Pages

Thursday, 7 February 2013

War on Syria reached a stage of bankruptcy .. The opponents living the misgivings horror

By Ahmad Zainuddin
الحرب على سورية بلغت مرحلة الإفلاس .. وخصومها يعيشون رعب هواجسهم...
أحمد زين الدين

في شهر تشرين الثاني الماضي ارتفعت أصوات كثيرة في لبنان، خصوصاً من قوى 14 آذار، ومعهم وليد جنبلاط، تتحدث عن قرب نهاية الدولة الوطنية السورية، والرئيس بشار الأسد.
كان مفاجئاً تجدد الثقة بالنفس لدى هذا الفريق، واستنهاض همة التصاريح الجنبلاطية ضد النظام في سورية ورئيسه، ليتبين في النهاية أن سيناريو أميركياً وُزِّع بواسطة السفارة الأميركية على عدد قليل من هؤلاء، يتحدث عن نهاية النظام خلال أسابيع، لا تتعدى الأسابيع الثلاثة الأولى من سنة 2013.

ترافق ذلك مع حمى عربية وخليجية وتركية في العداء للدولة الوطنية السورية، لفتت مختلف الوسائل الإعلامية العالمية، لاسيما أنها ترافقت مع حملة أكاذيب وفبركات من المحطات الفضائية العربية الشريكة في المؤامرة على سورية، وبعضها لبناني، ما جعل الكثير من وسائل الإعلام العالمية تحط في لبنان وتركيا لمتابعة التطورات المرتقبة، خصوصاً أن بعض من تلقّوا التقرير الأميركي سرّبوا بعض محتوياته بأشكال مختلفة، ممنّين النفس بسبق “تحليلي”.

مرّت المواعيد الأميركية، لكن أرض الميدان في سورية كشفت عن وقائع مغايرة تماماً، فالجيش العربي السوري حقق انتصارات نوعية مذهلة في مختلف المناطق، في نفس الوقت الذي بدأت قطاعات واسعة من الشعب السوري تطالب بدور في المعركة لمواجهة قوى التكفير والظلامية، والذي يتبلور بأشكال مختلفة، سواء من خلال النزول في مظاهرات شعبية في وجه المجموعات المسلحة، أو في إعادة تفعيل الجيش الشعبي، وهنا كان مقتل وليد جنبلاط حينما تحدّث عن أن النظام يؤسس “مليشياته”، كاشفاً كم أنه لا يفقه شيئاً في التاريخ، حيث إن الجيش الشعبي في سورية موجود منذ العام 1967، وبعضهم يعيد تاريخ تأسيسه إلى العام 1966، لكنه أبداً لم يتحرك خارج إطار حاجات قوات حفظ النظام أو القوات المسلحة السورية.
الجيش يسحق أصحاب ملحمة دمشق

الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري انعكست على جبهة أعداء سورية، فعلى مستوى المجموعات المسلحة التي تخرّب في الداخل السوري، ونتيجة العدد الكبير من القتلى وتدمير أوكارهم، صار زعماؤهم يعملون لحصد أكبر قدر من الأسلاب والغنائم، وهذا ما أدى إلى زيادة التنافس بينهم، وبالتالي وقوع معارك دموية بينهم.

وعلى المستوى الخارجي، بدأت تتبلور في كل دولة، تحديداً الخليجية منها، الخلافات، ففي السعودية كان تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو يعني ولي العهد الثاني في التركيبة السعودية، ما يعني برأي المتابعين هزيمة لتيار سعود الفيصل وصهره وابن عمه بندر بن سلطان، حيث تفيد المعلومات أن هذا الجناح أبلغ بنهاية فترة السماح التي كانت ممنوحة له، علماً أن الأمير مقرن، وهو أصغر أبناء عبد العزيز، يُعتبر مهندس العلاقة السعودية – السورية، أو “السين سين” على حد تعبير الرئيس نبيه بري، ومن بواكير التطورات السورية الجديدة إعلان مجلس الوزراء السعودي تنديده بالعدوان “الإسرائيلي” على مركز الأبحاث العلمية في جمرايا في ريف دمشق، وهو أمر لم تقدم عليه الرياض منذ اندلاع الأزمة السورية قبل نحو عامين، لا بل إن مواقف سعود الفيصل في مرات كثيرة كانت تشجّع أي عدوان على سورية.

Thefting Aleppo Factories

بل تطوَّر الموقف السعودي وتبلور بشكل واضح في بعض الإعلام السعودي؛ بتوجيه الانتقادات العلنية إلى قطر، بحيث كان لافتاً مقال ورد في جريدة “الحياة” في 4 شباط الفائت في الصفحة 11 تحت عنوان “مهاتفة مع حمد بن جاسم”، حيث تحدث المقال عن “مزاعم قطرية بمحاربة الفساد والاستبداد، فيما الديمقراطية تغيب بأبسط أشكالها عن تلك الدويلة

أما في تركيا التي حاول أردوغان – أوغلو أن يستقويا بنشر الـ”باتريوت”، فثمة خيبة كبيرة تصيبهما، خصوصاً أن حكم “العدالة والتنمية” قد يكون محط مساءلة ومحاكمة دولية نتيجة أعمال اللصوصية التي قاموا بها في حلب، حيث تتحضر في وجهه مئات الدعاوى، سواء أمام المحاكم التركية، أم في دول العالم المختلفة من قبل أصحاب المصانع المنهوبة والمسروقة.
ويضاف إلى كل ذلك، نكسات استخبارية هامة، بعد أن تمكّنت السلطات السورية من العثور على كنز من المعلومات بعد قبضها على النقيب السوري الفار رياض الأحمد، الذي كان قد اتخذ من الأراضي التركية مقراً له، فكان أن تم اعتقاله من قبل المخابرات الجوية السورية قرب الحدود السورية – التركية، حيث أدلى بوقائع مذهلة على أدوار خطيرة لتركيا و”إسرائيل” وقطر و”القاعدة”، وهو ما سيُحرج القيادة التركية، حيث عقد عبد الله غول ورجب طيب أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية اجتماعاً مطولاً استُبعد عنه أحمد داود أغلو، الذي تتحدث أوساط تركية متابعة عن احتمال استبعاده عن المسؤولية في فترة قريبة مقبلة.

أما في لبنان، فإن الحرج كبير الذي وضعت قوى 14 آذار و”المستقبل” نفسها فيه، قد لا تجد له مخرجاً سوى بمزيد من التصعيد ضد الحكومة الميقاتية، وآخر استفزازتها كانت حادثة عرسال، التي استُبقتْ بلقاء في باريس ضم بعض رموز 14 آذار، ماجعل بعض المراقبين يربطونها ببعضها، وهنا يكشف منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ”وكالة الأنباء المركزية” عن اجتماع عقده في باريس مع مجموعة من ممثلي “الائتلاف السوري” على حد تعبيره، بحضور النائب عقاب صقر، وكانت جولة أفق في تطورات الأزمة في سورية، وإمكانية التعاون من أجل وضع خارطة طريق للعلاقات اللبنانية – السورية المستقبلية في سورية الجديدة، كما قال سعيد، الذي لا أحد يعرف بأي صفة تحدّث عن هذا الأمر الخطير.
بأي حال، ثمة مرحلة جديدة في التطورات السورية، خصوصاً بعد مبادرة الرئيس بشار الأسد، حيث أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي من دمشق، بطريقة غير مباشرة، نهاية المبادرات الإيرانية والروسية أو أي مبادرة أخرى بعد مبادرة الأسد، ونهاية أي استضافات للحوار خارج سورية، وإن كان حفيد العميل الشيخ تاج الدين، معاذ الخطيب أعلن سروره بدعوة موسكو لزيارتها.

وكان جليلي واضحاً تماماً بإعلانه أن حلفاء سورية خاضوا المبادرات والاتصالات من أجل الوصول إلى نقطة بداية تسمح بانطلاق السقف الدولي الأميركي – الروسي والإقليمي السعودي – المصري – التركي – الإيراني، حيث سيكون الحوار السوري – السوري وفق مبادرة الرئيس الأسد المحمي دولياً وإقليمياً.

ختاماً، ثمة أسئلة تبحث عن أجوبة: ماذا سيفعل سعد الدين الحريري؟ ومن أي مطار سيعود إلى بيروت؟ وماذا سيقول وليد جنبلاط؟ فهل ما زال عند كلامه في العام 2005 وطموحاته “النيوركية”؟

سورية الان - الثبات

No comments:

Post a Comment