قصة الكاملة للحرب القطري الايرانية داخل حماس / الجزء الثالث
قناة اتصال جديدة بين حماس وإسرائيل.. وانزعاج مصري
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgMhqesA5iB7hzlvjttUJ0xoz_6-p50z_27a4fnZMAp9IiH7DIWNdQxfb5WBcC6HgKc3h_a-O0sGzr_pOT7Pefix9MW9fGeTfYeaApiEamiavfKoPib1Q82kUSbgFrVw5mPa0QdKh6yMO8/s280/321033_422086417868056_1187392514_n.jpg)
نحن فوجئنا بما حصل، لكن أصبحنا على علم بأن المخابرات المصرية لم تعد القناة الوحيدة للاتصال ما بين حماس واسرائيل، ونحن نعلم أننا نستخدم كغطاء لبعض الاتصالات ما بين الطرفين، وهذا ما أخبرنا به القيادة السياسية في مصر، ويمكن لنا أن نعتذر في مرحلة قادمة عن لعب دور الغطاء لأنه يمس بالسيادة المصرية، نحن تاركين هذا الأمر الآن للقيادة السياسية لمعالجتها، وإن لم تعالج لن نقبل أن نبقى (مرمطون) لما يحصل.
ايران تطالب حماس بموقف واضح
زيارة مشعل إلى غزة لم تكن محل إجماع في حماس، هناك من رفضها وهناك من وافق عليها بتحفظ (هنية، أبو مرزوق)، وعلى أثر هذه الزيارة تمت دعوة أبو مرزوق إلى طهران لمناقشة الموقف الإيراني في ضوء كل ما حصل، طالبين منه أن تحسم حماس خياراتها ومواقفها بسرعة، لأن إيران لا يمكن لها أن تستمر بعلاقتها مع حماس ضمن هذه المعادلة، وإن مشعل أصبح شخص غير مرغوب التعامل معه، إن مشعل اتهمنا زوراً وبهتاناً بأننا حاولنا التأثير عليه بالملف السوري، والأنكى من ذلك لم يكن وفياً معنا بل بدأ بالتآمر علينا، معتقداً أنه سيدخل النادي الدولي من خلال الانقضاض على ايران، نحن ما زلنا نتعامل مع حماس كحركة مقاومة، وإذا ارتأت حماس أنها خارج هذا الإطار فقرارها لها، لكن لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع طويلاً وعلى قيادة حماس أن تحدد وتظهر قرارها بشكل واضح.
وضع داخلي شائك.. وأفكار لم تتحقق
افكار مشعل لم تتحقق، لا النظام السوري سقط، والوضع في ليبيا وتونس ومصر لم يستقر، وما حصل عزز قوة التيار الآخر في حماس، فمشعل الذي كان يصر على أنه لا يمكن أن يكون (زوج الغفلة)، عاد ووافق على الاستمرار في رئاسة المكتب السياسي وفق الصيغة القائمة حالياً، أي صيغة التكتلات داخل حماس، خصوصاً أن مشعل تلقى ضربة قاسية عندما تم اختيار الدكتور عزيز دويك عضواً في مكتب الإرشاد للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين حيث كان يطمح مشعل ليكون هو ذاته عضواً في مكتب الإرشاد العالمي، مشعل أدرك ان التيار القوي في الإخوان المسلمين في مصر ليس في صفه، وهذا ما سنفصله الآن.
اجتماع سري لمكتب ارشاد الاخوان
في أيار في عام 2009 وبدعوة من خيرت الشاطر ومحمد بديع والدكتور محمود حسين أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين تم طلب عقد جلسة طارئة ومستعجلة لمكتب الإرشاد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، عقدت الجلسة في أحد أرياف جمهورية مصر بسرية وتكتم شديد، كان سبب الدعوة أن هؤلاء الثلاثة تقدموا لمكتب الإرشاد بمذكرة وخطة للعودة للعمل بالتنظيم الخاص للإخوان المسلمين، مبررين ذلك بأن النضال السياسي والبرلماني أصبح غير مجدٍ في مواجهة النظام الذي ازداد قمعاً واستبداداً في الشعب المصري، وأن مصر أصبحت رهينة لمتطلبات عصابة من الأشخاص ورجال الأعمال تتزعمهم سوزان مبارك وجمال مبارك وحفنة من المنتفعين، فكل المؤسسات في مصر معطلة لا قرار لها، وحتى لو فزنا بأغلبية مجلس الشعب، وهذا ما لن تسمح به هذه العصابة، لن نكون قادرين على فعل أي شيء، أي إن النضال السياسي والبرلماني والنقابي والمجتمعي والدعوي لا مستقبل له مع نظام كهذا، وإن كانت المؤسسة العسكرية غير مرتاحة، لكن لن نتوقع منها أي دور إيجابي، فقادتها أو جزء من قادتها أصبحوا من مؤسسة الفساد والإستثمار، وجمال مبارك ترك لهم المجال واسعاً ليكونوا دولة في قلب الدولة، حتى يتركوه وشأنه.
إذاً، المذكرة وبكل وضوح طالبت بمصادقة مجلس الإرشاد على احياء العمل في التنظيم الخاص بعد أن أغلقت كل السبل أمام النضال السياسي والبرلماني.
الموقف داخل مكتب الإرشاد كان كالتالي:
1 - محمد مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين في تلك الفترة لم يؤيد ولم يرفض بل أعلن أنه لم يسع ولم يقبل بالتمديد له بولاية أخرى كمرشد عام.
2 - الدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عارضا ذلك وبشدة واعتبرا أن مثل هذا الأمر هو مشروع إبادة وتصفية للإخوان المسلمين وكان موقفهما حاداً وصريحاً برفض ذلك، وطالبا بعرض هذا الموضوع على مجلس الشورى والهيئات الأخرى، وهذا ما رفضه خيرت الشاطر بقوة مبرراً ذلك بأن النظام الداخلي أعطى صلاحيات البت في مثل هذه الأمور إلى دوائر ضيقة في الهيئات السياسية، لأن لها صفة أمنية وعسكرية.
3 - الدكتور عصام العريان تحفظ على هذا الطلب، لكن ما حصل أن الدكتور محمد بديع وخيرت الشاطر أصرا على التصويت على طلبهما، فتمت إجازته من قبل مكتب الارشاد بغالبيته، وكلف مكتب الارشاد الدكتور الشاطر ومحمد بديع ومحمود حسين أن يكونوا الهيئة الإدارية المكلفة بإعادة إحياء العمل بالتنظيم الخاص، كما أقر مكتب الإرشاد الدعوة لاجتماع الهيئات الإدارية القاعدية القيادية للبدء بانتخاب قيادة جديدة للعمل للاخوان المسلمين، وهذا ما تم فعلاً حيث تم اقصاء محمد حبيب كنائب للمرشد العام وعدم انتخاب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضواً في مكتب الإرشاد، وشكلت القيادة الجديدة للإخوان المسلمين من: محمد بديع مرشداً عام، خيرت الشاطر نائباً المرشد، محمود حسين اميناً عام للإخوان، أي أن التنظيم الخاص شُرِّع رسمياً وأصبحت قيادته هي القيادة الفعلية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
التنظيم الخاص يعني: (العمل الأمني والعسكري واخترق المؤسسات ومحاولة السيطرة على عملها).
الثورة المصرية.. الاخوان يستعينون بحماس والقسام
كان لا بد أن يستعين النظام الخاص للإخوان المسلمين بالمساعدة من حركة حماس، وبالذات من كتائب القسام التي أصبح عندها امكانيات واسعة وقدرات معتبرة بفضل الدعم الإيراني لها، فتم إرسال الكثير من أبناء الإخوان في مصر عبر الأنفاق إلى غزة لأخذ دورات عسكرية وأمنية، وتم كذلك استدعاء الكثير من قادة القسام، وبطرق سرية وعبر الأنفاق، إلى مصر خصوصاً في مناطق الأرياف البعيدة عن أعين الحكومة المصرية، لعمل دورات عسكرية وأمنية للنواة الصلبة في التنظيم الإخواني للشباب، أي أن كتائب القسام، ومن خلفِهم الدعم الإيراني، أصبحوا جزءاً أصيلاً للتنظيم الخاص للإخوان المسلمين.
ومع بدء هبة الثورة المصرية، حيث إن الإخوان فوجئوا بها كما فوجئ الآخرون خصوصاً النظام المصري، حيث كانت تقديرات الإخوان تتحدث عن يوم أو يومين وبعدها ينتهي كل شيء، إلا أن هذه الهبة والثورة تقدمت وتجذرت، فكانت هناك رسالة مستعجلة من خيرت الشاطر في سجنه إلى محمد بديع ومكتب الإرشاد بالتحرك سريعاً، خصوصاً أن ما يحصل في مصر الآن يشكل تربة خصبة لتقدم التنظيم الخاص الصفوف وجني الثمار، وكل شيء مشروع ومجاز أمامنا والإستعانة بمن نريد ( كتائب القسام، حزب الله، ايران)، هذه القوى كما وصفها الشاطر في رسالته قادرة على مساعدتنا وتغيير اتجاه الأحداث، وتفعيلها لنكون قادرين على تجيير هذه الهبة وهذه الثورة لصالحنا، أي أن الشاطر وبوضوح طالب قيادة الإخوان بالاستعانة المباشرة بكتائب القسام وحزب الله وإيران، وزجهم في هذه الثورة والاستفادة من امكانياتهم، ويقال إن المئات بل الآلاف من هؤلاء انتشروا على كافة الأراضي المصرية، خصوصاً بالقرب من مواقع الأحداث والمراكز الحساسة وشكلوا بأعمالهم الخفية قوة دفع وتهييج لجماهير الشعب المصري لمواصلة الثورة، وإن هذه القوة هي من اخترقت السجون والمراكز الأمنية، وسيطرت على بعض مؤسسات الدولة، وإن كان بغطاء لهجوي مصري من شباب مصريين من الإخوان.
حوار مباشر بين الاخوان وأميركا
في تلك الفترة بدأت محادثات خفية بين (اللواء العصّار) عضو المجلس العسكري الأعلى وبين (خيرت الشاطر)، ويقال إن العصّار له علاقات تاريخية بجماعة الإخوان المسلمين، ويقال أيضاً إن العصّار هو الذي فتح الحوار المباشر بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان من خلال خيرت الشاطر والمستشار عصام الحداد، حيث التزم الإخوان بحوارهم مع الولايات المتحدة بالآتي:
1 - الإلتزام الكامل باتفاقية كامبد ديفيد واتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية، وأن أي تعديل أو تغيير لن يكون إلا بالحوار ومن خلال الولايات المتحدة .
2 - العلاقات مع إيران تحددها ظروف مصر الداخلية ومصالحها، ولن يكون أي تحالف مع إيران على حساب المصالح الأمريكية ودول الخليج.
3 - ستقوم مصر بدور إيجابي وملحوظ باستقرار الشرق الأوسط وقضاياه من خلال دفع عملية السلام في المنطقة.
مذبحة الجنود المصريين في رفح
هذا الموقف الذي التزم به الإخوان المسلمين مع الاميركان قوبل بموقف أميركي داعم لحكم الإخوان، وأن أميركا ستحكم عليهم من خلال الأفعال لا الأقوال، فهم الإخوان أن الاميركان غير متمسكين بالمجلس العسكري، وأنه آن الأوان لهم أن يطيحوا برموزه، فكان دور التنظيم الخاص، ومن خلال كتائب القسام باستخدام مجموعة سلفية تقيم في سيناء، ولها امتداد محدود في قطاع غزة، وكانت تدعم بالخفاء من قبل كتائب القسام أيام حكم مبارك، ونفذت الكثير من العمليات في سيناء في تلك الفترة؛ هذه الجماعة السلفية المتزمتة بالجزء الأكبر منهم من (أبناء عشائر سيناء)، وكانوا يتلقون أموالاً وأسلحة من قبل جهات عديدة ومن خلال كتائب القسام.
خيرت الشاطر (التنظيم الخاص الإخواني) استغل وشغل هذه المجموعة السلفية من خلال بعض قادة القسام، وكانت مذبحة الجنود المصريين في رفح، هذه الجريمة التي شكلت غطاءً كاملاً لمرسي للإطاحة بجهاز المخابرات والمجلس العسكري، حيث إن هذه القرارات لاقت تجاوباً شعبياً واسعاً اثر مذبحة الجنود، وأصبح مرسي والإخوان هم الحاكم الفعلي لمصر وبصمت أميركي، وتمت إقالة مدير المخابرات المصري الذي يعتبره الإخوان امتداداً لعمر سليمان، وتم أيضاً إقالة الطنطاوي وسامي عنان، وترشيح السيسي وزيراً للدفاع ورئيس الأركان الجديد، بالتنسيق مع اللواء العصّار.
سياسة خيرت الشاطر في مصر الآن أي (التنظيم الخاص) تقوم على إنشاء أجهزة ومؤسسات موازية للأجهزة والمؤسسات المصرية القائمة حالياً، على طريق تدمير الأجهزة القائمة حالياً واستبدالها بأجهزة إخوانية صرفة، ولا دور لمرسي في الحكم أبداً،، ما يقرره التنظيم الخاص هو الذي ينطق به مرسي ككتائب القسام، أي تيار كتائب القسام داخل حماس، التي هي على خلاف واسع مع تيار مشعل، هي صاحبة القرار الفصل في حركة حماس، وكتائب القسام تعلن وبصراحة داخل مؤسسات حماس، ان لا إجتماع لمجلس الشورى لانتخاب المكتب السياسي الجديد لحماس قبل التحقيق في قضيتين أساسيتين؛ الأولى اغتيال الجعبري والثانية الصواريخ الليبية المرسلة إلى قطاع غزة، التي اخترقها الموساد وكشفتها ايران وحزب الله، لذلك كل الأمور في حماس معلقة بانتظار ما ستسفر عنه كل الملفات الإقليمية المحيطة ، ومشعل حدد أمره واتجاهه بالمباشر.
كتائب القسام.. فيتو على مشعل
أما كتائب القسام والتيار الداعم لها في حركة حماس في الداخل والخارج فما زالوا مصرين على الترابط التام بين محور المقاومة (إيران - حزب الله ? حماس ? سوريا) مخطئين موقف مشعل ومن معه من الأزمة السورية، وإن استبدال الدعم والاحتضان من حضن إلى حضن قد فشل، ومحور قطر والخليج العربي بالنسبة لكتائب القسام لن يكون أبداً مع المقاومة، بل بالعكس سيكون خصماً لها وهو بكل تأكيد يعمل بالمحور الأميركي، لذلك كل الملفات في حماس الآن معطلة، ولا أمل قريب لحسم أي ملف من الملفات، فمشروع المصالحة الذي يخدم مشعل من وجهة نظر الأطراف الأخرى في حماس معطل وغير قابل للتطبيق بسبب الفيتو القوي من كتائب القسام.
ويلاحظ بالفترة الأخيرة أن انفتاحاً أوسع قد بدأ بين كتائب القسام وسرايا القدس من حركة الجهاد الإسلامي، وأن كتائب القسام عادت إلى العمل بقوة داخل المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان وربما تعد لأمر ما، وكل ذلك بتغطية إيرانية ودعم مباشر من حزب الله.
في الختام، قطر ومن معها ما زالت تراهن على كسب موقف حماس في كل القضايا الإقليمية أو تحييدها على الأقل، وإيران وحزب الله وكتائب القسام ما زالوا متصدين ومحبطين لأي اختراق لمحور المقاومة
ويلاحظ بالفترة الأخيرة أن انفتاحاً أوسع قد بدأ بين كتائب القسام وسرايا القدس من حركة الجهاد الإسلامي، وأن كتائب القسام عادت إلى العمل بقوة داخل المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان وربما تعد لأمر ما، وكل ذلك بتغطية إيرانية ودعم مباشر من حزب الله.
في الختام، قطر ومن معها ما زالت تراهن على كسب موقف حماس في كل القضايا الإقليمية أو تحييدها على الأقل، وإيران وحزب الله وكتائب القسام ما زالوا متصدين ومحبطين لأي اختراق لمحور المقاومة
River to Sea
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment