المفاجأة الأولى تتمثل في استقبال الملك عبد الله الثاني للمذكور ، وإجراء مباحثات معه؛ ذلك أن هناك فارقا نوعيا بين لقاء أول تكرمت به عمان لإنهاء الاحتقان وتحسين الأجواء، وجرى العام الماضي في ظروف سياسية خاصة، انتهت، وانجلت عن توافق على السماح "للمواطن" مشعل، بزيارة بلد"ه"، لأسباب إنسانية، وبين أن تتحول الزيارات الإنسانية إلى زيارات دولة ولقاءات مع المسؤولين وعلى رأسهم الملك.
حين يلتقي الملك بأبسط مواطن أردني، ويحدثه ويصغي إليه، فهذه تُحسَب للملك في
رصيده، ولا تُحسَب عليه.
لكنني اعتقد أنه قد آن الأوان لكي نضنّ باللقاءات الملكية على من هب ودب من زوار عمان، من مدراء شركات ورجال كونغرس وصحفيين وقادة فصائل.
وحين يكون الزائر مشعل تحديدا، فإن المعني بلقائه ليس أكثر من ضابط متوسط الرتبة من جهاز المخابرات لا غير ( مع احترامنا للضابط طبعا، ذلك أننا لا نقصد الشخص وإنما الموقع).
المفاجأة الثانية تتمثل في ما صدر عن تلك " المباحثات" من تأكيدات في الشأن الفلسطيني لم تأخذ بالاعتبار المصالح و المخاوف الأردنية، وشابها الغموض إزاء الاستراتيجية التي تعتمدها عمان في المجال الفلسطيني: هل يكون همنا الوحيد اتحاد الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات مع تل أبيب؟ أهذا هو هاجسنا؟
لكنني اعتقد أنه قد آن الأوان لكي نضنّ باللقاءات الملكية على من هب ودب من زوار عمان، من مدراء شركات ورجال كونغرس وصحفيين وقادة فصائل.
وحين يكون الزائر مشعل تحديدا، فإن المعني بلقائه ليس أكثر من ضابط متوسط الرتبة من جهاز المخابرات لا غير ( مع احترامنا للضابط طبعا، ذلك أننا لا نقصد الشخص وإنما الموقع).
المفاجأة الثانية تتمثل في ما صدر عن تلك " المباحثات" من تأكيدات في الشأن الفلسطيني لم تأخذ بالاعتبار المصالح و المخاوف الأردنية، وشابها الغموض إزاء الاستراتيجية التي تعتمدها عمان في المجال الفلسطيني: هل يكون همنا الوحيد اتحاد الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات مع تل أبيب؟ أهذا هو هاجسنا؟
أم أننا معنيون بطبيعة المصالحة وطبيعة المفاوضات وجدول اعمالها
وخصوصا فيما يتعلق بالنازحين واللاجئين.
لو كانت هنالك تأكيدات واضحة حول السياسات الأردنية إزاء الشأن الفلسطيني، لربما وجدنا سببا للطابع الرسمي لزيارة مشعل؛
قد يكون هناك سبب؛ فقد لاحظنا، بالطبع، تصريحات الملك القائلة إن حماس غدت أكثر استعدادا للتفاوض مع إسرائيل. وأنا لست مسرورا بذلك أبدا؛ ففلسطين من دون مقاومة تعني الوطن البديل، وحين تتفاوض حماس القَطرية القلب والهوى والولاء مع الإسرائيليين، فإن ذلك سيتم على حساب الأردن.
مشعل أداة قَطرية، ورأس حربة للحلف القَطري المعادي للأردن، دولة وشعبا ودورا، وما زلنا نذكر كيف همّش القطريون الدور الأردني أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وكيف تفاعل مشعل مع كل الأطراف ما عدا الأردن، وشكر كل الأطراف ما عدا الأردن.
لو كانت هنالك تأكيدات واضحة حول السياسات الأردنية إزاء الشأن الفلسطيني، لربما وجدنا سببا للطابع الرسمي لزيارة مشعل؛
قد يكون هناك سبب؛ فقد لاحظنا، بالطبع، تصريحات الملك القائلة إن حماس غدت أكثر استعدادا للتفاوض مع إسرائيل. وأنا لست مسرورا بذلك أبدا؛ ففلسطين من دون مقاومة تعني الوطن البديل، وحين تتفاوض حماس القَطرية القلب والهوى والولاء مع الإسرائيليين، فإن ذلك سيتم على حساب الأردن.
مشعل أداة قَطرية، ورأس حربة للحلف القَطري المعادي للأردن، دولة وشعبا ودورا، وما زلنا نذكر كيف همّش القطريون الدور الأردني أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وكيف تفاعل مشعل مع كل الأطراف ما عدا الأردن، وشكر كل الأطراف ما عدا الأردن.
تجيء الزيارة في وقت لم يعد
فيه مشعل يسوى شيئا؛ الحلف الخليجي ضد سورية تفكك، وقَطر معزولة، والسوريون يمضون
نحو المصالحة الوطنية، وحكم الإخوان المسلمين في مصر ينهار، بينما تراجع الحضور
الإخواني المحلي إلى ما دون القدرة على التأثير. فلم الاستقبال الرسمي لمشعل؟
ربما كان هناك اعتقاد بأنه يمكن اجتذاب حماس ومشعل بتسديد فواتير على حساب الأردن ( سنأتي على ذكرها في المفاجأة الثانية)، فهذا وهم كبير؛ لقد أضاء نظام الرئيس بشار الأسد، أصابعه العشرة لحماس ومشعل، ولم يجد منهما سوى الخيانة بين عشية وضحاها.
حماس باعت دمشق بثلاثين من الفضة وبالأضواء الغربية وبمقعد مع إسرائيل ما يزال قيد التداول، بل جيشت حماس مقاتلين ضد الدولة السورية، وشاركت في أعمال إرهابية ضد الجيش العربي السوري. وهكذا، فإن العلاقة الرسمية مع حماس تتناقض مع السياسة الأردنية الرافضة للعنف والإرهاب والتحشيد المذهبي الطائفي في سورية.
المفاجأة الثالثة تتمثل في الطلب الذي تقدم به مشعل للجانب الأردني؛ ومضمونه استقبال اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك السوري!
ومأساة هؤلاء نجمت عن انغماس حماس في تنفيذ المخططات القَطرية الإرهابية في سورية، وتحالفها مع المسلحين وجبهة النصرة وتسليمهم المخيم كمنصة عمليات ضد الجيش العربي السوري.
نعرف ونتابع قيام عدد لا يمكن حصره من لاجئي مخيم اليرموك باللجوء إلى الأردن عن طريق استخدام وثائق سورية مزورة، ونطالب الجهات المعنية بالتيقن والقيام بواجباتها في هذا المجال، بدلا من تسهيل اللجوء من سورية كيفما اتفق في سياق البحث عن دور ثانوي للأردن في ملف اللاجئين السوريين. ولكن السماح في اتفاق سياسي مع تنظيم فلسطيني باستقبال لاجئي مخيم اليرموك، يدخل في باب التوطين. وهو مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن السماح به أو السكوت عليه.
لم يحصل مشعل على رد على طلبه الذي تم وضعه قيد الدراسة. ولكن التفاوض حول هذه النقطة تحديدا، تفتح الباب وتشجع الهجرة وتزوير الوثائق، مما يستوجب تجديد الموقف الصارم لعمان بأنها لن تستقبل لاجئي مخيمات سورية تحت أي ظرف ومهما كانت المبررات والتطمينات.
المفاجأة الرابعة من العيار الخفيف، ولكنها ذات دلالة؛ فقد استقبل التلفزيون الأردني، مشعل، في برنامج يبث قريبا، ويروّج له التلفزيون مما يبعث برسائل خاطئة للمواطنين الأردنيين، وللقوى الإقليمية، خصوصا سورية التي سمحنا لمشعل أن يهاجمها من منبر رسمي أردني.
لا معنى لأي تحوّل ديموقراطي حين يستمر صنع السياسة الخارجية في الكواليس، وبالمفاجآت، ومن دون سياقات مفهومة ومتفق عليه..(مصدر:كل الاردن)
ربما كان هناك اعتقاد بأنه يمكن اجتذاب حماس ومشعل بتسديد فواتير على حساب الأردن ( سنأتي على ذكرها في المفاجأة الثانية)، فهذا وهم كبير؛ لقد أضاء نظام الرئيس بشار الأسد، أصابعه العشرة لحماس ومشعل، ولم يجد منهما سوى الخيانة بين عشية وضحاها.
حماس باعت دمشق بثلاثين من الفضة وبالأضواء الغربية وبمقعد مع إسرائيل ما يزال قيد التداول، بل جيشت حماس مقاتلين ضد الدولة السورية، وشاركت في أعمال إرهابية ضد الجيش العربي السوري. وهكذا، فإن العلاقة الرسمية مع حماس تتناقض مع السياسة الأردنية الرافضة للعنف والإرهاب والتحشيد المذهبي الطائفي في سورية.
المفاجأة الثالثة تتمثل في الطلب الذي تقدم به مشعل للجانب الأردني؛ ومضمونه استقبال اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك السوري!
ومأساة هؤلاء نجمت عن انغماس حماس في تنفيذ المخططات القَطرية الإرهابية في سورية، وتحالفها مع المسلحين وجبهة النصرة وتسليمهم المخيم كمنصة عمليات ضد الجيش العربي السوري.
نعرف ونتابع قيام عدد لا يمكن حصره من لاجئي مخيم اليرموك باللجوء إلى الأردن عن طريق استخدام وثائق سورية مزورة، ونطالب الجهات المعنية بالتيقن والقيام بواجباتها في هذا المجال، بدلا من تسهيل اللجوء من سورية كيفما اتفق في سياق البحث عن دور ثانوي للأردن في ملف اللاجئين السوريين. ولكن السماح في اتفاق سياسي مع تنظيم فلسطيني باستقبال لاجئي مخيم اليرموك، يدخل في باب التوطين. وهو مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن السماح به أو السكوت عليه.
لم يحصل مشعل على رد على طلبه الذي تم وضعه قيد الدراسة. ولكن التفاوض حول هذه النقطة تحديدا، تفتح الباب وتشجع الهجرة وتزوير الوثائق، مما يستوجب تجديد الموقف الصارم لعمان بأنها لن تستقبل لاجئي مخيمات سورية تحت أي ظرف ومهما كانت المبررات والتطمينات.
المفاجأة الرابعة من العيار الخفيف، ولكنها ذات دلالة؛ فقد استقبل التلفزيون الأردني، مشعل، في برنامج يبث قريبا، ويروّج له التلفزيون مما يبعث برسائل خاطئة للمواطنين الأردنيين، وللقوى الإقليمية، خصوصا سورية التي سمحنا لمشعل أن يهاجمها من منبر رسمي أردني.
لا معنى لأي تحوّل ديموقراطي حين يستمر صنع السياسة الخارجية في الكواليس، وبالمفاجآت، ومن دون سياقات مفهومة ومتفق عليه..(مصدر:كل الاردن)
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment