معركة الجولان .. نكون او لا نكون
عماد جبور
سألني أحد الأصدقاء لماذا قلت انه احتلال تركي للرقه ؟
في الواقع ياصديقي عند قراءة الخريطه السياسيه والعسكريه على الأرض وأجراء بعض التقاطعات على الأحداث ( طبعا يبقى ذلك ضمن اطار التحليل الذي لايخرج عن الواقع ) .نرى ان الامميه الجهاديه ( جبهة النصره) بالتحالف مع بعض جماعات الداخل تنطلق من ثلاث جبهات هي تركيا ولبنان والاردن وتلقى دعم لوجستي متعدد الجنسيات الدوليه مترافق مع دفق اسلحه تم اعطاء الغطاء الدولي والاقليمي له بحجة تسليح المعارضه السوريه . وكل ذلك يخضع لغرفة عمليات واحده لم يخجل الامريكيين والبريطانيين باعلانها وتبنيها .
بالعمق من الواضح ان المعارضه المسلحه لم تستطع ان تحرز وجودا على الواقع الجغرافي بعكس جبهة النصره التي استطاعت ان تخوض معارك تجعل منها المواجه الرئيسي في الحدث مما خلق فراغا في العناوين وجعل اي ائتلاف أو مجلس أو تنسيقيه لا تصل الى مقدرة رفع الصوت بوجود منطقه تثبت وجودها على طاولة المفاوضات القادمه .
وفي ظل هذا الواقع خرج المخطط الجديد وخاصة بعد تقدم الدوله السوريه في مجال افشال مخطط السيطره على المدن الكبرى وما عرف بخلق منطقه عازله متاخمه لتركيا او لبنان او حتى الاردن . وهذا ما دفع غرفة العمليات الى اسلوب زيادة رقعة مناطق الاشتباك وخلق حاله معنويه تجبر الدوله السوريه على التدخل بثقلها لمواجهته فكانت عملية الرقه . وكان المقصود منها تشتيت القوه العسكريه الى اربعة جبهات بدلا من ثلاثه وخلق مفاجئه جديده تكون سوريه غير قادره على مواجهتها نتيجة تشتت قواتها في الداخل وهي جبهة الجولان حيث قامت مجموعة مسلحة بخطف بعض جنود الامم المتحده ليبدأ مسلسل اسرائيلي يبدأ من الخوف الامني لينتهي بخلق منطقه فاصله جديدهفي الجولان .
بالعمق نلاحظ حاليا أنه رغم الضغط الممارس على مدينة دمشق والمناوشات على الحدود اللبنانيه المتطوره والاشتباكات في جبال المناطق الساحليه مترافق مع ريف ادلب وريف حلب مع تجدد الاشتباكات في حمص وريفها ، أن البقعه الاستراتيجيه الجغرافيه التي تتيح وضع ملف على الطاولة لم تأتي بعد أو حتى لم يستطع المفاوض الامريكي طرح ان له وزن يستطيع من خلاله أن يفرض شرط من شروط ورقته . ويستطيع من خلاله حتى الضغط على مباحثات الملف النووي الايراني ونزع سلاح حزب الله أو المقاومات الفلسطينيه . فكل مايجري وما جرى هو التحرك على أرض النار ولا مقدره للثبات عليها .
لهذا فان فتح الجبهة الاقليميه اصبح واردا جدا مع اشعال الداخل اللبناني ايضا لكي يحارب حزب الله على جبهتين ايضا . وهذا ما سيؤدي الى حرب اقليميه قصيره قد تفرض واقعا جغرافيا ينقل الملفات الى مجلس الامن بدلا من اتفاق جنيف مما يتيح فرض الاملاءات على النار بعدما فشلت على مدى سنتين . ولكن المتشددين في غرف العمليات عند طرحهم المشروع وبعد البدء به تم اعطائهم مدة زمنيه لاتمامه والا فسيتم ايقاف كل المشروع وسيتم وضع اسماء كبيره ككبش محرقه تسقط مع سقوطه وقد تطال عدة دول .وهذا مالمح له كيري في دول الخليج وحتى في تل ابيب وهذه الفتره قد لاتتجاوز زمن زيارة أوباما الى اسرائيل .
من الواضح حتى الآن ان هناك مفاجئات ستحدث وقد تقلب الطاوله وغرف عملياتها . ان تل أبيب ليست بعيده عن مرمى أي اشتباك ان فتحوا المعركة الكبرى على اسوار دمشق قد تفتح المعركه من اليمن الى طنجه فبعد أول صاروخ يطلق تختزل الجغرافيه وتصبح الرياض والدوحه وحتى طهران قريبة من النيران المندلعه على اطراف الجولان . انها لعبة النار ومن لايجيد اطفائها عندما تصل الى حد معين. ستحرق ليس فقط اصابعه بل حتى كيانه كله وعندها لايبقى الا ملف واحد هو البقاء على قيد الحياة وتحت عنوان نكون أو لا نكون !!!!
بانوراما الشرق الأوسط
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment