السيناريو الكارثي... عندما ينقلب على أعداء سوريا
|
الثلاثاء، 14 أيار، 2013
عقيل الشيخ حسين
الاتهامات والتفسيرات التي تذهب كل مذهب بخصوص التفجيرين اللذين نفذا في الريحانية لا تحول دون ملاحظة أن الشبه هو شبه الذئب بالذئب بينهما وبين التفجيرات التي يتواتر تنفيذها منذ سنتين في سوريا ومنذ عشر سنوات في العراق. سيارات مفخخة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، وأعداد كبيرة من الضحايا المدنيين بوجه خاص، وجهات فاعلة معروفة منها تركيا التي تمنحها حدودها المشتركة مع سوريا والعراق مزايا لا تتوافر بالقدر نفسه من السهولة لدول كالسعودية أو قطر أو حتى الكيان الصهيوني.
وبالطبع لا تكفي هذه الاعتبارات وحدها لتوجيه إصبع الاتهام إلى أحد مكونات الحلف الذي يشن الحرب على سوريا. لا بل إن مؤشرات ظاهرية عديدة تذهب في الوجهة المعاكسة. أليس، أن تركيا تضطلع بدور أساسي في تلك الحرب؟ أليس أن الريحانية لا تبعد إلا خمسة كيلومترات عن الحدود التي تفصل سوريا عما سمي بـ "جمهورية هاتاي"، أي لواء إسكندرونة السوري الذي أهدته فرنسا، عام 1938، أي خلال فترة الانتداب، إلى تركيا لأهداف تتعلق بالتحالفات ضد ألمانيا عشية الحرب العالمية الثانية. أليس أن كل ذلك يسمح بتوجيه إصبع الاتهام إلى سوريا؟
ظاهرياً فقط، شأن الكثير من الأعمال الإرهابية المشابهة التي تفتعل لتبرير حروب الهيمنة كما في الاغتيالات والتفجيرات الكثيرة التي يقوم بها جهاز الموساد ضد إسرائيليين أو يهود لأن أصابع الاتهام ستتجه مباشرة نحو الفلسطينيين والعرب، أو شأن الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11/9/2001 التي تراكمت الأدلة على تنفيذها بإشراف من البنتاغون ووكالة الاستخبارات الأميركية.
من هنا، فإن الأرجح أن تكون تفجيرات الريحانية من صنع تركيا نفسها، أو من صنع بعض الأطراف الأخرى في التحالف المعادي لسوريا، وأن يكون الهدف الانتقال في الحرب على سوريا إلى أشكال أخرى من التصعيد.
من صنع تركيا نفسها، لأن رجب أردوغان الذي اتهم سوريا بأنها تريد إدخال تركيا في سيناريو كارثي ـ مع أن سوريا المنشغلة منذ سنتين في حربها مع الإرهاب، والتي تكرس كامل جهدها لتنظيف أراضيها من العصابات المسلحة، تعيش وضعاً لا يسمح لها عملياً بالتعامل بالمثل مع تركيا أو غيرها ـ قد أدرك منذ مدة طويلة مدى عمق الكارثة التي أدخل نفسه وبلده فيها عندما ظن بأن تدمير سوريا سيفتح الباب أمام إقامة امبراطورية عثمانية جديدة.
لذا، وجهلاً منه بطبيعة المشروع الاستكباري الأميركي الذي يستهدف تركيا، على المدى الاستراتيجي، بقدر ما يستهدف سوريا أو إيران، سبق له أكثر من مرة أن استغاث بالناتو وحثه، دون فائدة، على التدخل في سورياً أملاً بالحد من وطأة ذلك السيناريو الكارثي. وقد يكون قد تخيل أن تدبير تفجيري الريحانية واتهام سوريا بالوقوف وراءهما سيدفع حلف الناتو إلى إرسال جيوشه لإخراجه من ورطته. وها هو الآن يصرح لمرة الألف بأن الوقت قد حان لتدخل المجتمع الدولي.
لكن المجتمع الدولي، أي الناتو والولايات المتحدة تحديداً، في واد آخر. لا لأن أمينه العام راسموسن، أو الرئيس الأميركي أوباما، قد رددا القول مراراً بأنهما لا ينويان التدخل في سوريا. بل لأنهما عاجزان عن ذلك في ظل معرفتهما بقدرة سوريا على الرد الصاعق، وفي ظل سلسلة الهزائم العسكرية التي مني به مشروع الهيمنة الصهيو ـ أميركي في المنطقة.
إلا أن ذلك لا يعني أن الناتو والولايات المتحدة لا يسعيان إلى ضرب سوريا، بطرق غير التدخل المباشر والحرب الشاملة، وإن كانت تلك الطرق لا تعتبر كافية من قبل أردوغان وغيره من المتورطين المحشورين الذين بدأوا يغرقون في السيناريو الكارثي الذي أعدوه لسوريا فوقعوا فيه. ولعل دفع تركيا تحديداً إلى آتون تلك الحرب هو إحدى اهم تلك الطرق.
خصوصاً بعد أن بينت الوقائع الميدانية أن الجماعات المسلحة في الداخل السوري قد بدأت بالانهيار، وأن توريط تركيا قد يعدل مسار الأحداث لمصلحة المشروع الصهيو ـ أميركي، وأن اقتتالاً سورياً ـ تركياً يظل في النهاية اقتتالاً بين بلدين يستهدفهما ذلك المشروع.
على ذلك يمكن لتفجيرات الريحانية أن تكون من صنع أجهزة الاستخبارات الغربية أو الجماعات الإرهابية في الداخل السوري التي سبق لها أكثر من مرة أن أطلقت قذائف على الأراضي التركية أو على الأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني على أمل أن يؤدي ذلك إلى التدخل العسكري الذي يتوهمون بأنه سيحقق أهدافهم الخبيثة.
River to Sea Uprooted Palestinian
الاتهامات والتفسيرات التي تذهب كل مذهب بخصوص التفجيرين اللذين نفذا في الريحانية لا تحول دون ملاحظة أن الشبه هو شبه الذئب بالذئب بينهما وبين التفجيرات التي يتواتر تنفيذها منذ سنتين في سوريا ومنذ عشر سنوات في العراق. سيارات مفخخة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، وأعداد كبيرة من الضحايا المدنيين بوجه خاص، وجهات فاعلة معروفة منها تركيا التي تمنحها حدودها المشتركة مع سوريا والعراق مزايا لا تتوافر بالقدر نفسه من السهولة لدول كالسعودية أو قطر أو حتى الكيان الصهيوني.
وبالطبع لا تكفي هذه الاعتبارات وحدها لتوجيه إصبع الاتهام إلى أحد مكونات الحلف الذي يشن الحرب على سوريا. لا بل إن مؤشرات ظاهرية عديدة تذهب في الوجهة المعاكسة. أليس، أن تركيا تضطلع بدور أساسي في تلك الحرب؟ أليس أن الريحانية لا تبعد إلا خمسة كيلومترات عن الحدود التي تفصل سوريا عما سمي بـ "جمهورية هاتاي"، أي لواء إسكندرونة السوري الذي أهدته فرنسا، عام 1938، أي خلال فترة الانتداب، إلى تركيا لأهداف تتعلق بالتحالفات ضد ألمانيا عشية الحرب العالمية الثانية. أليس أن كل ذلك يسمح بتوجيه إصبع الاتهام إلى سوريا؟
ظاهرياً فقط، شأن الكثير من الأعمال الإرهابية المشابهة التي تفتعل لتبرير حروب الهيمنة كما في الاغتيالات والتفجيرات الكثيرة التي يقوم بها جهاز الموساد ضد إسرائيليين أو يهود لأن أصابع الاتهام ستتجه مباشرة نحو الفلسطينيين والعرب، أو شأن الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11/9/2001 التي تراكمت الأدلة على تنفيذها بإشراف من البنتاغون ووكالة الاستخبارات الأميركية.
من هنا، فإن الأرجح أن تكون تفجيرات الريحانية من صنع تركيا نفسها، أو من صنع بعض الأطراف الأخرى في التحالف المعادي لسوريا، وأن يكون الهدف الانتقال في الحرب على سوريا إلى أشكال أخرى من التصعيد.
من صنع تركيا نفسها، لأن رجب أردوغان الذي اتهم سوريا بأنها تريد إدخال تركيا في سيناريو كارثي ـ مع أن سوريا المنشغلة منذ سنتين في حربها مع الإرهاب، والتي تكرس كامل جهدها لتنظيف أراضيها من العصابات المسلحة، تعيش وضعاً لا يسمح لها عملياً بالتعامل بالمثل مع تركيا أو غيرها ـ قد أدرك منذ مدة طويلة مدى عمق الكارثة التي أدخل نفسه وبلده فيها عندما ظن بأن تدمير سوريا سيفتح الباب أمام إقامة امبراطورية عثمانية جديدة.
لذا، وجهلاً منه بطبيعة المشروع الاستكباري الأميركي الذي يستهدف تركيا، على المدى الاستراتيجي، بقدر ما يستهدف سوريا أو إيران، سبق له أكثر من مرة أن استغاث بالناتو وحثه، دون فائدة، على التدخل في سورياً أملاً بالحد من وطأة ذلك السيناريو الكارثي. وقد يكون قد تخيل أن تدبير تفجيري الريحانية واتهام سوريا بالوقوف وراءهما سيدفع حلف الناتو إلى إرسال جيوشه لإخراجه من ورطته. وها هو الآن يصرح لمرة الألف بأن الوقت قد حان لتدخل المجتمع الدولي.
لكن المجتمع الدولي، أي الناتو والولايات المتحدة تحديداً، في واد آخر. لا لأن أمينه العام راسموسن، أو الرئيس الأميركي أوباما، قد رددا القول مراراً بأنهما لا ينويان التدخل في سوريا. بل لأنهما عاجزان عن ذلك في ظل معرفتهما بقدرة سوريا على الرد الصاعق، وفي ظل سلسلة الهزائم العسكرية التي مني به مشروع الهيمنة الصهيو ـ أميركي في المنطقة.
إلا أن ذلك لا يعني أن الناتو والولايات المتحدة لا يسعيان إلى ضرب سوريا، بطرق غير التدخل المباشر والحرب الشاملة، وإن كانت تلك الطرق لا تعتبر كافية من قبل أردوغان وغيره من المتورطين المحشورين الذين بدأوا يغرقون في السيناريو الكارثي الذي أعدوه لسوريا فوقعوا فيه. ولعل دفع تركيا تحديداً إلى آتون تلك الحرب هو إحدى اهم تلك الطرق.
خصوصاً بعد أن بينت الوقائع الميدانية أن الجماعات المسلحة في الداخل السوري قد بدأت بالانهيار، وأن توريط تركيا قد يعدل مسار الأحداث لمصلحة المشروع الصهيو ـ أميركي، وأن اقتتالاً سورياً ـ تركياً يظل في النهاية اقتتالاً بين بلدين يستهدفهما ذلك المشروع.
على ذلك يمكن لتفجيرات الريحانية أن تكون من صنع أجهزة الاستخبارات الغربية أو الجماعات الإرهابية في الداخل السوري التي سبق لها أكثر من مرة أن أطلقت قذائف على الأراضي التركية أو على الأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني على أمل أن يؤدي ذلك إلى التدخل العسكري الذي يتوهمون بأنه سيحقق أهدافهم الخبيثة.
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment