هذا ما يبتغيه «حزب الله» من القصير
|
أوقات الشام
عماد مرمل
ينتظر الرأي العالم الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، غدا، لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» من أجل الاستماع الى شرحه لحيثيات مشاركة الحزب في معركة القصير السورية، والتي جعلت الحملة الداخلية والخارجية عليه تعنف، وصولا الى حد المطالبة بعزله لبنانياً كما اقترح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والعمل على محاصرته دولياً عبر طلب بريطانيا إدراجه رسمياً على لائحة الاتحاد الأوروبي للإرهاب.
لم يعد انخراط الحزب في مواجهة القصير ملتبساً. عناصره تقاتل علنا، وتشييع شهدائه يتم في وضح النهار. بالطبع، ترتب هذه المشاركة المباشرة في القتال المزيد من الضغوط على الحزب الذي يدرك أن لكل خيار كلفته، وبالتالي فهو يعتبر انه إذا كانت مساهمته في معركة القصير ستلحق بعض الأضرار الجانبية به، فإن الانكفاء يسبب لاحقاً خسائر أكبر وأفدح، على المستوى الاستراتيجي.
ولعل رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية كان الأكثر صراحة ووضوحاً عندما قال ان معركة القصير هي لحماية المقاومة. بهذا المعنى، تسود الحزب قناعة راسخة بأن قتاله في سوريا هو خيار اضطراري يندرج في صلب المواجهة مع اسرائيل والولايات المتحدة والدفاع عن فكرة المقاومة وحماية لبنان من خطر التمدد التكفيري، وليست الغارات الإسرائيلية على دمشق والحضانة الغربية والإقليمية للمجموعات المسلحة سوى إشارة صارخة الى جوهر الصراع وطبيعته.
يعتقد الحزب نفسه، حسب أحد قيادييه، «أن الخصم ينظر الى محور سوريا ــ إيران ــ «حزب الله» باعتباره يشكل سلة واحدة وكلاً لا يتجزأ، بحيث إنه حتى إذا رغب أحد أطرافه في تحييد نفسه فإن الجبهة المضادة ترفض تحييده».
وعليه، يرى الحزب أن الخصم يتصرف دائما على أساس أن النجاح في ضرب إحدى حلقات السلسلة الممتدة من طهران الى ببيروت مروراً بدمشق يعني تلقائياً توجيه ضربة الى المحور كله وإضعافه بمجمله. انطلاقا من هذه المقاربة، يعتبر الحزب أنه «من غير الجائز السماح باستفراد سوريا، ليس من منطق التبعية للنظام أو لطهران، وإنما من منطلق أن المركب واحد، وغرقه يعني غرق كل من على متنه».
وهناك من يستعيد على وقع معارك القصير المعادلة الشهيرة التي أطلقها السيد نصرالله مؤخرا بقوله ان لسوريا أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في أيدي اسرائيل وأميركا والجماعات التكفيرية، وهي رسالة يبدو أن مفعولها بدأ يسري تدريجياً على الارض، علما أن العارفين باستراتيجية الحزب يؤكدون أن حلفاء الرئيس بشار الأسد يمكن أن يذهبوا أبعد بكثير في مساندته، إذا توسع دخول العامل الإسرائيلي أو الغربي على خط الأزمة، لأنه من غير الوارد الاكتفاء بالتفرج على إسقاط الدولة السورية الذي ستليه محاولة إسقاط المقاومة في لبنان والإطباق على إيران.
بالمعيار الميداني المباشر، يصر الحزب على أن حضوره في معركة القصير هو حضور دفاعي بامتياز. ليس منطقياً من وجهة نظره أن ينتظر حصول هجوم على الهرمل ومحاصرتها حتى يتحرك، لا سيما أن القصف العشوائي الذي تعرضت له المنطقة، مرات عدة، وضعها في دائرة النار وجعلها رهينة الاحتمالات الصعبة، عدا أن القرى السورية التي يقطنها لبنانيون في الريف بقيت تواجه حالة من عدم الاستقرار، حتى بعد صد محاولات اقتحامها أو استعادة ما سقط منها، لان المسلحين كانوا يعاودون الاعتداء عليها انطلاقا من القاعدة الخلفية لهم والمتمثلة في مدينة القصير التي باتت تشكل تهديداً واسعاً لمحيطها السوري واللبناني.
ووفق المعلومات، فإن وجود عناصر «حزب الله» على جبهة القصير يتركز جغرافياً في الجهات التي تمثل امتداداً للعمق اللبناني والقرى السورية المحاذية للحدود، فيما يتولى الجيش النظامي العمليات العسكرية في الجهات المطلة على العمق السوري من الناحيتين الشمالية والشرقية.
لا يخشى الحزب من التداعيات الأمنية أو المذهبية لخياره الميداني في سوريا على الداخل اللبناني. من منظاره، التحريض عليه ليس جديداً وهو متواصل منذ العام 2005، ومحاولات إثارة الفتنة قائمة بمعزل عما يحصل في سوريا، بل ان منع القضاء على الدولة السورية يساهم برأيه – في الحد من مخاطر انتشار الفوضى في لبنان واتساع التوتر المذهبي في ساحته.
عندما كان أحد نواب «حزب الله» في الجنوب، يقدم لعائلة أحد شهداء القصير شرحاً عن ظروف استشهاد ابنها، وهي عائلة غير حزبية، انبرى الوالد للقول: «الثمن كنا سندفعه، لكن هل ندفعه غدا كلنا في كل ساحات لبنان، أم تكون شهادة ابني ورفاقه حماية للبنان ولو على أرض سوريا وعلى حساب بعض أهل سوريا الذين يحق لهم أن يعترضوا على النظام».
السفير
القضاء على إرهابيين في القصير وإعادة الأمن والاستقرار إلى بساتين الوعر
في هذه الأثناء واصلت وحدات من جيشنا الباسل اليوم
عملياتها ضد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة القصير وعدد من مناطق حمص
وأوقعت العديد من أفرادها قتلى ومصابين.
وذكر مصدر عسكري لـ سانا أن وحدات من جيشنا الباسل
قضت صباح اليوم على 20 إرهابيا ودمرت 7 سيارات محملة بذخيرة وأسلحة في منطقة ضهر
القضيب وجنوب الملعب البلدي في مدينة القصير.
وأضاف المصدر إنه تم القضاء على أعداد من الإرهابيين
في الحارة الشمالية وغرب السوق التجاري شمال دوار محطة السكك الحديدية بالقصير.
وفي إطار عملياتها العسكرية المتواصلة في مدينة
القصير قضت وحدات من جيشنا الباسل اليوم على عدد من متزعمي المجموعات
الإرهابية.
وذكر مصدر مسؤول لمراسل سانا في حمص إن وحدات من
جيشنا الباسل دمرت سيارتين مزودتين برشاشات ثقيلة وعددا من الدراجات النارية وأوقعت
13 ارهابيا قتلى في الحارة الشمالية من المدينة.
وأضاف المصدر إنه تم تدمير عدد من أوكار متزعمي
المجموعات الارهابية بما فيها من أسلحة وذخيرة إضافة إلى تفكيك عدد كبير من العبوات
الناسفة التي زرعها الارهابيون لإعاقة تقدم قواتنا المسلحة.
وأشار المصدر إلى أن وحدة من جيشنا الباسل قضت على
عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة في الحارة الجنوبية بينهم
قناصون.
وبالتوازي مع العمليات المتواصلة في مدينة القصير
واصلت وحدات من جيشنا الباسل عملياتها في الريف الشمالي للمدينة لإحكام الطوق على
الارهابيين ومنعهم من الفرار حيث تم تدمير عدد من أوكارهم في تلك المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن وحدات من جيشنا الباسل دمرت
أوكارا وتجمعات للإرهابيين في قرى وبلدات الضبعة والرستن والغنطو وتلبيسة وبيت حجو
وتل الغار وكيسين والعامرية وعقرب بمن فيها من إرهابيين وأسلحة وذخيرة.
من جهته قال مصدر عسكري إن وحدات من جيشنا الباسل
أعادت الأمن والاستقرار إلى بساتين الوعر بحمص بعد أن دمرت آخر تجمعات وأوكار
الإرهابيين فيها.
وكانت وحدات من
جيشنا الباسل عثرت في بساتين الوعر خلال ملاحقتها للإرهابيين على معمل لتصنيع
العبوات الناسفة وقاعدة لإطلاق الصواريخ وثلاث مشاف ميدانية تحتوي كميات كبيرة من
الأدوية المسروقة في حين قضت وحدات أخرى على تجمعات للإرهابيين شمال جسر قزحل على
طريق حمص مصياف وفي أحياء باب هود والخالدية والورشة والحميدية والقرابيص وجورة
الشياح بمدينة حمص.
ولاحقت وحدات من جيشنا الباسل مجموعات إرهابية مسلحة
تابعة لـ "جبهة النصرة" في الحولة والرستن ودمرت عتادهم وأسلحتهم وألحقت بها خسائر
كبيرة.
وأشار مصدر مسؤول في المحافظة إلى أنه تم تدمير مقر
لتدريب الإرهابيين وعدد من أوكارهم ومخابئ اسلحتهم وذخيرتهم في وادي السايح وبساتين
الوعر بمن فيها من إرهابيين وأدوات إجرامية.
وأحبطت وحدة من جيشنا الباسل محاولة إرهابيين التسلل
فجر اليوم من الأراضي اللبنانية عبر جبال البريج قرب مدينة القصير وأوقعت العديد من
القتلى في صفوفهم.
وذكر مصدر مسؤول لمراسل سانا إنه تم تدمير سيارات
الإرهابيين وآلياتهم بما فيها من أسلحة وذخيرة.
وأضاف المصدر أن وحدة ثانية من جيشنا الباسل أوقعت
قتلى ومصابين في صفوف مجموعات إرهابية حاولت الدخول عبر منطقة حسياء إلى مدينة
القصير لمؤازرة الإرهابيين الذين يتلقون ضربات قاسية على أيدي جيشنا الباسل.
وأشار المصدر إلى أنه من بين القتلى ثلاثة من متزعمي
المجموعات الإرهابية وهم خالد الشقيع ومحمد أحمد شوفان وجمعة
ناصر.
- Battle for Qusayr: Terrorists’ Supply Routes Totally Cut
- أم المعارك ... لماذا القصير ؟؟ ....احمد فرحات
- خسارة المعارضة للقصير تُسقِط تقسيم سوريا
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment