوحي بأن الأتراك لا يريدون فتح المجال للغط والتداول في هذه المسألة، وبأنها مصدر إحراج لهم.
يضاف إلى ذلك توقيت الحادثة؛ فالزمان مناسب جداً من الناحية المنطقية: الجميع مشغولون بمسحة تفاؤل (عشية رأس السنة). والمكان كذلك، مناسب جداً حيث تنتشر مجموعات الجيش الحر في حلب، وكل شيءٍ هنالك فوضى عارمة. فإذا توفرت النوايا، والظروف المناسبة، والقدرة والوسائل والأدوات، فماذا يبقى؟ ولماذا لا تمضي تركيا في هذه المحاولة؟
فما الذي يحاول الأتراك إنكاره؟ هل يحاولون إنكار تورطهم المباشر في سوريا؟ لقد اعترفوا هم وغيرهم من الأوروبيين وكذلك الأميريكيين والإسرائيليين بتواجدهم على الأراضي السورية منذ زمنٍ بعيد. وحشدوا المدرعات وبطاريات المدفعية على الحدود التركية-السورية. ونصبوا صواريخ الباتريوت على الحدود. وهذه كلها إجراءات حربية واستعدادات قتالية (استعراضية)، دون الحديث عن إنذاراتهم المتكررة لرئيس سوريا ونظامها (وهم لا يزالون يتجهزون لذلك حتى اليوم مما يدل على عجزهم سابقاً وراهناً).
ولكن ربما تكون أبرز إشارة إلى حقيقة ما يجري هو شكل النفي الرسمي التركي - والذي جاء فورياً و تكرر مرتين على لسان وزارة الدفاع التركية ولسان وزير خارجيتها أوغلو، واتخذ صيغةً لافتة وقطعية ونهائية لم تراعٍ حتى احتمال أن يكون هنالك بعض الطيارين المتحمسين لدعم "السوريين" و"ثورتهم" بشكل شخصي - فكان نفياً قاطعاً ونهائياً وبشكلٍ يوحي بأن الأتراك لا يريدون فتح المجال للغط والتداول في هذه المسألة، وبأنها مصدر إحراج لهم. وهو الشكل الهادئ - إلى درجة البرود - الذي اتخذته القيادة السورية في التعامل مع هذا الموضوع: بدون أي حماس لإثارته أو الصخب والضجيج بخصوصه (بما يدل على أنها لا ترغب في الاستعراض)، وفي نفس الوقت عدم الحماس للبراءة منه والتنصل من تبعاته بالنسبة للسياسة التركية.
سلاب نيوز
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment