حفر الخنادق بعيداً عن الميدان ... مقدمة للتراجع والهزيمة
|
السبت، 20 نيسان،
2013
خاص
أوقات الشام
سمير الفزاع
عندما تندلع المعركة ويهزم أحد الأطراف ، فإنه يعمل على إنشاء خطوط دفاعه وخنادقه ودشمه ، في أقرب نقطة من الميدان الذي خسر فيه المعركة . هو يفعل ذلك لعدة أسباب ، منها أن يمنع خصمه من تحقيق مزيد من التقدم ، ولتنغيص نصره عليه ، ولمنح بقيّة مواقعه وجنوده وثكناته شعوراً بالأمن بأنّه ما زال قادراً على القتال ، ولمنع إنهيار بقيّة جبهاته وخطوط دفاعه ، والتشبث بالأرض إلى أبعد مدى ريثما يتم التوصل إلى هدنة ما أو تسوية ما تخفف من وطأة الهزيمة والإنكسار .
ما الذي رتب له أوباما في المنطقة خلال زيارته لها في الثلث الأخير من شهر آذار ، والتي شملت كيان العدو الصهيوني ، وأراضي السلطة والأردن ؟ وما هي قصة الجنود المئتين الذي سيفدون إلى الأردن خلال الأسابيع القادمة ؟ ولماذا مئتان فقط ؟ ولأي سبب أُعلن عن إرسالهم ؟ وما هي قصة البطاريات الأربع من منظومة الباتريوت التي طلب الأردن من أمريكا نشرها على أراضيه ؟ لماذا إستدعت واشنطون عدد كبير من حلفائها إلى واشنطن ؟ وماذا ستخبرهم ؟ ماذا فعل مستشار الأمن القومي الأمريكي في موسكو ؟ أي رسائل حملتها المقابلة التلفزيونية للرئيس بشار حافظ الأسد مع قناة الإخبارية قبل بضعة أيام ؟ هي مجموعة من الأسئلة التي تشتغل بال كلّ متابع لمجريات الحرب على سوريا ، سأحاول هنا الإجابة عنها بالمجمل لا فرادى .
* خطة أوباما ... العبث في ربع الساعة الأخير : في الثلث الأخير من أذار وصل أوباما إلى المنطقة ، وزار كيان العدو الصهيوني ومناطق السلطة والأردن . كان لديه جملة من الأهداف منها : 1 - تطمين كيان العدو على مستقبله ، حيث قال : إن أمريكا ملتزمة بأمن " اسرائيل " ، وهذا إلتزام من " أقوى " دولة في العالم . 2 - تحريك عملية التسوية ، وهي عمليّة دعائيّة صرفة للتغطية على فشل أعداء سورية في حربهم عليها ، والتي كانت ستنتهي حتماً بتصفية القضية الفلسطينية لو سقطت سوريا ، و " تعويم " الأنظمة والقوى الإقليمية التي شاركت في هذه الحرب وأصبحت عارية تماماً " من هنا جاءت المصالحة التركية - الصهيونية ، ومنح تركيا دور الوسيط فيها " . 3 - ممارسة الضغط على الأردن ولبنان من أجل شراكة أكثر قوة وفعالية في الحرب على سوريا ، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لمقدمات هذه الشراكة التي ظهرت على الحدود الأردنية تحديداً قبل الزيارة بوقت قصير . زاد تحرك كيان العدو الصهيوني في جبهة الجولان ، ومنحت المجموعات الإرهابية حرية أكبر في الحركة والتسلح في المنطقة المحرمة ، وأستقالة حكومة نجيب ميقاتي ، وسهّلت الأردن تدفق السلاح والمسلحين ، أعطي مقعد سوريا لزمرة مرتزقة ومأجورين ... .
* رد سوريا وحلفائها ... توسيع ميدان الحرب وتحقيق السبق : تحرك اسطول الفدرالية الروسية من المحيط الهادي إلى مياه المتوسط ، ومناورات روسيّة مفاجئة في البحر الأسود دون إبلاغ للدول المجاورة أو لحلف النيتو أو حتى لوزير دفاعه ، يأمر بإطلاقها الساعة الخامسة فجراً فلادمير بوتين شخصيّاً من الطائرة العائدة به من قمة بريكس في جنوب أفريقيا الى روسيا ، توتر مفاجيء ومتزايد بين أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى ، أسطول " نانهاي " من القوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ينفذ مناورات عسكرية في غرب المحيط الهادي . وتقوم الدولة السورية وعلى نحو خاطف بإلشروع بأكبر حملة عسكرية على الإطلاق خلال السنوات الثلاث من عمر الحرب ، حملة شارك فيها مئات الدبابات والمدرعات ومئات السيارات الرباعيّة الدفع وعشرات ألآف الجنود في مختلف الجهات ، مع شراكة مميزة وتنسيق عال مع سلاحي الجو والمدفعية والمدفعية الصاروخية . تم إحراز تقدم مذهل على كلّ الجبهات : دمشق وريفها ، درعا وريفها ، وحمص وريفها ، القصير وريفها ، ادلب وريفها ، ريف اللاذقية ، حلب وريفها ، دير الزور ... سلسلة من العمليات كانت مفاجئة الحرب الحقيقة .
* آثار الرد ... هلع وتخبط ورفع للمعنويات : يُهرع كيري لزيارة الصين طالباً منها العون في تبريد أجواء شبه الجزيرة الكورية ، ثم ترسل الإدارة الأميركيّة - على عجل - مستشار الأمن القومي " توم دونيلون " برسالة خطيّة إلى موسكو ويمكث ثلاثة أيام بإنتظار الرد ، فتعلن موسكو " أن الرسالة فيها بعض العناصر الإيجابية ، ولكنها بحاجة إلى مزيد من الدراسة " ، أهم بنود الرسالة تعهد خطي بتجميد الدرع الصاروخي . يُعلن في واشنطن عن سلسلة من اللقاءات التي ستعقدها الإدارة الأميركية مع عدد من القادة والمسؤلين في المنطقة ، والبداية كانت مع حمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي 16/4 ، ثم سعود الفيصل الذي إلتقاه مستشار الأمن القومي العائد من روسيا في 17/4 ، وشارك أوباما بجزء من هذا الإجتماع ، ثم أمير قطر حمد الذي سيصل واشنطن في23/4 ، يليه الملك الأردني عبد الله الثاني في 26/4 ثم أردوغان في 16/5 . وفي 16/4 يوضح وزير الدفاع الأمريكي هاغل في كلمته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن " الحل التفاوضي لمرحلة سياسية انتقالية " هو الافضل ، " إذ ان وظيفة وزارة الدفاع هي دعم الجهود الديبلوماسية الاوسع للولايات المتحدة ، وحماية المصالح الاميركية والمحافظة على الالتزامات والترتيبات الأمنية في المنطقة ، والابقاء على تموضع القوات العسكرية الاميركية استراتيجياً في المنطقة " . واهم ما جاء في خطابه ما تعلّق بمخاطر التدخل العسكري الاميركي المباشر في سوريا ، محذراً أنه ينبغي على الولايات المتحدة " التفكير المعمق لتداعيات أي تدخل عسكري اميركي مباشر في سوريا ، والذي من شأنه توريط الولايات المتحدة في أزمة عسكرية طويلة غير مضمونة الأفق ، ويعكر صفاء التعامل مع شركائنا الدوليين الأساسيين ، و" إستدراج " الولايات المتحدة الى أزمة إقليمية شاملة أو حرب بالوكالة " . وكشف هاغل أنّ 200 عسكري سوف يحلّون مكان الـ 150 عسكرياً أميركياً الذين أسسوا في الاردن منذ العام الماضي محطة متخصصة في الإستخبارات والاتصالات ، ومراقبة الوضع عن كثب وتحديد الاحتمالات في سوريا تدعى " آد هوك " . وهؤلاء الجنود الجدد من قيادة الفرقة المدرعة الأولى بقاعدة " بليس " في تكساس ، وهم متخصصون في الاستخبارات واللوجيستيات والعمليات . سيوفرون التدريب والمعدات اللازمة لرصد الأسلحة الكيمائية ، ومنع نقلها على طول الحدود الأردنية -السورية ، وزيادة قدرة الأردن على تحديد وتأمين مثل هذه الأسلحة . كما أعلن بالأمس عن طلب الأردن نشر بطاريات باتريوت على الحدود السورية الأردنية .
* ما هي قيمة الإجراءات الميدانية الأميركية ؟ :
1 - في العام 2003 كان هناك قرابة الــ 200 ألف جندي أمريكي وعشرات ألآف من جنسيات أخرى يعملون تحت القيادة الأميركية يحتلون العراق ويهددون سوريا ، رحل المستعمرون الأميركيين وحلفائهم وبقية سوريا ، فأي تهديد سيجلبه مئتي جندي أمريكي ؟! . الأمر رمزي جداً إذاً ، وتقني محض ، وهو أمر يمكن تقبله .
2 - هؤلاء الجنود من النوعية المتخصصة بالمراقبة والإستخبارات والتدريب على تتبع الإتصالات ومراقبة حركة الأسلحة الكيمائية .
3 - منذ قرابة العام نشر " النيتو " على الحدود السورية التركيّة ستة بطاريات باتريوت ، لم تقدم شيئاً في مجرى المعركة ، سوى إعلان النيتو المتكرر بأن لا نية لديه بالتدخل في الأزمة السورية ، وأن هذه المنظمات لحماية تركيا فقط .
4 - تعمّد الوزير الأمريكي الإعلان عن عدد الجنود ومهامهم منعاً لأي لبس أو سوء فهم .
5 - من أهم الدوافع - على ما أعتقد - من وراء إرسال هؤلاء الجنود ، ونشر بطاريات الباتريوت - إن تم فهي مصدر إضطراب أكثر منه مبعث إستقرار - هو الإمساك بقوة بأوراق الحرب . صحيح أن تراجع نفوذ أمريكا في المنطقة نصر لقوى المقاومة في المنطقة ، ولكنه بذات الوقت منح هامشاً أكبر لحلفاء أمريكا وخصوصاً السعودية وكيان العدو وقطر وتركيا " وهو ما يفسر الهستيريا والتمرد في سلوكهم حتى على الأمريكي في بعض الأحيان " . لذلك ستكون أمريكا هي المسؤل الحصري عن سلامة الحدود ، وهي ورقة تفاوض جيدة مع بوتين في القمة المرتقبة .
6 - هذا الوجود الأمريكي المباشر يعني التسليم بالهزيمة في الحرب على سوريا عبر وكلائها وأدواتها ، فبعد خسارتها الحرب في سوريا ، فإن هذا هو الخندق المتقدم لها شخصيّاً ، ولا تنازل عنه .
7 - أرسل الأسد عبر لقاءه الأخير رسالة مفادها " لا عودة للإستعمار " و " لا خيار إلا النصر " ، وقبل بضعة أيام قام السيد حسن نصر الله بزيارة سرية إلى ايران ، إلتقى خلالها مرشد الثورة الإمام الخامنئي ، وبكل تأكيد قبل الذهاب إلى ايران كان في دمشق ، وفي ضيافة الأسد قبل لقاءه التلفزيوني الأخير . الخيارات جميعها جاهزة ، واليد على الزناد . هزمت أمريكا في 2006 وفي 2009 ثم هزيمتها الكبرى في 2011 ، هل ستجرؤ اليوم بعد كلّ هذا التاريخ الحافل بالهزائم ، على محاربة كلّ هؤلاء الذي هزموها على مدار عقد ونيف من الزمان ؟ بكل تأكيد لا . إنهم يحفرون الخنادق بعيداً عن ميدان المعركة ، لأنهم ببساطة هزموا . إنهم في موقع الدفاع عن البقاء .
عندما تندلع المعركة ويهزم أحد الأطراف ، فإنه يعمل على إنشاء خطوط دفاعه وخنادقه ودشمه ، في أقرب نقطة من الميدان الذي خسر فيه المعركة . هو يفعل ذلك لعدة أسباب ، منها أن يمنع خصمه من تحقيق مزيد من التقدم ، ولتنغيص نصره عليه ، ولمنح بقيّة مواقعه وجنوده وثكناته شعوراً بالأمن بأنّه ما زال قادراً على القتال ، ولمنع إنهيار بقيّة جبهاته وخطوط دفاعه ، والتشبث بالأرض إلى أبعد مدى ريثما يتم التوصل إلى هدنة ما أو تسوية ما تخفف من وطأة الهزيمة والإنكسار .
ما الذي رتب له أوباما في المنطقة خلال زيارته لها في الثلث الأخير من شهر آذار ، والتي شملت كيان العدو الصهيوني ، وأراضي السلطة والأردن ؟ وما هي قصة الجنود المئتين الذي سيفدون إلى الأردن خلال الأسابيع القادمة ؟ ولماذا مئتان فقط ؟ ولأي سبب أُعلن عن إرسالهم ؟ وما هي قصة البطاريات الأربع من منظومة الباتريوت التي طلب الأردن من أمريكا نشرها على أراضيه ؟ لماذا إستدعت واشنطون عدد كبير من حلفائها إلى واشنطن ؟ وماذا ستخبرهم ؟ ماذا فعل مستشار الأمن القومي الأمريكي في موسكو ؟ أي رسائل حملتها المقابلة التلفزيونية للرئيس بشار حافظ الأسد مع قناة الإخبارية قبل بضعة أيام ؟ هي مجموعة من الأسئلة التي تشتغل بال كلّ متابع لمجريات الحرب على سوريا ، سأحاول هنا الإجابة عنها بالمجمل لا فرادى .
* خطة أوباما ... العبث في ربع الساعة الأخير : في الثلث الأخير من أذار وصل أوباما إلى المنطقة ، وزار كيان العدو الصهيوني ومناطق السلطة والأردن . كان لديه جملة من الأهداف منها : 1 - تطمين كيان العدو على مستقبله ، حيث قال : إن أمريكا ملتزمة بأمن " اسرائيل " ، وهذا إلتزام من " أقوى " دولة في العالم . 2 - تحريك عملية التسوية ، وهي عمليّة دعائيّة صرفة للتغطية على فشل أعداء سورية في حربهم عليها ، والتي كانت ستنتهي حتماً بتصفية القضية الفلسطينية لو سقطت سوريا ، و " تعويم " الأنظمة والقوى الإقليمية التي شاركت في هذه الحرب وأصبحت عارية تماماً " من هنا جاءت المصالحة التركية - الصهيونية ، ومنح تركيا دور الوسيط فيها " . 3 - ممارسة الضغط على الأردن ولبنان من أجل شراكة أكثر قوة وفعالية في الحرب على سوريا ، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لمقدمات هذه الشراكة التي ظهرت على الحدود الأردنية تحديداً قبل الزيارة بوقت قصير . زاد تحرك كيان العدو الصهيوني في جبهة الجولان ، ومنحت المجموعات الإرهابية حرية أكبر في الحركة والتسلح في المنطقة المحرمة ، وأستقالة حكومة نجيب ميقاتي ، وسهّلت الأردن تدفق السلاح والمسلحين ، أعطي مقعد سوريا لزمرة مرتزقة ومأجورين ... .
* رد سوريا وحلفائها ... توسيع ميدان الحرب وتحقيق السبق : تحرك اسطول الفدرالية الروسية من المحيط الهادي إلى مياه المتوسط ، ومناورات روسيّة مفاجئة في البحر الأسود دون إبلاغ للدول المجاورة أو لحلف النيتو أو حتى لوزير دفاعه ، يأمر بإطلاقها الساعة الخامسة فجراً فلادمير بوتين شخصيّاً من الطائرة العائدة به من قمة بريكس في جنوب أفريقيا الى روسيا ، توتر مفاجيء ومتزايد بين أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى ، أسطول " نانهاي " من القوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ينفذ مناورات عسكرية في غرب المحيط الهادي . وتقوم الدولة السورية وعلى نحو خاطف بإلشروع بأكبر حملة عسكرية على الإطلاق خلال السنوات الثلاث من عمر الحرب ، حملة شارك فيها مئات الدبابات والمدرعات ومئات السيارات الرباعيّة الدفع وعشرات ألآف الجنود في مختلف الجهات ، مع شراكة مميزة وتنسيق عال مع سلاحي الجو والمدفعية والمدفعية الصاروخية . تم إحراز تقدم مذهل على كلّ الجبهات : دمشق وريفها ، درعا وريفها ، وحمص وريفها ، القصير وريفها ، ادلب وريفها ، ريف اللاذقية ، حلب وريفها ، دير الزور ... سلسلة من العمليات كانت مفاجئة الحرب الحقيقة .
* آثار الرد ... هلع وتخبط ورفع للمعنويات : يُهرع كيري لزيارة الصين طالباً منها العون في تبريد أجواء شبه الجزيرة الكورية ، ثم ترسل الإدارة الأميركيّة - على عجل - مستشار الأمن القومي " توم دونيلون " برسالة خطيّة إلى موسكو ويمكث ثلاثة أيام بإنتظار الرد ، فتعلن موسكو " أن الرسالة فيها بعض العناصر الإيجابية ، ولكنها بحاجة إلى مزيد من الدراسة " ، أهم بنود الرسالة تعهد خطي بتجميد الدرع الصاروخي . يُعلن في واشنطن عن سلسلة من اللقاءات التي ستعقدها الإدارة الأميركية مع عدد من القادة والمسؤلين في المنطقة ، والبداية كانت مع حمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي 16/4 ، ثم سعود الفيصل الذي إلتقاه مستشار الأمن القومي العائد من روسيا في 17/4 ، وشارك أوباما بجزء من هذا الإجتماع ، ثم أمير قطر حمد الذي سيصل واشنطن في23/4 ، يليه الملك الأردني عبد الله الثاني في 26/4 ثم أردوغان في 16/5 . وفي 16/4 يوضح وزير الدفاع الأمريكي هاغل في كلمته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن " الحل التفاوضي لمرحلة سياسية انتقالية " هو الافضل ، " إذ ان وظيفة وزارة الدفاع هي دعم الجهود الديبلوماسية الاوسع للولايات المتحدة ، وحماية المصالح الاميركية والمحافظة على الالتزامات والترتيبات الأمنية في المنطقة ، والابقاء على تموضع القوات العسكرية الاميركية استراتيجياً في المنطقة " . واهم ما جاء في خطابه ما تعلّق بمخاطر التدخل العسكري الاميركي المباشر في سوريا ، محذراً أنه ينبغي على الولايات المتحدة " التفكير المعمق لتداعيات أي تدخل عسكري اميركي مباشر في سوريا ، والذي من شأنه توريط الولايات المتحدة في أزمة عسكرية طويلة غير مضمونة الأفق ، ويعكر صفاء التعامل مع شركائنا الدوليين الأساسيين ، و" إستدراج " الولايات المتحدة الى أزمة إقليمية شاملة أو حرب بالوكالة " . وكشف هاغل أنّ 200 عسكري سوف يحلّون مكان الـ 150 عسكرياً أميركياً الذين أسسوا في الاردن منذ العام الماضي محطة متخصصة في الإستخبارات والاتصالات ، ومراقبة الوضع عن كثب وتحديد الاحتمالات في سوريا تدعى " آد هوك " . وهؤلاء الجنود الجدد من قيادة الفرقة المدرعة الأولى بقاعدة " بليس " في تكساس ، وهم متخصصون في الاستخبارات واللوجيستيات والعمليات . سيوفرون التدريب والمعدات اللازمة لرصد الأسلحة الكيمائية ، ومنع نقلها على طول الحدود الأردنية -السورية ، وزيادة قدرة الأردن على تحديد وتأمين مثل هذه الأسلحة . كما أعلن بالأمس عن طلب الأردن نشر بطاريات باتريوت على الحدود السورية الأردنية .
* ما هي قيمة الإجراءات الميدانية الأميركية ؟ :
1 - في العام 2003 كان هناك قرابة الــ 200 ألف جندي أمريكي وعشرات ألآف من جنسيات أخرى يعملون تحت القيادة الأميركية يحتلون العراق ويهددون سوريا ، رحل المستعمرون الأميركيين وحلفائهم وبقية سوريا ، فأي تهديد سيجلبه مئتي جندي أمريكي ؟! . الأمر رمزي جداً إذاً ، وتقني محض ، وهو أمر يمكن تقبله .
2 - هؤلاء الجنود من النوعية المتخصصة بالمراقبة والإستخبارات والتدريب على تتبع الإتصالات ومراقبة حركة الأسلحة الكيمائية .
3 - منذ قرابة العام نشر " النيتو " على الحدود السورية التركيّة ستة بطاريات باتريوت ، لم تقدم شيئاً في مجرى المعركة ، سوى إعلان النيتو المتكرر بأن لا نية لديه بالتدخل في الأزمة السورية ، وأن هذه المنظمات لحماية تركيا فقط .
4 - تعمّد الوزير الأمريكي الإعلان عن عدد الجنود ومهامهم منعاً لأي لبس أو سوء فهم .
5 - من أهم الدوافع - على ما أعتقد - من وراء إرسال هؤلاء الجنود ، ونشر بطاريات الباتريوت - إن تم فهي مصدر إضطراب أكثر منه مبعث إستقرار - هو الإمساك بقوة بأوراق الحرب . صحيح أن تراجع نفوذ أمريكا في المنطقة نصر لقوى المقاومة في المنطقة ، ولكنه بذات الوقت منح هامشاً أكبر لحلفاء أمريكا وخصوصاً السعودية وكيان العدو وقطر وتركيا " وهو ما يفسر الهستيريا والتمرد في سلوكهم حتى على الأمريكي في بعض الأحيان " . لذلك ستكون أمريكا هي المسؤل الحصري عن سلامة الحدود ، وهي ورقة تفاوض جيدة مع بوتين في القمة المرتقبة .
6 - هذا الوجود الأمريكي المباشر يعني التسليم بالهزيمة في الحرب على سوريا عبر وكلائها وأدواتها ، فبعد خسارتها الحرب في سوريا ، فإن هذا هو الخندق المتقدم لها شخصيّاً ، ولا تنازل عنه .
7 - أرسل الأسد عبر لقاءه الأخير رسالة مفادها " لا عودة للإستعمار " و " لا خيار إلا النصر " ، وقبل بضعة أيام قام السيد حسن نصر الله بزيارة سرية إلى ايران ، إلتقى خلالها مرشد الثورة الإمام الخامنئي ، وبكل تأكيد قبل الذهاب إلى ايران كان في دمشق ، وفي ضيافة الأسد قبل لقاءه التلفزيوني الأخير . الخيارات جميعها جاهزة ، واليد على الزناد . هزمت أمريكا في 2006 وفي 2009 ثم هزيمتها الكبرى في 2011 ، هل ستجرؤ اليوم بعد كلّ هذا التاريخ الحافل بالهزائم ، على محاربة كلّ هؤلاء الذي هزموها على مدار عقد ونيف من الزمان ؟ بكل تأكيد لا . إنهم يحفرون الخنادق بعيداً عن ميدان المعركة ، لأنهم ببساطة هزموا . إنهم في موقع الدفاع عن البقاء .
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment