القلب في فم الذئب .. فماذا يأكل أصحاب الذئب؟؟ |
أوقات الشام
نارام سرجون
لم يأكل أحد قلبي .. ولكن مارأيته يخرج من صدر جندي سوري كان قلبي أنا .. وربما كان قلب كل انسان في فم ذئب .. ولكن هل يلام الذئب أم يلام القلب الذي في فم الذئب أم صاحب الذئب؟؟ في الجواب تكمن فلسفة الثورة السورية .. فالثورة ستلقي باللائمة على القلب وليس على الذئب .. ولكن من هو صاحب الذئب .. الذي أطعمه قلوبا حتى صار لايأكل الا القلوب .. واذا كان الذئب لايأكل الا القلوب ..فماذا يأكل صاحب الذئب ؟؟
على مدى الصراع العربي الاسرائيلي لم يأكل صهيوني قلبا لنا ولم نأكل قلبه .. غزانا البريطانيون والفرنسيون وارتكبوا المجازر فقاتلناهم .. ولكن لم يأكلوا قلوبنا ولم نأكل قلوبهم .. ذبح الاسرائيليون دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا مرتين وغزة مرتين وبحر البقر ووو ولكن ..لم يأكلوا قلوبنا ولم نأكل قلوبهم .. وبالتأكيد لن نأكل قلوبهم ..لأننا بشر .. ولأنهم بشر ..
الثوار السوريون يأكلون قلوب السوريين .. والثوار السوريون يذبحون السوريين .. والثوار السوريون يسرقون السوريين .. والثوار السوريون يغتصبون وينهبون ويدمرون بحجة أنه العقاب الذي يمارسه الثوار بحق من يعارض ثورتهم المقدسة والانتقام الرهيب الذي ينزل بحق من لايوافق توقهم للحرية..
وهذه الحيوانات الطليقة باسم الثورة هي ماتتمناه اسرائيل والغرب لان رسالتهم وصلت الى الجميع في كل الداخل والخارج وهي أن الوحشية التي يزخر بها الشرق وعقول المسلمين لاحدود لها وهي تحيط باسرائيل التي من حقها أن تسحق كل من حولها بلا رحمة قبل أن يصبح قلب اسرائيل في أشداق العرب ..وأن هذه الشعوب شعوب بلا رحمة والخيط الذي يربطها بالانسانية رفيع كالمشيمة ينقطع بسهولة .. وأما الرسالة الداخلية لنا فهي: أيها العرب بعضكم يكره بعضكم أكثر مما نكرهكم وأكثر مما تكرهوننا .. ان كراهيتكم لبعضكم هي الداء وليس اسرائيل فاحذروا بعضكم .. لأن بعضكم اعداء لبعض الى حد يفوق حدود التصور.. ونحن اليهود أقرب اليكم من اخوانكم وجيرانكم .. فنحن نقتلكم ونقاتلكم ولكن .. لم نأكل قلوبكم ..
ولذلك ستجدون ان هذا الشريط ربما قد عملت على توزيعه اسرائيل نفسها وهي التي تملك كل قنوات الترويج ولم تروج قبل ذلك لأي مشهد عنيف من مشاهد الثوار ..لأنها تريد ابتزاز الثورجيين السوريين بطلب المزيد منهم للاندفاع أكثر في عملية تدمير النظام قبل أن يتخلى عنهم العالم .. وهي أيضا تصور للعالم انها ليست مصدر القبح والجريمة فالشرق حكاما ومعارضين يمارسون الجريمة القصوى لأنها جزء من التكوين الثقافي والنفسي لاي مكون اجتماعي أو سياسي ..
كنت قد حدثتكم عن لقاء جمعني صدفة بمحاربين قديمين في الحرب العالمية الثانية .. واحد فرنسي والآخر بريطاني .. ولكن في ذلك اللقاء أدهشني الحس الانساني الذي أبداه المحارب البريطاني كين تومبسون الذي كان يمتدح جسارة عدوه الجندي الألماني وبسالته ويقول بأنه أفضل محارب على الاطلاق .. ولكنه وفي سياق حديثه واسترساله في ذكرياته توقف فجأة امام مشهد اقتحام أحد المواقع الألمانية التي قاتلت بضراوة فائقة وسقط بسبب ذلك معظم رفاقه قتلى .. وبينما هو يتفقد الموقع المدمر وجد جنديا المانيا يتأوه ويصرخ من الألم .. وعندما اقترب منه الجندي البريطاني وجده ينزف وقد بتر فخذه من جذره بفعل قذيفة .. كان الجندي الألماني الشاب يصرخ بأعلى صوته متألما .. ياأمي ..ياأمي ..
الجندي البريطاني كان يعرف بعض الألمانية وقد سمع الجندي الالماني ينادي أمه بحرقة وتوق في هذه اللحظات القاسيات ..
كنت استمع الى كين بانتباه بالغ وفجأة انهار كين امامي في بكاء مرير عال وهو يقول: انها اقسى لحظة في حياتي كلها .. لقد هبطت علي مشاعر الانسان كلها .. ووضعت بندقيتي جانبا وعانقت ذلك الجندي العدو الذي كان يريد أن يضم أمه في تلك اللحظة الرهيبة الفظيعة .. ان له أما تحبه مثلي .. وكان يريدها مثلما كنت أريد أمي .. نعم لقد حملته كما لو كان أخي على الفور ليتم اسعافه .. ولكنه مات دون أن يعانق أمه العناق الأخير .. لاأدري لماذا يقتل البشر بعضهم .. من هم هؤلاء الذي يسقوننا الكراهية لبعضنا حتى اقتل انسانا ويقتلني ولاأشفق عليه ولايشفق علي .. حتى أقتل ابن امراة تحب ولدها كما أمي كانت تحبني ..
هذا كلام جندي بريطاني عن عدوه .. فكيف يرى الثوار أعداءهم من اخوتهم السوريين ..
يتسابق المجرمون من ثوار العرب وثوار سورية من كل حدب وصوب هذه الأيام على احتقار مشهد (الثورة آكلة القلوب) لنه تعرض للتوبيخ والاحتقار الشديد في العالم كله بينما ينبري آخرون الى تبرئة المجرم وتصويره على أنه ضحية النظام الذي حوله الى حيوان على مبدأ (وماقتلناه ولكن قتله من أخرجه من داره للحرب) أي انه ليس انتاج الثورة ولكنه نتيجة اجرام النظام .. وتبرعت صفحات الثورة اما للنأي بنفسها عن ناهش القلوب ونابش القبور وادانته واللعب بالمفردات وفق ضرورات التقية الثورية .. فيما أصرت بعضها على الحديث عن المجرم اليتيم الضحية الذي فقد عائلته أو أخاه فأفرغ حقده في جسد ميت ونهش قلبه كالحيوان .. وغير ذلك من الأكاذيب التبريرية التي اعتاد العالم عليها دون أي دليل .. والتي تعني أن على كل انسان ان يتحول الى حيوان عندما يغضب ..
أعتقد أن هذا المشهد لايدين المجرم صقار فهو مجرد روبوت وعبد مأمور وكان واضحا أنه ينفذ اوامر قيادية وسياسة ثورية متفقا عليها باظهار وحشية حيوانية لارسال رسالة الى العالم أن الحرب في سورية حولت هذا الشعب القديم في رقيه الأخلاقي الى وحوش وضوار وأن على العالم التدخل؟؟ وفي رسالة أخرى حملت معاني للدولة بأن عملية المصالحة لن تتم لأن لدينا هذا الجمهور المتوحش والذي وصل حقده الى حد التدمير ..
أنا لاألوم الصقار رغم أنني لن أتخلى عن حق الشعب بمحاكمته واعدامه واعدام كل من يطلق العنان لحيوانيته من اي طرف كان ..لكن القيادات الثورية وكل المثقفين كانوا يباركون الثأر على مدى سنتين .. ولم يحاول أحدهم التخفيف من مشاعر الاندفاع وشبق الانتقام .. وكان هذا الصمت متفقا عليه أو تواطؤا على تجميل الجريمة بانها جزء من الحرب الاعلامية والنفسية ضد العدو .. لبث الرعب في قلوب الشبيحة .. وموالي النظام .. وكانت الثورة حريصة على تصوير العنف بأبشع صوره منطلقة من أن ذلك سيفتح لها الطريق نحو استبدال هيبة الثورة بهيبة المخابرات .. المخابرات التي أخافت الناس بسطوتها يجب اظهار ماهو متفوق على سطوتها لأن من يحكم الناس عليه أن يظهر تفوقه في ردع الناس وارهابهم .. والغريب أن كل الفظائع التي رويت عن المخابرات لم تتمكن من تخيل هذا العنف .. فكل الثورجيين والمثقفين الذين دخلوا أقبية المخابرات كانوا يعرفون أن المخابرات قد تعتقل انسانا وقد يغيب أحيانا لسنوات لكنه يعود ولاينقص منه ظفر .. ولكن لم نسمع أن المخابرات قطعت رأس أحد ولم نسمع انها ذبحت أحدا وقطعت احدا الى قطع ولم نسمع ان المخابرات قتلت أحدا امام والده .. ولم نسمع أنها أكلت قلب أحد ..ولم نشاهد جثة عائد وهي مسلوخة كما يثرثر المريض نفسيا توفيق حلاق .. رغم كل الشائعات التي تحدثت عن فظائعها فانها بقيت دون دليل ..
المجرم آكل القلوب ليس عليه عتب كبير فهذا الشاب المجرم ضحية مثل آلاف غيره أطعمتهم الثورة الكذب والجهل .. وسقتهم الجهل والجاهلية .. وحقنتهم بالكراهية السوداء ليلا نهارا وأطعمتهم ساندويتشات محشوة بلحوم البشر وكانت الحلوى الثورية مغمسة بالخيانة الوطنية.. وأنتجت كراهية وحقدا ليس لهما مثيل على صفحات الثورة .. وكنا نعرف أن الغاية من كل ذلك هي حيونة الثوار والتقليل ماأمكن من الحس الانساني لديهم وتوريطهم بالجريمة كي لايبقى لهم أمل بالعودة والتوبة وممارسة حياة طبيعية لدى المجتمع السوري خصوصا .. لأن لاسبيل لتدمير أي نظام أو دولة الا بافراغ المجتمع من كل الروابط الانسانية وتحويل العلاقة الغرائزية الى الرابط الوحيد بين الناس .. والغرائز عندما تحل محل المشاعر تسقط كل الاعتبارات الوطنية والاخلاقية والوطنية .. فتحولت كل تنسيقيات الثورة الى ولائم للدم والحقد والكراهية المريضة الطائفية والكراهية السياسية المجنونة بل كان بعضها يتحول الى صفحات اعلانات لتحديد قوائم الأهداف للقتل وانشاء بنك اهداف للثأر والتهديد .. فكانت الحصيلة أن الثورة تحولت الى محمية حيوان مثل محميات أفريقيا .. ضباع وذئاب وكركدنات وفيلة هائجة وقرود وغوريللات وكلاب برية تنهش دون أن يقترب منها أحد باللوم .. لأنها ببساطة حيوانات ..ولأنها شريعة الغاب التي تؤسسها الهيئات الشرعية ..والشرعية الثورية ..وحجة انها أخطاء الثورة .. وهل هناك من ثورة بلا عنف وبلا أخطاء .. ؟؟
الثورة كذبت منذ اللحظة الأولى عندما اقتلعت كذبا أظافر أطفال درعا وعندما دفعت حمزة الخطيب للهرولة لتحرير مساكن الضباط وفق فتوى دينية .. وبعد مقتله اعتدت على جثته وشوهتها ثم قطعتها لتبيع لحمه المنهك المتفسخ الى الثوار الذين كانوا يتقاتلون على الثأر للضحية .. وتحول مثقفون وكتاب عميان لايفكرون ولايحللون ولايسالون اسئلة منطقية بل يعملون لصالح الثورة الى محامي دفاع عن كل عنف الثورة .. فكل الضحايا قتلهم النظام بشكل اعمى .. وكل تفجيرات جبهة النصرة نسبت للنظام وكل المجازر التي طلبها مجلس الأمن والفصل السابع ارتكبت والصقت بالنظام .. وكانت الرسالة واضحة من هؤلاء الكتاب العميان لكل من يحمل السلاح ويحس بالشبق للقتل والجريمة وهي: اقتل من تريد واسحل من تشاء .. واغتصب ماطاب لك من النساء .. وانهش لحوم الناس وافرم الأجساد .. فلا اثم عليك لأنك ثائر .. والثائر لايخطئ لأنه ابن الثورة والثورة طاهرة طهارة عباءة النبي .. وهي عذراء وكل أبنائها من الروح القدس ..
تلقف الموتورون الرسالة وانطلقوا بشبق للجريمة في طول البلاد وعرضها وكانوا يقتلون علنا ويصورون كل جرائمهم لالقاء الهلع في نفوس الناس من أجل صنع هيبة الثورة المقدسة ولو نشرت الدولة كل ماوقع في يديها من تسجيلات لقامت الدنيا ولم تقعد .. لكن تلك التسجيلات تديننا كسوريين أولا وتخجل أجيالنا القادمة منا لأنها جرائم تندى لها البشرية وستكون مسجلة باسمنا للأسف .. وكان الثوار يسحلون الناس في الطرقات وينشرون بالمنشار الأطراف للأحياء وهم يصرخون .. ويحرقون الأحياء .. ويقطعون بالسيوف الأجساد ويشربون الدم من الأعناق وأحدهم توضأ من عنق ضحية ثم صلى أمام الكاميرات في اصرار حقير على ارهاب الناس فيما قام أحدهم باغتصاب صغيرة بعد ان وضع والدها تحت سرير الاغتصاب أمام الكاميرات وهو يقول الله أكبر فيما اصدقاؤه يضحكون .. وهؤلاء المجرمون يعرفون أن لاأحد سينال من شرفهم وهويتهم طالما كان هناك مثقفو الثورة الذين شاهدوا كل شيء وصمتوا كالشياطين والأبالسة وصناع الجريمة بحجة الفعل ورد الفعل .. وكنا كلما قلنا لهم ان السكوت عن الجنون الثوري سينتهي الى أن يكون لديكم قطيع من الحيوانات المسعورة التي لاتصلح حتى للبراري ..ولايمكن بناء مجتمع بدائي منها .. كانوا يردون بالعواء الثوري العالي والعويل والتفجع وتهم التشبيح .. الكل كان يرى الأطفال التي تحمل البنادق والسكاكين ..والكل كان يرى الأطفال التي تقطع الرؤوس والكل كان يرى كيف تم تدمير المدارس واحتلالها لينقطع الطلاب عن الدراسة ويتفرغوا للمظاهرات واعدام المؤيدين ..ومع هذا صمت الجميع وكان الصمت علامة المباركة والرضا ..
لاادري مالفرق بين مشهد الثورة ناهشة القلوب وبين مشهد الثورة في بداية الأحداث عندما ظهر قطيع من الثوار التماسيح وهم يقطعون بالسيوف رجل أمن في دير الزور ويصرخون بشكل هستيري (قولوا للشبيحة .. الديرية دبيحة) .. فيما كان قطيع آخر من الوحوش في مشهد شهير في بداية الأحداث يعلق رجلا على عمود كهرباء في مدينة حماة ويرقص مبتهجا في مظهر مقزز مخجل لاتفعله قبائل أكلة لحوم البشر .. لاأدري الفرق بين مشهد الثورة ناهشة القلوب وبين مشهد رمي الذبائح البشرية الشهير من على جسر في حماة مخفورا بسيل من الشتائم المقذعة ولا مشهد تكويم الذبائح في جسر الشغور .. وكل هذا لم يحرك مشاعر مجلس الحكم الثوري ولم يطلق دخان الغليون الثوري .. وماالفرق بين مشهد ناهش القلوب ومشهد الصبي الذي يشوي رأسا بشريا على منقل الفحم ؟؟ ماالفرق في الفظاعة بين مشهد ناهش القلوب ومشهد صبي آخر يعمل قاطعا للرؤوس؟ .. لقد تسابق الثوار الى تبرئة الطفل السفاح مع أبيه بحجة انه فقد أمه في الأحداث (دون دليل طبعا) .. وهي عادتهم كلما قرروا ممارسة السادية والحيوانية باللجوء الى وصف القاتل بانه صاحب ثأر ويجب تفهم عواطفه الجياشة .. وهي طريقة اسرائيلية فكلما كانت تحدث عملية تفجير في قافلة جنود اسرائيليين تتبرع وسائل الاعلام بالحديث عن أحد الضحايا الذي كان يحادث أمه على الهاتف عندما حدث التفجير وآخر كان يغازل حبيبته .. لكسب العطف مع جندي محتل كان يحمل سلاحا ليقتل به الفلسطينيين عندما قتل وليس هاتفا نقالا ..وكان على أرض محتلة ..
ومع هذا صمت الثوار العلمانيون وسكتت قضماني وأتاسي الرقيقتان وسكت الفرنسي برهان غليون وسكت معاذ وسيدا وهيتو وصبحي الحديدي وعطوان الطبال والسافل محمد كريشان وحكم البابا وجعارة وكل رهط الاحرار .. وتسابق الجميع لتبرير الهمجية الثورية بانها رد فعل على وحشية النظام .. وانبرى الجميع لتجاهل مناظر الذبح والاعدامات الميدانية .. وكانت كل السيارات المفخخة ترمى على النظام وأجهزته الأمنية ..هكذا دون خجل حتى وان صورت المشهد جبهة النصرة من الفه الى يائه ..
الوقاحة الثورية هي في منتهاها والرذيلة في منتهى فحشها.. ولاأدري سبب سياسة النأي بالنفس من قبل الثورجيين عن هذا الناهش القاتل وما هو في الحقيقة الا نتاج طبيعي لثورة بلا أخلاق وبلا وطن .. ثورة نهشت جسد الوطن وأحشاءه كما يفعل كلب مسعور .. وحاولت اقتلاع قلب الوطن عشرين مرة واهداءه لفم الفصل السابع كما يحمل كلب الصيد طريدة لسيده .. وقامت بسرقة قلب الوطن عشرات المرات ووضعته أمام مائدة مجلس الأمن ليأكله هنيئا مريئا بانياب الناتو ..هل هناك أفظع من اقتلاع قلب الوطن ليأكله الناتو ..؟؟!!..
لاأدري لم يستنكر الثورجيون ومثقفو العرب هذه الوحوش البرية وهي كانت ترضع الجريمة والدم من فم القرضاوي صانع المجرمين وهو أبو القتلة .. وهو ابو المجرمين وسيد الجريمة الأول .. وكيف يتردد البعض في تصديق ذلك العنف والكل يعرف أن العرعور يفتي بالقتل والفرم والسحق والموت علنا على التلفزيون منذ اكثر من سنتين .. ولو كان في دولة قانون لأارسل اما الى مشفى المجانين أو السجن .. أما ثوارنا ومثقفوهم المحترمون فتركوه يمضغ اللحم ويعري العظم ويشيع ثقافة الموت وشرب الدم ..
هل يلام ناهش القلوب وهو تلميذ متواضع لمدرسة العريفي والقرضواي وعرعور وكل رهط المثقفين الذين صوروا النظام وطوائفه على أنهم مخلوقات من المريخ بلا رحمة وفي منتهى القسوة ولاتجوز الرحمة بهم ولامكان لهم الا حفر المقابر؟؟ من يستمع الى تعليقت الثوار العمياء وحقدهم على النظام من خلف شاشات الكومبيتر يعتقد ان القيامة يجب أن تقوم لأنه يتم تصويرجنود النظام على أنهم يقومون بغلي القدور وطبخ النذور من أجسام الثوار ويقومون بحفلات السلخ والشواء لليتامى والارامل .. ويقيمون مهرجانات الاغتصاب الجماعي للعذارى والغلمان وهم يشربون النبيذ ويقتلون بين الجسد والجسد طفلا رضيعا على سبيل التسلية .. وهم يسيرون على الجثث ويلبسون أحذية من جلد البشر .. ويتدربون على الصيد بصيد الأطفال وقنصهم .. كل جرائم الدنيا جمعت في كومة واحدة من فييتنام الى البرازيل الى هيروشيما ثم منحت للشبيحة ..
قلب ناهش القلوب مأكول سلفا .. وقد التهمه القرضاوي ومجاهدو النكاح في حفلات عشائهم وفتاواهم الرهيبة .. فالقرضاوي لايعيش الا بأكل قلوب الناس .. كم قلبا أكله القرضاوي وكم من مهرجان لاقتلاع قلوب العرب أقام .. شجر الربيع العربي الذي سقاه القرضاوي بالدم والذبائح كان محملا بقلوب الشباب العربي المنهوشة في ليبيا واليمن وتونس وسورية والعراق .. الشباب الذي انتحر على عتبات المساجد وتحت منابر العرعور والقرضاوي ورائد صلاح والغنوشي وخالد مشعل واردوغان .. الجامعة العربية وقطر وتركيا كانت تأكل قلوب الشباب ..ولم تشبع ..
وبالطبع سيلزم علي فرزات الثورجي حاليا الصمت وسيرسم لنا زهورا وورودا وأحلاما وردية وأعلاما غامضة وقد يرسم لنا قلب الجندي السوري مليئا بالسم وأن ناهش القلوب أراد غسله وليس أكله ..وربما كان يجري له زراعة قلب أو أراد زرع قلبه لجريح يحتضر .. علي فرزات لم يكن يفوت هذه المناسبات ليعبر عن انسانيته .. فعندما كان علي فرزات رسام السلطة فانه رسم صدام حسين بابشع الصور وعندما قام صدام حسين بغزو الكويت رسم علي فرزات مجموعة من حيوانات الغابة تراقب تلفزيونا وهي مدهوشة من مشاهد غزو العراقيين للكوايتة ووحشيتهم (كما ادعى علي فرزات) ..وربما كانت هذه الثورة هي مانظرت اليها حيوانات علي فرزات .. ولكن ريشة علي فرزات تبحث الآن عن أمجاد التكريم الغربي وهي لاترى القلوب المخلوعة والمقتلعة من الصدور الا على أنها أقل من تقشير موز لأن لقطر فضلا عليه .. وكذلك ريشة عماد حجاج حيث سكت أبو محجوب واحتجب مع محجوب وام محجوب وبدا أبو محجوب يشخر في سابع نومة لأن الهدايا والجوائز القطرية والأوروبية لن تكافئ رسما كهذا .. فهؤلاء فنانو قطر ..وهؤلاء هم أكلة القلوب الحقيقيون .. وهم من أهدى لهم الصقار مشهدا ليقول لهم .. هذا ماتعلمته منكم يااساتذتي ..فتفضلوا .. وانهشوا معي ..ولوكوا اللحم الحقيقي .. عاشت ثورة تنهش القلوب .. والله أكبر
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment