معركة الانتصار التام بدأت والقرارات ستصدر تباعاً والتقدم نحو المناطق المتوترة بدأ .. قراءة استراتيجية ومعلومات موثقة مع السيد نون | |
دام برس – اياد الجاجة :
من المؤكد ان امريكا قامت بتنفيذ خططها والاستفادة من الاخطاء وتطويرها ابتداءً من حركة "ليش فاليسا" اليهودي في بولونيا حيث اطاحة هذه الحركة بالحكم الشيوعي ونصبت شخص لا يجيد القراءة ولا الكتابة رئيسا للبلاد وتابعت امريكا مخططها عبر تقسيم يوغوسلافيا وأيضا في اوكرانيا وما يسمى بالثورة البرتقالية وصولا الى لبنان فتونس ومصر واليمن وهي الان في سوريا.
كيف تنفذ المخططات في سوريا: كان من المفترض ان تسقط سوريا خلال ثلاثة اشهر ويتم الانتقال بعدها الى ايران وروسيا والصين بالتدريج لذلك تم تجهيز حوالي 250 الف مرتزق معظمهم من دول اوروبا الشرقية حيث درب هؤلاء بحيث يقودوا العمليات وأردف هؤلاء بكل من يحتاج الى عمل ويقرر السفر الى الخليج اوالى لبنان او الى العراق و تقوم شركات مختصة تحت مسمى الجمعيات الخيرية بالاهتمام بهؤلاء وتحويلهم من حيث لا يدرون الى مرتزقة يحملون السلاح والمتفجرات مع مرور الايام . فشلت المخططات ولم تسقط سوريا فتحول المخطط وأصبحت سوريا هي نهاية المخطط وليس مرحلة منه وزج بكامل الادوات وأصبح ما هو موجود بتصرف العمليات اعداد تفوق التوقع بدأت بمئات الالاف وبعد ذلك اصبحت بالملايين . نعم بالملايين ولكي لا يحتج علينا محتج سأذكركم بما كتبته منذ حوالي سنة ونصف حيث ذكرت وقتها ان ما يوجد في سوريا حوالي 7 ملايين قطعة سلاح وان الاموال التي صرفت تجاوزت مئات المليارات ووقتها استغرب الناس هذا العدد واعتبروه تهويلا والآن يجمع الجميع على ذلك وأتذكر انني قدمت تقريرا مفصلا يتضمن نوعية المرتزقة ايضا وأعدادهم ولكن التضليل الذي كان يسيطر على السمع والنظر جعل القارئ يعتبر ان ذلك مبالغة لا تصدق . اعود الان للقول ان امريكا جندت الملايين لتنفيذ مخططاتها وكان من المقرر ان يكون هذا المخطط زاحفا يصل الى سور الصين ولكن الفشل الذريع في سوريا جعل الامريكيين يضاعفون ادواتهم ويعتبرون ان نهاية المخطط سوريا لذلك اجتمعت كل ادواتهم وبكثافة كبيرة جدا وبتنوع كبير للأهداف وللقيادات حيث اجتمع كل عتاة الاستعمار والتخلف معا ضد سوريا. الاهداف الرئيسية للأمريكيين: من المعروف ان امريكا انسحبت من المنطقة وخططت للانسحاب منذ بداية الغزو على افغانستان والعراق مع بداية هذا القرن وكانت تعتبر ان الانسحاب هو شكليا كون اسرائيل ستشغل مكان امريكا ووقتها كانت امريكا متأكدة من الانتصار ومن تفكك العالم حسب مخططها لدرجة انها رفضت ان تعطي اوروبا شيئا وكانت تعول على اسرائيل فقط معتبرة ان الدول الاخرى ستفكك وان اوروبا تشكل خطرا اقتصاديا لأنها اعتبرت ان مصادر الطاقة اصبحت بيدها وان الصين ستتعثر وان روسيا لن تستطيع استخراج الغاز والنفط لأن نفط وغاز الخليج والعراق المسيطر عليه بالإضافة الى سوريا هو ارخص بكثير من كلفته في روسيا . هكذا خططت امريكا وهكذا بنت الانتصار ، لذلك نجدها الان متورطة لدرجة كبيرة جدا فلاهي قادرة على التقدم ولاهي قادرة على الصمود وتراجعها من المنطقة اصبح خطرا عليها وعلى اتباعها فقد بدأت مرحلة لم تحسب لها حساب وهو الكشف الكامل للمخطط والتصدي بقوة له من قبل كل الدول المستهدفة .
لمــــــــاذا لا تجرؤ امريكا على البدء بالتدخل المباشر:
عندما يطلع الباحث على القوى العظمى والإمكانيات الهائلة التي زجت في الحرب على سوريا يتفهم خيبة الامل الامريكية وأذيالها ، وليس سرا ان امريكا قد باعت واشترت قادة عسكريين كبار وكذلك ضباطا ومقرات تنصت وسيطرة وأسلحة بكميات كبيرة وكانت تضع تحت تصرف المسلحين ارقام مالية خيالية فقد تم دفع اموالا مرعبة بكثرتها قبل بدء التحرك فقد ثبت بالدليل ان شركات متعددة الجنسيات قد وقعت عقود شراء ودفعت اموالا بمعدل 50 الف دولار لكل بيت في مناطق التوتر والاضطرابات وقد خولت المسلحين بفتح الجدران وإزالتها تحت مسميات الترميم وان اصحاب هذه المنازل قبضوا اموالهم بالكامل ومن ثم تم اجبارهم بالتبرع بقسم منها ولنأخذ مثالا داريا فقد ثبت ان بيوتها بيعت بالكامل كما حمص القديمة الى شركة الديار القطرية التي فوضت مجموعة من المكاتب العقارية بدفع اثمان هذه البيوت ،فداريا مثلا فيها حوالي 60000 بيت كل بيت تم دفع مبلغ 75000 دولار ثمنا له من قبل شركة الديار القطرية يعني بكل بساطة ان تمرد ومعركة داريا تم دفع مليارات الدولار ثمنا له بالإضافة الى ثمن الاسلحة والمسلحين وأيضا في بقية المناطق.
ليس غريبا الان الجزم وبالتأكيد ان الحرب التي خاضتها امريكا على سوريا كلفتها حتى الان اكثر من 2 تريليون دولار وهذا يعني ان الخسارة هائلة ولا ننسى ان ما يدفعه القطري والسعودي كان بطبيعة الحال سيذهب الى الخزينة الامريكية لأن عرب البعير لا يحق لهم امتلاك إلا الشيكات وتنفيذ اوامر الصرف الموقعة من قبل الامريكي. هذه النتائج ترعب الامريكي وتجعله يفكر مئات المرات بضرب سوريا ولكن ما هي النتائج المتوقعة. بكل بساطة اكد اوباما وحسب تقارير سربتها الصحافة الاسرائيلية لنتنياهو بان سوريا قادة على افشال اي هجوم صاروخي او جوي مهما بلغ وقال اوباما حرفيا لقد اعطى الدب الروسي خيرة اسلحته لسوريا واي حرب ستقع يعني ان المهجرين الاسرائيليين لن يجدوا سفينة تنقلهم الى اوروبا. ولنكن واقعيين امريكا تملك قوى رهيبة وإسرائيل ايضا ولكن هؤلاء مهما بلغوا من قوة فلن يحققوا انتصارا على سوريا قد يدمروا ويقتلوا ولكن كما قال الاسد الخالد : ان اسرائيل وامريكا قادرة على تدمير سوريا عشر مرات ولكننا نحن قادرون على تدمير اسرائيل مرة واحدة على الاقل وهذا يكفي. الوضع الميداني: كثيرا ما نكتب عن الوضع الميداني ولكن في الحقيقة الوضع الميداني لا يقاس بالمناطق فهو متعدد المناطق وهناك حوالي 2000 نقطة اشتباك وعندما تذكر منطقة ويتم نسيان البقية فهذا ليس حقيقة ما يجري وسأسوق مثالا على ذلك ما جرى في ادلب منذ ثلاثة ايام . ففي ادلب حاولت جبهة النصرة والجيش الكر الهجوم على ادلب من عدة جهات وكانت النتيجة مقتل ما لا يقل عن 4000 مرتزق وهذا الرقم مؤكد مئة بالمئة ويمكن لمن لديه صديق في ادلب التأكد من ذلك مثلا هذا النبأ لم يذكر إلا كما تذكر نقطة تم فيها خسارة 4 شهداء ويتم القياس بمبدأ تم تصفية الحاجز الفلاني وتم صد هجوم للمسلحين في ادلب . اذا نحن امام انتصارات حقيقية وأيضا امام اخفاقات في مناطق متعددة ولكنها بالمقارنة قليلة جدا ولا تذكر والأرض لنا والانتصار تحقق. معركة الانتصار التام بدأت منذ لحظات فالقرارات ستصدر تباعا والتقدم نحو المناطق المتوترة بدأ. سوريا تحمل شعلة النور فهي الشمس عبر التاريخ وخفافيش الظلام تبدأ بالهروب مع اشراقة هذه الشمس ،سوريا الحبيبة عليك السلام ومنك نستمد الحب والعطاء . |
معركة انتصار سورية بدأت .. والمفاجآت تنتظر أعداءها
أحمد زين
الدين
اعترف المرصد السوري المعارض، أن 2074 قتيلاً من المجموعات المسلحة سقطوا في شهر آذار الماضي على يد القوات المسلحة السورية، ومن ضمن الاعترافات، أن ربع القتلى هم من جنسيات غير سورية، أي أن هناك نحو 520 قتيلاً من جنسيات متعددة، كما اعترف هذا المرصد أن هناك قتلى غير معروفي الجنسية،
وفي ذلك إشارة واضحة، إلى ارتفاع أعداد المرتزقة في صفوف المسلحين، الذين قد لا يوجد من يطالب بهم أو يعترف بهم، وهو نمط أميركي في حروب واشنطن على الدول والشعوب، حيث لا تعترف الإدارات الأميركية المتعاقبة، بأعداد قتلى الجيش الأميركي الحقيقيين، وتكتفي بذكر من له عائلة أو أهل في الولايات المتحدة يطالبون به، حيث تشير معلومات إلى أن عدد القتلى الأميركيين في العراق تجاوز العشرين ألفاً، في وقت لم تشر أرقام البنتاغون سوى إلى خمسة آلاف قتيل.
وعلى هذا النحو، كان الحال في فيتنام، حيث الاعتراف الأميركي بأعداد القتلى لم يتجاوز العشرة آلاف قتيل، بينما الوقائع كانت تشير إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 50 ألفاً ومئة ألف قتيل عند هزيمتهم في العام 1974.
ويتضح من الوقائع الميدانية في الحرب على سورية، كما يوضح خبير استراتيجي، أن مختلف أنواع الأسلحة، ومختلف أنواع العصابات المسلحة قد تم استعمالها في بلاد الأمويين، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، بحيث توقف المراقبون كما أشارات وكالات الأنباء العالمية، عند عبارة وردت في بيان مدعي عام ولاية فرجينيا؛ نيل ماك ومكتب التحقيقات الاتحادي حول اعتقال الجندي الأميركي السابق أريك هارون لدى عودته إلى الولايات المتحدة من سورية، حيث كان يقاتل في صفوف المجموعات المسلحة، وتحديداً في صفوف “جبهة النصرة”، فيقول المدعي العام ماك: “إن هارون يواجه السجن مدى الحياة إذا أدين باستخدام أسلحة دمار شامل مع منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة”.
المدعي العام أحجم عن تقديم أي تفاصيل بشأن هذه الفقرة من الاتهام، مما طرح تساؤلات كثيرة حول علاقة المرتزق الأميركي، بإطلاق صاروخ كيميائي في محافظة حلب وأدى إلى سفك دم أبرياء، بالإضافة إلى أسئلة عديدة حول من جنده، ومن دفع له الأموال الطائلة، ومن أرسله إلى سورية؟
بأي حال، فإن كل التطورات والوقائع الميدانية، ورغم شراسة الهجمة على سورية، فإنها لم تفلح في كسر الجيش العربي السوري، الذي استطاع بسرعة مذهلة أن يستوعب الدروس والعبر ويستخلص النتائج، جراء تأقلمه مع هذه الحروب، فكان دوماً يستعيد زمام المبادرة في الميدان، ويباشر في حرب تطهير سورية من المرتزقة وفلول المجموعات المسلحة، التي أفضت حسب الخبير الاستراتيجي إلى وقائع ميدانية جديدة، أخذت تفرض ثقلها على المسلحين وداعميهم الأعراب والترك والغربيين، فأخذ تدفق المسلحين والمرتزقة من كل الجنسيات بالتراجع، بعد أن كان هذا التدفق البشري يعتبر عنصراً أساسياً في ترجيح الحرب على سورية.
وأمام هذا الواقع، ومما حمل من همجية في أعمال قتل المواطنين السوريين، وتدمير المنشآت والمؤسسات والبنى التحتية السورية، بدأت مكونات سورية تنسحب من القتال، إما لأن بعضها لم يستطع تحمل المشاهد الفظيعة، أو للاعتماد على الأجانب، والتفرغ لأعمال السلب والنهب والإثراء غير المشروع.
كما يلاحظ أيضاً في الأسابيع الأخيرة من الحرب على سورية، تراجع في تدفق المسلحين من تونس، ومن المغرب العربي بشكل عام، لعدة أسباب أبرزها:
- الضجة الكبرى التي أثارها أهالي هؤلاء المقاتلين، وخصوصاً الذين قتلوا منهم، وأحرقت جثثهم، لإخفاء جنسياتهم.
- التغرير بهؤلاء الشباب من أجل الجهاد في سبيل القدس، فتبين أنهم يقتلون السوريين، وحينما حاول بعضهم العودة إلى بلاده، تلقى التهديدات الشديدة، وبعضهم أعدم بالفعل.
وبشكل عام، فإن قسماً كبيراً من مقاتلي المغرب العربي، عاد فعلاً إلى بلاده، وبدأ يروي فصولاً رهيبة من الحرب على سورية، كما أن قسماً من هؤلاء انسحب للقتال في مالي.
في هذا الوقت، بدأت عواصم الغرب تضج بالاحتجاجات الشعبية، خصوصاً في لندن وباريس، حول دور حكومات بلدانهم في هذه الحرب القذرة، ودورها في تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى سورية، مما دفع هذه العواصم لستر فضائحها أمام شعوبها، بالتراجع عن تجنيد وتمويل المتطوعين وإرسالهم.
أمام هذه الوقائع، يشير الخبير العسكري إلى لجوء قطر والسعودية والولايات المتحدة للتعويض عن النقص البشري من خلال الأردن ولبنان، فكان أن تحرك الجيشان الأردني واللبناني لإقفال بوابات تهريب المسلحين، بالإضافة إلى حركات إلتفافية سريعة بدأ الجيش العربي السوري، ومعه قوات المقاومة الشعبية السورية وحرس الحدود بتنفيذها، أسفرت عن مقتل مئات المسلحين الذين لم يأت المرصد السوري على ذكرهم بالتأكيد.
وفي وسط التطورات الأخيرة، (لبنان والأردن)، كانت بداية افتعال همروجة التهديد بالفتن المذهبية في لبنان، المتنقلة بين صيدا وطرابلس وعرسال والبقاع، ثم تأتي بعدها استقالة نجيب ميقاتي التي جاءت تحت عنوان: التمديد لضابط.. في نفس الوقت الذي كان فيه باراك أوباما من قلب القدس المحتلة يتحدث، موجهاً خمس مرات الاتهام لـ”حزب الله” بالإرهاب، وفي وقت كشف فيه علناً عن تلقي الجرحى من المسلحين في سورية العلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني.
وفي الأردن، التي انتقل إليها أوباما من الكيان الصهيوني، كان شد أعصاب لملكها الذي تلقى إنذارات خليجية، جراء اتساع وتصاعد المواقف الشعبية الأردنية المنددة بالغطرسة السعودية والقطرية في تمويلها تدمير سورية، لكن في حقيقة الأمر، فإن جولة أوباما والرسائل الأميركية التي تلقتها عواصم الأنظمة العربية التابعة للغرب الأميركي، هي أن القيادة الإقليمية المفوضة من قبل السيد الأميركي، هي محور أنقرة – “تل أبيب”، وعلى جميع الأتباع الانضواء تحت قيادته، وهو ما يعني وفق هذا الخبير، عودة أميركية إلى مشاريعها القديمة، بإعادة تفعيل الحلف الأميركي – التركي – “الإسرائيلي” أو ما يشبه حلف بغداد، في محاولة لتطويق إيران والمقاومة في لبنان، وإغراق العراق في حروب قبلية ومذهبية وعشائرية، لأنه في ظل صمود سورية، وتقدمها نحو الانتصار الكبير، ثمة عمق بشري واستراتيجي يرتسم، لانطلاق حلف عملاق سيغير وجه المعادلة يمتد من إيران إلى سورية مروراً بالعراق، حيث إن مساحة إيران وحدها تساوي مساحة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا مجتمعة، فكيف إذا تكاملت هذه المساحة في حلف استراتيجي مع العراق وسورية، أو ما يطلق عليه الجبهة الشرقية في مواجهة العدو “الإسرائيلي”، حيث الطاقة البشرية تبلغ نحو 130 مليون نسمة، وتتميز بعمق حضاري يمتد أكثر من سبعة آلاف سنة في التاريخ وتتميز شعوبها بالحيوية الخلاقة والإبداع والعلم، فكيف إذا أضيفت لها الثروات المختزنة في أرضها، وإذا ما تكاملت مع روسيا وحلف البريكس في حلف استراتيجي، فإنه بالتأكيد ستعيد التوازن العالمي الخالي من الحروب الاستعمارية والهمجية.
ربما ضروري هنا أخذ قول الرئيس بشار الأسد بدقة لأنه يعبر حقيقة عن الواقع: “معركتنا طويلة، ومعركة الانتصار بدأت، وما نخبؤه للأعداء كافٍ ليجعلهم يفكرون بالهزيمة”.
الثبات
River to Sea Uprooted Palestinian
اعترف المرصد السوري المعارض، أن 2074 قتيلاً من المجموعات المسلحة سقطوا في شهر آذار الماضي على يد القوات المسلحة السورية، ومن ضمن الاعترافات، أن ربع القتلى هم من جنسيات غير سورية، أي أن هناك نحو 520 قتيلاً من جنسيات متعددة، كما اعترف هذا المرصد أن هناك قتلى غير معروفي الجنسية،
وفي ذلك إشارة واضحة، إلى ارتفاع أعداد المرتزقة في صفوف المسلحين، الذين قد لا يوجد من يطالب بهم أو يعترف بهم، وهو نمط أميركي في حروب واشنطن على الدول والشعوب، حيث لا تعترف الإدارات الأميركية المتعاقبة، بأعداد قتلى الجيش الأميركي الحقيقيين، وتكتفي بذكر من له عائلة أو أهل في الولايات المتحدة يطالبون به، حيث تشير معلومات إلى أن عدد القتلى الأميركيين في العراق تجاوز العشرين ألفاً، في وقت لم تشر أرقام البنتاغون سوى إلى خمسة آلاف قتيل.
وعلى هذا النحو، كان الحال في فيتنام، حيث الاعتراف الأميركي بأعداد القتلى لم يتجاوز العشرة آلاف قتيل، بينما الوقائع كانت تشير إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 50 ألفاً ومئة ألف قتيل عند هزيمتهم في العام 1974.
ويتضح من الوقائع الميدانية في الحرب على سورية، كما يوضح خبير استراتيجي، أن مختلف أنواع الأسلحة، ومختلف أنواع العصابات المسلحة قد تم استعمالها في بلاد الأمويين، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، بحيث توقف المراقبون كما أشارات وكالات الأنباء العالمية، عند عبارة وردت في بيان مدعي عام ولاية فرجينيا؛ نيل ماك ومكتب التحقيقات الاتحادي حول اعتقال الجندي الأميركي السابق أريك هارون لدى عودته إلى الولايات المتحدة من سورية، حيث كان يقاتل في صفوف المجموعات المسلحة، وتحديداً في صفوف “جبهة النصرة”، فيقول المدعي العام ماك: “إن هارون يواجه السجن مدى الحياة إذا أدين باستخدام أسلحة دمار شامل مع منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة”.
المدعي العام أحجم عن تقديم أي تفاصيل بشأن هذه الفقرة من الاتهام، مما طرح تساؤلات كثيرة حول علاقة المرتزق الأميركي، بإطلاق صاروخ كيميائي في محافظة حلب وأدى إلى سفك دم أبرياء، بالإضافة إلى أسئلة عديدة حول من جنده، ومن دفع له الأموال الطائلة، ومن أرسله إلى سورية؟
بأي حال، فإن كل التطورات والوقائع الميدانية، ورغم شراسة الهجمة على سورية، فإنها لم تفلح في كسر الجيش العربي السوري، الذي استطاع بسرعة مذهلة أن يستوعب الدروس والعبر ويستخلص النتائج، جراء تأقلمه مع هذه الحروب، فكان دوماً يستعيد زمام المبادرة في الميدان، ويباشر في حرب تطهير سورية من المرتزقة وفلول المجموعات المسلحة، التي أفضت حسب الخبير الاستراتيجي إلى وقائع ميدانية جديدة، أخذت تفرض ثقلها على المسلحين وداعميهم الأعراب والترك والغربيين، فأخذ تدفق المسلحين والمرتزقة من كل الجنسيات بالتراجع، بعد أن كان هذا التدفق البشري يعتبر عنصراً أساسياً في ترجيح الحرب على سورية.
وأمام هذا الواقع، ومما حمل من همجية في أعمال قتل المواطنين السوريين، وتدمير المنشآت والمؤسسات والبنى التحتية السورية، بدأت مكونات سورية تنسحب من القتال، إما لأن بعضها لم يستطع تحمل المشاهد الفظيعة، أو للاعتماد على الأجانب، والتفرغ لأعمال السلب والنهب والإثراء غير المشروع.
كما يلاحظ أيضاً في الأسابيع الأخيرة من الحرب على سورية، تراجع في تدفق المسلحين من تونس، ومن المغرب العربي بشكل عام، لعدة أسباب أبرزها:
- الضجة الكبرى التي أثارها أهالي هؤلاء المقاتلين، وخصوصاً الذين قتلوا منهم، وأحرقت جثثهم، لإخفاء جنسياتهم.
- التغرير بهؤلاء الشباب من أجل الجهاد في سبيل القدس، فتبين أنهم يقتلون السوريين، وحينما حاول بعضهم العودة إلى بلاده، تلقى التهديدات الشديدة، وبعضهم أعدم بالفعل.
وبشكل عام، فإن قسماً كبيراً من مقاتلي المغرب العربي، عاد فعلاً إلى بلاده، وبدأ يروي فصولاً رهيبة من الحرب على سورية، كما أن قسماً من هؤلاء انسحب للقتال في مالي.
في هذا الوقت، بدأت عواصم الغرب تضج بالاحتجاجات الشعبية، خصوصاً في لندن وباريس، حول دور حكومات بلدانهم في هذه الحرب القذرة، ودورها في تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى سورية، مما دفع هذه العواصم لستر فضائحها أمام شعوبها، بالتراجع عن تجنيد وتمويل المتطوعين وإرسالهم.
أمام هذه الوقائع، يشير الخبير العسكري إلى لجوء قطر والسعودية والولايات المتحدة للتعويض عن النقص البشري من خلال الأردن ولبنان، فكان أن تحرك الجيشان الأردني واللبناني لإقفال بوابات تهريب المسلحين، بالإضافة إلى حركات إلتفافية سريعة بدأ الجيش العربي السوري، ومعه قوات المقاومة الشعبية السورية وحرس الحدود بتنفيذها، أسفرت عن مقتل مئات المسلحين الذين لم يأت المرصد السوري على ذكرهم بالتأكيد.
وفي وسط التطورات الأخيرة، (لبنان والأردن)، كانت بداية افتعال همروجة التهديد بالفتن المذهبية في لبنان، المتنقلة بين صيدا وطرابلس وعرسال والبقاع، ثم تأتي بعدها استقالة نجيب ميقاتي التي جاءت تحت عنوان: التمديد لضابط.. في نفس الوقت الذي كان فيه باراك أوباما من قلب القدس المحتلة يتحدث، موجهاً خمس مرات الاتهام لـ”حزب الله” بالإرهاب، وفي وقت كشف فيه علناً عن تلقي الجرحى من المسلحين في سورية العلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني.
وفي الأردن، التي انتقل إليها أوباما من الكيان الصهيوني، كان شد أعصاب لملكها الذي تلقى إنذارات خليجية، جراء اتساع وتصاعد المواقف الشعبية الأردنية المنددة بالغطرسة السعودية والقطرية في تمويلها تدمير سورية، لكن في حقيقة الأمر، فإن جولة أوباما والرسائل الأميركية التي تلقتها عواصم الأنظمة العربية التابعة للغرب الأميركي، هي أن القيادة الإقليمية المفوضة من قبل السيد الأميركي، هي محور أنقرة – “تل أبيب”، وعلى جميع الأتباع الانضواء تحت قيادته، وهو ما يعني وفق هذا الخبير، عودة أميركية إلى مشاريعها القديمة، بإعادة تفعيل الحلف الأميركي – التركي – “الإسرائيلي” أو ما يشبه حلف بغداد، في محاولة لتطويق إيران والمقاومة في لبنان، وإغراق العراق في حروب قبلية ومذهبية وعشائرية، لأنه في ظل صمود سورية، وتقدمها نحو الانتصار الكبير، ثمة عمق بشري واستراتيجي يرتسم، لانطلاق حلف عملاق سيغير وجه المعادلة يمتد من إيران إلى سورية مروراً بالعراق، حيث إن مساحة إيران وحدها تساوي مساحة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا مجتمعة، فكيف إذا تكاملت هذه المساحة في حلف استراتيجي مع العراق وسورية، أو ما يطلق عليه الجبهة الشرقية في مواجهة العدو “الإسرائيلي”، حيث الطاقة البشرية تبلغ نحو 130 مليون نسمة، وتتميز بعمق حضاري يمتد أكثر من سبعة آلاف سنة في التاريخ وتتميز شعوبها بالحيوية الخلاقة والإبداع والعلم، فكيف إذا أضيفت لها الثروات المختزنة في أرضها، وإذا ما تكاملت مع روسيا وحلف البريكس في حلف استراتيجي، فإنه بالتأكيد ستعيد التوازن العالمي الخالي من الحروب الاستعمارية والهمجية.
ربما ضروري هنا أخذ قول الرئيس بشار الأسد بدقة لأنه يعبر حقيقة عن الواقع: “معركتنا طويلة، ومعركة الانتصار بدأت، وما نخبؤه للأعداء كافٍ ليجعلهم يفكرون بالهزيمة”.
الثبات
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment