القصير والبعد الاستراتيجي
|
الثلاثاء، 28 أيار، 2013
حسين مرتضى
بدأت تداعيات ونتائج المعركة تعطي ثمارها، بعد ساعات قليلة من انجلاء الغبار، ونجاح الخطة الموضوعة للمرحلة الأولى، والسرعة والدقة في تنفيذ تكتيكات المرحلة الثانية، ما ادى الى تصدع مشروع المجموعات المسلحة، ومقره في القصير، بعد أن كانت الدول الداعمة للمجموعات المسلحة تطلق لقب “عاصمة الثورة” على تلك المدينة الصغيرة.
المشروع الذي كان يمتد من بلدة عرسال نحو مشاريع القاع وجوسية ووادي خالد، على امتداد الحدود اللبنانية، بعمق استراتيجي يصل حتى الحدود السورية العراقية شرقاً، وشمالاً حتى ادلب وحلب، وجنوبا يصل إلى الحدود الاردنية مروراً بريف دمشق، بدأ يتهاوى أمام عمليات الجيش السوري في القصير، والتي انعكست بسرعة الريح على ما تبقى من المجموعات المسلحة في باقي المناطق.
ووفق ملاحقة مدروسة من قوات الجيش السوري، كانت الخطة تقضي بعدم إمكانية الفرار أو النجدة من وإلى القصير، من ريف دمشق وباتجاه حسية وشمسين وشنشار وغيرها، هذا الأمر جعل التداعي والانهيار يمتد إلى أكثر من منطقة ليصل إلى ريف حماة وريف إدلب وريف حلب.
وندلل هنا ببعض الملامح التي تؤكد على حالة الهستيريا، التي انتابت المسلحين ورعاتهم أشخاصاً وأنظمة، وفق ما تمثله القصير كنقطة استراتيجية على الخارطة السورية، فهي تتوسطها، وتقع على الحدود اللبنانية ما يعطيها أهمية بالغة جداً، حيث تشكل خطرا على الطرق الواصلة بين المحافظات وخاصة بين الساحل والمحافظات الوسطى والجنوبية، وأيضاً تشكل جبهة إمداد للجبهات الأخرى انطلاقاً من الحدود اللبنانية من عرسال حتى وادي خالد مروراً بمشاريع القاع وجوسية، فالسيطرة عليها ستكون ضربة موجعة جداً للمسلحين، ما سرّع في سحب ورقة القوة من يد المسلحين على الجبهة اللبنانية، وعجل في تهميش دور وحجم أدواته في الداخل اللبناني.
وبالرغم من شراسة المعركة، والتي استخدم فيها المسلحون كل أنواع الأسلحة ونداءات الاستغاثة المتكررة، للمسلحين في الداخل اللبناني، الذين حاولوا الاستجابة لتلك النداءات، وأرسلوا اعدادا كبيرة من المسلحين، من محور هيت وعرسال، إلا أنهم لم يفلحوا في تخطي الحدود، ما يشير إلى الوضع المزري داخل المدينة.
والجدير ذكره أن الجيش السوري اعتمد خطة استراتيجية، غاية في الأهمية، بعد استمراره في مهاجمة مواقع ومراكز المسلحين في الحي الشمالي من المدينة، وبالتزامن قام بالالتفاف على بلدة الحميدية والضبعة وعرجون المتاخمة للحي الشمالي في القصير، وبدأ بفصل الحميدية عن القصير، وفي المرحلة الثانية فصل الحميدية عن بلدة الضبعة ومطار الضبعة، بذلك حقق هدفاً استراتيجياً مهماً في معركة القصير، وهو خنق المجموعات المسلحة وجعلها بدون عمق إستراتيجي يؤمن لها استمرار الامداد بالسلاح والمسلحين، وملجأ لهرب قادتها.
إن استمرار الجيش السوري في استراتيجية قضم الأراضي أو بالأحرى قضم المسلحين، مهد أكثر لمعركة ريف دمشق الشمالي المنتظرة، فهدف الجيش العربي السوري من استراتيجية قضم الأراضي، هو التخلص من الجبهات التي يمكن السيطرة عليها بأقل كلفة ووقت، لكي يستطيع أن يركز قوته في النهاية على الجبهات الشمالية ومنها جبهة حلب الأكثر أهمية، بسبب الجيب التركي الواسع والمفتوح.
نجاح الجيش السوري في حسم معركة القصير، سيحقق إطباق الحصار على مدينة حمص، ويقطع طرق الإمداد عنها كافّة، الأمر الذي قد يعد مقدمة لاستعادة السيطرة عليها، ومن شأن ذلك أن يعزل المجموعات المسلحة في أطراف بعيدة عن المركز في الشمال وأقصى الجنوب والشرق، ويمنح الجيش السوري القدرة على استمرار تدفق امدادته على امتداد الجغرافيا السورية، بعد خلق تواصل جغرافي آمن ما بين العاصمة والمنطقة الوسطى حمص وحماة، وصولًا إلى الساحل السورية وما يمكننا قوله، إن معركة القصير يمكن أن تكون هي معركة الحسم في الحرب على سوريا، وستشكل نقلة نوعية على طريق انتصار الجيش السوري الشامل على كافة الأراضي السورية وفشل المجموعات المسلحة ومشروع داعميها، فما بعد معركة القصير ليس كما قبلها، وسيكتب المؤرخون ذلك بكل تأكيد وبذلك يكون الانتصار الاستراتيجي قد تحقق وهو افشال مشروع الدول التي تقف وراء المجموعات المسلحة.
العهد
بدأت تداعيات ونتائج المعركة تعطي ثمارها، بعد ساعات قليلة من انجلاء الغبار، ونجاح الخطة الموضوعة للمرحلة الأولى، والسرعة والدقة في تنفيذ تكتيكات المرحلة الثانية، ما ادى الى تصدع مشروع المجموعات المسلحة، ومقره في القصير، بعد أن كانت الدول الداعمة للمجموعات المسلحة تطلق لقب “عاصمة الثورة” على تلك المدينة الصغيرة.
المشروع الذي كان يمتد من بلدة عرسال نحو مشاريع القاع وجوسية ووادي خالد، على امتداد الحدود اللبنانية، بعمق استراتيجي يصل حتى الحدود السورية العراقية شرقاً، وشمالاً حتى ادلب وحلب، وجنوبا يصل إلى الحدود الاردنية مروراً بريف دمشق، بدأ يتهاوى أمام عمليات الجيش السوري في القصير، والتي انعكست بسرعة الريح على ما تبقى من المجموعات المسلحة في باقي المناطق.
ووفق ملاحقة مدروسة من قوات الجيش السوري، كانت الخطة تقضي بعدم إمكانية الفرار أو النجدة من وإلى القصير، من ريف دمشق وباتجاه حسية وشمسين وشنشار وغيرها، هذا الأمر جعل التداعي والانهيار يمتد إلى أكثر من منطقة ليصل إلى ريف حماة وريف إدلب وريف حلب.
وندلل هنا ببعض الملامح التي تؤكد على حالة الهستيريا، التي انتابت المسلحين ورعاتهم أشخاصاً وأنظمة، وفق ما تمثله القصير كنقطة استراتيجية على الخارطة السورية، فهي تتوسطها، وتقع على الحدود اللبنانية ما يعطيها أهمية بالغة جداً، حيث تشكل خطرا على الطرق الواصلة بين المحافظات وخاصة بين الساحل والمحافظات الوسطى والجنوبية، وأيضاً تشكل جبهة إمداد للجبهات الأخرى انطلاقاً من الحدود اللبنانية من عرسال حتى وادي خالد مروراً بمشاريع القاع وجوسية، فالسيطرة عليها ستكون ضربة موجعة جداً للمسلحين، ما سرّع في سحب ورقة القوة من يد المسلحين على الجبهة اللبنانية، وعجل في تهميش دور وحجم أدواته في الداخل اللبناني.
وبالرغم من شراسة المعركة، والتي استخدم فيها المسلحون كل أنواع الأسلحة ونداءات الاستغاثة المتكررة، للمسلحين في الداخل اللبناني، الذين حاولوا الاستجابة لتلك النداءات، وأرسلوا اعدادا كبيرة من المسلحين، من محور هيت وعرسال، إلا أنهم لم يفلحوا في تخطي الحدود، ما يشير إلى الوضع المزري داخل المدينة.
والجدير ذكره أن الجيش السوري اعتمد خطة استراتيجية، غاية في الأهمية، بعد استمراره في مهاجمة مواقع ومراكز المسلحين في الحي الشمالي من المدينة، وبالتزامن قام بالالتفاف على بلدة الحميدية والضبعة وعرجون المتاخمة للحي الشمالي في القصير، وبدأ بفصل الحميدية عن القصير، وفي المرحلة الثانية فصل الحميدية عن بلدة الضبعة ومطار الضبعة، بذلك حقق هدفاً استراتيجياً مهماً في معركة القصير، وهو خنق المجموعات المسلحة وجعلها بدون عمق إستراتيجي يؤمن لها استمرار الامداد بالسلاح والمسلحين، وملجأ لهرب قادتها.
إن استمرار الجيش السوري في استراتيجية قضم الأراضي أو بالأحرى قضم المسلحين، مهد أكثر لمعركة ريف دمشق الشمالي المنتظرة، فهدف الجيش العربي السوري من استراتيجية قضم الأراضي، هو التخلص من الجبهات التي يمكن السيطرة عليها بأقل كلفة ووقت، لكي يستطيع أن يركز قوته في النهاية على الجبهات الشمالية ومنها جبهة حلب الأكثر أهمية، بسبب الجيب التركي الواسع والمفتوح.
نجاح الجيش السوري في حسم معركة القصير، سيحقق إطباق الحصار على مدينة حمص، ويقطع طرق الإمداد عنها كافّة، الأمر الذي قد يعد مقدمة لاستعادة السيطرة عليها، ومن شأن ذلك أن يعزل المجموعات المسلحة في أطراف بعيدة عن المركز في الشمال وأقصى الجنوب والشرق، ويمنح الجيش السوري القدرة على استمرار تدفق امدادته على امتداد الجغرافيا السورية، بعد خلق تواصل جغرافي آمن ما بين العاصمة والمنطقة الوسطى حمص وحماة، وصولًا إلى الساحل السورية وما يمكننا قوله، إن معركة القصير يمكن أن تكون هي معركة الحسم في الحرب على سوريا، وستشكل نقلة نوعية على طريق انتصار الجيش السوري الشامل على كافة الأراضي السورية وفشل المجموعات المسلحة ومشروع داعميها، فما بعد معركة القصير ليس كما قبلها، وسيكتب المؤرخون ذلك بكل تأكيد وبذلك يكون الانتصار الاستراتيجي قد تحقق وهو افشال مشروع الدول التي تقف وراء المجموعات المسلحة.
العهد
- عمليات إنزال جوية ناجحة في حلب
- قواتنا المسلحة تفرض سيطرتها على مطار الضبعة وتعيد الاستقرار للدوير والمهاجرين بريف حمص/ صور
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment