وُلد الشرق الأوسط الحالي باتفاقية
"سايكس – بيكو"، أي تقاسم النفوذ بين المستعمريْن الفرنسي والإنكليزي في البلاد
العربية، وبعد مئة عام تقريباً تولّدت اتفاقية "بوتين –أوباما" على أنقاض مشروع
الشرق الأوسط الجديد أو الكبير،
لإعادة رسم الكيانات خلافاً للمخطط الأميركي الذي يرتكزعلى تقسيم
وتصغير "اللقمة" لابتلاع المنطقة، وكانت أول انتكاسة للمشروع بانتصار المقاومة في
لبنان عام 2006، فاستطاع الأميركيون مع حلفائهم الغربيين وبعض الأعراب الخليجيين من
تحقيق نجاحات واضحة في تهشيم الأمة العربية والإسلامية تمثلت بالآتي:
- إلغاء الانتماء الوطني والديني وتنمية الانتماء المذهبي والقبلي والقومي المتعصب.
- إسقاط الأنظمة وتذويب سلطة الدولة، واستبدالها بتجمعات سياسية غير قابلة للحياة أو القيادة، عبر المجالس الانتقالية، أو تنسيقيات الثورة المفترَضة.
- تغييب قضية الصراع العربي - "الإسرائيلي" وتحرير فلسطين، وإلغاء أو تدجين حركات المقاومة الفلسطينية، وإدخالهم في أنفاق المفاوضات طويلة الأمد، كَرهان على إنهاء الأجيال المقاومة، وتسليم السلطة للأجيال المهادنة التي عاشت في الغربة والشتات والمصالح والفنادق.
- إلغاء الهوية الحضارية والدينية (المسيحية والإسلامية)، والقضاء على جذورها ورموزها في الشرق.
- تحريف الفكر الديني الإسلامي، وصناعة "الإسلاموفوبيا"، وإظهار الإسلام كحركة إرهابية تذبح وتدمّر، وإلغاؤه كمنظومة متكاملة للحياة.
ووصل "البلدوزر" الأميركي إلى سورية لإسقاط آخر قلاع المقاومة والممانعة في الوطن العربي، وعاث فيها فساداً وتدميراً؛ بتجميع عشرات الآلاف من التكفيريين، في محرقة جماعية لهم وللجيش والشعب السورييْن، وكل ذلك باسم الدين والديمقراطية، لكن سورية وحلفاءها صمدوا وقاوموا أكثر من 25 شهراً، واستوعبوا الهجوم الدولي والإقليمي، وأيقظوا الدب الروسي والتنين الصيني من سباتهم السياسي والعسكري لاسترجاع دورهم الدولي، وبدأت إرهاصات الفشل الأميركي وبداية ولادة العالم الجديد، وليس الشرق الأوسط الجديد وفق اتفاقية "بوتين – أوباما" المتوقعة وفق الآتي:
- إلغاء الأُحادية الأميركية على المستوى العالمي، والبدء بالقيادة المتعددة الأقطاب، بدءاً بالثنائية الروسية – الأميركية.
- إلغاء اللاعبين القدامى؛ من الفرنسيين والبريطانيين، وتحويلهم إلى أتباع لأميركا.
- الاعتراف بقوى إقليمية جديدة، وفي مقدمتها إيران، مع منافسة بين الثلاثي التركي والسعودي والمصري، لانتخاب ممثلهم للتفاوض مع الطرف الإيراني على مستوى الإسلام السياسي.
- منع تقسيم الدول، كما حصل في السودان، أو ما يتعرض له العراق، بعد فشل إسقاط النظام والدولة في سورية، وبالتالي إلغاء مشروع تقسيم سورية، الذي يمثل قنبلة لتفجير الدول المجاورة، وتقسيمها وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لكن المشكلة الأساس تتمثل في مسألة حماية الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، ومشكلة اللاجئين والوطن البديل، حيث إن ما تريده "إسرائيل" من كل ما يسمى "الربيع العربي" هو كيفية إبقائها الدولة الأقوى في المنطقة، وإسكات المقاومة بشكل عام، وإغلاق جبهة غزة، وتحييد حركة "حماس" وتدجينها خليجياً، بعدما تم إسكات حركة "فتح" بعد اتفاقيات أوسلو.
لكن سورية وحلفاءها ربحوا جولة حرب السنتين على المستوى السياسي والعسكري، وإن كان الثمن باهظاً على المستوى الإنساني والدمار والأمن الاجتماعي، وبدأوا بحشد أوراق القوة التي يملكونها وهي:
- تعويض إغلاق جبهة غزة المقاومة بجبهة الجولان، التي يمكن أن تتحول إلى جبهة مقاومة عربية وإسلامية، وحتى عالمية؛ في استعادة لتجربة الجيش الأحمر الياباني، والمناضل كارلوس، وبعض المنظمات اليسارية من أميركا اللاتينية وغيرها.
- توسعة ساحة الصراع الميداني وعدم حصرها في سورية، ونقلها إلى ساحات الدول الداعمة للتكفيريين.
- تعطيل الهيمنة الأميركية على مجلس الأمن والمال الخليجي على الجامعة العربية، وإرجاع جنيف ساحة تفاوض كأرض محايدة، وبدء المفاوضات المتكافئة والمتوازنة.
- فضح محور ما يسمى "الربيع العربي"، وكشف المؤامرة الأميركية – "الإسرائيلية" التي أجهضت المطالب العادلة للشعوب العربية، وكذلك عورة "الإسلاميين الجدد"، ومقايضتهم السلطة بالمبادئ والشعارات التي رفعوها طوال عقود ماضية.
- اتفاقية "بوتين – أوباما" لن تنحصر في سورية أو الشرق الأوسط، بل ستطال تقاسم النفوذ، أو إدارة الخلاف، أو محاصرة النفوذ الأميركي على المستوى العالمي، وإلغاء دور أوروبا السياسي لصالح قوى "البريكس"، وإلغاء دورها الاقتصادي أيضاً لمصلحة الاقتصاد الصيني.
- اتفاقية "بوتين – أوباما" ومؤتمر "جنيف2" سيعلن فشل إسقاط سورية، وإعلان سقوط الهيمنة الأميركية على العالم، وانفجار الفقاعات السياسية الطارئة، مثل قطر وغيرها، لمصلحة الدول ذات الحضارة والقوة.
لقد استطاع محور المقاومة بالإرادة والأمل والثقة بالنفس، وبالعدالة الإلهية، أن يهزم الجبروت الأميركي، ويؤسس لاستعادة هوية الأمة وحقوقها ومقدساتها.
إذا لم تنجح اتفاقية "بوتين – أوباما" في مؤتمر جنيف، فإن جولة من العنف والحرب ستبدأ بشكل أكثر سخونة، حتى يتقبل الأميركيون خسارتهم، ويثبت محور المقاومة أرباحه، والعودة إلى التفاوض الأخير.
الصراع في سورية ليس صراعاً حول رئيس أو نظام، بل إنها حرب عالمية ثالثة "مصغّرة" بعد نحو قرن على الحرب العالمية الأولى.. فهل يرضخ الأميركيون، أم يطيلون المعركة بانتظار الحرب العالمية الثالثة الكبرى؟
سورية ألان - الثبات
- إلغاء الانتماء الوطني والديني وتنمية الانتماء المذهبي والقبلي والقومي المتعصب.
- إسقاط الأنظمة وتذويب سلطة الدولة، واستبدالها بتجمعات سياسية غير قابلة للحياة أو القيادة، عبر المجالس الانتقالية، أو تنسيقيات الثورة المفترَضة.
- تغييب قضية الصراع العربي - "الإسرائيلي" وتحرير فلسطين، وإلغاء أو تدجين حركات المقاومة الفلسطينية، وإدخالهم في أنفاق المفاوضات طويلة الأمد، كَرهان على إنهاء الأجيال المقاومة، وتسليم السلطة للأجيال المهادنة التي عاشت في الغربة والشتات والمصالح والفنادق.
- إلغاء الهوية الحضارية والدينية (المسيحية والإسلامية)، والقضاء على جذورها ورموزها في الشرق.
- تحريف الفكر الديني الإسلامي، وصناعة "الإسلاموفوبيا"، وإظهار الإسلام كحركة إرهابية تذبح وتدمّر، وإلغاؤه كمنظومة متكاملة للحياة.
ووصل "البلدوزر" الأميركي إلى سورية لإسقاط آخر قلاع المقاومة والممانعة في الوطن العربي، وعاث فيها فساداً وتدميراً؛ بتجميع عشرات الآلاف من التكفيريين، في محرقة جماعية لهم وللجيش والشعب السورييْن، وكل ذلك باسم الدين والديمقراطية، لكن سورية وحلفاءها صمدوا وقاوموا أكثر من 25 شهراً، واستوعبوا الهجوم الدولي والإقليمي، وأيقظوا الدب الروسي والتنين الصيني من سباتهم السياسي والعسكري لاسترجاع دورهم الدولي، وبدأت إرهاصات الفشل الأميركي وبداية ولادة العالم الجديد، وليس الشرق الأوسط الجديد وفق اتفاقية "بوتين – أوباما" المتوقعة وفق الآتي:
- إلغاء الأُحادية الأميركية على المستوى العالمي، والبدء بالقيادة المتعددة الأقطاب، بدءاً بالثنائية الروسية – الأميركية.
- إلغاء اللاعبين القدامى؛ من الفرنسيين والبريطانيين، وتحويلهم إلى أتباع لأميركا.
- الاعتراف بقوى إقليمية جديدة، وفي مقدمتها إيران، مع منافسة بين الثلاثي التركي والسعودي والمصري، لانتخاب ممثلهم للتفاوض مع الطرف الإيراني على مستوى الإسلام السياسي.
- منع تقسيم الدول، كما حصل في السودان، أو ما يتعرض له العراق، بعد فشل إسقاط النظام والدولة في سورية، وبالتالي إلغاء مشروع تقسيم سورية، الذي يمثل قنبلة لتفجير الدول المجاورة، وتقسيمها وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لكن المشكلة الأساس تتمثل في مسألة حماية الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، ومشكلة اللاجئين والوطن البديل، حيث إن ما تريده "إسرائيل" من كل ما يسمى "الربيع العربي" هو كيفية إبقائها الدولة الأقوى في المنطقة، وإسكات المقاومة بشكل عام، وإغلاق جبهة غزة، وتحييد حركة "حماس" وتدجينها خليجياً، بعدما تم إسكات حركة "فتح" بعد اتفاقيات أوسلو.
لكن سورية وحلفاءها ربحوا جولة حرب السنتين على المستوى السياسي والعسكري، وإن كان الثمن باهظاً على المستوى الإنساني والدمار والأمن الاجتماعي، وبدأوا بحشد أوراق القوة التي يملكونها وهي:
- تعويض إغلاق جبهة غزة المقاومة بجبهة الجولان، التي يمكن أن تتحول إلى جبهة مقاومة عربية وإسلامية، وحتى عالمية؛ في استعادة لتجربة الجيش الأحمر الياباني، والمناضل كارلوس، وبعض المنظمات اليسارية من أميركا اللاتينية وغيرها.
- توسعة ساحة الصراع الميداني وعدم حصرها في سورية، ونقلها إلى ساحات الدول الداعمة للتكفيريين.
- تعطيل الهيمنة الأميركية على مجلس الأمن والمال الخليجي على الجامعة العربية، وإرجاع جنيف ساحة تفاوض كأرض محايدة، وبدء المفاوضات المتكافئة والمتوازنة.
- فضح محور ما يسمى "الربيع العربي"، وكشف المؤامرة الأميركية – "الإسرائيلية" التي أجهضت المطالب العادلة للشعوب العربية، وكذلك عورة "الإسلاميين الجدد"، ومقايضتهم السلطة بالمبادئ والشعارات التي رفعوها طوال عقود ماضية.
- اتفاقية "بوتين – أوباما" لن تنحصر في سورية أو الشرق الأوسط، بل ستطال تقاسم النفوذ، أو إدارة الخلاف، أو محاصرة النفوذ الأميركي على المستوى العالمي، وإلغاء دور أوروبا السياسي لصالح قوى "البريكس"، وإلغاء دورها الاقتصادي أيضاً لمصلحة الاقتصاد الصيني.
- اتفاقية "بوتين – أوباما" ومؤتمر "جنيف2" سيعلن فشل إسقاط سورية، وإعلان سقوط الهيمنة الأميركية على العالم، وانفجار الفقاعات السياسية الطارئة، مثل قطر وغيرها، لمصلحة الدول ذات الحضارة والقوة.
لقد استطاع محور المقاومة بالإرادة والأمل والثقة بالنفس، وبالعدالة الإلهية، أن يهزم الجبروت الأميركي، ويؤسس لاستعادة هوية الأمة وحقوقها ومقدساتها.
إذا لم تنجح اتفاقية "بوتين – أوباما" في مؤتمر جنيف، فإن جولة من العنف والحرب ستبدأ بشكل أكثر سخونة، حتى يتقبل الأميركيون خسارتهم، ويثبت محور المقاومة أرباحه، والعودة إلى التفاوض الأخير.
الصراع في سورية ليس صراعاً حول رئيس أو نظام، بل إنها حرب عالمية ثالثة "مصغّرة" بعد نحو قرن على الحرب العالمية الأولى.. فهل يرضخ الأميركيون، أم يطيلون المعركة بانتظار الحرب العالمية الثالثة الكبرى؟
سورية ألان - الثبات
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment