Pages

Sunday, 17 February 2013

Yahya Abu Zakariya: "Dropping al-Mayadin first fig leaf first "

هل أسقط  د. يحيى أبو زكريا ورقة التوت الأولى عن قناة الميادين


جهينة نيوز- كتب المحرر السياسي:

على الرغم من أن إعلان رئيس مجلس إدارة قناة "الميادين" الإعلامي المستقيل من "الجزيرة" غسان بن جدو منذ البداية اتجه نحو التأكيد على أن "الميادين" التي رفعت شعار "الحقيقة كما هي" ستلتزم ثوابت عروبية وتنهج نهجاً مقاوماً للهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة، وستكون محايدة إزاء الأحداث والتحوّلات السياسية برمتها، ما يذكّرنا بمقدمات انطلاقة قناة "الجزيرة" ولاسيما إبان الحرب على العراق وقبلها الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، غير أن هذه الادّعاءات والمزاعم بدأت تتكشّف مع اشتداد الحرب على سورية، وتكالب دول وأطراف غربية وعربية على الشعب السوري وقيادته وجيشه، ما يشير إلى قرب سقوط هذه المزاعم وخاصة مع الاختبار الأول الذي كان بطله الكاتب والباحث والإعلامي الجزائري د. يحيى أبو زكريا.
فالتصريحات التي أدلى بها أبو زكريا للإعلام السوري مؤخراً يبدو أنها قد أزعجت إدارة "الميادين"، ما اضطرها لإصدار بيان تتبرأ من خلاله من تصريحات أبو زكريا!!.. مؤكدة في بيانها التوضيحي أنها ليست معنية ولا تتبنى أي موقف سياسي أو كلام إعلامي ورد على لسان أي فرد من أسرة القناة الصحفية، كما أن القناة لا تكتفي بعدم التبني فقط بل إنها ترفض رفضاً باتاً أي تصريح لأي زميلة أو زميل يتضمّن تجريحاً لأشخاص أو أنظمة حكم أو مسؤولين أيّاً كان الموقف من هؤلاء.

وجاء في البيان أيضاً: إن قناة "الميادين" تؤكد أنها حريصة على رسالتها الإعلامية وثوابتها التي تضمّنتها وثيقة سياسات القناة، وأيضاً المفردات التي جاءت في كلمة رئيس مجلس إدارة القناة غسان بن جدو عند افتتاح القناة في 11/6/2012، ودون ذلك فإن القناة ليست معنية بأي كلام أو موقف أو كتابة لأي زميل، وما صدر ويصدر عن أي منهم هو رأي شخصي لا يلزم القناة ولا تتبناه.
نفهم كما يفهم غيرنا أن من حقّ أي وسيلة إعلامية أن تلتزم الحياد وتحافظ على سلامة خطابها الموجّه إلى الجمهور، والابتعاد به عن أي تأويل أو تفسير يؤدي إلى الإخلال بميثاق هذه الوسيلة، ويزعزع ويقوّض مصداقيتها، غير أنه ليس مفهوماً ولا مقبولاً أن تفرض أي وسيلة إعلامية سياستها وأحكامها وقوانينها على العاملين فيها وتلزمهم برأيها اختلافاً أو اتفاقاً، أو تربط بشكل مباشر أو غير مباشر تصريحاتهم بمرجعيتها، وتذكّر الجمهور أن فلاناً موظف لدينا، خاصة مع قامة كبيرة كالباحث والإعلامي يحيى أبو زكريا، الذي لم يرتكب جرماً أو ذنباً يستوجب إصدار هذا "البيان الناري"، سوى أنه قال في حواراته مع الإعلام السوري وبيّن "الحقيقة كما هي" بأن قطر ونعجتها حمد بن جاسم آل ثاني، والنعجة المستنسخة عنه (دوللي الجامعة العربية) نبيل العربي يقودون المؤامرة على سورية، ويدعمون الجماعات الإرهابية المسلحة بالإعلام والأموال والأسلحة الفتاكة لتدمير سورية وقتل شعبها، وتشويه صورة وشيطنة قيادتها التي رفضت وترفض الهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة، بل حوّلوا جامعة الدول العربية إلى منبر لتشتيت العرب لا توحيدهم، وقتل الشعب العربي لا الحفاظ على دمائه، ولعلّ جرائمهم في ليبيا وسورية أكبر دليل على ما قاله أو ذهب إليه أبو زكريا!!.

كنّا نتمنّى على "الميادين" أن تحترم حرية أبو زكريا في قول ما يريد دون اجتزاء أو تأويل مغلوط، أو تفصيل مواقفه الشخصية على مقياس القناة وسياساتها، أو إصدار بيان توضيحي لتصريحات أدلى بمثلها لوسائل إعلام غير سورية، إلا إذا أخذتنا الظنون باتجاه ما بدأ البعض يلمح إليه أن استقالة بن جدو من "الجزيرة" لم تكن إلا تكتيكاً التفافياً نحو استعادة المال القطري دوره في الإعلام الموجّه من خلال منبر آخر بعد افتضاح "الجزيرة" وربيعها العربي المزعوم، وسقوطها المريع والكشف عن تلفيقاتها وفبركاتها للأحداث بما يخدم الجماعات الإرهابية المسلحة وجرائمها وتفجيراتها وقتلها وتهجيرها للأبرياء في المحافظات والمدن والبلدات السورية، ودورها القذر في دفع ليبيا نحو التقسيم والحرب الأهلية.

كما كنّا نتمنى أيضاً ألا تثير "الميادين" هذه الضجة والبربوغاندا الإعلامية في بيانها التوضيحي وتعلن تبرؤها من تصريحات أبو زكريا، إلا إذا اعتبرنا أن احتجاجاً أو هاتفاً من حمد بن جاسم وأزلامه من النعاج قد استدعى هذه الضجة وإصدار هذا البيان، وهنا يكون د. يحيى أبو زكريا قد أسقط ورقة التوت الأولى عن قناة "الميادين"، وبات لزاماً علينا أن نتوقع أنها تسير باتجاه الحفرة التي سقطت فيها سابقتها قناة "الجزيرة!!.

No comments:

Post a Comment