المنّاع وحقوق التلون
السبت، 02 شباط، 2013
في قرية والدتي تكثر الحجارة السوداء ، وتنتشر الخضرة وشجر التين ، وعندما كنت أزور تلك القرية كنت أركض بين كروم العنب وأتسلق الشجر وأرقب سحر الطبيعة
, وأدهش من خلق الخالق وما خلق، وكان أكثر منظر أدهشني منظر حرباء تقفز بين العشب الأخضر فتتلون بلونه ، وعندما أقترب منها تنسحب تكتيكياً صوب الحجارة السوداء فيكمد لونها ....
وفهمت حينها أن تلونها هذا عبارة عن خداع ، لأنها في حقيقة الأمر لم تتغيير ، بل تبقى الحرباء حرباء إن كان لونها أحمر بين محيط مصاصي الدماء ، أو كان رمادي بين ضياع الألوان ، وإن كان أخضر وسط حفنة دولارات ، وتغير لونها لم يغير من حقيقة ثابتة أنها ( حرباء )
لم تكن الحرباء ما شد إنتباهي فقط ، بل أيضاً رأيت جلد مسلوخ في حاكورة بيت جدي ، وعندما سألت خالي قال لي انه جلد حية ، فحزنت واستشط غضباً , وقلت له أن أهل القرية وحوش فكيف لهم أن يسلخوا كائناً حياً ، فحدثني أن الحية هي من تسلخ جلدها كالرداء ، فقد كبر حجمها وارتدت جلداً جديداً أملس وناعم ، لكن لايغرك ملمسها لأن لها أنياب ، لا تتغير مع تغير جلدها ، بل الحية تبقى حية وتغيير جلدها لا يبطل مفعول سمها ، فحذار من لدغة أفعى ، فالحية سمها في داخلها وإن غيرت جلدها تكبر لتصبح ( ثعبان ) .
فكم في هذا الربيع العربي من ثعابين غيرت جلدها وفحت
( كحية مشوبه ) وكم حرباء غيرت لونها مع انسحاباتها التكتيكية ..... وهل وليد جنبلاط بمباهاته بتغيير مواقفه حسب مصالحه قد أسس لمعهد الوقاحة في الوطن العربي لتخريج دفعات من الجنبلاطيين لحمل راية الجنبلطه والتباهي بها ، لمَ لا وقد أثبت الرجل أن أتباعه تهرول وراءه من موقف الى موقف ويجني من كل مزاد سياسي ماتيسر له من الاموال ليدخل بازار جديد ,أليس من الشفافية أن يعلن أنه يتبع المثل القائل ( حكلي لحكلك )
وهل سيكون جنبلاط سوريا ( المناع ) بنفس الوقاحة ؟ وهل سيهرول وراءه بضع شباب سوريين لا يملكون من السياسة الا البجاحة بالتباهي بأنهم رماديين ، قابلين لتغيير جلودهم ولونهم حسب الحجارة ودورات المياه التي يدخلونها ،وهل من عاقل يسمع شخص مثل د. مازن مغربيه يتحدث ,إلا ويعلم أن هذا المتحدث لا يعرف ( كوعه من بوعه )
نعم انهم التيار الثالث كالجنس الثالث ، نصفهم على هيئة نساء ونصفهم على هيئة رجال وقد يروق لقوادي السياسة استخدام أي نصف يستهويهم .
هذه حقيقة الخلق ، والإنسان من مخلوقات الله ومواهبه تعدت كل الكائنات ، وللتوضيح وضرب المثل سنأتي بما جمع بين الحرباء وموهبة تغيير اللون وبين الثعبان وتغيير جلده ، وكي نكون منصفين سأضعه على صفحتي ونخلع عنه أقنعته لنكتشف ما يخبئه اصفرار لون وجهه ، وما تفسير شكل ابتسامته التي تخبئ وراءها شخص حقود ومهزوز وجبان ،
فلنستحضر هيثم المناع بفكره وعقله وترهل كلماته التي يعطيها الملونات والمنشطات لتتراكض بين باريس وحمد وروسيا وايران ، بين الثوار وجيشه الحر وبين منظمات حقوق الإنسان وبالخفاء بين رجالات النظام ،
انه هيثم المناع الذي انجبته قناة الجزيرة في الشهر السابع من الحمل وطردته كإبن عاق بعد أن أخطأ بزلة لسان وخالف تعليمات موزة بنت المسند وذكر أن ثلاث مرات عُرض عليه السلاح ليدخلها الى درعا ، فانخفضت أسهمه وسد باب رزقه من غاز قطر واستبُدل بالغليون ....
إنه هيثم المناع ، النسخة المقلدة لشخص اسمه هيثم العويدات ، الدرعاوي الذي ولَى هارباً من درعا ليس بسبب نشاط سياسي كما يدعي بل بسبب مطاردة أهل فتاة ، من مدينة إزرع وكان اسمها منى عساف قام باختطافها وطاردوهما إلى أن قتلوا الفتاة بعد خمسة أيام، وقام بتغيير اسمه إلى هيثم المناع (وهو اختصار لمنى عساف ) وفر هاربا وتزوج فرنسية .
يقول المناع في اخر مقالاته
.... وما بين قوسين للمناع (( كمفكر ناقد ومناضل حقوقي لا يمكن للسياسة أن تقتل عندي الفكر النقدي (من الانتقاد) في عصر راج فيه الخطاب النقدي (من يتقرش المال أي يجمعه حسب تعبير ماركسي سوري ملثم).. فقد قبلت الانخراط في النضال السياسي بأخلاق الحقوقي، أي انني جئت السياسة بأخلاق حقوق الإنسان وكرامته وأمانته. وعندما يكون هذا هو المنطلق، لا شك في أن الأعداء كثر. فاتباع منهج يعتبر الصمت عن الخطأ رذيلة، ويرفض أن تكون متابعة انتهاكات حقوق الإنسان انتقائية، يطالب بالتحقيق في أي جريمة بغض النظر عن موقع فاعلها، يستنكر تهجير المسيحي والاغتيال على الهوية المذهبية كما يدين ويطالب بمحاسبة الشبيحة في كل محفل قضائي، يرفض منطق الغاية التي تبرر الواسطة.. لا يمكن بهذا المنهج إرضاء الكثير من الناس، خاصة من لم يعتد على ذلك في ظل الدكتاتورية )) .. انتهى الاقتباس...
إنه يمنح نفسه عدة ألقاب دفعة واحدة
( مفكر وناقد ومناضل حقوقي وسياسي )
وكأن لسان حاله يقول ، .. ماحدا أحسن من حدا يا برهان غليون ويا عزمي بشاره ..
وهل من مبارز يا حسن عبد العظيم ..
يستبق ردود فعل أهل الشهداء والشباب السوري الذي سيستقبله بالبصاق ليقول أن له أعداء كثر بسبب قدومه الى السياسة بأخلاق حقوقي ، لكنه يعرف أن الشعب السوري يناصبه العداء والإحتقار لأنه أتى من باب التحريض على القتل ومن باب الخيانة الوطنية ومن باب حقوق التسلح وليس من باب حقوق الإنسان .
من بديهيات العمل في مجال حقوق الإنسان ، الحياد وعدم التحزب والعمل السياسي ، وحتى إن قبلنا غض النظر عن هذه الحقيقة وقبلنا ادعاءه أنه سياسي ويعمل في السياسة ، هل العمل السياسي لا يتطلب أن يكون في إطار حزب واضح الأهداف ويمتلك برنامج سياسي وشعارات والأهم من كل ذلك يكون له تمثيل شعبي ، فهل للسياسي هيثم العويدات أن يتجرأ ويقول لنا ضمن أي حزب يعمل ومن يمثل على الأرض السورية التي لم يتجرأ دخولها خوفاً من شعب سوريا الا بشرط حمايته من قبل الجيش السوري وأجهزة الأمن التي خونها وتهجم عليها واعتبر أن الانشقاق عنها والانضمام للجيش الحر شرف
طالما تدعي أن السياسة لا تقتل عندك الفكر النقدي ، لماذا لا تقدم لنا نقدك عن نفسك وتقرشك المال من عند زعيم الثوريين حمد بن جاسم ، وهل لنا أن نعرف سفرياتك واقاماتك في باريس ودول العالم من أين لك هذا .. وهل تقدم لنا نقدك عن موقفك من الجيش الحر الذي مارس الخطف والقتل والاغتصاب وسحل الجثث والتنكيل بالشهداء وارتكاب المجازر ..... ايها الآفاق انت تستطع قول ما تشاء لأنك لا تخجل .... رغم كل الفيدوهات المنتشره لك عن تخوين الجيش السوري تأتي بكل وقاحة جنبلاطيه لتبلع بصاقك.
يتحدث عن الجرائم ، وعن اعتقال عبد العزيز الخير , ويتهم الدولة السورية باعتقال عبد العزيز الخير
وأنا بالوقت عينه أطالب المناع بالمثول أمام القضاء وإعطاء معلوماته عن مَن زوده بالسلاح لادخاله الى درعا ، وأطالب القضاء السوري بالتحقيق في اختطاف د. عبد العزيز الخير وأتهم بشكل واضح ومباشر هيثم العويدات حسن عبد العظيم باختطاف الخير عبر الجيش الحر ، وأذكر أن لا مصلحة لأحد بتغيب الخير إلا أحد اثنين حسن عبد العظيم أو ثعلب الثورة المناع
أنا أعلم أنك استطعت أن تغير جلدك ولونك وأنك قادم الى سوريا كرئيس حكومة انتقاليه أو وزير على الأقل وهذا توقع قد قلته سابقاً واكرره اليوم ، لكن سأقول لك أنه في عالم الاستخبارات من يدخل اللعبة صغيراً بأحلام مراهق , يتم استخدامة وحين الإنتهاء منه يتم الفتك به بالاغتيال إن شاكس أو كان يمتلك معلومات أكبر منه
لكن في عالم السياسة والدبلوماسية من يدخل اللعبة على حين غفلة كسمسار سياسة يتم تحميلة كل الصفقات القذرة ليتم رميه على أبواب المراحيض السياسية يستجدي رزقه ممن يتغوطون
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment