معركة حلب: المرحلة الاولى ... بقلم حسين مرتضى"فيديو"
منذ بداية الحرب على سورية، كان الشغل الشاغل للمجموعات
المسلحة وعلى رأسها "جبهة النصرة،" الدخول إلى قلب العاصمة السورية دمشق،
لما لها من اعتبارات سياسية، ووضع يدها على كامل مدينة حلب،
لكونها العاصمة الاقتصادية للبلاد، مستخدمة استراتيجية خاصة، وهي عبارة عن
انتحاريين مهمتهم استهداف الطوق حول العاصمة دمشق، وفرض حالة من الرعب على السكان
والعسكر تؤدي لتشتيتهم.
لم تدّخر المجموعات المسلحة و"جبهة النصرة" ما لديها من
سيارات مفخخة، فاستهدفت كل الأماكن من أجل إنجاح هذا السيناريو، واعتمدت أيضاً،
السيطرة على المناطق الريفية الدمشقية، التي يُسهّل لها التسلل عبرها دخول العاصمة،
وبنفس الخطة ركزت المجموعات المسلحة على ريف حلب، ودخلت إلى ريفها الشمالي الممتد
نحو حدود تركيا، التي أسقطت كل الأقنعة وخالفت كل الشرائع والقوانين وجاهرت بدورها
في دعم العمل المسلح ضد الدولة السوريّة وآوت المسلحين، وأقامت لهم مناطق التدريب
والتحشيد وهي ما زالت تواصل سلوكها العدائي هذا.
بدأت تمتد رقعة انتشار المُسلحين بعد السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا، وتتوسع شرقاً نحو الطريق الواصل إلى محافظة الرقة، ودخلت إلى الريف الجنوبي الواصل حتى طريق السلمية، بغية إعلانها إمارة إسلامية كما أكدت "جبهة النصرة" أكثر من مرة.
في الشرق بدأت خطتهم بمحاصرة معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية وصولاً الى مطار حلب الدولي، وتهجير أهالي قرى تلك المنطقة، ما جعل "جبهة النصرة" تعتقد أن المدينة أصبحت في يدها وتحت سيطرتها.
اتخذت القيادة السورية القرار ببدء حملة عسكرية واسعة، تطال مناطق الريف الجنوبي والشرقي لمدينة حلب، والهدف منها، خلق منطقة آمنة في محيط مطار حلب الدولي، والسيطرة على الطريق الاستراتيجي الواصل إلى محافظة الرقة، وقطع طرق الإمداد عن المسلحين هناك، وفتح طرق إمداد جديدة للجيش السوري عبر حماة، اما استراتيجياً، فجعل مدينة حلب تحت طوق عسكري من الشرق ومن الغرب ما يخرج المدينة من المعادلة العسكرية ويعطي دفعا عسكريا ومعنويا لباقي المناطق.
استخدمت القيادة السورية هذه المرة نظرية "القوة البحتة"، التي تعتمد في تطبيقها على جنود مدربين على حرب العصابات والشوارع، يقومون بتدمير قوة المسلحين تدميراً يمنعهم من العودة إلى أي معركة مستقبلاً، ما يحقق الإنهيار الميداني لهم، وحقق الجيش السوري الشروط الثلاثة لهذه النظرية، فكان القرار يتخذ في السقف الأعلى الممكن، تدمير عتاد المجموعات المسلحة وإهلاك البيئة التي يتحركون فيها او يتحصنون في منشآتها، بعد تشتيت القوة البشرية لهم، واعتقالهم أحياء، والثاني القدرة على محاصرة المنطقة المستهدفة ومنع وصول اي تعزيزات للمسلحين من خارج المنطقة، او ظهور قوى جديدة تعمل استكمالاً لدورها، والثالث يتضمن قراراً بتحمل أي نسبة في الخسائر البشرية والعتاد والمعدات مهما بلغت.
انطلقت القوات العسكرية السورية من بلدة أثرية على طريق سلمية ـ حماة الواصل حتى ريف حلب الجنوبي، تحركت القوات العسكرية لتبدأ مهمتها. وصلت المعلومات من وحدة استطلاع الجيش السوري، تخبر فيها عن كمين سينصبه المسلحون، من "جبهة النصرة"، بعد ان قاموا بزرع العديد من العبوات الناسفة على جانبي الطريق، وتمركز عدد منهم مع أسلحتهم وعتادهم، مكان الكمين بالقرب من قرية تل حمام... هدوء يسود المكان، بسرعة المقاتل الخبير، اتخذوا مواقع قتالية، وتعاملوا مع الكمين المنصوب، لتتقدم وحدة الهندسة وتفكك العبوات الناسفة. وبعد تأمين الطريق تابعت القوات مسيرها نحو هدفها، الذي كان بلدة خناصر التي تبعد 60 كلم عن السيفرة ومعامل الدفاع، ومن يحكم السيطرة عليها سيفرض إيقاع المعركة، لما لها من أهمية حاسمة في الإمدادات العسكرية لمناطق جنوب وشرق الريف الحلبي. تلك البلدة كان تسيطر عليها كتائب عدة من المجموعات المسلحة منها، "لواء سهام الحق"، "لواء درع الجبل"، "لواء أحرار الشمال" وبعض الألوية التابعة لـ"جبهة النصرة".
كانت المعنويات عالية، والإحساس بالمسؤولية يغمر الجنود، عنصر المباغتة كان السلاح الأقوى بيد قوات الجيش السوري، على مشارف بلدة خناصر ظهرت وحدات الجيش السوري، الذي باغت المجموعات المسلحة، ليدخل البلدة من عدة محاور، ليسيطر الذهول على المسلحين، ويبدأوا بالفرار أمام قوة الضربات التي سددتها لهم القوات المتقدمة، التي كانت تستخدم تكتيكات عسكريةً جديدة، وخططاً قتالية بدأت تؤتي ثمارها على الأرض، والسمة الأبرز كانت تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات التكتيكية المختلفة.
المعارك العنيفة التي دارت خلال الساعات الأولى للاشتباكات أدت إلى سقوط عدد كبير من المسلحين، الذين أصبحوا كعصف مأكول أمام القوة النارية لوحدات الجيش السوري.
لم تتمكن "جبهة النصرة" ومعها باقي المسلحين، من الثبات في بلدة الخناصر، رغم أنها كانت تعد من أهم معاقل تجمعاتهم في تلك المنطقة، لا سيما بعد قيام الوحدات المتقدمة وبناءً على المعلومات الأمنية من قلب البلدة، عن أماكن توزع العبوات الناسفة وتمركز المسلحين، لتقوم وحدة الهندسة بتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون بين البيوت السكنية، وعلى جانبي الطريق ليعيقوا تقدم القوات العسكرية.
سقوط بلدة "خناصر"، كان ضربة معنوية كبيرة للمسلحين، وبدأ الجيش بتأمين بلدات "مغيرات"،"رسم القرح"، " الراهب"، "رويهب" و"شلالة" كبيرة وصغيرة، على نفس الطريق، والتي كان المسلحون يعدون لإيقاف حركة القوات المتقدمة، ومع وصول طلائع الوحدات المتقدمة، وبعد اشتباكات في تلك القرى، دخلتها الوحدات العسكرية، بعد أن لاذ من بقي حياً منهم بالفرار مذعورين.
تابعت القوات تقدمها على الطريق الواصل إلى مركز البحوث ومعامل الدفاع، لتشهد قرى "رسم النقل"، "مويلح"، و"جبين" اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش والمسلحين المتحصنين فيها. دخل الجيش السوري "تل القرى" واستمر باتجاه قرية "أم عامود" صغيرة وكبيرة، لتنطلق مجموعة من القوة العسكرية بتمشيط القرية،... مقاتلون عرب وأجانب قتلوا أثناء تمشيطها.
في قرية أم "عامود كبيرة"، ضيق الجيش السوري الخناق على المسلحين، في هذه الأثناء قام أهالي البلدة بإبلاغ الجيش السوري بمعلوماتٍ عن مجموعة مسلحة تحاول إعادة انتشارها، والالتفاف على جنود الجيش المتقدمين في البلدة. رصد الجيش السوري تحركات المجموعة، المعلومات أفادت عن سيارة نقل تقل عدداً كبير من المسلحين، استهدفها الجنود بشكل مباشر، ليقتل فيها عدد كبير من المسلحين بينهم أجانب من الشيشان وليبيا ومقاتلون من جنسيات مختلفة.
استمرت القوات في تقدمها، كشلال هادر، مروراً ببلدت "جين" و"قبطين" و"خربوش". الهدف التالي كان فك الحصار عن معامل الدفاع ومركز البحوث، التي حوصرت منذ عدة أشهر ، متجاوزين كل المعوقات التي زرعها المسلحون لهم في الطريق، مفككين عشرات العبوات الناسفة التي كانت مموهة على شكل صخور تحاكي طبيعة جغرافيا المكان، وهذا دليل على التقنيات المتطورة التي زود بها المسلحون من قبل الدول الداعمة لهم. وبعد مسير طويل استطاع الجيش السوري فك الحصار الذي كان مفروضاً على مركز البحوث العلمية ومعامل الدفاع، والمشهد اللافت كان حين وصلت طلائع جنود الجيش السوري إلى بوابة معامل الدفاع، حيث تنفس الجنود المحاصرون الصعداء وتعانقوا مع الجنود القادمين، لتستمر العملية نحو مرحلتها الثانية، وتتساقط المجموعات المسلحة المرتبطة بـ"جبهة النصرة " كأحجار الدومينو.
يتبع (جزء 2 )...
بدأت تمتد رقعة انتشار المُسلحين بعد السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا، وتتوسع شرقاً نحو الطريق الواصل إلى محافظة الرقة، ودخلت إلى الريف الجنوبي الواصل حتى طريق السلمية، بغية إعلانها إمارة إسلامية كما أكدت "جبهة النصرة" أكثر من مرة.
في الشرق بدأت خطتهم بمحاصرة معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية وصولاً الى مطار حلب الدولي، وتهجير أهالي قرى تلك المنطقة، ما جعل "جبهة النصرة" تعتقد أن المدينة أصبحت في يدها وتحت سيطرتها.
اتخذت القيادة السورية القرار ببدء حملة عسكرية واسعة، تطال مناطق الريف الجنوبي والشرقي لمدينة حلب، والهدف منها، خلق منطقة آمنة في محيط مطار حلب الدولي، والسيطرة على الطريق الاستراتيجي الواصل إلى محافظة الرقة، وقطع طرق الإمداد عن المسلحين هناك، وفتح طرق إمداد جديدة للجيش السوري عبر حماة، اما استراتيجياً، فجعل مدينة حلب تحت طوق عسكري من الشرق ومن الغرب ما يخرج المدينة من المعادلة العسكرية ويعطي دفعا عسكريا ومعنويا لباقي المناطق.
استخدمت القيادة السورية هذه المرة نظرية "القوة البحتة"، التي تعتمد في تطبيقها على جنود مدربين على حرب العصابات والشوارع، يقومون بتدمير قوة المسلحين تدميراً يمنعهم من العودة إلى أي معركة مستقبلاً، ما يحقق الإنهيار الميداني لهم، وحقق الجيش السوري الشروط الثلاثة لهذه النظرية، فكان القرار يتخذ في السقف الأعلى الممكن، تدمير عتاد المجموعات المسلحة وإهلاك البيئة التي يتحركون فيها او يتحصنون في منشآتها، بعد تشتيت القوة البشرية لهم، واعتقالهم أحياء، والثاني القدرة على محاصرة المنطقة المستهدفة ومنع وصول اي تعزيزات للمسلحين من خارج المنطقة، او ظهور قوى جديدة تعمل استكمالاً لدورها، والثالث يتضمن قراراً بتحمل أي نسبة في الخسائر البشرية والعتاد والمعدات مهما بلغت.
انطلقت القوات العسكرية السورية من بلدة أثرية على طريق سلمية ـ حماة الواصل حتى ريف حلب الجنوبي، تحركت القوات العسكرية لتبدأ مهمتها. وصلت المعلومات من وحدة استطلاع الجيش السوري، تخبر فيها عن كمين سينصبه المسلحون، من "جبهة النصرة"، بعد ان قاموا بزرع العديد من العبوات الناسفة على جانبي الطريق، وتمركز عدد منهم مع أسلحتهم وعتادهم، مكان الكمين بالقرب من قرية تل حمام... هدوء يسود المكان، بسرعة المقاتل الخبير، اتخذوا مواقع قتالية، وتعاملوا مع الكمين المنصوب، لتتقدم وحدة الهندسة وتفكك العبوات الناسفة. وبعد تأمين الطريق تابعت القوات مسيرها نحو هدفها، الذي كان بلدة خناصر التي تبعد 60 كلم عن السيفرة ومعامل الدفاع، ومن يحكم السيطرة عليها سيفرض إيقاع المعركة، لما لها من أهمية حاسمة في الإمدادات العسكرية لمناطق جنوب وشرق الريف الحلبي. تلك البلدة كان تسيطر عليها كتائب عدة من المجموعات المسلحة منها، "لواء سهام الحق"، "لواء درع الجبل"، "لواء أحرار الشمال" وبعض الألوية التابعة لـ"جبهة النصرة".
كانت المعنويات عالية، والإحساس بالمسؤولية يغمر الجنود، عنصر المباغتة كان السلاح الأقوى بيد قوات الجيش السوري، على مشارف بلدة خناصر ظهرت وحدات الجيش السوري، الذي باغت المجموعات المسلحة، ليدخل البلدة من عدة محاور، ليسيطر الذهول على المسلحين، ويبدأوا بالفرار أمام قوة الضربات التي سددتها لهم القوات المتقدمة، التي كانت تستخدم تكتيكات عسكريةً جديدة، وخططاً قتالية بدأت تؤتي ثمارها على الأرض، والسمة الأبرز كانت تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات التكتيكية المختلفة.
المعارك العنيفة التي دارت خلال الساعات الأولى للاشتباكات أدت إلى سقوط عدد كبير من المسلحين، الذين أصبحوا كعصف مأكول أمام القوة النارية لوحدات الجيش السوري.
لم تتمكن "جبهة النصرة" ومعها باقي المسلحين، من الثبات في بلدة الخناصر، رغم أنها كانت تعد من أهم معاقل تجمعاتهم في تلك المنطقة، لا سيما بعد قيام الوحدات المتقدمة وبناءً على المعلومات الأمنية من قلب البلدة، عن أماكن توزع العبوات الناسفة وتمركز المسلحين، لتقوم وحدة الهندسة بتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون بين البيوت السكنية، وعلى جانبي الطريق ليعيقوا تقدم القوات العسكرية.
سقوط بلدة "خناصر"، كان ضربة معنوية كبيرة للمسلحين، وبدأ الجيش بتأمين بلدات "مغيرات"،"رسم القرح"، " الراهب"، "رويهب" و"شلالة" كبيرة وصغيرة، على نفس الطريق، والتي كان المسلحون يعدون لإيقاف حركة القوات المتقدمة، ومع وصول طلائع الوحدات المتقدمة، وبعد اشتباكات في تلك القرى، دخلتها الوحدات العسكرية، بعد أن لاذ من بقي حياً منهم بالفرار مذعورين.
تابعت القوات تقدمها على الطريق الواصل إلى مركز البحوث ومعامل الدفاع، لتشهد قرى "رسم النقل"، "مويلح"، و"جبين" اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش والمسلحين المتحصنين فيها. دخل الجيش السوري "تل القرى" واستمر باتجاه قرية "أم عامود" صغيرة وكبيرة، لتنطلق مجموعة من القوة العسكرية بتمشيط القرية،... مقاتلون عرب وأجانب قتلوا أثناء تمشيطها.
في قرية أم "عامود كبيرة"، ضيق الجيش السوري الخناق على المسلحين، في هذه الأثناء قام أهالي البلدة بإبلاغ الجيش السوري بمعلوماتٍ عن مجموعة مسلحة تحاول إعادة انتشارها، والالتفاف على جنود الجيش المتقدمين في البلدة. رصد الجيش السوري تحركات المجموعة، المعلومات أفادت عن سيارة نقل تقل عدداً كبير من المسلحين، استهدفها الجنود بشكل مباشر، ليقتل فيها عدد كبير من المسلحين بينهم أجانب من الشيشان وليبيا ومقاتلون من جنسيات مختلفة.
استمرت القوات في تقدمها، كشلال هادر، مروراً ببلدت "جين" و"قبطين" و"خربوش". الهدف التالي كان فك الحصار عن معامل الدفاع ومركز البحوث، التي حوصرت منذ عدة أشهر ، متجاوزين كل المعوقات التي زرعها المسلحون لهم في الطريق، مفككين عشرات العبوات الناسفة التي كانت مموهة على شكل صخور تحاكي طبيعة جغرافيا المكان، وهذا دليل على التقنيات المتطورة التي زود بها المسلحون من قبل الدول الداعمة لهم. وبعد مسير طويل استطاع الجيش السوري فك الحصار الذي كان مفروضاً على مركز البحوث العلمية ومعامل الدفاع، والمشهد اللافت كان حين وصلت طلائع جنود الجيش السوري إلى بوابة معامل الدفاع، حيث تنفس الجنود المحاصرون الصعداء وتعانقوا مع الجنود القادمين، لتستمر العملية نحو مرحلتها الثانية، وتتساقط المجموعات المسلحة المرتبطة بـ"جبهة النصرة " كأحجار الدومينو.
يتبع (جزء 2 )...
سورية الآن - العهد
معركة حلب.. المرحلة الثانية
- الأربعاء, 20 مارس 2013
حسين مرتضى
بعد الهزيمة التي تكبدتها جبهة "النصرة"، وفك الحصار عن معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية، حاولت القيام بعمل كانت تعتقد أنه كفيل بتخفيف الضغط عن مقاتليها على المحاور الجنوبية والشرقية من ريف حلب، من خلال تشتيت قوة الجيش المُشاركة في الحملة، حيث بادروا إلى مهاجمة أهم موقعين عسكريين سوريين في الريف الشرقي وهما مطار"كويرس" بمؤازرة من بعض الخلايا المتمركزة بالقرب من المطارين.
وباشر المسلحون تنفيذ خطتهم، فشنوا غارات وُصفت بالأعنف على المطار، وتمكنوا من محاصرة المطار بأعداد كبيرة وأمطروه بوابل من قذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع وسط زخم إعلامي رافق هذا الهجوم، إلا أن عناصر حماية المطار تمكنوا، من صد الهجوم وقتل أعداد كبيرة من المسلحين في محيط المطار.
في هذه الأثناء سرعان ما بدأ الوهن يسري في نفوس مقاتلي جبهة "النصرة"، وبدأت القنوات الإعلامية تمهِّد لخبر الهزيمة. كان المسلحون يتجمعون في مدينة السفيرة، أما القوات فكانت تتقدم من محيط معامل الدفاع، وتبدأ بالقصف التمهيدي لغرب السفيرة ايذاناً ببدأ تطهيرها. الأجهزة الحديثة التي كانت مع الجنود، أخبرتهم عن عبوات ناسفة كانت مزروعة على جانبي طريق مدينة السفيرة لتعيق حركة القوات. وحدات الهندسة بدأت بتفكيكها وكانت بأعداد كبيرة.
وباشر المسلحون تنفيذ خطتهم، فشنوا غارات وُصفت بالأعنف على المطار، وتمكنوا من محاصرة المطار بأعداد كبيرة وأمطروه بوابل من قذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع وسط زخم إعلامي رافق هذا الهجوم، إلا أن عناصر حماية المطار تمكنوا، من صد الهجوم وقتل أعداد كبيرة من المسلحين في محيط المطار.
في هذه الأثناء سرعان ما بدأ الوهن يسري في نفوس مقاتلي جبهة "النصرة"، وبدأت القنوات الإعلامية تمهِّد لخبر الهزيمة. كان المسلحون يتجمعون في مدينة السفيرة، أما القوات فكانت تتقدم من محيط معامل الدفاع، وتبدأ بالقصف التمهيدي لغرب السفيرة ايذاناً ببدأ تطهيرها. الأجهزة الحديثة التي كانت مع الجنود، أخبرتهم عن عبوات ناسفة كانت مزروعة على جانبي طريق مدينة السفيرة لتعيق حركة القوات. وحدات الهندسة بدأت بتفكيكها وكانت بأعداد كبيرة.
ولم يُحقق الخيار الذي اتبعه المسلحون في حربهم على المطارات مبتغاه، ليبدأ الجيش السوري بتجميع قواته وقام بحركة تقدم سريعة، وبضربات خاطفة دخلت وحدات الجيش السوري، عدة بلدات أخرى في محيط مدينة السفيرة، كجلاغيم والعدنانية وباشكوي وأبو تبة والحتاني. هذا التكتيك الجديد فاجأ المسلحين وأدى إلى توسيع رقعة التأمين لمعامل الدفاع من كل الاتجاهات، على خط طوله 22 كيلو متراً. ما اضطر اعدد كبيرة من المسلحين في ظل الضغط الذي يتعرضون له وفشل نداءات الاستغاثة التي أرسلوها بغية الحصول على تعزيزات إلى ترك مواقعهم والانسحاب.
في هذا الوقت كانت قوة أخرى تدخل بلدة صدعايا، وفك الحصار الذي فرضه المسلحون لفترة طويلة، ليمنعوا عن القرية ابسط مقومات الحياة، كما قاموا بعزلها عن محيطها، ليخرج أهل القرية بأطفالهم ونسائهم وشيبهم وشبابهم ويلاقوا الجيش بالهتاف بعد أن تنفسوا الصعداء بفك الحصار وخروج المسلحين من محيطها.
غيرت القوات السورية وجهتها بحركة التفافية إلى جهة الشرق، بتكتيك جديد استخدمه الجيش هذه المرة، متوجها إلى المثلث الاستراتيجي " تل عبور ـ تل عرن ـ تل حاصل" وبدأ بقرية تل عبور التي شهدت اشتباكات عنيفة مع المسلحين المتحصنين فيها. أصوات الرصاص سمعت لمسافة بعيدة، ليدب الذعر في صفوف المسلحين ويتركوا اسلحهتم ويهربوا من المكان، وبعد تمشيط القرية، اكتشف الجيش السوري مصنعاً للعبوات الناسفة، وفيه عدد كبير من العبوات الجاهزة للتفجير، ومن ثم كان التحرك باتجاه بلدة تل عرن وتل حاصل، التي شهدت معارك شرسة في محاولة من المجموعات المسلحة إعاقة حركة القوات العسكرية.
في هذا الوقت كانت قوة أخرى تدخل بلدة صدعايا، وفك الحصار الذي فرضه المسلحون لفترة طويلة، ليمنعوا عن القرية ابسط مقومات الحياة، كما قاموا بعزلها عن محيطها، ليخرج أهل القرية بأطفالهم ونسائهم وشيبهم وشبابهم ويلاقوا الجيش بالهتاف بعد أن تنفسوا الصعداء بفك الحصار وخروج المسلحين من محيطها.
غيرت القوات السورية وجهتها بحركة التفافية إلى جهة الشرق، بتكتيك جديد استخدمه الجيش هذه المرة، متوجها إلى المثلث الاستراتيجي " تل عبور ـ تل عرن ـ تل حاصل" وبدأ بقرية تل عبور التي شهدت اشتباكات عنيفة مع المسلحين المتحصنين فيها. أصوات الرصاص سمعت لمسافة بعيدة، ليدب الذعر في صفوف المسلحين ويتركوا اسلحهتم ويهربوا من المكان، وبعد تمشيط القرية، اكتشف الجيش السوري مصنعاً للعبوات الناسفة، وفيه عدد كبير من العبوات الجاهزة للتفجير، ومن ثم كان التحرك باتجاه بلدة تل عرن وتل حاصل، التي شهدت معارك شرسة في محاولة من المجموعات المسلحة إعاقة حركة القوات العسكرية.
الواقع الجغرافي للقرى التي تم تطهيرها من قبل الجيش السوري، لم يمنح المسلحين، فرصة الاستفادة من خصائص حرب الشوارع والقتال في المناطق الآهلة، ومكن الجيش من استعمال قدراته العسكرية دون خطر او حذر شديد من إلحاق الأذى بالمدنيين. ومن أاجل ذلك اتجه المسلحون في تل عرن وتل حاصل إلى اتخاذ المواطنين دروعاً بشرية لعرقلة عمل الجيش السوري بالصيغة والخطة اللتين طبقتا في المرحلة الأولى.
أما فيما يخص الخطة المفترضة للعملية في مرحلتها الثانية، فكانت استراتيجية قبضة النار المدمرة، والتي استخدمها الجيش السوري في محاولة لتسريع عملية الحسم على الارض، بعد الابتعاد عن نظرية القضم المتدرج، والمعالجة الموضعية لكل خلية مسلحة ومجموعة مسلحة بمعزل عن محيطها، جعل من الثمن البشري أقل بكثير، وقلل ما يمكن ان يقع من خسائر في صفوف العسكريين وكذلك بعض المدنيين.
الحقائق التي رسمت في المرحلة الثانية للعملية العسكرية جعلت المسلحين يدركون عجزهم عن المحافظة على وجودهم في محيط مطار حلب، وباتت قيادتهم تعلم استحالة ذلك، ما حملها على اعتماد نهج جديد في العدوان وهو الميل الى المناورة التأخيرية من أجل كسب الوقت ومنع الانهيار السريع، في حين ان قادة العملية العسكرية في الجيش السوري كانوا يملكون من الطاقات والعزم على تطهير محيط مطار حلب الدولي، وأن المسألة مسألة وقت فقط ، وان اعتماد الجيش السوري على استراتيجيتيين مختلفتين في معركة واحدة جعلهم يتخبطون ويسرع في سقوطهم.
أما فيما يخص الخطة المفترضة للعملية في مرحلتها الثانية، فكانت استراتيجية قبضة النار المدمرة، والتي استخدمها الجيش السوري في محاولة لتسريع عملية الحسم على الارض، بعد الابتعاد عن نظرية القضم المتدرج، والمعالجة الموضعية لكل خلية مسلحة ومجموعة مسلحة بمعزل عن محيطها، جعل من الثمن البشري أقل بكثير، وقلل ما يمكن ان يقع من خسائر في صفوف العسكريين وكذلك بعض المدنيين.
الحقائق التي رسمت في المرحلة الثانية للعملية العسكرية جعلت المسلحين يدركون عجزهم عن المحافظة على وجودهم في محيط مطار حلب، وباتت قيادتهم تعلم استحالة ذلك، ما حملها على اعتماد نهج جديد في العدوان وهو الميل الى المناورة التأخيرية من أجل كسب الوقت ومنع الانهيار السريع، في حين ان قادة العملية العسكرية في الجيش السوري كانوا يملكون من الطاقات والعزم على تطهير محيط مطار حلب الدولي، وأن المسألة مسألة وقت فقط ، وان اعتماد الجيش السوري على استراتيجيتيين مختلفتين في معركة واحدة جعلهم يتخبطون ويسرع في سقوطهم.
المصدر: العهد
مقال مرتبط: كيف فك الجيش السوري الحصار عن مطاري حلب والنيرب؟
معركة حلب... المرحلة الثالثة و كسر الحلقة الأهم والأخطر من حلقات العدوان
حسين مرتضى
|
إن إحكام الخُطة وإتقان تنفيذها من قبل الجيش السوري، المتقدم في ريف حلب الجنوبي والشرقي، شكل صدمة حقيقية للمجموعات المسلحة، أفقدها التوازن، وبدأت نداءات الاستغاثة تخرج من تحت أنقاض الإحساس بالهزيمة الوشيكة بعد أن وصلت وحدات الجيش السوري إلى بلدة تل حاصل، التي تجمّع فيها عدد كبير من عناصر جبهة النصرة، وقاموا بنصب قواعد إطلاق قذائف الهاون، بالإضافة الى وجود عشرات العربات المحملة بالدوشكا، وذلك لاستهداف كتيبة الدفاع الجوي 599، الواقعة بالقرب من بلدة تل حاصل، وبعد دخول القوة المتقدمة للقرية، بدأت بإنشاء نقطة عسكرية في المنطقة الغربية منها، وذلك لفتح طريق إمداد عسكري بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع.مرتفعات النبي يونس كانت الموقع الاستراتيجي الذي قررت قيادة العملية السيطرة عليه، كونه يشرف على مركز الأرصاد الجوية ومدخل النيرب بالقرب من مطار حلب الدولي. فجراً بدأت العملية، كان الصبح يتنفس، ومعه بنادق الجنود. تحركت القوات عبر قرى ملكية، ومنها بدأت في تطهير بلدة تركان، من ثم بلدة الحميرة وأبو صفطة، وصولاً إلى المرتفعات الغربية لبلدة تل شغيب.
|
اثناء عملية التمشيط اكتشف الجيش السوري نفقاً يصل الى مرتفعات النبي يونس ومستودعاً لادوات الحفر، وملاجئ بنوها بشكل احترافي، وتحصينات من الاسمنت المسلح، بداخلها مشفى ميداني، وبأحد الانفاق عثر الجيش السوري على مدفع هاون كان مخبأ في احد الأنفاق، ليستمر في تمشيطه محيط المرتفعات.سيطرت القوات العسكرية على مرتفعات الغربية لتل شغيب، وجعلت مركز الأرصاد الجوية تحت مرمى نيرانهم وهدفا سهلا لهم، ليسقط عسكرياً، ويبدأ الجيش السوري بتمشيط وتأمين مداخله، ووحدة الهندسة فككت عبوات ناسفة كانت معدة للتفجير لاسلكياً ومزروعة في محيطه. كانت المرة الأولى التي تستخدم فيها المجموعات المسلحة تقنية التفجير لاسلكياً، وهذا دليل على نوعية الدعم التقني العسكري المقدم من الدول الداعمة للمسلحين. وبالقرب من أحد المسلحين الذين قتلهم الجيش السوري وجدت عبوة ناسفة كانت محشوة بقطع حديدية لتتحول عند الانفجار الى شظايا وتقتل أكبر عدد ممكن من الجنود.المفاجأة والسرعة والحسم، جعلت المجموعات المسلحة المتمركزة في مرتفعات النبي يونس ترتبك وتتخبط، رغم أنها كانت محصنة بشكل جيد، ليقتل الجيش السوري عدداً كبيراً منهم، وقبل انسحاب المسلحين من مرتفعات النبي يونس أضرموا النار في جثث قتلاهم لإخفاء جنسياتهم، كما فعلوا ذلك في عدة مناطق على امتداد الخريطة السورية، ليصبح فك الحصار عن المطار قاب قوسين او ادنى.كانت معنويات جنود الجيش السوري مرتفعة وهم يستمرون في تقدمهم، الوجهة الان تل شغيب، انطلق الجنود في حملة تمشيط طريق تل شغيب النيرب، وبتكتيك مختلف، استخدام الجيش العربي السوري ما يسمّى تكتيك البيضة المسلوقة، بأن أفسح المجال لبعض المسلحين، الفارين من القرى التي مشطها الجيش، بالتجمع والوصول إلى تل شغيب، ما أغرى هؤلاء المسلحين بالاندفاع باتجاه الطعم، أي صفار البيض الفاسد وجعلهم يتجمّعون في محيط البيضة، وبعدها لجأ الجيش إلى وضع البيضة في حاضنة نارية، وتمّ قتل المئات من المسلحين بعد حشرهم، وعدم تمكّنهم من الخروج؛ وبعدها انقسم الرتل الى قوتين، الأولى اتجهت نحو المدخل الشمالي للبلدة، وبدأت باستهداف تجمعات المسلحين، والثانية دخلت عبر المدخل الجنوبي الذي كان يتحصن به المسلحون.
عبوات ناسفة زرعت على مداخل البلدة، ومرابض قناصة كانوا يقطعون الطريق إليها. آثار الاشتباكات واضحة عند مدخل البلدة، وتخبرنا عن حجم المعركة هنا. اجهزة اتصالات ومنظار ليل تركه المسلحون خلفهم، بعد أن باغتهم الجيش السوري فيها.
كانت عيون الجنود تشخص نحو المطار الدولي، لكن المهمة لن تتم إلا بعد الدخول الى مخيم النيرب، الذي يحاصره المسلحون منذ فترة، وعلى مدخل النيرب سجد جنود الجيش السوري شكراً لله على الانجاز الذي حققوه خلال فترة العملية.السواتر الترابية ارتفعت على مدخل مخيم النيرب والمسلحون زرعوا فيها عبوات ناسفة، وتمركز القناصة على سطوحه، تم فك الحصار عن مخيم النيرب، ليصبح مطار حلب أمام الجيش السوري الذي تقدم نحوه بثقة المنتصر بعد أن استكمل عملياته في تمشيط محيطه. ويستعيد الكتف الجنوبي والشرقي لمدينة حلب.الانتصار الذي حققه الجيش السوري في الريف الجنوبي لحلب، جعل الغرب يهذي عند الحديث عن حلب، التي أرادوها منطلقاً ناجعاً وحاسماً لإسقاط سورية، لكنها استحالت اليوم مع انطلاق عملية المعالجة والتطهير إلى مقبرة للأحلام الأميركية والغربية.
إن أهمية معركة ريف حلب الجنوبي والشرقي مستمدة من كسر الحلقة الأهم والأخطر من حلقات العدوان والحرب على سورية، والتي ستضع المخطط والداعم لجبهة النصرة والمجموعات المسلحة، أمام مرحلة جديدة قد يغيب عن أهدافها الظاهرة "السيطرة على مدينة حلب"، وهنا ستكون كارثة استراتيجية على أميركا ونصر لسورية ومحورها، وستبني عليه متابعة معالجة البؤر المتبقية من المسلحين والثبات في الموقع الاستراتيجي الذي حددته سورية لنفسها، وهو العمود الفقري لمحور المقاومة.
العهد
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment