عن حزب الله الذي منع السنة من قتال اسرائيل
عن حزب الله الذي منع السنة من قتال اسرائيل
في الثاني من حزيران يونيو ألفين وستة هاجم زعيم التكفيريين في العراق أبو مصعب الزرقاوي حزب الله والشيعة، واتهمهم بأنهم أصبحوا غطاء يمنع المجاهدين السنة من قتال إسرائيل، ترى لو أخبرت حوريات السماء الزرقاوي اليوم أن أتباعه يقاتلون الجيش السوري في القنيطرة بحماية إسرائيل فما الذي سيقوله؟
ولو عرف أن تنظيم القاعدة في العراق يعسكر في شبعا اللبنانية على حدود فلسطين وسورية ولكنه لا يهاجم الاحتلال، بل يتعاون معه للمرور عبر مواقع الإسرائيليين لمهاجمة الجيش العربي السوري، ثم يذهب جرحى القاعدة إلى فلسطين المحتلة للطبابة، لو عرف الزرقاوي ذلك فهل كان سيقول مقولته تلك؟!
الأميركيون واستخدام المذهبية لحماية إسرائيل
لا يمكن لمستعمر أن يخترع في نفوسنا الغرائز، ولكنه يستطيع استخدام الموجود وإحياء الميت وتجديد التراث، تاريخنا دموي في جزئيته المذهبية، ورواسب الحقد الطائفي ليست ابنة السياسة الأميركية، ولكن الأميركيين عرفوا كيف يصعدونها في نفوس من لم يسمع بها من قبل فأصبحت الأجيال الجديدة في القرن الحادي والعشرين شبيهة بأولئك الذين قتلو عثمانا وعليا وعمر والحسين، وأصبحت قياداته نسخا عن الجزار الحجاج بن يوسف الثقفي.
بعيد الانسحاب الصهيوني الأول من جنوب لبنان، تدارس الباحثون في المنظمات المعنية بالدراسات في الغرب وفي الكيان الصهيوني أمر المقاومة في لبنان للوصول إلى أجوبة على سؤال كبير كان مطروحا على الإسرائيليين : ماذا بعد ...؟
اتخذ هذا السؤال أبعاده الوجودية بعد العام 2000 ثم صار هاجسا ملحا بعد حرب تموز صيف العام 2006، ولم يتأخر الجواب.
لم تذهب دماء ميشال سورا هدرا، ولا ضاعت جهود المستشرقين الغربيين سدى، فهؤلاء أتوا إلى بلادنا لدراستنا وأكملوا مهمتهم على كافة المستويات، فدراساتهم للشرق ولأهله ولأنماط جمعية لشخصيات شعوبه وضعت الأساس العلمي لمواجهة خطر تحول حزب الله اللبناني إلى نموذج تحتذي الشعوب العربية به وبخطواته المقاومة. تلك الأمة العربية المهزومة دائما أمام الغرب! وحتى حين تنتصر كانت تحتاج لنموذج منتصر وقد حصلت عليه وهو ما خشيت منه أميركا وأرعب إسرائيل.
نقطة ضعف حزب الله أنه شيعي، وحرصه على شيعيته بديهي، ولكنه يشكل في المعنى الاستراتيجي النافذة التي يطل منها الغربيون على سلاح يحاربون به النموذج لا الحزب الأصلي فقط.
الشيعة أقلية بين المسلمين، ولا يشكلون بالنسبة للعرب سوى أقل من عشرة بالمئة من تعدادهم، وهم موجودون بشكل فاعل في بلدان عربية قليلة، هي لبنان والعراق والبحرين والكويت والسعودية. أي أنهم بهذا المعنى لا يشكلون أي خطر على الأمة العربية ولا على دولها المتفرقة، هذا إذا ما سلمنا بان التنوع المذهبي في أي بلد خطر على أغلبيته الدينية أو المذهبية أو الإثنية.
كان شمعون بيريز سباقا في رؤيته لحل يدرأ الخطر المتصاعد من نموذج المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله ومن خلفها إيران. إذ لا شيء في إيران الثورة الإسلامية يخيف أميركا قدر ما مثّله مشهد إنزال العلم الإسرائيلي عن سفارة الكيان في طهران واستبداله بعلم فلسطين.
قال شمعون بيريز في كتابه عن الشرق الأوسط الكبير : " التحالف الاقتصادي هو الطريق لحل المشاكل في الشرق الأوسط (ص 80 طبعة 1994)".
ثم طور بيريز خطابه التصالحي مع العرب، والمبني على فكرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط الكبيرفصار يردد خطابه المعروف في عشرات المناسبات:
"التحالف السني العربي المعتدل مع إسرائيل ضد الخطر الأصولي الذي يجذب مليار مسلم وتغذيه إيران سيمنع الخطر عن الطرفين (سنة العرب والصهاينة)، وهي الطريقة الوحيدة لإحلال السلام الدائم في الشرق الاوسط"!!
أساس التفكير الذي وضعه بيريز ليس جديدا، فقد تبناه عبدالله الاردني وحفيده الحسين من بعده، ولكن الجديد هو توجيهه ضد طرف ثالث وتبنيه من قبل الحكومات كسياسة احتواء لخطر النموذج المقاوم الذي انتقل من لبنان إلى فلسطين بالعدوى الثقافية الرافضة للخوف والمؤمنة بالقدرة على الانتصار، فأصبح هذا التوجيه على رأس استراتيجيات حرب ناعمة أميركية، تشمل خوض معارك إعلامية وترويجية ونفسية بأدوات دول عظمى في الإعلام والتجنيد، كما هي أميركا العظمى بالعسكر والمال والسياسة.
وضعت الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب نصب عينيها قضية احتواء العقل المقاوم كهدف أول للحرب الناعمة على شعوب الشرق، كانت أولى الخطوات إشعال جذوة المذهبية السنية ضد الحالة المقاومة الشيعية، فكانت السياسة الأميركية في العراق مصداق لما نظّر له الباحثون عن التناقض التاريخي السني الشيعي القادر على تحويل القدوة إلى شيطان.
البند الثاني في الاستراتيجية الاميركية
تلميع نماذج مهادنة مع إسرائيل ولها صبغة إسلامية (مثل حزب الله) ولكنها مناقضة له مذهبيا، فحاولوا مع حماس ولم ينجحوا حتى العام 2012 حين اصطفت الأخيرة مع تنظيمها الأم (الإخوان المسلمون) في حلف جديد مع السياسات الأميركية علنا ومع الإسرائيلية ضمنا، ولو من باب المهادنة الفعلية والتحرش الكلامي. من هذا المنطلق وجدت الولايات المتحدة ضالتها النموذجية في رجب طيب أردوغان وحزبه الذي يحمل راية إسلامية ويقبل جيرة إسرائيل ومستعد للتحالف معها.
إذن.. في مقابل صور السيد نصرالله المرفوعة في القاهرة عام 2006، نجحت السياسات الأميركية المنظمة والمدروسة والممولة جيدا بتسخير الإعلام العربي بكافة أنواعه لتسويق نموذج يحتذى به عن الزعيم المنتظر، ووضعت للرجل صورة في العقل الباطن للجماهير، تعيد صورة الفاتحين المسلمين الأوائل إلى أذهان المنهزمين. وهكذا صار السلطان رجب طيب أردوغان هو النموذج البطولي، وليس حسن نصر الله الذي أعلنها صريحة في العام 2006:
لا أريد أن أكون زعيما عربيا! (ولو توفرت الظروف الموضوعية والإمكانيات الترويجية ولو خصص سماحته لكل بلد عربي متابعات تراتبية دقيقة لشؤونه لنال ولاء شعوب تلك البلاد، وخاصة لو أنه أعلن عن حائط نفسي يسد به ذرائع مكفري الشيعة من مثل إعلان صريح عن عقائده الشخصية الرافضة لكل ما يدين به الوهابيون الشيعة من خرافات وتلفيقات، ولو حصل ذلك وجرى تنسيق وترتيب فريق متخصص في التسويق والترويج والتخطيط لترسيخ تلك الزعامة العربية، لكانت الحرب المذهبية التي تشنها الولايات المتحدة أصعب على الأميركيين من السهولة التي نفذوها بها. كسب سماحة السيد نصر الله زعامته العربية بانتصاره العظيم على الجيش الصهيوني ولكنه خسرها بجهد أميركي منظم ما كان لينجح لولا أنه لعب في الملاعب العربية الشعبية وحده دون خصم أو حكم).
في المقابل، تصاعدت الجهود الأميركية التي سخرت العربان لخدمتها، فنجحوا بجهدهم الجماعي وبتقاعس أعدائهم وقصورهم عن مجاراة الأميركيين في سرعة اختراقهم للعقل العربي الجماعي بالدعاية المذهبية. هكذا حتى دخلت سورية في طور المخاض التاريخي نحو الأزمة الحالية، فتحولت صورة المقاومة اللبنانية إلى الضحية الأولى على مذبح الطائفيين المذهبيين في سورية.
لم يتعلق شعب عربي بالسيد حسن نصر الله كما تعلق به الشعب السوري، ومع بداية الأزمة تكثفت الحملة الإعلامية المدعومة أمريكيا، لا لمحاربة النظام فقط، بل ولشيطنة حزب الله أيضا، هكذا تحولت المقاومة من نموذج حضاري يرغب العرب شعبيا في الحذو حذوه في مقاتلة إسرائيل ، لتصبح هذه المقاومة بفعل الإعلام الأمريكي روحا والعربي لسانا، شيطانا مذهبيا تنبغي محاربته.
النجاح نسبي ولكنه كبير، ورغم وجود نخب مدنية وعلمانية وعلمائية إسلامية لا تزال عصية على التدجين الأميركي، لكنها لا تمثل سوى أقل من ربع التيارات الشعبية الفاعلة في عموم البلاد العربية على أحسن تقدير.
ولو عرف أن تنظيم القاعدة في العراق يعسكر في شبعا اللبنانية على حدود فلسطين وسورية ولكنه لا يهاجم الاحتلال، بل يتعاون معه للمرور عبر مواقع الإسرائيليين لمهاجمة الجيش العربي السوري، ثم يذهب جرحى القاعدة إلى فلسطين المحتلة للطبابة، لو عرف الزرقاوي ذلك فهل كان سيقول مقولته تلك؟!
بعيد الانسحاب الصهيوني الأول من جنوب لبنان، تدارس الباحثون في المنظمات المعنية بالدراسات في الغرب وفي الكيان الصهيوني أمر المقاومة في لبنان للوصول إلى أجوبة على سؤال كبير كان مطروحا على الإسرائيليين : ماذا بعد ...؟
اتخذ هذا السؤال أبعاده الوجودية بعد العام 2000 ثم صار هاجسا ملحا بعد حرب تموز صيف العام 2006، ولم يتأخر الجواب.
لم تذهب دماء ميشال سورا هدرا، ولا ضاعت جهود المستشرقين الغربيين سدى، فهؤلاء أتوا إلى بلادنا لدراستنا وأكملوا مهمتهم على كافة المستويات، فدراساتهم للشرق ولأهله ولأنماط جمعية لشخصيات شعوبه وضعت الأساس العلمي لمواجهة خطر تحول حزب الله اللبناني إلى نموذج تحتذي الشعوب العربية به وبخطواته المقاومة. تلك الأمة العربية المهزومة دائما أمام الغرب! وحتى حين تنتصر كانت تحتاج لنموذج منتصر وقد حصلت عليه وهو ما خشيت منه أميركا وأرعب إسرائيل.
نقطة ضعف حزب الله أنه شيعي، وحرصه على شيعيته بديهي، ولكنه يشكل في المعنى الاستراتيجي النافذة التي يطل منها الغربيون على سلاح يحاربون به النموذج لا الحزب الأصلي فقط.
الشيعة أقلية بين المسلمين، ولا يشكلون بالنسبة للعرب سوى أقل من عشرة بالمئة من تعدادهم، وهم موجودون بشكل فاعل في بلدان عربية قليلة، هي لبنان والعراق والبحرين والكويت والسعودية. أي أنهم بهذا المعنى لا يشكلون أي خطر على الأمة العربية ولا على دولها المتفرقة، هذا إذا ما سلمنا بان التنوع المذهبي في أي بلد خطر على أغلبيته الدينية أو المذهبية أو الإثنية.
كان شمعون بيريز سباقا في رؤيته لحل يدرأ الخطر المتصاعد من نموذج المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله ومن خلفها إيران. إذ لا شيء في إيران الثورة الإسلامية يخيف أميركا قدر ما مثّله مشهد إنزال العلم الإسرائيلي عن سفارة الكيان في طهران واستبداله بعلم فلسطين.
قال شمعون بيريز في كتابه عن الشرق الأوسط الكبير : " التحالف الاقتصادي هو الطريق لحل المشاكل في الشرق الأوسط (ص 80 طبعة 1994)".
ثم طور بيريز خطابه التصالحي مع العرب، والمبني على فكرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط الكبيرفصار يردد خطابه المعروف في عشرات المناسبات:
"التحالف السني العربي المعتدل مع إسرائيل ضد الخطر الأصولي الذي يجذب مليار مسلم وتغذيه إيران سيمنع الخطر عن الطرفين (سنة العرب والصهاينة)، وهي الطريقة الوحيدة لإحلال السلام الدائم في الشرق الاوسط"!!
أساس التفكير الذي وضعه بيريز ليس جديدا، فقد تبناه عبدالله الاردني وحفيده الحسين من بعده، ولكن الجديد هو توجيهه ضد طرف ثالث وتبنيه من قبل الحكومات كسياسة احتواء لخطر النموذج المقاوم الذي انتقل من لبنان إلى فلسطين بالعدوى الثقافية الرافضة للخوف والمؤمنة بالقدرة على الانتصار، فأصبح هذا التوجيه على رأس استراتيجيات حرب ناعمة أميركية، تشمل خوض معارك إعلامية وترويجية ونفسية بأدوات دول عظمى في الإعلام والتجنيد، كما هي أميركا العظمى بالعسكر والمال والسياسة.
البند الثاني في الاستراتيجية الاميركية
إذن.. في مقابل صور السيد نصرالله المرفوعة في القاهرة عام 2006، نجحت السياسات الأميركية المنظمة والمدروسة والممولة جيدا بتسخير الإعلام العربي بكافة أنواعه لتسويق نموذج يحتذى به عن الزعيم المنتظر، ووضعت للرجل صورة في العقل الباطن للجماهير، تعيد صورة الفاتحين المسلمين الأوائل إلى أذهان المنهزمين. وهكذا صار السلطان رجب طيب أردوغان هو النموذج البطولي، وليس حسن نصر الله الذي أعلنها صريحة في العام 2006:
لا أريد أن أكون زعيما عربيا! (ولو توفرت الظروف الموضوعية والإمكانيات الترويجية ولو خصص سماحته لكل بلد عربي متابعات تراتبية دقيقة لشؤونه لنال ولاء شعوب تلك البلاد، وخاصة لو أنه أعلن عن حائط نفسي يسد به ذرائع مكفري الشيعة من مثل إعلان صريح عن عقائده الشخصية الرافضة لكل ما يدين به الوهابيون الشيعة من خرافات وتلفيقات، ولو حصل ذلك وجرى تنسيق وترتيب فريق متخصص في التسويق والترويج والتخطيط لترسيخ تلك الزعامة العربية، لكانت الحرب المذهبية التي تشنها الولايات المتحدة أصعب على الأميركيين من السهولة التي نفذوها بها. كسب سماحة السيد نصر الله زعامته العربية بانتصاره العظيم على الجيش الصهيوني ولكنه خسرها بجهد أميركي منظم ما كان لينجح لولا أنه لعب في الملاعب العربية الشعبية وحده دون خصم أو حكم).
كيف نجح الاميركيون في شيطنة المقاومة في لبنان؟ ولماذا تأخر المقاومون في الرد على التحدي الأميركي؟
هناك ظروف موضوعية وتاريخية لا يمكن تجاوزها، فالتراث الإسلامي حقيقي وموجود ويزخر بتكفير الشيعة، وحزب الله وإيران شيعة ويفاخرون بذلك ولم يقوموا بخطوات تحصن شيعيتهم شعبيا عند السنة ولو من قبيل الدعاية الثقافية! وحتى لما قاموا ببعضها جاءت الأفعال متأخرة!!
نعم.. تأخرت إيران كثيرا في إصدار فتوى تحريم الإساءة إلى الصحابة!
تأخرت إيران حتى اللحظة في كشف حقيقة مع يشاع عن اضطهاد السنة في الجمهورية الإسلامية!
تأخر حزب الله وزعيمه في إصدار فتاوى أو قرارات حزبية تساير وتناغي العقل الباطن للسنة المعتدلين!
رفض حزب الله دعم وتأطير معارضة سنية فعالة للنفوذ الأميركي داخل التيارات الشعبية السنية في لبنان!
حِرص حزب الله على علاقاته مع التيارات الأصولية السنية، ورفْضه الاعتماد على العلمانيين لمواجهة المتطرفين! فلما وقعت الواقعة الأميركية المذهبية ضده في سورية انقلب الأصوليون على حزب الله وبقي المعتدلون والعلمانيون ضعافا لغياب الدعم الحقيقي والفاعل لتوجهاتهم داخل الطائفة السنية في بلادهم. لكن هذا أمر تداركه المقاومون أخيرا والحق يقال.. غير أنه جاء بعد فوات الأوان!
على سبيل المثال ما الذي يمنع تأطير كل المعارضين السنة للفتنة في تيار سياسي موحد وجامع في لبنان له ميزانية مناسبة ووسائل إعلام كافية لا تخضع لمزاج شيخ ضعيف الشخصية هنا أو حاج جاهل هناك؟
هل تدار الحروب الإعلامية بتسليم المقدرات الإعلامية للأشخاص أم للمؤسسات؟
ولماذا لا تملك مؤسسات المقاومة الإعلامية مراكز بحث إعلامي؟
وهل التدريب المناسب ينحصر في تعليم الأداء الصوتي والظهور أمام الكاميرا؟ ومن المسؤول عن تغييب التدريب والتخطيط الإعلامي النفسي عن قنوات المقاومة؟
قنوات عديدة تمولها محاور المقاومة ولكنها بالفعل هامشية وغير فاعلة؟ فهل تبدل الفاشلون الذين خسروا الحرب الإعلامية بآخرين؟ أم أن الفاشل مؤبد في منصبه؟
مثال آخر:
يجمع المفتي محمد رشيد قباني بين المصداقية في الدفاع عن السنة (حتى في وجه حزب الله) والمنادة بالوحدة بين الطوائف، فلماذا يتركونه وحده في مواجهة الوحش السعودي المتبني لتيار المستقبل في موجهة قباني؟
لدينا هنا مؤسسة دينية سنية تحتاج للدعم وللقوة التي تحمي بها نفسها، فمن قدم لها القوة والدعم ولو سرا من طرف المقاومين؟ معلوماتي أن الكلام الكثير لا يوقف المد السعودي داخل دار الإفتاء اللبناني، والمفتي قباني أعلن مواقفا تجب كل ما قاله من قبل، وهو صاحب دور شديد الخطورة، سواء وقف مع الفتنة أو ضدها، فلماذا لا يحميه تيار المقاومين في لبنان والمنطقة؟ ولماذا لا يساعده ولا يقدم له الإمكانيات الضرورية التي يحتاجها؟!
البند الثالث في الإستراتيجية الأميركية
إن البند الثالث لشيطنة حزب الله وتمكين التيار الأردوغاني من الصعود هو اختراق ساحتنا بالأداة الأخطر في الحروب الناعمة، وهي عملية تشكيل العقل الجمعي للأمة بما يناسب الهدف طويل الأمد للأميركييين والإسرائيليين.
كيف يشكلون وعينا؟!
إنهم بكل بساطة يستكملون دوائر الشيطنة:
أولا: شيطنة نموذج المقاومة عند العرب وعموم المسلمين.
ثانيا: شيطنة المقاومة عند حاضنتها الشعبية.
ثالثا: استيلاد تيار شعبي ليأخذ مكان المنافس أو البديل لتيار المقاومة شعبيا من خلال خلايا الثلج الأميركية .
الإستراتيجية الأميركية تخترق التيار الشعبي من خلال الإعلام، ومن خلال الإغراءات أيضا، ولكن هناك العمل الفردي الذي يجند (كما حبة الثلج) محيطه المباشر، فيعمق الأفكار المناهضة للمقاومة من خلال الزعم بتنبني فكر المقاومة، ومن ثم تتكاثر خلايا الثلج حول الشخص المجند المرتبط بالأميركيين والممول والموجه منهم. أما الأدوات فهي الكلام المباشر (من الفم إلى الأذن) والمدونات والكتابة والإشهار الشخصي وتحويل المجندين العاملين لحساب الأميركيين إلى أبطال في عيون شبابنا.
مثال: لاحقوا الناشطين المفترض أنهم ليسوا بعيدين عن دعم المقاومة، أولئك الذين يفتعلون بلا سبب مناسبات نضالية سخيفة وأسبابها تافهة، ولكنك ستجد تفاعلا إعلاميا معهم من كل الأطراف. وستجد شغفا شبابيا بهم، صفاتهم واضحة، يتحدثون بألسنتنا إلى أن يصبحوا رموزا شعبية، وعندها تجمع الإستراتيجية الأميركية هؤلاء ليتكتلوا في حزب، وحينها سترون حركة السادس من إبريل اللبنانية، والتي سبق وجمعت في مصر آلاف الناشطين المرتبطين بالأميركيين فكوّنوا حزبا هو الثاني في الحجم بعد الإخوان المسلمين (ثلاثة أرباع المليون عدد مناصري الحركة في مصر).
ومن أخطر بنود الإستراتيجية الأميركية:
تفاصل دقيقة ويومية تتكامل فقراتها بين الإعلام والإشاعة والكتاب وخطب الشيوخ والنشر الالكتروني، ومن أمثلتها تلك المزاعم التي باتت تملأ الدنيا العربية والإسلامية من قبيل: الشيعة أخطر من اليهود ويريدون تدمير الإسلام!! ورغم سخافة هذه المقولة، ولان الفضائيات الدينية ترددها دائما ومن دون أي إثبات، فقد أصبحت لازمة عقلية يصدقها مئات ملايين المسلمين حول العالم ولا عزاء للفاشلين إعلاميا.
وإليكم المثل الآتي: شن شيخ وهابي في مصر يدعى السرجاني حملة كلفته ملايين الدولارات تحت عناوين فهم التاريخ، وحين تقرأ ما نشره ترى فيه تزويرا للتاريخ الجديد وكذبا وافتراءا من قبيل قوله أن حزب الله قاتل إسرائيل بالاتفاق معها، وهزمها بموافقتها، ليصبح في موضع البطل في عيون العرب فيتبعون الشيعة!!
جنون واستغباء.. ولكن ضخامة الحملة التي شنها السرجاني جعلته نجم العالم العربي، حتى أن قناة المستقبل الفضائية اعتمدته في ليال رمضانية خلال الأعوام السابقة كمتحدث ديني رئيسي في وقت السحر (ثم يسأل المقاومون انفسهم لماذا خسرنا قاعدتنا الشعبية وأنصارنا في الشارع السني؟!!).
أسطورة أخرى تروج لها الإستراتيجية الأميركية من خلال أدواتها الدينية، سواء الوهابية أو الطائفية:
حزب الله منع السنة من قتال إسرائيل حتى تبقى المقاومة مرتبطة حصريا به!!
جنون آخر وكذب وافتراء وتزوير للوقائع التي لم يمضي على حصولها وقت طويل.
في الوقائع الحالية يسيطر الجيش الحر وجبهة النصرة السورية وتيار المستقبل اللبناني والوهابيون اللبنانيون المسمون بالجهاديين على أهم محور للمقاومة في جنوب لبنان، وهو محور العرقوب. هذه المنطقة التي عرفت في السبعينيات بفتح لاند تعج بمقاتلي المعارضة السورية وبمرتزقة الناتو، ومع ذلك لم يطلق هؤلاء ولا وهابيو لبنان ولا جهاديو العرب طلقة واحدة على الجيش الصهيوني من تلك المنطقة، لا بل إنهم متحالفون مع القوات الصهيونية التي تحتل الجولان وتسمح لمقاتلين سوريين ولبنانيين بالانتقال من لبنان عبر شبعا إلى الجولان المحتل ومنه إلى الأراضي السورية المحررة لمهاجمة قرية الحضر الدرزية في القنيطرة!!
أمر آخر يكذب الأسطورة الأميركية التي تبناها طائفيون سنة ووهابيون عملاء:
سيطرت قوات الإخوان المسلمين اللبنانيين بين عامي 1985 و2000 على محاور قتالية شرق صيدا تواجه إسرائيل وعملائها في جزين، هل سمعتم يوما بقتال على تلك الجبهات؟ هل منع حزب الله السنة في الإخوان المسلمين (الجماعة الإسلامية) من إطلاق النيران على العملاء وعلى الإسرائيليين؟!
أساطير أسست لتحقق أمريكا أهدافها مجانا، وقد حصل ذلك بالفعل، والسبب لان فريق الأميركيين الإعلامي يقاتل في مواجهة مرمى شبه فارغ لا يحرسه المقاومون جيدا .
عربي برس
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog
No comments:
Post a Comment