Pages

Sunday, 19 May 2013

لماذا يزور قائد القيادة الوسطى الاميركية لبنان الان ؟

 


‏السبت‏، 18‏ أيار‏، 2013


أوقات الشام

في خضم تسارع الاحداث السياسية الداخلية اللبنانية وتداخل الملفات والمواقف بين قانون الانتخاب وتشكيل الحكومة، وفي خضم ما يحيط بلبنان من احداث خصوصا ما يجري في سورية وازدياد حدة الصراع الدولي هناك، برز وصول قائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال لويد اوستن الى لبنان على رأس وفد عسكري اميركي، حيث زار كلاً من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي.

وقد اعلنت السفارة الاميركية في بيان لها ان الجنرال اوستن بحث ملفات امنية وسياسية محلية واقليمية خلال لقاءاته، كما انه أعلن انه “تمَّ تقديم مساعدات ومعدات للجيش بقيمة 180 مليون دولار”، ودائما بحسب بيان السفارة الاميركية.

فقد لا يكون خبرا عابرا او حديثا عاديا يمر مرور الكرام -او هكذا يجب ان يكون- ان تزور لبنان شخصية عسكرية اميركية رفيعة المستوى بحجم الجنرال اوستن في هذا التوقيت بالذات وان يطلق بعض المواقف الاميركية “الممجوجةحول دعم الجيش اللبناني، وتجديد العبارة التي لا يمل المسؤولون الاميركيون الذين يزورون لبنان من قولها وهي أنهم يريدون “لبنان مستقرا وسيدا ومستقلا”، متناسين الانتهاكات الاسرائيلية اليومية بل الساعيّة للسيادة اللبنانية، ولعل جيش العدو الاسرائيلي ليس بحاجة ليبلغ حليفه وراعيه الاميركي بنشاطه الدائم والمستمر بانتهاك سيادة لبنان.

ما الاسباب والدلالات الحقيقية لزيارة الجنرال اوستن الى لبنان؟

لكن الاهم من الحديث عن الحرص الاميركي المفقود على سيادة لبنان، من التساؤل عن توقيت هذه الزيارة الى لبنان وعن الاسباب والدلالات الحقيقية لها، وعن مغزى هذه الزيارة في ظل ما يجري في سورية خصوصا بعد العدوان الصهيوني عليها وبعد جملة الردود السورية التي اعلنت بعد هذا العدوان بدءا من فتح جبهة الجولان امام المقاومة وصولا الى تزويد المقاومة اللبنانية بالسلاح الكاسر للتوازن.

فهل زيارة الجنرال الاميركي كانت للبحث في العلاقات الثنئاية بين الجيشين الاميركي واللبناني ام انها للبحث في مواضيع تتعلق بأمن كيان العدو ومجريات الاحداث في سورية؟ وهل ان لقاءات اوستن اقتصرت على قصر بعبدا ومكتب قائد الجيش في اليرزة ام ان هناك لقاءات اخرى تمّت بعيدا عن الاعلام؟ ومع من قد يكون التقى هذا الجنرال الاميركي وهو على مقربة من المعارك الدائرة في سورية؟ وهل قام بزيارات الى مناطق حدودية معينة سواء للحدود مع فلسطين المحتلة او للحدود مع سورية؟

العميد حطيط: اميركا لا تريد جيشا لبنانيا قويا يحمي الحدود

حول كل هذه التساؤلات توجهنا بالسؤال الى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أمين حطيط الذي قال “لا نعتقد ان هذه الزيارة لها علاقة بنيّة اميركية بتعزيز قدرات الجيش اللبناني او بتطوير هذه القدرات لان هذا الامر مرتبط دائما وخاضع لما تراه اسرائيل”، واضاف ان “العدو الاسرائيلي لا يريد ان يرى جيشا لبنانيا قويا والكل يذكر ما حصل في بلدة عديسة الجنوبية عندما رد الجيش اللبناني ببسالة على الاعتداء الاسرائيلي وكيف قامت الدنيا ولم تقعد”، مؤكدا ان “اميركا لا تريد جيشا لبنانيا قويا يحمي الحدود”.

واوضح حطيط في حديث لموقع “قناة المنار” الالكتروني ان “زيارة الجنرال اوستن لها اهداف محددة ترتبط بشكل اساسي بالوضع في سورية والوضع الداخلي اللبناني في ظل الاختلاف السياسي بين الافرقاء حول قانون الانتخاب واستطلاع قدرات القوى اللبنانية المختلفة وخصوصا المقاومة، بما يرتبط دائما بضمان أمن كيان العدو”.

ولفت العميد حطيط الى ان “الهدف الاول للزيارة هو استطلاع الواقع الميداني اللبناني فيما لو تفلت الامر في سورية وانطلقت النار عبر الحدود الى لبنان”، واضاف ان “الحديث الاميركي الدائم عن انهم يريدون لبنان سيدا ومستقلا يعني بحسب الرغبة والنية الاميركية ان يكون لبنان وقراره السياسي بيد الادارة الاميركية وان لا يكون الفريق المقاوم شريكا فعليا في القرار والسلطة في لبنان كما كان الوضع عليه منذ العام 2005 وحتى العام 2008 حيث كان الحاكم الفعلي للبنان هو جيفري فيلتمان ووقتها كانوا لا يتوقفون عن تكرار ان لبنان سيد ومستقل”.

اوستن جاء ليرى كيف يمكن اعادة صياغة الواقع اللبناني بعد انجازات الجيش السوري

واشار حطيط الى ان “الهدف الثاني لزيارة الجنرال اوستن الى لبنان وهو هدف بالغ الخطورة، يتركز باستطلاعه ماذا بإمكان لبنان ان يفعل ويقدم للمجموعات المسلحة السورية بعد الانجازات العسكرية التي حققها الجيش العربي السوري في منطقتي ريف دمشق وريف القصير والتي عطلت دور لبنان كورقة ضاغطة على النظام السوري كما تريد اميركا وكما استعملته خلال السنتين الماضيتين من الازمة السورية”، واضاف ان “الجنرال الاميركي جاء ليرى كيف يمكن اعادة صياغة الواقع اللبناني عسكريا للتغلب على المستجد في سورية الذي افقد اميركا قدرة استخدام لبنان في الواقع السوري”.

وشرح حطيط ان “الهدف الثالث للزيارة هو ان المسؤولين العسكريين الاميركيين وبحسب استراتيجيتهم السلوكية يستطلعون المنطقة قبل انفجار ما، واضاف “لذلك فالاميركيون في ظل الوضع الداخلي اللبناني وفي ظل عدم الوفاق السياسي حول الانتخابات النيابية يخشون انفجارا ما او يسعون الى ذلك او يخشون نية بعض الفرقاء اللبنانيين بتغيير النظام السياسي ومن هنا فهم يريدون الوقوف على الميدان لمعرفة لمن تكون الغلبة في حال الانفجار وكيف يمكنهم التدخل في حال حدوث هذا الانفجار”.

وحول علاقة هذه الزيارة بقدرات المقاومة والسلاح الكاسر للتوازن مع العدو، رأى حطيط ان “من اهداف الزيارة انه اذا ما قررت اميركا مواجهة حزب الله في لحظة من اللحظات والعمل ضده في هذه المرحلة بالذات فإن الجنرال اوستن جاء ليستطلع من هم الفرقاء الذين يمكن العمل ضد حزب الله في الداخل اللبناني وكيف يمكن ان يساعدوا لمنع وصول السلاح الكاسر للتوازن من سورية وكذلك اشغال المقاومة داخليا بما يريح اسرائيل”، واكد ان “اوستن لا يقوم شخصيا بلقاء الافرقاء في الداخل اللبناني بل يكلف ذلك اجهزة المخابرات انما هو جاء ليرفع سقف العمل ويشكل الغطاء والجدية والاهمية لحركة التابعين في التعامل معها بينما التابعون يأخذون العناوين العريضة ويعملون على أساسها”.

وحول امكانية زيارة الجنرال الاميركي للحدود مع سورية وفلسطين المحتلة، قال حطيط “اعتقد ان الجنرال اوستن قام بزيارة للحدود اللبنانية مع سورية خصوصا في المنطقة الحدودية القريبة من منطقة القصير وكذلك في منطقة عكار لان اميركا منزعجة من الانجازات العسكرية السورية التي ادت الى خسارة المعارضة السورية ورقة لبنان رغم ان اطرافا لبنانية قدمت مع تركيا للمعارضة السورية خلال السنتين الماضيتين 80 % من الاحتياجات العسكرية واللوجستية، واستبعد “امكانية ان يكون اوستن قد قام بزيارة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لان زيارة الجنوب لها دلالات ومعاني في مواجهة المقاومة مع العدو الاسرائيلي”.

ويبقى ان على اللبنانيين التنبه لكل الاخطار التي تحدق بوطنهم والتي لا تقف عند ما يجري في سورية، فالعدو الصهيوني يتربص للاضرار بلبنان وهناك من يخطط من وراء البحار لتحقيق مصالحه في المنطقة دون اي اعتبار لمصالح لبنان واللبنانيين، لذلك يجب على جميع الافرقاء في لبنان التكاتف والبحث عن سبل حماية وطنهم من انزلاقه في مخططات يعدها الاعداء له.المنار
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments:

Post a Comment