Pages

Saturday, 13 April 2013

The War within Hamas - Part 1

القصة الكاملة للحرب القطرية الايرانية داخل حماس / الجزء الأول

 
 


الجمعة‏، 12‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

- كيف خرج مشعل من سوريا، وماذا قالت سوريا وايران وحزب الله والقسام؟
- لماذا تصر كتائب القسام على اجراء تحقيق في اغتيال أحمد الجعبري؟
- ما هي الهدية التي أرسلها نصر الله لمشعل؟
- من قتل كمال غناجة، ولماذا؟
- ماذا قدمت قطر لتقوية موقف مشعل أمام منتقديه في حماس، وماذا اشترطت لاعادة اعمار غزة؟
- قناة اتصال جديدة بين حماس وإسرائيل .. وتذمر مصري
- مشعل تلقى ضربة قاسية باختيار عزيز دويك عضواً في مكتب الإرشاد للتنظيم العالمي للإخوان

رام الله ? الحياة الجديدة ? حصلت "الحياة الجديدة" من مصادر خاصة على خفايا ما يدور داخل حركة حماس منذ ثورات الربيع العربي. وتظهر المعلومات تفجر الخلافات داخل الحركة بشأن الموقف من الثورة السورية، وكيف دعمت وتدعم قطر رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لمواجهة منتقديه داخل حماس، التي توجت بتخصيص ملايين الدولارات لاعادة اعمار غزة، وزيارة أمير قطر للقطاع، اضافة لموقف الاخوان المسلمين في مصر مما يحصل داخل حماس.


وتظهر المعلومات أسباب تغير موقف ايران وحزب الله من مشعل واجراء اتصالات مع قياديين آخرين من حماس، وعن رسالة وجهها حسن نصر الله لمشعل تضمنت هدية وعتبا وغضبا من موقفه بشأن ما يحصل في سوريا، اضافة الى تفاصيل عن اغتيال القياديين بحماس كمال غناجة بدمشق وأحمد الجعبري في غزة.
كما تظهر المعلومات ان قطر ما زالت تراهن على كسب موقف حماس في كل القضايا الاقليمية أو تحييدها على الأقل، وان ايران وحزب الله وكتائب القسام تحبط أي اختراق لمحور المقاومة.



دعوة مشعل للقاء أمير قطر


في أيلول عام 2011 وأثناء وجود خالد مشعل في دمشق تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ناقلاً له دعوة عاجلة من أمير قطر لزيارة الدوحة، وبعد أسبوع من هذا الاتصال توجه خالد مشعل على رأس وفد من قيادة حماس حيث التقى فور وصوله مع أمير قطر بحضور رئيس الوزراء وعزمي بشارة.

أمير قطر تحدث مع وفد حماس بالتالي :

بشار الأسد انتهى وعليكم إنقاذ أنفسكم قبل فوات الأوان، عندما يسقط بشار الأسد يسقط كل من معه وستخسرون في معركة ليست معركتكم، كل ما أنجزتموه سيسقط ولكم عبرة كيف سقط عرفات عندما حالف صدام حسين وسقط معه ولم يشفع له كل ما قدمه من اتفاقيات مع إسرائيل من أجل البقاء .. سقط لان العالم أجمع على ضرورة إسقاطه.

نحن جاهزون لمساعدتكم، أميركياً وأوروبياً وحتى مع إسرائيل لضمان وجودكم وفرضكم على الطاولة إذا ما تعاملتم بإيجابية بما نطرحه عليكم.
لا تراهنوا على صمود بشار الأسد، الكل متفق الآن على أن بشار الأسد قد سقط ويجب أن يختفي، ولا تراهنوا على روسيا، فالدولة التي لا تستطيع أن تطعم شعبها خبزاً، لا تستطيع حماية الآخرين.

الكل يعرف موقف روسيا، فهي تؤزم وتصعب ليكون الثمن الذي تقبضه كبيراً، فالأميركيون والأوروبيون بدأوا بعقد صفقة مع روسيا، ونحن في دول الخليج نقلنا موقفنا لروسيا بأننا جاهزون لتعويض روسيا عن أية خسائر ممكن أن تلحق بها في حال تغيير موقفها، وكلنا يعرف أن روسيا أضعف من مقاومة هذا الإغراء.


أما بالنسبة لإيران فلا تراهنوا عليها كثيراً ، وإن ما يحدث في سوريا هو تهيئة دولية لما سيحدث في إيران لاحقاً، فالعالم قرر أن لا مجال لأي طرف بالتمرد وتهديد مصالح الآخرين، ومسألة ضرب إيران أصبحت بإطار التنفيذ وليست في إطار الإعداد كما توهم إيران نفسها.


نحن في قطر لم نقصر في حق سوريا ولا بحق الشعب السوري لا بالماضي ولا بالحاضر ولا بالمستقبل، فقد وقفنا إلى جانب سورية عندما كان هناك تهديد أمني ممكن أن يلحق بها من جارتها لبنان، ورفضنا وتصدينا أن يستخدم العالم لبنان كقاعدة لضرب العمق السوري، وحاولنا جاهدين مع النظام السوري طوال الفترة السابقة أن ينحني أمام العاصفة، وأن يفك حلفه مع إيران، ساعدنا ودعمنا سوريا في الوقت الذي كانت جميع دول الخليج تخاصمها، وكنا آملين أن تستخدمنا سوريا كجسر عودة إلى العالم العربي، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح، ومع بداية الأزمة السورية تحدثنا مع القيادة السورية بهدوء، وأحياناً بصوت مرتفع من أجل حل هذه المسألة قبل تفاقمها، لكنهم تعاملوا معنا بسياسة الكذب والمراوغة.


أنا ضميري مرتاح لأني حاولت كثيراً لإنقاذ سوريا وفشلت من السياسة المتهورة والصبيانية لقادتها.
لذلك حرصاً عليكم، وحرصاً على قضية شعبكم، مطلوب منكم الآن خطوة جريئة وشجاعة، في هذا السياق مطلوب منكم أن تفكوا ارتباطكم بمحور سوريا - إيران - حزب الله قبل فوات الأوان، لنكون قادرين على حمايتكم وفرض وجودكم، ولا تنسوا بأنكم الحلقة الأضعف في هذا المحور.

سوريا وإيران جاهزتان لأن تضحيا بكم في حال ضمان بقائهما، لقائي معكم للتاريخ ولأبرئ نفسي من مستقبل قاتم قد يواجهكم في حال عاندتم الواقع، وأنا أعرف أن اتخاذكم مثل هذا القرار سيكون مكلفاً، لذلك نقول لكم نحن جاهزون لتعويضكم عن ذلك مالياً وجغرافياً، وأنا أتعهد أمامكم بذلك.

ليس مقبولاً منكم أن تقولوا نحن نعبر عن نضال الشعب الفلسطيني، وتقفون في نفس الوقت في نفس الخندق مع حاكم يقتل شعبه. هناك ترتيبات جاهزة سيضعكم سمو رئيس الوزراء في صورتها تفصيلياً فيما بعد، لنقول لكم وبكل تأكيد إنه بالقدر الذي تسيرون فيه سنسير باتجاهكم بخطوات أكبر ومقدار أكثر.

خالد مشعل شكر أمير قطر على ما طرحه، واعداً إياه بنقل هذه المواقف لهيئات حماس القيادية بالسرعة القصوى لاتخاذ القرار والموقف وفق مصلحة الشعب الفلسطيني، وأضاف أنه ليس مخولاً باتخاذ موقف بمثل هذه القضايا الحساسة، ولا بد من طرحها بكل تفاصيلها على مؤسسات وهيئات حماس الشورية.


تباين في مواقف قيادة حماس

بعد أيام غادر خالد مشعل الدوحة إلى بعض الدول ثم عاد إلى دمشق، وخلال تلك الفترة دعا خالد مشعل بعض القيادات الموجودة في سوريا ولبنان والأردن لاجتماع طارئ وعاجل، لينقل لهم ما جرى معهم في الدوحة، وما طلبته قطر، مستعرضاً أمامهم كل التفاصيل والمشاورات التي أجراها بهذا الخصوص مع دول وشخصيات هم على علاقة بهم. في هذا الاجتماع بدا التباين واضحاً في مواقف قادة حماس الموجودين في الاجتماع، والجزء الأكبر منهم اتهم خالد مشعل بمحاولة تبرير هذا الموقف بالزحف، لأن هذا الموقف هو انقلاب مفاجئ في سياسة حماس، وكاد الاجتماع أن ينفجر لولا خشية الجميع من تسريب ذلك للقيادة السورية والأمن السوري.


لقاء مشعل وطلال ناجي


بعد يومين من هذا اللقاء العاصف فوجئ خالد مشعل باتصال هاتفي من طلال ناجي يطلب فيه لقاء مشعل على عجل.
المفاجأة الكبرى لمشعل كانت أن طلال ناجي كان على علم تفصيلي بكل ما يدور في حماس، مبلغاً إياه أن كل ما يعلمه أبلغه إياه الأخوة السوريون، مؤكداً له أن سوريا لم تمارس أية ضغوط على حماس في تحديد موقفها، مذكراً إياه أن حماس لن تجد حضناً دافئاً وآمناً أكثر من سوريا، بالرغم من الخلاف الأيديولوجي بين الاخوان المسلمين والنظام السوري، وأن سوريا لن تطلب من حماس أن تكون شريكة معها فيما يحصل، وهي تقدر وتعطي الهامش الواسع بخصوصية حماس.


اصطفاف في حماس لمواجهة مشعل


بعد اللقاء مع طلال ناجي أدرك مشعل أن الأمور داخل حماس خرجت عن سيطرته، وأن هناك أطرافاً أو أشخاصاً في الهيئات القيادية في حماس على صلة مباشرة، إن لم يكن مع سوريا، فعلى الأقل مع إيران وحزب الله، وأن هناك اصطفافاً أصبح واضحاً في حماس للتصدي لما هو مطلوب للنقاش.

وعشية لقائه بطلال ناجي فوجئ بتصريح مهم من محمود الزهار في غزة يقول فيه: إن حماس لن تغادر سوريا!! وسنكون وفيين لسوريا بقدر الوفاء الذي لقيناه من سوريا.


وفي نفس اليوم كان هناك لقاء بين أسامة حمدان ومحمد بركة في بيروت مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتزامن ذلك أيضاً مع دعوة وجهتها إيران لإسماعيل هنية لزيارة طهران.

 

أمام كل هذه الصور والدلائل أصبح واضحاً وجلياً لمشعل أن أطرافاً عديدة ومتناقضة في حماس أصبحت تلملم بعضها البعض في مواجهة تغيير أو تظهير موقف حماس بشأن الأزمة السورية، والقرار الذي اتخذه مشعل، لأنه لا بد من سرعة الحركة وسرية التصرف للمحافظة على وحدة حماس، وإن كان على الأقل شكلياً أو إعلامياً، فبادر مشعل لدعوة المكتب السياسي لمناقشة ما يحصل وفي تلك الفترة لم تتوقف الضغوط القطرية على مشعل وعلى حماس.


الوفد القطري المعني بملف إعمار غزة، الذي كان على وشك الوصول إلى غزة أجل وصوله لأسباب فنية كما أعلن القطريون، وهذا ملف كانت تعول عليه حماس كثيراً ليكون بداية لرفع الحصار عن غزة، وترافق ذلك أيضاً مع اتصالات حثيثة ومستمرة من الشيخ القرضاوي مع مشعل وغيره من قيادات حماس في الداخل والخارج مناشداً إياهم باغتنام الفرص وتبرئة أنفسهم من الدم السوري المسفوح على أرض سوريا، وأن الشعوب الإسلامية ستحاسبهم إذا استمروا على هذا الموقف.


"شورى حماس".. لا قرار


مشعل وبالتشاور مع بعض أعضاء المكتب السياسي قرر أن ما هو مطروح أكبر من قرار المكتب السياسي؛ هذا موضوع يهدد وحدة حماس كمشروع سياسي، ولمواجهة هذا الخطر الداهم لا بد من دعوة مجلس الشورى للحركة، وأن يحضره أكبر عدد ممكن من الأعضاء في الداخل والخارج، علماً أنه يعقد في السودان، ويكون الأعضاء فيه على علم مسبق بمجال البحث ليتمكن من لا يستطيع الحضور أن يعلن عن موقفه ورأيه بمراسلة إلى مجلس الشورى.
انعقاد مجلس الشورى في السودان لم يحسم الصراع ولم ينهه بل رحلّه، والصيغة الوحيدة التي اتفق عليها كانت (الخروج الصامت للقيادة العليا لحماس من دمشق دون أن يترافق ذلك مع أي ضجة إعلامية).


زيارة هنية لطهران وموقف الاخوان

واستمر الحال على ذلك، وعاد هنية إلى القاهرة، وصمم على الذهاب إلى طهران بالرغم من كل مناشدات الإخوان المسلمين في الأردن وسوريا وبعض المواقع الأخرى بعدم ذهابه إلى طهران، لدرجة أن همام سعيد ناشد المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر بالتدخل لثني هنية عن التوجه إلى طهران، لكن موقف الإخوان المسلمين في مصر كان النأي بالنفس عن الصراع الدائر في حماس، ولم يمارس أية ضغوط على أي طرف، وإن كان يطمح ويسعى من أجل وحدة موقف حماس، لكن وفق مصالح حماس وليس وفق مصالح الآخرين، فالمرشد في مصر قال إن حماس ليست حزب الإخوان المسلمين، فهي حركة مقاومة وليس علينا أن نلزمها بصيغة والتزامات حركات الإخوان، ويجب أن نترك لها مساحة للمناورة والحركة.. وإن المرشد لا يثق بأي وعود تقدم لحماس من أي كان، لأن المطلوب سابقاً وحالياً ومستقبلاً هو شطب حماس كحركة مقاومة والمطلوب تدجينها، وأبناء حماس هم القادرون على تحديد اتجاههم، لذلك غادر هنية القاهرة متوجهاً إلى طهران، ضارباً عرض الحائط بكل المناشدات التي طالبته بالعدول عن ذلك، أو على الأقل الإعلان عن تأجيل الزيارة، وفور عودته من طهران ومن أجل إحداث التوازن ذهب إلى الصلاة في الأزهر في القاهرة، وهناك أعلن أننا مع نضال الشعب السوري.

إن البند الوحيد الذي اتفق عليه في اجتماعات السودان هو الشروع فوراً في عملية انتخاب هيئات ومؤسسات لحماس في الداخل والخارج لحسم الخلاف والتجديد، والمحافظة قدر الإمكان على وحدة حماس خلال هذه الفترة.

 

الأسد يرفض لقاء مشعل



فور عودة مشعل من السودان إلى دمشق اتصل بالعماد حسن تركماني مبدياً رغبته في لقاء الرئيس بشار الأسد، تركماني أبلغ مشعل أنه سيبلغ الرئيس بذلك وسيبلغه الجواب حال توفره، مضت الأيام ولم يبلغ مشعل بأي موعد من القيادة السورية بشأن لقاء الأسد، وفهم مشعل أن هناك موقفاً سورياً أصبح واضحاً برفض لقائه، ومن أجل ذلك حاول وساطة أحمد جبريل ورمضان شلح، لكن لقاءه مع جبريل كان حاداً لدرجة أن مشعل وصف موقف جبريل بأنه أكثر حديه من موقف القيادة السورية،  

أما رمضان شلح فقد نقل لمشعل موقف القيادة السورية المستاء من ذهابهم إلى قطر، حيث مقر غرفة العمليات الكبرى للتآمر على سوريا وشعبها، وأن سوريا لم تطلب من حماس مغادرة الأراضي السورية، ولن ترجوهم لأن يبقوا، وكل ما تطمح إليه سوريا من قادة حماس أن يكونوا أمناء على من أمنهم على بيته وعرضه، وكل ما تطمح اليه سوريا من قادة حماس هو موقف متوازن ومنصف، وإن كانوا يمقتون موقف النأي بالنفس فأمامهم موقف محمود عباس الذي تعتبره سوريا موضوعياً ومنصفاً نوعا ما، مع العلم أن سوريا تعلم أن ضغوطاً كبيرة مورست وتمارس على عباس وغيره من الفلسطينيين لدفعهم للدخول في مواجهة علنية ومكشوفة مع سوريا، والتأثير على الفلسطينيين الموجودين في سوريا للدخول طرفاً في الصراع ضد النظام السوري، إلا أن عباس وقيادة المنظمة الآخرين رفضوا وما زالوا يرفضون كل هذه الضغوط وهو بالتأكيد ليس منحازاً للنظام وليس حليفاً له، بل هو منحاز لمصالح شعبه فقط، إن هذا الموقف تقبل به سوريا أن يكون جامعاً وموحداً للفلسطينيين، وهي لم تطلبه من عباس بل اتخذه من أجل مصلحة شعبه وقضيته.


اعتقالات فردية


بعد اللقاء مع شلح أبلغ مشعل بعض قادة حماس الموجودين في دمشق أن الجسور التي تربطكم بالنظام السوري قد تهدمت.. وترافق ذلك مع بعض الاعتقالات الفردية لأشخاص من حماس تورطوا في تسليم وتهريب بعض الأسلحة الخفيفة لمجموعات جماعة الأخوان المسلمين داخل سوريا، كان أبرزهم زوج ابنة مشعل، وكان أفرج عنهم لاحقاً للتدخل المباشر لحسن نصر الله، حتى لا يساهم ذلك في دفع بعض قيادات حماس بشكل متسارع نحو الطرف الآخر، لذلك قرر مشعل وبالتشاور مع بعض قادة الحركة أنه من الأفضل أمنياً مغادرة الصف القيادي الأول الموجود في دمشق، وتوزيعهم أينما أمكن في الدول العربية، وإن أمكن، ذهاب العدد الأكبر إلى قطاع غزة، وإن كان يفضل هو شخصيا التوجه للإقامة في مصر إلا أنه يعرف أن مصر في الفترة الحالية غير قادرة على ذلك، وأنه سيذهب إلى قطر كمحطة وليس للإقامة، بل سيواصل رحلاته والتنقل من مكان إلى مكان دون أن يعطي دليلاً على أن قيادة حماس قد انتقلت إلى الدوحة، وهذا ما كانت تسعى إليه قطر، ووعدت مشعل بأنه في حال وجوده في الدوحة سيسهل على قطر الشروع بضغوط قوية على الأردن من خلال الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لينقل إقامته للأردن ويكون بذلك قريباً من شعبه، وبداية لتعامل العالم مع حماس كطرف أساسي وسياسي مهم في المعادلة الفلسطينية.


مشعل يغادر دمشق


غادر مشعل دمشق متوجهاً إلى الدوحة عبر القاهرة، وهناك شعر أن المصريين غير مرتاحين لخطواته وغير منحازين له، وطالبوه بالتفاهم مع إخوانه بكل خطواته. هناك فهم مشعل أن التيار الأقوى للإخوان المسلمين في مصر متعاطف أو ميال بدرجة أكبر مع حماس في قطاع غزة وبالذات مع هنية.


صراع بين تيارين داخل حماس


الانتخابات في مؤسسات حماس وفق اتفاق السودان بدأت في الظهور، وبدلاً من أن تساهم هذه الانتخابات في حسم الخلافات أفرزت النتائج بروز تيارين قويين ومتناقضين .. على اثر ذلك تم تأجيل الاستمرار في انتخاب الهيئة القيادية العليا (المكتب السياسي) ورئيس المكتب السياسي؛ لأن الاستمرار في ذلك سيظهر للعلن انشقاقاً حقيقياً في حماس، وهنا كانت محاولة الاخوان المسلمين الأخيرة في مصر قبل شهر لتهدئة الأمور لاجتماع مجلس الشورى لاختيار قيادة جديدة لحماس، إلا أن المحاولة باءت بالفشل مرة أخرى. يأخذ اجتماع القاهرة تأزيماً جديداً وصراعاً مكشوفاً بين تيارين، المعارض يضم (أسامة حمدان، عماد العلمي، محمود الزهار، علي بركة، محمد نزال، أحمد الجعبري "قائد كتائب القسام") في مواجهة الطرف الآخر، والشيء المفاجئ في هذا الإجتماع هو الموقف البراغماتي لهنية وأبو مرزوق حيث كان موقفهما واضحاً فهما يلعبان ويحرصان على رضى الموقفين.



مؤامرة ضد مشعل.. وموقف حاد للجعبري

أمام هذا الموقف أعلن مشعل أنه لم يعد مرشحاً لانتخابات رئاسة المكتب السياسي، وأنه سيترك القيادة لمن تختاره، وسيكون ملتزماً كأي عضو بأي قرار تتخذه القيادة الجديدة. موقف مشعل هذا جاء بعد أن أيقن أن الأرض تهتز تحت أقدامه، وأن هناك مؤامرة قد اكتملت تجاهه، وأنه إن عاد لرئاسة المكتب السياسي فلن يكون إلا طربوشاً على رأس تيار أمسك بكل مراكز القوة في الحركة وخصوصاً في قطاع غزة والسجون ولبنان، وأن الجعبري هو من يقود المعركة ومن يقود والمواجهة،
 
وأدرك مشعل أن ما يعبر عنه الجعبري هي رسالة حادة له من طهران وحزب الله الذي رفض أخيراً استقبال مشعل في بيروت، فكان لا بد لمشعل من مخاطبة الجعبري بأنه ليس من حقه الذهاب إلى طهران، ومن ثم إلى لبنان وعقد لقاءات مع كادر الحركة في سوريا ولبنان دون علم المكتب السياسي، فرد الجعبري مخاطباً مشعل: ليس من حقك أن تكون في قطر، وتلتقي بيهود وإسرائيليين دون علم المكتب السياسي.. فاليهودي الذي التقيته في الدوحة بعد ان أرسله إليك رئيس الوزراء القطري على أنه من زعماء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة كمتعاطف مع الموقف الفلسطيني، والداعي الإدارة الأميركية لفتح حوار مع حماس ليس إلا ضابط موساد.
 
نعم، أنا ذهبت إلى طهران لأنني أنفذ اتفاقاً وقعته أنت شخصياً في إيران، أنت تعرف أن كل إمكانات قوات كتائب القسام المالية والعسكرية مقدمة من إيران عبر حزب الله وسوريا، عقب خروجكم من سوريا لم تصلنا الدولارات الخاصة بالكتائب في غزة.. تلقيت دعوة من ايران لمناقشة هذا الموضوع، وأنت والمكتب السياسي من خولني بذلك ..

طالبتكم أكثر من مرة وطلبت من الأخ أبو العبد القليل من الإمكانات المالية لأصرف على المقاتلين، لكن كنتم تطالبونني بالتمهل.. لقد وعدتكم قطر ولم تلتزم إلا بمصاريفكم الخارجية والبروتوكولية في الخارج، والشيء القليل جداً يصل عند أبو العبد، ولولا سياسة الضرائب والأنفاق التي نمارسها بشدة وبقسوة لانهارت الحكومة في غزة وانهارت حماس معها..

أنا لست حليفاً لبشار الأسد، لكن لست مع ما يحصل في سوريا، مجموعات من المرتزقة الممولة خليجياً وأميركياً واسرائيلياً تريد تدمير سورية، هذا ما أقوله لم تخبرني به رموز النظام السوري الذي لا أعرف أحداً منه .. ولا أجهزته الأمنية، هذا ما أخبرني به بعض قادة وكوادر حماس الموجودين في سوريا ولبنان الذين التقيتهم في لبنان عندما ذهبت مؤخراً للقاء قيادة حزب الله.

المشروع المنفذ الآن في سوريا ليس مشروع الشعب السوري، فأنا مع الشعب السوري ونضاله، ودائماً سنكون إلى جانبه لأنه من أوفى الشعوب للقضية الفلسطينية، ليس النظام السوري وحده من يقتل الشعب السوري، فعصابات وجيوش كثيرة في سوريا تقتل الشعب السوري.. ما يحدث في سوريا الآن هو حرب اقليمية يقودها ليس ما يسمى برموز الاعتدال العربي فقط، لكن من يقودها هي الخيانة العربية بعينها مع أميركا واسرائيل، وكلام الأخ أبو الوليد أن زيارتي إلى لبنان التي تمت من خلال وفد ايراني لم تكن سرية أو تحريضية ضد الأخ أبو الوليد أو غيره، لنا مصالح مع حزب الله وإيران، هل اتخذتم قراراً بإنهاء هذه العلاقة ولم نخبر بذلك؟ هل أنا خرقت وتجاوزت هذا القرار؟

أنا لم أحرض ضد الأخ أبو الوليد، وأنا أكثر الناس تفهماً لموقفه، وكثيراً ما أشفق عليه، يجب أن نحسم أمرنا "النطنطة على الحبال مش دايماً سهلة وغالباً ما يكون ثمنها الكسر"، اعتذار السيد حسن نصر الله عن مقابلة الأخ أبو الوليد لم أعلم به أصلا لأتهم بأنني من المحرضين على عدم استقباله.. ظروف لبنان الأمنية الآن مخيفة كثيراً، واعتذار الاخوة في حزب الله عن استقبال الأخ أبو الوليد حتماً لأسباب أمنية، فلبنان الآن مسرح لكل أجهزة استخبارات العالم وأولها الموساد، والذي يعمل بالمشاركة مع عدة أجهزة أمنية عربية، وهؤلاء جميعاً لن يوفروا الأخ أبو الوليد كهدف إن لاح لهم في بيروت، ليس بقدرة حزب الله الآن المغامرة في استقباله (هذا كل ما قاله الجعبري وانتهت الآن مداخلته).


River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments:

Post a Comment