الأردن يندفع نحو المغامرة السوريّة
|
الجمعة، 05 نيسان، 2013
أوقات الشام
ياسر قبيلات
بات
واضحاً اليوم في عمان أن الأردن لا يدير سياسة خاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية.
ولكنه يحاول التواؤم مع أدوار إقليمية ودولية يتم اقتراحها عليه، أو تحديدها له،
وأن الأمر تعدى مجرد لعب دور المضيف الحدودي لحركة اللاجئين السوريين، إلى مناقشة
(وربما تقديم) المساهمة الأردنية في ثلاثة اتجاهات هي: تدريب مجموعات مسلحة مرتبطة
بمخططات الولايات المتحدة وحلفائها حول سوريا، وطبيعة المشاركة الأردنية في أي
عملية عسكرية مقبلة (قد يكون الإعداد لها بلغ مرحلة متقدمة)، وإيجاد «المنطقة
العازلة» بواحدة من الصيغ العديدة، التي يجري تداولها.
ومن اللافت ان
الإشارات إلى ذلك جاءت منذ بداية الشهر الماضي، وقبل انعقاد قمة الدوحة التي تردد
أن الأردن أظهر تردداً وموقفاً مختلفاً عن عتاة خصوم سوريا العرب، وما تبع القمة من
صخب برلماني أردني، يُعتقد أنه موجه ومبرمج من دوائر رسمية، ضد قطر والسعودية، ما
يستدعي سؤالاً حول مدى انسجام «الممانعة» الأردنية في وجه مقررات الدوحة مع توجه
الأردن نحو ركوب حافلة المغامرة السورية.
في السياق ذاته، تأتي تصريحات رئيس
الوزراء الأردني عبدالله النسور بشأن استعداد حكومته لإعلان ثلاث محافظات شمال
البلاد (المفرق، اربد، عجلون) مناطق منكوبة، مع إظهار النية للذهاب بذلك إلى مجلس
الأمن الدولي. رافقتها كذلك تقديرات علنية تؤكد أن الأسوأ لا يزال بانتظار الأزمة
السورية، وأن تداعيات هائلة وشيكة ومرتقبة ستدفع بملايين السوريين للجوء إلى
المملكة، ليبلغ عدد هؤلاء نحو ثلاثة ملايين لاجئ.
وقال النسور، في جلسة خاصة
مع إعلاميين أردنيين، إن ثمة حرباً مقبلة، سمّاها «عالمية»، ستترك تأثيرها الكبير
على الأردن، وبطبيعة الحال على سوريا؛ لكن هذه التقديرات (أو ربما المعلومات) لم
تستدع منه أن يعيد حساباته في ما يتعلق باللجوء السوري، بل على العكس أكد أن الأردن
لن يغلق أبوابه أمام حركة اللجوء، ما يشير إلى أن الجار الجنوبي لسوريا ليس ببعيد
عن محاولة انتهاز «الرياح المقبلة» والاستثمار فيها مسبقاً.
وتركز النغمة
السائدة في عمان على أن الأردن سيفعل كل ما من شأنه ضمان حدوده الشمالية، مع ملاحظة
أن هذا القول لم يقتض الحد من اللجوء باتجاه الأردن، ولا ضبط الحدود وإغلاقها أمام
المسلحين الذين باتوا يستخدمون ثلاث عشرة نقطة حدودية غير رسمية للعبور إلى سوريا.
مع ملاحظة أن «درعا» باتت مفردة سهلة على لسان المسؤولين الأردنيين، بالدرجة نفسها
التي يُظهر بها الإسرائيليون رغبة في تحريك الحدود وراء الجولان المحتل، واستثمار
جهود المجموعات المسلحة في إطفاء نظام الدفاع الجوي السوري في تلك
المنطقة.
ومن الواضح أن الأردن لن يبادر إلى تنفيذ تلميحاته الخطرة، ولكنه
يستعد لها بانتظار خطوات لاعبين رئيسيين كبار (الولايات المتحدة وإسرائيل)، يمكنهم
أن يقتحموا المشهد السوري بفعل نوعي، يرفع الحرج عن عمان التي ستنطلق إلى القيام
بدورها تحت شعار تدارك الوضع الإنساني الذي سيجد «الإخوة السوريون» أنفسهم في خضمه،
وهذا قد يفتح المجال لاحقاً لإيجاد مبررات قابلة لتسويق المشاركة الأردنية في
عمليات موضعية بحجة التعامل مع مخزون الأسلحة الكيميائية.
ومن اللافت أن
موسكو الرسمية، التي تصر على تسمية مقررات قمة الدوحة «قرارات الجامعة العربية»
حصراً، لا تعلن مواقف محددة من خطط وسيناريوات باتت تحيط اليوم بالأزمة السورية من
كل جهة؛ على أن هذا «الصمت» لا يمكن فهمه باعتباره رفع يد وتسليماً بـ«القدر». ففي
الجانب السوري كذلك مثل هذه البرهة التي يخفت فيها التعليق العلني على «المجريات»،
ما يفتح شهية الأسئلة على طبيعة الحديث الروسي السوري وراء حجاب الصمت.
معركة جنوب سورية
الخميس، 04 نيسان، 2013
أوقات الشام
محمد شمس الدين
يؤشر اندلاع المعارك واحتدامها في الجهة الجنوبية لسورية، الى أن المخطط الغربي – العربي قد فشل حتى اللحظة في إخضاع شمال البلاد وعلى امتداد المدن الساحلية وصولاً الى العاصمة دمشق وأريافها، لسيطرة المسلحين الذين باتوا يتدربون على أيدي أقوى الجيوش في العالم بعد دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط التدريب والتسليح المباشرين، بعدما كان دورها يقتصر على التوجيه في غرف العمليات التي يديرها ضباط من فرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية، من المناطق التركية القريبة من الحدود الشمالية.
تخضع الحرب في سورية في المرحلة الحالية لإشراف مباشر من قبل فريق عسكري اميركي، شُكّل خصيصاً لهذه الغاية، بهدف إحراز تقدّم ملموس في القتال ضد قوات الجيش السوري في محاولة لانتزاع مناطق لم تستطع المحاولات التي جرت سابقاً انتزاعها لإقامة منطقة عازلة، طالما شكلت مطلباً رئيسياً للمسلحين وما يسمى بـ»الجيش الحر» منذ بدء الأزمة في سورية تكون منطقة آمنة لهم ولإدارة نشاطهم وبالتالي إقامة الحكومة الموقتة فيها لممارسة إشرافها على ما أطلقوا عليه مناطق محرّرة أو يجري تحريرها تباعاً بحسب الرؤية الغربية للأمور.
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقائه بالملك الأردني – الذي أبدى خشيته من تفاقم الأوضاع السورية وامتدادها الى بلاده- بأن الحسم سيكون قريباً وهذا الحديث جرى في سياق طلب أوباما من الأردن فتح أراضيها لعمليات التدريب الأميركية للمسلحين، لأن الدراسات التي أجرتها وكالة الاستخبارات الأميركية وقيادة الجيش الأميركي في المنطقة، توصلت الى أن البقعة الأنسب لممارسة هذا النشاط هي الأردن لاعتبارات عديدة منها أن التحرك فيها وتأمين عمليات الإنزال سيكون بعيداً عن أية مخاطر أو استهدافات مباشرة للمدربين أو القوات التي تؤازرهم وتحديداً من «إسرائيل» التي نصحت بدورها الأميركيين أن يتم التمركز في الأردن بدلاً عن تركيا حيث غرفة العمليات الفرنسية – البريطانية – العربية.
غير أن الخطة الأميركية الموضوعة تلحظ أن التحرك يجب أن يكون من جنوب سورية عبر الحدود الأردنية لأنها بحسب مصادر مطلعة، الأضعف في سياق الجبهات الموزعة المفتوحة على الأراضي السورية، وعلى اعتبار أن الجيش السوري يركز قواته على جبهة الشمال وتحديداً في مدينتي حلب والرقة والذي يستعد لمهاجمتهما في عملية «قيصرية» بعدما استطاع فتح طرق الإمداد شمالاً خلال الشهرين الماضيين، ما أضعف قدرة المسلحين على التحرك وأفشل مخطط إقامة المنطقة العازلة من جهة الحدود التركية بعد محاولات استمرت قرابة السنتين.
وتركز الخطة الأميركية من خلال اختيار الجهة الجنوبية لسورية انطلاقاً من الأردن على أن يكون القتال في أقرب مسافة ممكنة من العاصمة دمشق، لأن ذلك من شأنه أن يزعزع من وضع الحكومة السورية خاصة إذا ما تم تسجيل أي تقدم يذكر على هذا المحور، وهو ما تمت محاولته بتركيز الاشتباك في محيط مدينة درعا القريبة من الحدود الأردنية وبلدة داعل التي استطاع الجيش السوري أن يقضي فيها على المسلحين بشكل كامل.
لكن سقوط داعل لن يشكل مؤشراً على سيطرة الجيش السوري نهائياً على المنطقة الجنوبية بعد الكشف أمس عن تجهيز 3 آلاف مقاتل تم تدريبهم أخيراً في الأردن باتوا على أتم الاستعداد لخوض الحرب بتكتيكات حربية أميركية، وبالطبع بتجهيز وإشراف أميركيين هذه المرة، في حين حددت صحيفة «الواشنطن بوست» موعداً لذلك، استناداً الى مصادرها بأن العملية ستكون في نيسان الجاري بدلاً من أيار أو حزيران المقبلين بعدما تم تسريع التدريبات وإنجازها بعد النتائج التي خلصت اليها مشاروات أوباما حول الأزمة السورية في كل من الأردن و«إسرائيل».
البناء
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment