Pages

Thursday, 18 April 2013

Message to the Salafi groups

رسالة إلى الجماعات السلفية 1

mepanorama101241

د. نسيب حطيط

قال الله سبحانه وتعالى: {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، وورد في الحديث النبوي الشريف: “المؤمن مرآة أخيه”.

تعاني الأمة الإسلامية من مآسي التكفير والقتل من بعض الجماعات التي يصطلح على تسميتها بـ”الجماعات السلفية”، واستطراداً التكفيرية، لأنها تعتمد مبدأ التكفير العام والخاص لكل من يخالفها الرأي السياسي أو العقائدي على مستوى المذاهب الإسلامية أو الرسائل السماوية.

أودّ التوجه إلى الأخوة أعضاء الجماعات السلفية أو التكفيرية، لأني أتعامل معهم حسب ظاهرهم، وهو الإسلام بالشهادتين، ووفق شعاراتهم أنهم يريدون أن يكون الحُكم لله دون غيره، وسأتعامل معهم على أساس أنهم “قوم أرادوا الحق فأخطأوه، وليسوا كمثل الذين أرادوا الباطل فأصابوه”، ولذا أتوجه بهذه الرسالة قُربة لله سبحانه في سبيل توضيح الرؤيا وفتح باب النقاش مع هؤلاء الشباب المسلم، الذي يُزج به في آتون المعارك الداخلية للأمة، ويستفيد من قتالهم الأعداء الصهاينة والأميركيون والاستعمار الغربي.

أيها الأخوة السلفيون:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أشك أن أكثركم يريد الحق عبر نشر تعاليم الإسلام الحنيف ليكون الحكم لله سبحانه وإسقاط الظالمين، لكن المشكلة أن “النوايا سليمة”، والوسائل والتنفيذ فيهم إشكاليات وسلوكيات منحرفة ومخالفة للعقيدة الإسلامية.. {لا إكراه في الدين}، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وأريد أن أطرح عليكم بعض الأسئلة العقائدية والسياسية لتناقشوا أنفسكم ابتداء، وتفتحوا الحوار مع بقية الذين تفترضون أنهم كفار أو مرتدون، ومن المذاهب الخمسة جميعاً:

- هل يتساوى دخول الإسلام مع الخروج منه، بما يعني أن الكافر الأصلي يكفيه أن ينطق بالشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ليصبح مسلماً، ويكفي النطق الظاهري {لا يعلم الغيب إلا الله} فيحرم ماله وعرضه ودمه؟ فكيف تكفّرون مسلماً من المذاهب الأربعة التي تعتقدون بها، بالإضافة إلى المذهب الشيعي الخامس بمجرد أنكم تختلفون معه سياسياً، حيث يكفّر بعضكم حركة “النهضة” في تونس، والشيخ راشد الغنوشي وحركة “الإخوان المسلمين”، والرئيس المصري، وكذلك علماء من أهل السنة والجماعة، وهم ممن يؤمن بكل معتقداتكم العقائدية والفقهية وغيرها ممن تنادون به؟ فمن أجاز لكم تكفير المسلم الذي يصلي ويصوم وينطق بالشهادتين؟ وعلى أي مستند شرعي تبنون فتاويكم؟

- كيف تُجيزون تفجير “بيوت الله” التي يؤدي الصلاة فيها مشايخ ومسلمون من أهل السنة والجماعة، وتفجّرون السيارات في الأسواق، وتقتلون الأبرياء، وأنتم تعرفون أن {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}.. وبعض مشايخكم أفتى بحرمة العمليات الانتحارية ضد المحتلين الصهاينة في فلسطين؟!

- أنتم تمثّلون في جثة من تحسبوه عدواً لكم، وتذبحونه وتعلقون رأسه على المئذنة، أو تَلهون بها أو ترموه من الأعلى أو تجرونه في الأسواق، وأنتم تدعون أنكم تتبعون السنة الشريفة والسلف الصالح، ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: “إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور”، وقد أُتي للخليفة أبي بكر (رضي الله عنه) برأس فقال: بغيتم.. لا يؤتى بجيفة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فهل أنتم من أتباع رسول الله وخلفائه الراشدين، أم تفترون عليهم بأفعالكم وترتكبون معصية ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أمر به الله سبحانه: {ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا}، {ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله}؟

- بعض مشايخكم أفتى بفتاوى “جهاد النكاح”، ونحن نسألكم: هل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء من بعده نشروا الإسلام بواسطة “جهادالنكاح”؟ وعلى أي شيء استندتم لتكون “الصدور والشهوة” وسيلة للإصلاح والتغيير وتحرير المستضعفين، أم أن ما قامت به وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبني ليفني، بأنها أخذت الإذن من بعض الحاخامات في “إسرائيل” لإقامة علاقة غير شرعية مع بعض الزعماء العرب لتأمين مصالح “إسرائيل”، فقمتم باتباعها والعمل بـ”فتواها” وسلكتم طريقها وخالفتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الصالح؟

- قال مشايخكم إن الأفضل هو “تنظيف” ساحات المسلمين وإسقاط الأنظمة وقتل المخالفين قبل التوجه لقتال العدو “الإسرائيلي” وتحرير القدس، وحرّموا المظاهرات ضد الملوك والأمراء والصهاينة رفضاً لحصار غزة، لكن الأولى قتال العدو المحتل قبل قتال الأخ المسلم “المشتبه” بضلاله أو اتباعه البدعة و”الذمي” المسالم، وقال الإمام علي رضي الله عنه بعد الحرب بينه وبين معاوية: “والله لو فعلها الأصفر لوضعت يدي بيد معاوية”.. ونسألكم منذ أن بدأت جماعات التكفير والهجرة في مصر في الثمانينات والجماعات السلفية في الجزائر في التسعينات، وقبلهما “الإخوان” في سورية في الثمانينات، وبعدها في أفغانستان والعراق، والآن في مصر وتونس وليبيا وغيرها.. هل أطلقتم رصاصة واحدة على جندي “إسرائيلي” أو أميركي محتل؟

فعلى الأقل ساووا في القتل بين من تقتلون من المسلمين وبين أعدائنا وأعدائكم من الصهاينة والمستعمرين، وإلا لن تبقى أمة أو أوطان ولا جيوش ولا ثروات حتى تستطيع قتال المحتلين وتحرير فلسطين والمقدسات.. وللكلام بقية.

الثبات



رسالة الى الجماعات السلفية 2



الخميس‏، 18‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

د.نسيب حطيط
استكمالاً لما بدأناه في الرسالة الأولى من حوارنا ونصيحتنا للأخوة في الجماعات السلفية، وتنفيذاً للأمر الإلهي بضرورة حقن الدماء وبيان الحق من الباطل {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}، نذكركم بتاريخ أميركا مع أسلافكم الذين تعاملوا معها:

- ألستم ضحايا الاستخبارات الأميركية في أفغانستان؟ ألا تتذكرون ما فعلت أميركا بالمجاهدين في أفغانستان الذين قاتلوا الاتحاد السوفياتي؟ لقد دربتهم ومولتهم لقتال السوفيات مستغلة نوايا المجاهدين وحاجاتهم إلى الدعم لتحرير أفغانستان، وبعد انسحاب السوفيات اخترع الأميركيون “حركة طالبان” بالتعاون مع المخابرات الباكستانية، التي اغتالت قادة المجاهدين الذين حرروا أفغانستان (أحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني..)، وأبعدت قلب الدين حكمتيار وغيره، وعندما قضت على قادة المجاهدين، جاء الغزو الأميركي وحلف الناتو للقضاء على “طالبان”، بعدما أنجزت مهمتها ولم تعد حاجة أو وسيلة للأميركيين، وما زال الأميركيون يقتلون المدنيين الأبرياء والعسكريين من “طالبان” .

- أنَسيتم ما فعلت أميركا بصدام بعدما حرضته لغزو إيران والكويت، ثم غزت العراق وقتلته، ثم جاءت بـ”القاعدة” للتخريب، وأسست لجان “الصحوة” للقضاء على “القاعدة” وأخواتها، بعد انتقاء المهمة وانتهاء الصلاحية؟ هكذا ستفعل بكم في سورية؛ ستقاتل بكم ضد هذا النظام “المتمرّد” على السياسة الأميركية، وفي حال سقوطه، ستأتي بمن يقتلكم ويطاردكم لتفروا إلى ساحة جديدة في روسيا وإيران.. فأنتم ضحايا وأدوات ولستم حلفاء، وتظنون أنكم تقاتلون في سبيل الله والحقيقة!

لقد تظاهرتم ضد السُّياح الإيرانيين في مصر، وهم من المسلمين الشيعة، لأنكم تتهمونهم بالكفر والضلال، فيما ترحّبون بالسياح “الإسرائيليين” في مصر ولم تهاجموا السفارة “الإسرائيلية”، ولا الوفود الرسمية أو مسؤولي الموساد، فإذا كان الصهاينة أصحاب كتاب كما تدّعون، فقد احتلوا القدس وهجّروا الفلسطينيين من أهل “السُّنة والجماعة”.. أفليسوا ظالمين ومحتلين حتى تتظاهروا ضدهم إذا كنتم مسلمين حقاً وتقاتلون الباطل والظلم؟ وكيف تحرقون كنائس المسيحيين الأقباط وهم إخوانكم في الوطن وأهل كتاب؟ ولماذا تُحلّلون سفك دمائهم؟

ترفضون تقليد أئمة المذاهب الأربعة، وتعتبرونه ضلالاً وكُفراً ومخالفة للآية الكريمة: {الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أولياء من دون الله}، وتعتبرون أن أتباعهم يعبدونهم من دون الله، وبالتالي تصلون إلى حدّ تكفيرهم، مع أنهم مسلمون اجتهدوا وتفقّهوا وبيّنوا للعامة من الناس أمور دينهم، وإذا كان ما تتهمونهم به صحيحاً، ألا تقلّدون أنتم مشايخكم “السلفيين”، الذين يُصدرون الفتاوى المخالفة لشرع الله؛ من “جهاد النكاح” أو “إرضاع الكبير” أو الذبح، فترتكبون المعصية مرتين، أولاً عند تقليد مشايخكم وعبادتهم وفق الآية الكريمة كما تدّعون، وثانياً بارتكاب ما حرم الله، كالزواج المتسلسل للمرأة دون انقضاء العدة المحددة بثلاثة أشهر، {وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ}؟

قال بعض مشايخ “الوهابية”، ومنهم الشيخ اللحيدان؛ رئيس المجلس الأعلى للقضاء: “في بلادنا تضعف روح الإسلام، ويخف سلطانه على النفوس عند المتعلمين، ويتسع هذا الضعف بقدر ما يتسع التعليم وتنتشر المدارس”، ويقول سبحانه وتعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، ويقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.. فهل تتّبعون الله ورسوله أو تتّبعون اللحيدان؟

يقول عبد الله بن حميد: “إن سبب الجهل بالدين يعود إلى هذه الفنون المعوّقة، كالرسم والأشغال والرياضة البدنية والألعاب الأخرى”، وورد عن السلف الصالح: “علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، فأيهما نصدّق: السلف الصالح أم بن حميد؟ ويقول بن حميد: “أفلح كل مسلم لا يُدخل ابنته أو أخته في المدارس”! ويقول الله سبحانه: {وتفكروا يا أولي الألباب}.

إنكم تقاتلون في سبيل أميركا و”إسرائيل” وأتباعهما من المستعمرين أو المستعربين من الملوك والأمراء، وستكونون من الأخسرين أعمالاً الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، ولذا نشفق على دمائكم ودمائنا، وندعوكم لأن تستيقظوا وتتبيّنوا الرشد من الغيّ.
 Top of Form
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments:

Post a Comment