ظن رجب اردغان – رئيس الوزراء التركي - بان "الحريق العربي" الذي يروج له غربيا تحت مسمى " الربيع العربي " ظن ان هذا الحريق سيقضي على مواطن القوة في الامة العربية و يفتح الطريق امامه الى زعامة الامة الاسلامية ، فعمل منطلقا من حلم العودة الى تاريخ طواه الزمن ومتكئا على ادوات عربية و اسلامية و متسلحا بما يظن انه سيكون في قبضته من سلاح اطلسي ، و ادار حربه على سورية منصبا نفسه " الخليفة " و "ولي الامر" الذي ستنقاد له الامور كم يشتهي و شجعه في ذلك لا بل غره تملق بعض العرب له و ارتماء بعض السوريين الذين تنكروا لوطنهم و لقوميتهم ارتماؤهم بين ...يديه ،
لكن الميدان السوري كذب الطوحات الاردغانية التي تكسرت على صخور الصمود السوري ، و لم يؤثر في هذا الصمود كل ما قامت به تركيا و معها جبهة العدوان على سورية ، و هي التي لم توفر اسلوبا او وسيلة او تصرفا الا و مارسته في العدوان المستمر و المتمادي ضد بلد قدم سابقاً كل ما يمكن تقديمه من اجل حبك وشائج الصداقة و حسن الجوار لا بل تحالفا استراتيجيا مع تركيا ، لكن الغدر التركي قفز فوق كل ما قدمته سورية في هذا السبيل و غرز خنجره في ظهر "الصديق و الحليف " و مارس سادية رهيبة باستمتاعه بنزيف الدم السوري ، مستقيلا من كل اقواعد الاخلاق الاسلامية و الاحكام الشرعية و القانونية و راح يرعى الجرائم بحق السوريين و السوريات في بلدهم و في مخيمات اعدها لما اسماه "لاجئين او نازحين سوريين " ، و لم يتورع عن ادارة سرقة منظمة و موصوفة للمصانع و الثروات السورية من اجل ضمان انهيار سورية الدولة و الكيان السياسي ليضمن بعد ذلك اخضاعها لامبراطورية يحلم باقامتها على انقاض الدول العربية التي ضربها " الحريق العربي" الذي تأكد بدون شك بانه "ربيع اعداء العرب" .
بعد كل ذلك وصل اردغان الان الى ساعة الحقيقة التي تشير و بكل وضوح الى ان سورية خرجت من منطقة الخطر على كيانها و استقلالها بعد ان اقتنع الغرب الذي يقود العدوان بانه هزم و ان الارهاب الذي عول عليه مضافا الى الضغوط السياسية والاقتصادية التي مورست ضد الشعب السوري و دولته لن يحقق الاهداف المرسومة ، و بدأت التحولات في سلوك الغرب و التراجع الواضح في سياق اعادة النظر من سورية بحيث يتقدم السعي الى اعتماد البدلوماسية و السياسة على العنف و الارهاب الذي مورس حتى الان و هنا نسجل :
فرنسا ـ سوريا ـ لبنان ـ أفريقيا.. خط النار |
لكن الميدان السوري كذب الطوحات الاردغانية التي تكسرت على صخور الصمود السوري ، و لم يؤثر في هذا الصمود كل ما قامت به تركيا و معها جبهة العدوان على سورية ، و هي التي لم توفر اسلوبا او وسيلة او تصرفا الا و مارسته في العدوان المستمر و المتمادي ضد بلد قدم سابقاً كل ما يمكن تقديمه من اجل حبك وشائج الصداقة و حسن الجوار لا بل تحالفا استراتيجيا مع تركيا ، لكن الغدر التركي قفز فوق كل ما قدمته سورية في هذا السبيل و غرز خنجره في ظهر "الصديق و الحليف " و مارس سادية رهيبة باستمتاعه بنزيف الدم السوري ، مستقيلا من كل اقواعد الاخلاق الاسلامية و الاحكام الشرعية و القانونية و راح يرعى الجرائم بحق السوريين و السوريات في بلدهم و في مخيمات اعدها لما اسماه "لاجئين او نازحين سوريين " ، و لم يتورع عن ادارة سرقة منظمة و موصوفة للمصانع و الثروات السورية من اجل ضمان انهيار سورية الدولة و الكيان السياسي ليضمن بعد ذلك اخضاعها لامبراطورية يحلم باقامتها على انقاض الدول العربية التي ضربها " الحريق العربي" الذي تأكد بدون شك بانه "ربيع اعداء العرب" .
بعد كل ذلك وصل اردغان الان الى ساعة الحقيقة التي تشير و بكل وضوح الى ان سورية خرجت من منطقة الخطر على كيانها و استقلالها بعد ان اقتنع الغرب الذي يقود العدوان بانه هزم و ان الارهاب الذي عول عليه مضافا الى الضغوط السياسية والاقتصادية التي مورست ضد الشعب السوري و دولته لن يحقق الاهداف المرسومة ، و بدأت التحولات في سلوك الغرب و التراجع الواضح في سياق اعادة النظر من سورية بحيث يتقدم السعي الى اعتماد البدلوماسية و السياسة على العنف و الارهاب الذي مورس حتى الان و هنا نسجل :
- على الصعيد الاميركي :
تراجع عما كان من دعم علني لتسليح المعارضة و منعها من القاء السلاح و حضها على القتال ، و تحول الى رفض تشكيل الحكومة الانتقالية بقيادة الائتلاف الذي شكلته اميركا في الدوحة ، و ابتعته بسحب اسطولها البحري من مواجهة الشواطئ السورية في خطوة تفسر و بشكل اكيد بانها بمثابة طي الورقة العسكرية و التراجع عن الدعم العسكري للجماعات الارهابية و المسلحة العاملة ضد الدولة السورية، و اخيرا كان الموقف الواضح الذي اتخذه جون كيري وزير الخارجية الاميركية الجديد ( و هو الذي خلف هيلاري كلنتون التي كانت تدفع باتجاه عسكرة العمل و تشجيع الارهاب في سورية ) موقف ضمنه قناعة اميركا بوجوب وقف نزف الدم في سورية و وجوب اطلاق عمل دبلوماسي سريع يؤمن نجاح هذا الامر ، موقف سبقه تسريب ما دار في اروقة الادارة الاميركية من فشل المسعى الى تسليح المعارضة و ترحيب اميركا بعرض رئيس ائتلاف الدوحة للحوار ، كل ذلك يؤكد بان سياسة اميركا في سورية تتجه الان و بشكل معلن نحو العمل الدبلوماسي بدلا من العنف الذي فشلت فيه .
- على الصعيد الفرنسي :
تراجع خجول عن تشجيع الارهاب و العنف في سورية بعد ان تشكلت قناعة فرنسية بان النظام السياسي القائم في سورية هو من القوة ما يجعل حمقا الاستمرار بالتفكير باسقاطه ، و انها لمست مدى الحاجة الى تغيير سياستها باتجاه سورية التي تواجه بنجاح ملفت المجموعات الارهابية التي تدعي باريس بانها ذهبت الى مالي من اجل محاربتها و باتت فرنسا تمني النفس بالاستفادة من المعلومات و الخبرة السورية في مواجهة الارهاب ، و بالتالي لن يكون بمقدور فرنسا بعد المتغيرات الميدانية المتعددة و التحولات الدولية المسجلة لن يعد بمقدورها الاستمرار في نهج دعم العدوان خاصة في وجهه الميداني الارهابي ، و باتت ملزمة بالتحول التدريجي الى الانخراط في مجموعة البحث عن حل تقود اليه عملية سياسية و دبلوماسية يفضي اليها حوار جدي بين الاطراف السوريين عامة .
- على الصعيد الموقف الاسلامي
- على الصعيد الموقف الاسلامي الذي تبلور في المؤتمر الاخير لمنظمة التعاون الاسلامي في القاهرة يسجل التراجع الواضح عن مواقف اتخذت من قبل المنظمة ذاتها عندما عقدت اجتماعاها قبل سنة في السعودية ، و جاء بيانها الختامي الاخير ليؤكد بوضوح على وجوب وقف العنف في سورية و السعي الى البحث عن مخرج يقود اليه العمل السياسي عبر الحوار الذي تشارك فيه مكونات المجتمع السوري .( نذكر بهذا الموقف ليس من اجل اهميته و فعاليته و معظم من حضر من دول لا يملك قراره بل يقبع في تبعية لاميركا ، لكن اهميته تكمن في الاشارة الى اتجاه الريح فقط)
- على الصعيد العربي
- اما على الصعيد العربي فاننا نسجل ما تشهده مصر و تونس الان من انشقاق و صدام بين من استولى على السلطة و مارس النهج الاقصائي و الالغائي ، و بين الفئات الوطنية و الشعبية التي كانت تحلم بحكم ديمقراطي و خدعت بمقولة "الربيع العربي " و صدقتها ، و اذ بها امام واقع مرعب و مشهد " حريق عربي" اين منه ما كان قائما قبله ، اقله في مجال الامن حيث بات الاغتيال مبررا ، و مشرعا له باعتباره تطبيق لاحكام الاسلام كما يفهمها هؤلاء و كما يسعون لفرض فهمهم المنحرف لها و جعله الاساس في تطبيق الشريعة حتى و لو عارض روح الدين و جوهره . و ها هي مصر تعيش في ظل فتوى من يدعون العلم بالدين و الحق بالفتيا ، فتوى توجب قتل من يعارض الحاكم في مصر ، اما في تونس فقد فوجئ الجميع بتبرير ضمني قدمه الغنوشي رئيس حزب النهضة - الحزب الحاكم - تبرير قتل القائد الوطني المعارض بلعيد بقوله ان " هذه الامور مألوفة الحصول في الثورات " ، مواقف في مصر و تونس احدثت الصدمة المزدوجة التأثير في مسار "الحريق العربي " صدمة باتجاه سورية حيث سجل تراجع في دعم الارهابيين و تصاعد جدياً الحديث عن ضرورة الحل السياسي ، و صدمة باتجاه الداخل حيث بات الشعب يخشى على نفسه و وطنه و مستقبله في ظل حكم من يتسترون بالاسلام و يجيزون لنفسهم فعل اي شيء وصولاً للقتل من اجل الاستمرار في السلطة . و رغم ان الفريق الاسلاموي ( نعتمد هذه التسمية و لا نقول مسلم او اسلامي حتى لا نخلط بين هؤلاء الاستئثاريين الذين يبيحون القتل من اجل السلطة ، و بين المسلم او الاسلامي الذي يعتمد احكام الاسلامي الحنيف و يحرص على حق الاخر بالحياة و الحريات العامة ) رغم ان "الفريق الاسلاموي" هذا لا يزال يؤيد القتل في سورية و يسعى الى دعم القتلة و الارهابيين ، الا انه امام الانشغال الداخلي و مع التقلب الذي تحدثنا عنه و مع العجز عن تحقيق المبتغى في سورية بالقوة و بالارهاب فقد بات هؤلاء و في مقدمتهم مصر تتحدث عن الحل السلمي و الحوار و التفاوض بين الفرقاء السوريين .
في ظل هذا المشهد تجد تركيا نفسها شبه معزولة – لولا وجود قطر - تسير في اتجاه مختلف عما تقدم و لا تتقبل فكرة التراجع فلماذا التعنت و الاصرار الاردغاني على الاستمرار في اضرام النار و الطرب للحريق في سورية خاصة ؟
قصة رفيق الحريري…ا لذي اشتهر من خلال تزويده لجناحي الحرب الأهلية بالسلاح |
من اجل هذا ترفض تركيا اخماد الحريق قبل ان يحقق الهدف لانها تعلم ان اي مخرج ينهي العنف و يعيد للشعب السوري حقه في اختيار نظامه و حكامه ، يعني اسقاط الاحلام التركية في سورية و عبرها الى المنطقة و العالم الاسلامي ، و ضياع فرصة احياء الامبرطورية التركية، و اردغان سيكون عندها الخسار الاكبر على كل الصعد .
فاردغان "نجح" في ممارسة سياسة صفر اصدقاء بدل سياسة "صفر مشاكل" التي ادعاها ، و "نجح" في ضرب معنويات الجيش التركي عبر القاء المئات من الضباط في السجن بمن فيهم كبار الجنرالات ، و حمل اخرين على الاستقالة خاصة في سلاحي البحرية و الجو ، كما "نجح" في الامعان بالتبعية للاطلسي ودون ان ينجح في كسب وعد و لو كاذباً في الدخول الى الاتحاد الاروبي ، و "نجح" في التراجع عن مواقفه تجاه اسرائيل و بلع تهديداته و داس على كرامته و تخلى عن دماء الجنود الاتراك ، ثم اضطر للدخول في بازار التراجع و التنازل في الملف الكردي ، اي باختصار "نجح" في ضرب الكيان التركي في مقومات القوة و الكرامة و العلاقات الدولية ( اما الاقتصاد فحدث و لا حرج ) ، و كان يتأمل ان ينجح في مشروعه العدواني ضد سورية فيعوض او يحجب عن نظر الشعب التركي الكوارث التي تسبب له بها و التي ينتظر ان يحاسبه عليها في الانتخابات لمقبلة .
لهذا يرى اردغان ان حريق العرب و سورية خاصة هو ربيع لتركيا و لحلفائه الاستراتيجين عامة (للغرب و الصهيونية ) و يعلم ان اخماد الحريق و اعادة الشأن الى اصحابه اي الى الشعب السوري يعني فشل المشروع برمته لهذا يرفض اردغان الحوار بين السوريين و يرفض اخماد الحريق و يرفض عودة الاستقرار الى سورية يرفض... و يرفض... و لكنه لا يعلم ان رفضه لن يغير مسار الاحداث و لن يؤثر في ما خطه الميدان و في ما بات متشكلا من قناعات لدى من تبقى من مكونات الجبهة المعتدية ، و لن يوقف الجيش و الشعب السوري عن متابعة العمل الذي يحفر في صخر الحقيقة المبدأ القاطع " سورية لا و لن تنكسر " ، يكابر و يرفض و لكن لا يعلم كما يبدو ان رفضه سيرتد عليه خسارة او خسائر اضافية متعددة الاشكال .. اما سورية فانها و بعد ان حققت النصر الاستراتيجي تسير الان و بخطى متسارعة نحو تثبيته ميدانيا في مسيرة استعادة الامن و الاستقرار و اعادة البناء و ترميم ما خربه الحريق .
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment