Pages

Saturday, 29 September 2018

هل وصلوا إلى عبد الناصر بالسم؟



نبوءة يوسف إدريس وخفايا الملف الغامض

نبوءة يوسف إدريس وخفايا الملف الغامض
خالد عبد الناصر يقف عند نعش والده متوسّطاً شقيقيه عبد الحكيم وعبد الحميد

«سنرحل حالاً، سنرحل إلى بعيد بعيد إلى حيث لا ينالك ولا ينالني أحد». «أعرف أنك تفضل اللون الكحلي.. ها هو البنطلون إذن.. ها هي السترة.. بالتأكيد ربطة العنق المحمرة فأنا أعرف طبعك.. لست بالغ الأناقة نعم، ولكنك ترتدي دائماً ما يجب، ما يليق». «أنت لا تعرف أنني أحب شعرك.. خفيف هو متناثر.. بيدي سأمشطه.. بعدها وبالفرشاة أسوي شاربك.. حتى هذا النوع من الشوارب أحبه». «هكذا رأيتك مئات المرات تفعل، وهكذا أحببت كل ما تفعل».

بشيء أقرب إلى المناجاة والتوحد مع شخص لا يقول من هو، يأخذه في رحلة عبر سيارة تمضي بلا عودة. بإيقاع متدفق تستبين رائحة الموت في السيارة قبل أن يُفصح الراوي بنوع من التورية عمّن يقصد، إنه الرئيس جمال عبد الناصر.
«وداعاً يا سيدي يا ذا الأنف الطويل وداعاً».

تبدو قصة «الرحلة» ليوسف إدريس التي نشرتها صحيفة «الأهرام» في يونيو/ حزيران ١٩٧٠، نبوءة غير قابلة للتصديق، حيث توقع رحيل عبد الناصر قبل موعده بثلاثة أشهر، كأنه يقرأ من كتاب مفتوح.

«لماذا كنا نختلف؟ لماذا كنت تصرّ وتلح أن أتنازل عن رأيي وأقبل رأيك؟ لماذا كنت دائماً أتمرد؟ لماذا كرهتك في أحيان؟ لماذا تمنيت في لحظات أن تموت لأتحرر؟ مستحيل أن أكون نفس الشخص الآن الذي يدرك أنه حر، الحرية الكاملة بوجودك معه، إلى جواره، موافقاً على كل ما يفعل». «تصور يريدونك أنت الحي جثة يدفنونها.. مستحيل، يقتلونني قبل أن يأخذوك، ففي أخذك موتي، في اختفائك نهايتي، وأنا أكره النهاية كما تعلم.. أكرهها أكرهها».

Related image

«يكفي أنك معي.. أنت أنا.. أنت تاريخي وأنا مجرد حاضرك.. والمستقبل كله لنا.. مستحيل أن أدعهم يأخذونك، يميتونك، يقتلونك».

لم يكن يوسف إدريس على صلة وثيقة بمجريات الأمور خلف كواليس الحكم حتى يتسنى له أن يعرف مدى خطورة ما يتعرض له الرئيس من مصاعب صحية، أو أنه أصيب بأزمة قلبية أولى أثناء حرب الاستنزاف إثر إغارة إسرائيلية على منطقة «الزعفرانة»، تمكنت من الوصول إلى رادارات حديثة وقتل خلالها خمسة جنود وبعض المدنيين المصريين، أو أنه يعاني من آلام في العظام استدعت علاجه في «تسخالطوبو» الروسية. إنه إلهام الأدب وروح التراجيديا التي تتوقع شيئاً ما غامضاً يحدث فجأة والتوحد مع بطله. بالتكوين السياسي، لم يكن يوسف إدريس ناصرياً. وبالتجربة الإنسانية، فقد عارضه ودخل سجونه قبل أن يعاود النظر في تجربته ويدافع عنها بعد أن انقضى زمنه. نصه القصصي يكشف مكنونات نفسه وما يخالجها من مشاعر متناقضة. ها هو يعترف بأنه تمنى أن يموت عبد الناصر حتى يتحرر، ويجاهر بأنه كان يكرهه، فإذا به قرب ما استشعر أنها النهاية يتوحد معه، ويعلن استعداده للقتال حتى لا يصلوا إليه.

لم يكن يوسف إدريس وحده الذي انتابته تلك التحولات الحادة في المشاعر من الكراهية المقيتة إلى المحبة الغامرة.
«سيظلّ ذو الوجهِ الكئيبِ وأنفُه ونيوبُه
وخطاه تنقر في حوائطنا الخراب
إلاّ إذا
إلاّ إذا مات
سيموت ذو الوجه الكئيب
سيموت مختنقًا بما يلقيه من عفنٍ على وجهِ السماء
في ذلك اليوم الحبيب
ومدينتي معقودة الزنار مبصرة سترقص في الضياء
في موت ذي الوجه الكئيب».

كانت تلك كراهية لا حدود لها عبّر عنها الشاعر صلاح عبد الصبور في أعقاب أزمة مارس/ آذار ١٩٥٤. نُشرت ـــ لأول مرة ـــ ضمن ديوانه «الناس في بلادي» عام ١٩٥٧. حتى يتجنب أيّ مساءلة قانونية، أو سياسية، تنال من حريته، أهدى قصيدته الهجائية إلى «الاستعمار وأعوان الاستعمار». إنه مثقف أخذ موقفاً ـــ في وقته وحينه ـــ من أزمة عاصفة غيّرت معادلات الحكم وعبّر عنه في قصيدة تحمّل مسؤولية نشرها. غير أن اختبار الزمن غيّر موقفه من نقيض إلى نقيض، بعدما رحل الرجل الذي تمنى موته بعد ستة عشر عاماً، ولم يعد يملك لأحد نفعاً أو ضرراً.

«هل مت؟ لا، بل عدت حين تجمع الشعب الكسير
وراء نعشك
إذ صاح بالإلهام:
مصر تعيش.. مصر تعيش..
أنت إذن تعيش، فأنت بعض من ثراها
بل قبضة منه تعود إليه، تعطيه ويعطيها ارتعاشتها
وخفق الروح يسري في بقايا تربها، وذِمًا دماها
مصر الولود نمتك، ثم رعتك، ثم استخلفتك على ذراها
ثم اصطفتك لحضنها،
لتصير أغنية ترفرف في سماها».

نبوءة يوسف إدريس وخفايا الملف الغامض

كان هو الرجل نفسه الذي تمنى موته قبل ستة عشر عاماً. عندما مات فعلًا كاد الشاعر ألا يصدق: «هل مات من وهب الحياة حياته».

بكاه بحرقة في قصيدته «الحلم والأغنية»، فهو حلم للفقراء والمعذبين وهو أغنيتهم:
«كان الملاذ لهم من الليل البهيم
وكان تعويذ السقيم
وكان حلم مضاجع المرضى، وأغنية المسافر في الظلام»
«وكان من يحلو بذكر فعاله في كل ليلة
للمرهقين النائمين بنصف ثوب، نصف بطن
سمر المودة والتغني والتمني والكلام».
«وكان مجيئه وعدًا من الآجال،
لا يوفي لمصر ألف عام».
«كأن مصر الأم كانت قد غفت، كي تستعيد شبابها ورؤى صباها
وكأنها كانت قد احترقت
لتطهر ثم تولد من جديد في اللهيب
وخرجت أنت شرارة التاريخ من أحشائها
لتعود تشعل كل شيء من لظاها».

كيف حدث ذلك؟ ولماذا كانت تلك التحولات الحادة في المشاعر والمواقف؟ بأي نظر موضوعي، فإن الفارق هو حجم الإنجاز الاجتماعي ـــ الوطني الذي تحقق بين عامي ١٩٥٤ و١٩٧٠، وحجم ما حلّق في الأفق العام من آمال وأحلام لامست عمق اعتقاد جيل الأربعينيات الذي ينتسب إليه يوسف إدريس وصلاح عبد الصبور. رغم الهزيمة العسكرية في ١٩٦٧، بقيت الأحلام تراود الجيل نفسه، رغم انكسارها. في مقاربات الرحيل بدا كلاهما مستعد لأن يموت كي يحيا المعنى في رجل عارضاه ذات يوم.

■ ■ ■

«لن يتركوني أبداً».

كانت عبارته قاطعة، وهو يتوقع أن يلاحقوه حتى ينالوا منه «قتيلاً، أو سجيناً، أو مدفوناً في مقبرة مجهولة». كان يُدرك أن القوى التي يحاربها سوف تحاول الانتقام، وأن الانتقام سوف يكون مروعاً. بدت الكلمات ثقيلة على الابن الصبي، وهو يستمع إليها ذات مساء من شهر ديسمبر ١٩٦٩ عند ذروة حرب الاستنزاف، كما روى خالد عبد الناصر.

ربما أطلق جمال عبد الناصر هذه الكلمات، بكل حمولاتها السياسية والإنسانية، في اليوم ذاته الذي استمع فيه إلى تسجيلات التقطتها ميكروفونات حديثة في مدخل السفارة الأميركية وصالونها وغرفة الطعام والبهو الأعلى بمبناها، في العملية التي أطلق عليها «الدكتور عصفور»، كما كشف الأستاذ محمد حسنين هيكل. كان الكلام المسجل، الذي استمع إليه وكتب نصه على ورق أمامه، بتاريخ اليوم السادس من هذا الشهر، بالغ الخطورة إلى حدّ دعا رئيس المخابرات المصرية أمين هويدي إلى أن يحمله بنفسه من دون إبطاء إلى الرئيس.

وفق ما هو مسجّل، فإن قيادات الدولة العبرية توصلت إلى استنتاج أن «بقاء إسرائيل رهن بالقضاء على ناصر… وأنه يجب الوصول إليه بالسم، أو بالمرض خشية أن يُفضي أي إنجاز عسكري للقوات المصرية إلى مدّ جديد لحركة التحرر الوطني في العالم العربي لا تقدر على صدّه».

هناك شبهات أخرى رواها هيكل ترجّح أنهم وصلوا إليه بـ«السم» في فنجان قهوة يوم انعقاد القمة العربية الطارئة لوقف حمامات الدم في شوارع عَمان، التي توفي بعد انتهاء أعمالها، غير أنه لم يكن متأكداً من صحة ما اشتبه فيه.

أثيرت الشكوك نفسها حول الوفاة المفاجئة لعبد الناصر في شهادة للفريق محمد صادق، رئيس أركان القوات المسلحة في ذلك الوقت ووزير الدفاع بعد أحداث «مايو» (١٩٧١).

«الكل وقد داهمتهم وفاة عبد الناصر، حتى وإن لم تكن الوفاة مفاجأة بالنسبة للبعض، بدأوا يتكتلون ويناورون ويتقاتلون حول من يخلف المسجى جثمانه بداخل قصر القبة». صراعات السلطة مسألة طبيعية في مثل هذه الأحوال.
يستلفت الانتباه ما كتبه عن أن الوفاة لم تكن مفاجأة بالنسبة للبعض، من دون أن يُفصح على أي أساس توصل إلى استنتاجه.

إذا لم تكن الوفاة مفاجأة كاملة، يصعب التعويل على فرضية الوصول إليه بالسم.
«كانت الساعات شديدة الوطأة، فبعض الأطباء يرفضون كتابة شهادة وفاة لعبد الناصر، ويصرّون على تشريح الجثة لتأكيد شكوكهم. وقد أخبرني الدكتور رفاعي كامل أنه يشك في أن الرئيس مات مسموماً، وأن أظافره الزرقاء اللون تضاعف من شكوكه، وأنه ليس وحده الذي يشك في ذلك، وأنهم يريدون أن يقطعوا الشك باليقين». لم تكن الشكوك وليدة لحظة استجدّت حساباتها واستدعيت تساؤلاتها من الذاكرة، بل كانت ماثلة في لحظة الوفاة المفجعة من دون أن يكون ممكناً في أيّ لحظة أي حسم. الشكوك طبيعية لكنها لا تجزم. لسنوات طويلة بعد رحيل عبد الناصر نُشرت قصص تنفي ما هو معلن عن أسباب رحيله المفاجئ.

في ٣٠ سبتمبر/ أيلول ١٩٨٦ أصدر ثلاثة من أطبائه الشخصيين (منصور فايز، وزكي الرملي، والصاوي حبيب) بياناً مشتركاً يصحّح ما أشيع أيامها عن أسباب الوفاة، سلّمه صهره حاتم صادق إلى مكتب رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، غير أنه لم يُنشر.

مما قيل وتردد ـــ منسوباً إلى كبير أمناء الرئاسة صلاح الشاهد ـــ أن عبد الناصر أصيب بغيبوبة سكر في مطار القاهرة بعد توديعه أمير الكويت، عند انتهاء مؤتمر القمة العربية الطارئة، وأن طبيبه المرافق الدكتور حبيب أعطاه حقنة «أنتستين بريفين» أفضت إلى وفاته. لم يكن ذلك صحيحاً بشهادة الأطباء الثلاثة. بالوثائق والشهادات، رفع الدكتور حبيب دعوى قضائية ضد كبير أمناء الرئاسة، لإثبات بطلان ذلك الاتهام وكسبها. من أسباب كسبه الدعوى القضائية التي رفعها أن «أنتستين بريفين» ليست حقناً، بل نقط في الأنف، وأنه قد أعطى الرئيس حقنة قلب قبل ساعتين من وفاته.

بتوصيف الدكتور حبيب للأزمة الصحية الخطيرة التي دهمت عبد الناصر في مطار القاهرة الدولي: «كان العرق على جبهته بارداً ولونه شاحباً ونبضه سريعاً وضغطه منخفضاً وأطرافه باردة، وكانت تلك علامة على صدمة قلبية عطّلت حوالى ٤٠٪ من عضلاته». مما قيل وتردد ـــ منسوباً لاستشاري القلب الدكتور رفاعي كامل ـــ أن عبد الناصر توفي بـ«غيبوبة سكر» من دون أن يعلن فرضية الوصول بالسم التي ذكرها في وقته وحينه لرئيس الأركان.

فرضية «غيبوبة السكر» نفاها الدكتور حبيب، جازماً بأن الدكتور رفاعي انقطعت صلته بمنشية البكري قبل ثلاث سنوات، ولم يكن في وضع يسمح له بالحكم الطبي الدقيق. ومما قيل وتردد ـــ منسوباً إلى خبير العلاج الطبيعي علي العطفي ـــ أنه قام بعمل تدليك لساقي الزعيم الراحل بمادة سامة قضت على حياته. بما هو ثابت، لم يدخل هذا الرجل، الذي قُبض عليه يوم ١٨ مارس/ آذار ١٩٧٩ بتهمة التجسّس لصالح إسرائيل، منزل عبد الناصر أبداً.

أدانه القضاء بالتهمة المشينة، وقد اعترف بها مراهناً في ظروف وملابسات الصلح المصري ـــ الإسرائيلي على تدخّل ما ينقذه من حبل المشنقة. بتدخّل من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، مناحم بيغن، لدى شريكه المصري في معاهدة الصلح أنور السادات، الذي قاسمه جائزة «نوبل» للسلام، خفّف الحكم عليه إلى السجن المؤبد.

السادات رفض العفو عنه، وقد يكون من أسبابه ما تردد من أنه قام بتدليك ساقيه هو نفسه (حسب روايات شاعت من دون تأكيد).

في ظروف وملابسات معاهدة السلام، حاول العطفي أن يُضفي على نفسه «بطولة إسرائيلية» تزكي سعيه للعفو، فأخذ يروي للمسجونين أنه هو الذي سمّم عبد الناصر.

كادوا أن يفتكوا به، وكان ممن استمعوا إليه خلف الجدران الشاعر أحمد فؤاد نجم.

كأي بطل تراجيدي من هذا الحجم في التاريخ، فإن السجال لن يتوقف حول الطريقة التي انتهت بها حياة عبد الناصر. الأرجح أنه رحل بأزمة قلبية ثانية نالت منه بعد يوم طويل في قمة عربية منهكة، لكنه لا يمكن استبعاد احتمال أنهم وصلوا إليه بالسم. مات على سريره بعلّة قلب، أو لأي سبب طبي آخر، وربما بأثر سم، وقد كان النيل من حياته هدفاً دائماً للاستخبارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية، حسب وثائق متاحة ومنشورة.

لا أُدخل سجناً ليحاكمه أعداؤه على مشروعه ومعاركه، وبقيت صورته في التاريخ ـــ بالاتفاق أو الاختلاف ـــ أهم شخصية عربية في العصور الحديثة. ولا دفن في مقبرة مجهولة لا يعرف أحد أين هي، وضريحه في منشية البكري بالقرب من منزله، الذي تحوّل إلى متحف، لا يزال مزاراً لكل من ألهمته ذات يوم تجربته في العدل الاجتماعي والتحرر الوطني.

كانت جنازته بحراً من الدموع، حسب تعبير وكالات الأنباء العالمية وقتها. لم تتحقق نبوءته، التي أطلقها ذات مساء أمام نجله الصبي خالد عبد الناصر.

Related image

«أعتقد أن والدي مات بالإرهاق بأكثر ممّا مات بأزمة قلب ثانية في أيلول الأسود». «سيرته الصحية ترتبط بتواريخ السياسة..

أثناء الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب على مصر، أصيب بمرض السكر عام ١٩٥٨.. وبعد نكسة ١٩٦٧ نالت منه مضاعفات السكر بصورة خطرة.. إرهاق العمل المتواصل ليلاً ونهاراً في سنوات حرب الاستنزاف أصابه بأزمة قلب أولى. أزماته الصحية كان يمكن السيطرة عليها، أما الإرهاق وتحدي أوامر الأطباء فلا سبيل لتداركهما. من عرف عبد الناصر في تلك الأيام كان يُدرك بسهولة أنه غير مستعد للنوم مرتاحاً، أو الاستمتاع بأي شيء، قبل إزالة آثار العدوان».

كانت تلك شهادة رواها صديقي الراحل الدكتور خالد عبد الناصر» عن قصة المرض وأيام النكسة وحرب الاستنزاف والرحيل المفاجئ، وما بعد الرحيل من قصص إنسانية ترتبت على انقلابات السياسات المصرية بعد أن غربت «يوليو» ووارى الثرى زعيمها. غلبت البكائيات على ما كان يتذكره من وقائع، حتى خشيت عليه من التوحد مع الماضي.

ذات مرة والساعة تقترب من الرابعة صباحاً، عند أوائل عام ٢٠٠٣، ران صمت طويل تقطعه نوبات بكاء. كأنّ عبد الناصر مات الآن. على خط هاتفي آخر من داخل البيت نفسه كان معنا شقيقه عبد الحميد ندقق في بعض تفاصيل ما جرى في بيته يوم رحيله. انهار هو الآخر ودخل في بكاء مرير. صمت تماماً، لم أعلق بكلمة واحدة، وتركت المشاعر تأخذ مداها لعل البكاء يريح.

بعد ثورة «يناير» بشهور قليلة، رحل خالد بعد معاناة مع المرض، غير أن روايته الكاملة لما كان يجري خلف الأبواب الموصدة تظل أهم الروايات للجانب الآخر في شخصية جمال عبد الناصر.
الأب قبل الرئيس والإنسان قبل السياسي.

■ ■ ■

«قبل ذهاب والدي لمصحة «تسخالطوبو» في الاتحاد السوفياتي عام ١٩٦٨ للاستشفاء، قضى شهراً كاملاً في فيلا المعمورة في الإسكندرية فوق سرير المرض متأثراً بمضاعفات مرض السكر. كان أبي وأمي يعيشان في الدور الثالث.

دخلت عليه في غرفة النوم. وجدته يتأوّه من الألم. رآني، حاول أن يخفي علامات الألم. كنا نحس به، ولكنه نجح ـــ إلى حد كبير ـــ في خداعنا والتهوين علينا. لم نعرف أنه أصيب بأزمة قلبية. حتى فوجئنا بالثانية القاتلة. حتى أمي لم تعرف. لا أسامح نفسي على أنني لم أفهم معنى إقامة مصعد في بيت منشية البكري في ١٤ ساعة، لأن أبي أصيب بأزمة قلبية تمنعه من صعود السلم إلى الدور الثاني. صاحبناه ـــ والدتي وأنا وشقيقاي عبد الحميد وعبد الحكيم ـــ في رحلة العلاج لمصحة «تسخالطوبو». تحسّنت حالته الصحية هناك. لم يكن مسموحاً لنا الحضور في جلسات العلاج. قضينا أوقاتًا رائعة ولم نكن قلقين على صحته، نجح في خداعنا».


جاء السادات وتبعته السيدة جيهان بفستان أزرق. السادات نهرها: «امشي البسي أسود وتعالي»

في الساعة الخامسة من مساء ٢٨ سبتمبر/ أيلول ١٩٧٠ كنت انتهيت لتوي من تدريب كرة يد في نادي هليوبوليس في ضاحية مصر الجديدة. جلست مع أصدقائي في «الترّاس» نحتسي الشاي والقهوة، وعلى المائدة المقابلة داليا فهمي، زوجتي في ما بعد. لم يكن هناك شيء غير عادي. مؤتمر القمة الطارئ انتهى بنجاح. أبي يعود اليوم إلى البيت بعد أربعة أيام قضاها في فندق هيلتون النيل للمشاركة في القمة. لم أكن أعرف أنه لم ينم ولم يرتح طوال هذه الأيام لوقف نزيف الدم الفلسطيني في عَمان. رأيت أمامي فجأة عصام فضلي، وهو ضابط من قوة الحراسة الخاصة بالرئيس. لم يحدث من قبل أن أرسل والدي لاستدعائي ضابطاً من حرسه الشخصي. قال لي: «تعال.. عايزينك في البيت». لم يزد حرفاً.







في أقل من خمس دقائق وصلت، صعدت سلم البيت قفزاً بتساؤل يكاد يشل الروح: «ماذا حدث؟». فكرت في كل احتمال، لم يخطر على بالي ما حدث. حركة غير عادية في الدور الثاني بغرفته. الباب مفتوح. أبي أمامي على السرير مرتدياً بيجامة، طبيبه الخاص الدكتور الصاوي حبيب يحاول إنقاذ حياته بصدمات كهرباء للقلب. السيد حسين الشافعي في زاوية الحجرة يصلي ويبتهل إلى الله. الدكتور الصاوي قال بلهجة يائسة كلمة واحدة: «خلاص». الفريق أول محمد فوزي نهره بلهجة عسكرية: «استمر».
ثم أخذ يجهش بالبكاء. نفذ أمر الله. أخذت الأصوات ترتفع بالنحيب.

لم أبكِ. وقفت مصدوماً. بكيت بمفردي بعد أسبوعين لثلاث ساعات مريرة. لم أصدق أن أبي رحل فعلاً. أمي أخذتها حمى أحزانها، أخذت في البكاء والنحيب كأي زوجة تنعى رجلها و«جملها».

جاء «أنور السادات»، وتبعته ـــ على عجل ـــ السيدة جيهان بفستان أزرق. السادات نهرها: «امشي البسي أسود وتعالي».

بدأ توافد كبار المسؤولين في الدولة إلى البيت. بعد قليل اجتمع عدد كبير من الوزراء وقيادات الدولة في الصالون. تقرّر نقل جثمان الرئيس إلى قصر القبة، حيث تتوافر هناك إمكانات الحفاظ عليه في درجة تبريد عالية إلى حين إحضار ثلاجة خاصة لهذه الحالات، والانتهاء من إجراءات الجنازة وإعلان الخبر الحزين على الشعب.

بدأت الإذاعة والتلفزيون ببثّ آيات من القرآن الكريم. لم يدر أحد ما حدث، حاولت داليا الاتصال بي للاطمئنان. أخيراً أمكنها الوصول إلى عامل «السويتش». قال وهو يبكي: «الريس مات». حملت قوة الحراسة الشخصية جثمانه على نقالة إسعاف، بلا غطاء، وجهه مكشوف، ابتسامة رضا تعلوه،

رائحة الموت كريهة، لكنها بدت لي مِسكاً.

تابعت أمي الجثمان المحمول على نقالة إسعاف بنحيب دوى في المكان الذي كان للحظات قليلة مضت المقر الذي تدار منه مصر وصراعات المقادير على المنطقة.

قال لها السادات على طريقة أهل الريف في مثل هذه الأحوال: «يا تحية هانم.. أنا خدامك».

مضى أبي أمام عيوننا محمولاً على نقالة إسعاف، لم يعد. لم نره مرة أخرى. لم تذهب معه أمي ولا أحد من أبنائه إلى قصر القبة. أمي جلست على السلم تنتحب. ما زال يدوي في وجداني بكاء أمي الملتاعة وهي تجري وراء الخروج الأخير لـعبد الناصر من بيت منشية البكري: «وهو عايش خدوه مني. وهو ميت خدوه مني».

■ ■ ■

ما جرى خلف الأبواب المغلقة، كما تكشفها رواية خالد عبد الناصر، يعطي فكرة عن فداحة صدمة الرحيل المفاجئ، ومدى الحزن الاستثنائي الذي شهدته مصر في ذلك اليوم البعيد قبل 48 عاماً، لكنه لا يجيب عن سؤال الملف الغامض:

هل وصلوا فعلاً إلى عبد الناصر بالسم؟

السؤال سوف يظل مطروحاً لآجال طويلة مقبلة، يلحّ ويضغط بقدر الدور الذي لعبه والشعبية التي حازها والتهديد الذي مثّله لمصالح واستراتيجيات غربية وإسرائيلية سعت للوصول إليه والتخلص منه.



River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

Fanatic israeli (terror state) settlers (terrorists) perform provocative rituals in Samou’


settlers
Israeli forces and settlers stormed early Thursday morning al-Khalil’s southern town of al-Samou’, in the southern occupied West Bank, and blocked Palestinians’ free movement inside and out under the religious guise.
Reporting from al-Khalil, a PIC news correspondent said Israeli soldiers cordoned off the main access roads to Samou’ town at the same time as dozens of settlers were allowed access into the area to perform religious rituals on the occasion of Sukkot holiday.
Over recent days, the Israeli military has escorted hundreds of fanatic settlers as they forced their way into holy Palestinian shrines and residential neighborhoods across the occupied Palestinian territories to mark Jewish holidays.

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

Trump Addresses UN – The World Laughs



or-41470
28.09.2018 
For years, US presidents have regaled the UN General Assembly with rosy and ridiculous rhetoric about America allegedly doing great things for world peace.
Notwithstanding such criminal barbarities as the US genocidal wars in Vietnam, Iraq and elsewhere, the UN has tended to be a silent forum while American leaders indulged in fantasies about their nation’s “virtuous greatness”. That silence was either from fear or bamboozlement by American phony rhetoric.
This year, however, the assembly burst out in laughter at President Trump’s vain claims of greatness. It’s about time too. American claims have always been wildly overblown. This year’s disbelieving reaction among delegates was not only appropriate. It also shows that the world openly views US claims as ridiculously disconnected from reality.
The rampant contradictions articulated by President Trump in his address to the 73rd United Nations General Assembly are too many to condense here.
He called for the world to “choose peace and freedom over domination” – that from a leader of a nation that has waged scores of wars in flagrant violation of international law during the seven decades since the UN was established following the Second World War.
Trump claimed the US has defeated terrorists in Syria and Iraq, when in reality American illegal wars, covert and overt, have unleashed these same terrorist as proxies for its regime-change machinations.
There were so many other absurd contradictions in American self-righteousness as enunciated by Trump. But perhaps the most glaring was this: Trump was calling on the nations of the world to join in America’s campaign of aggression against Iran over the latter’s alleged “sponsorship of terrorism” – when it is the US that is the biggest sponsor of terrorism.
Trump’s unilateral abrogation of the international nuclear accord with Iran earlier this year is a brazen violation of international law. Yet, this American president demands that all nations indulge his government’s transgression against an international treaty to satisfy Washington’s obsession for regime change in Tehran.
American conduct of illegal wars and regime change in the Middle East and beyond has undermined international law and gravely incited tensions.
The spectacle of President Trump bullying the world to comply with US rogue-state behavior with regard to Iran is a contradiction too far – and no wonder the world is confounded by Washington’s absurd arrogance.
How can anyone have the slightest respect for American self-proclaimed leadership when it is in fact a rogue state that has no respect for international law and rules?
That has always been the case, despite florid, vainglorious rhetoric about American probity. But under Trump the contradiction between rhetoric and reality of American munificence and misconduct has become too stark to ignore. The only appropriate response is to laugh.
Trump extols the principle of “sovereignty” of nations. Yet, in his threats delivered at the UN this week, Trump has no respect for sovereignty of nations that do not kowtow to Washington’s diktat.
This American president has open contempt for multilateral accords, the Iran deal in particular. It is the US which has shown bad faith and criminal disregard towards the 2015 nuclear accord ratified by the UN. This violation of the accord is leading to tensions and instability in the Middle East, as Russian Foreign Minister Sergei Lavrov pointed out to the UN Security Council this week.
Still, Trump tries to make a virtue of this American vice, and what’s more, to lay down ultimatums to the rest of the world to acquiesce to American bullying, or else face retribution with punitive sanctions.
The American leader is a leader in the most nefarious sense. Leading the world into lawlessness and certain conflict that accompanies such lawlessness.
Trump’s platitudes about “sovereignty” are nothing other than a license for American rogue-state conduct unfettered by international law and global accountability. In reality, American power is degenerating into an embrace of the kind of fascistic licentiousness that prevailed in the 1930s which led to world war.
It surely is a sign of the times when an American president stands up in front of the world and gratuitously exults in his nation’s contempt for global law, order and peace. All delivered with smug self-righteousness. No wonder the world is laughing. The disconnect from reality is too much to bear.
But it is no laughing matter. America is accusing everyone of malfeasance – Russia and China in particular – when the barefaced reality is that Washington is the scourge of world peace. America’s trashing of international order is only matched by its trashing of reason and any possible dialogue to uphold international order.
America claims to have led the establishment of the United Nations out of ashes of the Second World War in 1945. That war and its fascist protagonists were the outgrowth of a failing capitalist system. The system is failing again and producing the same conditions for nation-state-led rivalry and war.
History seems to be coming back to that same point. Trump’s ridiculous and reckless ultimatums delivered to the world this week at the UN shows how the causes of war have never been solved. American rhetoric is breaking down from its preposterous pretense of being a law-abiding “leader of the free world” to reveal, ominously, the same fascistic tendency for war.
We may indeed chuckle at Trump’s clownish claims. But the deadly serious issue is how to prevent this rogue state from inciting another world war.
As the great German playwright Bertolt Brecht once wrote: “War is a bastard, but the bitch that bore him is on heat again.”
America’s complete disregard for international order and compliance, as expressed by President Trump this week at the UN, is the evidence of war on the horizon once again due to capitalist chaos in the world order. US failure as the world’s foremost capitalist power is manifest in Trump’s bullying and boorish exultation of lawlessness.
On one hand, the breakdown is hilarious, absurd, risible. On the other hand, it is gravely alarming.

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

Lavrov’s remarks at the 73rd session of the UN General Assembly

Lavrov’s remarks at the 73rd session of the UN General Assembly
Madam President, ladies and gentlemen,
The speeches delivered during the general discussion at this session of the UN General Assembly confirm the fact that international relations are going through a very complex and contradictory historical stage.
Today, we are witnesses to a collision of two opposing trends. On the one hand, the polycentric principles of the world order are growing stronger and new economic growth centres are taking shape. We can see nations striving to preserve their sovereignty and to choose the development models that are consistent with their ethnic, cultural and religious identity. On the other hand, we see the desire of a number of Western states to retain their self-proclaimed status as “world leaders” and to slow down the irreversible move toward multipolarity that is objectively taking place. To this end, anything goes, up to and including political blackmail, economic pressure and brute force.
Such illegal actions devalue international law, which lies at the foundation of the postwar world order. We hear loud statements not only calling into question the legal force of international treaties, but asserting the priority of self-serving unilateral approaches over resolutions adopted by the UN.
We are witnessing the rise of militant revisionism with regard to the modern international legal system. The basic principles of the Middle East settlement process, the Joint Comprehensive Plan of Action on the Iranian nuclear programme, commitments under the World Trade Organisation, the multilateral climate agreement, and much more are under attack.
Our Western colleagues seek to replace the rule of law in international affairs with some “rules-based order.” These rules, which are made up as political expediency dictates, are a clear case of double standards. Unjustified accusations of interference in the domestic affairs of particular countries are made while simultaneously engaging in an open campaign to undermine and topple democratically elected governments. They seek to draw certain countries into military alliances built to suit their own needs, against the will of the people of those countries, while threatening other states with punishment for exercising freedom of choice in their partners and allies.
The aggressive attacks on international institutions are accompanied by attempts to “privatise” their secretarial structures and grant them the rights of intergovernmental bodies so that they can be manipulated.
The shrinking space for constructive international cooperation, the escalation of confrontation, the rise in general unpredictability, and the significant increase in the risk of spontaneous conflicts – all have an impact on the activities of this world organisation.
The international community has to pay a high price for the selfish ambitions of a narrow group of countries. Collective mechanisms of responding to common security challenges are faltering. Diplomacy, negotiation and compromise are being replaced with dictates and unilateral exterritorial sanctions enacted without the consent of the UN Security Council.  Such measures that already affect dozens of countries are not only illegal but also ineffective, as demonstrated by the more than half-century US embargo of Cuba that is denounced by the entire international community.
But history does not teach the same lesson twice. Attempts to pass verdicts without trial or investigation continue unabated. Some of our Western colleagues who want to assign blame are content to rely on assertions in the vein of the notorious “highly likely.” We have already been through this. We remember well how many times false pretexts were used to justify interventions and wars, like in Yugoslavia in 1999, Iraq in 2003 and Libya in 2011.
Now the same methods are being used against Syria. On April 14, it was subjected to missile strikes carried out under an absolutely falsified pretext, several hours before international inspectors were supposed to arrive at the site of the staged incident. Let the terrorists and their patrons be warned that any further provocations involving the use of chemical weapons would be unacceptable.
The conflict in Syria has already lasted for seven years. The failed attempt to use extremists to change the regime from the outside nearly led to the country’s collapse and the emergence of a terrorist caliphate in its place.
Russia’s bold action in response to the request of the Syrian Government, backed diplomatically by the Astana process, helped prevent this destructive scenario. The Syrian National Dialogue Congress in Sochi, initiated by Russia, Iran and Turkey last January, created the conditions for a political settlement in line with UN Security Council Resolution 2254. The intra-Syrian Constitutional Committee is being established in Geneva on precisely this basis. Rebuilding ruined infrastructure to enable millions of refugees to return home as soon as possible is on the agenda. Assistance in resolving these challenges for the benefit of all Syrians, without any double standards, should become a priority for international efforts and the activities of UN agencies.
For all the challenges posed by Syria, Iraq, Yemen and Libya, it would be unacceptable to ignore the protracted Palestinian problem. Its fair resolution is critical to improving the situation in the entire Middle East. I would like to warn politicians against unilateral approaches and attempts to monopolise the peace process. Today, the consolidation of international efforts in the interests of resuming talks on the basis of UN resolutions and the Arab Peace Initiative is more in demand than ever before. We are doing everything to facilitate this, including in the format of the Middle East Quartet and in cooperation with the Arab League and the Organisation of Islamic Cooperation. Mutually acceptable agreements should ensure the peaceful and safe co-existence of the two states – Israel and Palestine.
Here in the UN that was built on the lessons of World War II we are all obliged to think about the future and not repeating the mistakes of the past. This year is the 80th anniversary of the Munich conspiracy that crowned the criminal appeasement of the Third Reich and serves as a sad example of the disastrous consequences that can result from national egotism, disregard for international law and seeking solutions at the expense of others.
Regrettably, today in many countries the anti-Nazi vaccine has not only weakened, there is a growing campaign to rewrite history and whitewash war criminals and their accomplices. We consider sacrilegious the struggle against monuments to the liberators of Europe, which is going on in some countries. We are calling on UN members to support a draft resolution of the UN General Assembly denouncing the glorification of Nazis.
The growth of radical nationalism and neo-Nazism in Ukraine, where criminals who fought under SS banners are glorified as heroes, is one of the main factors of the protracted domestic conflict in Ukraine. The only way to end it is consistent and faithful implementation of the Minsk Package of Measures that was unanimously approved by the UN Security Council. We support the activities of the OSCE mission in Ukraine and are ready to provide UN protection for its members. However, instead of fulfilling the Minsk agreements and engaging in dialogue with Donetsk and Lugansk, Kiev still entertains the illusion of introducing an occupying force in Donbass, with the support from the West, and increasingly threatens its opponents with scenarios based on force. The patrons of the current Ukrainian authorities should compel them to think straight and end the blockade of Donbass and discrimination against national minorities throughout Ukraine.
In Kosovo, the international military presence under UN Security Council mandate is morphing into a US base. Kosovo armed forces are being created, while agreements reached by Belgrade and Pristina with EU mediation are being disregarded. Russia calls on the sides to engage in dialogue in accordance with UNSC Resolution 1244 and will support any solution which is acceptable to Serbia.
In general, we are against turning the Balkans once again into an arena of confrontation or anyone claiming it as a foothold, against forcing the people of the Balkan nations to make a false choice or creating new dividing lines in the region.
An equal and undivided security architecture also needs to be created in other parts of the world, including the Asia Pacific Region. We welcome the positive developments around the Korean Peninsula, which are following the logic of the Russian-Chinese roadmap. It is important to encourage the process with further steps by both sides toward a middle ground and incentivise the practical realisation of important agreements between Pyongyang and Seoul through the Security Council. We will keep working to put in place a multilateral process as soon as possible, so that we can build a durable mechanism of peace and security in Northeast Asia.
Denuclearisation of the Korean Peninsula is among the challenges facing the world community in the key area of international security – the non-proliferation of weapons of mass destruction. Unfortunately, serious obstacles continue to pile up on that road. Lack of progress in ratifying the Comprehensive Test Ban Treaty and in establishing a WMD-free zone in the Middle East has been compounded by the unilateral US withdrawal from the JCPOA in violation of Resolution 2231, despite the fact that Iran is fully in compliance. We will do everything to preserve the UNSC-approved deal.
The Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons is being pushed in an increasingly negative direction as the West attempts to turn its Technical Secretariat into a tool for punishing undesirable governments. This threatens to undermine the independent professional status of that organisation and the universal nature of the CWC, as well as the exclusive prerogative of the UN Security Council.
These and other issues related to non-proliferation were discussed in detail at the September 26 Security Council meeting, convened by the US chair not a moment too soon.
We are convinced that any problems and concerns in international affairs should be addressed through substantive dialogue. If there are questions or criticisms, what is needed is to sit down and talk, produce facts, listen to opposing arguments, and seek to find a balance of interests.
To be continued…
The Essential Saker II
The Essential Saker II: Civilizational Choices and Geopolitics / The Russian challenge to the hegemony of the AngloZionist Empire
The Essential Saker
The Essential Saker: from the trenches of the emerging multipolar world

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

مطار بيروت: أدرعي على الخط



Related Part 11:32 to 20:25

سبتمبر 28, 2018

ناصر قنديل

– بينما يتساءل اللبنانيون عن سر كثافة الأزمات في مطار بيروت، وسرعة تحولها إلى خبر أول في القنوات الفضائية الغربية والخليجية، واستعمالها كمدخل لبث تقارير لا علاقة لها بعناوين الأزمات، بل للتشهير بحزب الله والتحريض عليه تحت شعارات اتهامه بالسيطرة على المطار واستعماله لأغراض إجرامية ليس أقلها تهريب المخدرات وغسيل الأموال، خرج الناطق بلسان جيش الاحتلال ليريح اللبنانيين من عناء البحث والتفكير، فيما إذا كان ما يجري مجرد تعبير عن فوضى واهتراء أجهزة الدولة أم خطة مبرمجة، فقال إن حزب الله يقيم بنية تحتية لمستودعات ومصانع الصواريخ في محيط المطار وحرمه، عارضاً لصور لا تقول أي شيء له معنى، سوى ما تقوله الصور التي عرضها رئيس حكومة الاحتلال لأحد البساتين ليقول إنه منشأة نووية سرية قرب طهران.

– خلال حرب تموز 2006 كان المطار أحد الأهداف الدائمة للعدوان، وكان قرار إبقائه مقفلاً حتى يتم ضمّه لترتيبات أمنية تتولاها القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أميركية أحد مواضيع التفاوض قبل صدور القرار 1701، وبعد صدور القرار خرجت أصوات لبنانية وإسرائيلية وغربية تطلب ضمّ المطار لمناطق انتشار مراقبين أمميين يتولون الإشراف على الحركة فيه ومنه وإليه، بالتوازي مع السعي لضم المعابر على الحدود اللبنانية السورية لهذا السيناريو. ولم يكن الفشل رادعاً لمنع العودة مجدداً للمخطط نفسه، فمع كل تطور في الحرب على سورية كانت ترتفع أصوات متشابهة في تجديد الدعوة بتدويل هذه المعابر كما ترتفع الأصوات الموازية لتدويل مطار بيروت.

– أعدت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد نهاية حرب تموز 2006 بتشجيع أميركي مشروعاً لنقل صلاحية إدارة مطار بيروت من وزارة الأشغال، ونقل المسؤولية الأمنية فيه من جهاز أمن المطار، وجعل المطار مؤسسة مستقلة تملك جهازها الأمني الخاص، وتتبع لرئيس الحكومة مباشرة، وفشل المشروع في إيجاد فرص لتمريره، والأزمات المتكررة في المطار تريد خلق مناخ يقول إن الأزمات ناتجة عن توزع صلاحيات الإشراف على المطار بين وزارة الأشغال ووزارة الداخلية، وبين جهاز أمن المطار والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ليعود المشروع الذي خرج من الباب ويطل برأسه من الشباك.

– للتذكير فقط في 3 أيار 2008 وقعت حادثة في مطار بيروت، تبعها قرار معد سلفاً صدر في 5 أيار صدر عن الحكومة برئاسة السنيورة تضمن إقالة قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، وتفكيك شبكة اتصالات المقاومة، واستدعى صدور القرار المزدوج سهرة حتى الفجر للحكومة مجتمعة، تناوب خلالها الملك السعودي التحدث مع الوزراء فردا فردا لتأكيد دعم الرياض وواشنطن لهم في هذا القرار والتمني عليهم عدم التردد، وخرج قبلها وبعدها من حمل صورا إيضاحية على طريقة ما خرج به درعي، وخرج آخرون بتصريحات سنسمع صداها غداً.

– مطار بيروت وسلة العقوبات الجديدة على حزب الله، حكاية واحدة بأبواب متعددة.

Related Videos

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

New York’s Attackers


About 17 years ago, I received a call asking me to report to duty and was advised to implement security protocol directives upon arrival to the workplace. My superior’s tone was one of urgency; this was, obviously, not a drill. The United States was under multiple attacks. At that point, no one knew how extensive the offensives were going to be or for how long they were to continue.
Uniforms were not to be worn. Even security clearance I.Ds needed to be obscured from the general public. Horror could be seen on the faces of people everywhere even at a distance of approximately 9,000 kilometers from where the events were taking place. The first few hours were ones of popular disbelief. Television stations showed people escaping from the thick toxic smoke and unbearable heat by jumping from incredibly high floors. New York’s terror attacks reverberated globally.
Continuous assessment had to be done so as to control the floating level of security measures being taken. Initial reports gathered from various official and non-official agencies coupled by media coverage were the primary sources of risk calculations. Were there going to be more terror strikes? If so, where?
Before long, major US news networks broadcasted information that should have been normally derived from official statements. Only, they preceded those statements. Eyebrows were raised.
Then, as we watched Fox News which was hosting guests on the phone while showing a live feed, the mentioning of “Middle Eastern terrorists” became a reporting pattern. They started infusing the Middle East in this event within an hour of its occurrence. It was as if the culprit was chosen way ahead of the crime.
Out of all the guest speakers who participated in the coverage, one particular “specialist” sounded very off. He laughed several times during his commentary; his tone did not fit that of a person who should be terrorized or angry.
The pace of events picked up; the towers crumbled down. It was difficult to believe that an aircraft, even if flying on full tanks, could bring down an architectural structure as wide as either of the twin towers; let alone having struck it in the upper floors and not in its base.
The following 24 hours were ones of grief over the number of casualties; the shock of the event kept my colleagues and I from noticing that we hadn’t slept or even rested for a long time. Necessary coordination with various security organizations kept phone lines busy almost continuously; I had never seen a backlog of emails this big before. A relief shift took over and we were free to go to our homes.
The last event of the day for me, which turned out to be the most significant on a personal understanding level of the events, was a little chat I had with a UN liaison officer on our way to the parking lot. I was telling him how the cc camera footage at the departure gates will show the hijackers. His reply was that it would be more beneficial to check the footage of the airport ramp security cameras designated for watching the handling of the four airplanes and also a log of where these airplanes had been technically serviced in the recent hours or days prior to the attacks. He said the same manufacturer of the four airplanes also manufactures highly advanced navigational systems for cruise missiles.
I saw the gentleman again after a few weeks and we touched on the topic. His view was that 9/11 was the perfect excuse for the American military-industrial complex to make an obscene amount of profits. He also pointed out that, as a matter of principle and from an intelligence point of view, the abundance of conspiracy theories that invaded every kind of media confirmed that higher powers were at play; powers that controlled media.
That was all during 2001. Now that all these years have passed and so much more concrete information surfaced, even the most simple-minded spectator of events can deduce who were the real perpetrators of the event that shook America’s public, but not its policymakers. Let us consider the following:
Larry Silverstein, a man known for his strong links with Zionism bought a 99-year lease of the World Trade Center a few months before 9/11. Then he quickly bought insurance against terror attacks. Sounds like the man had inside information about future plans.
Boeing, the company that supplies the air-launched generation of Cruise missiles (AGM-86) with navigation systems is the manufacturer of the four aircraft that acted exactly like Cruise missiles during the attacks. One wonders if the Boeing-757 and Boeing-767 aircraft types can be fitted with upgraded navigational systems designed by the same company. Boeing is said to be owned and operated majorly by Zionist Jews.
The group of men caught celebrating from a distance while the, possibly remotely guided, aircraft hit the WTC were “Israeli”. They were arrested and had their advanced surveillance equipment confiscated. In a television interview after their release, one of them confessed to having been there to “document” the event. How did they know that the event was going to take place?
Osama Bin Laden, the man who assumed responsibility for the terror attacks was a Wahhabi who implicated Arabs and Muslims. The two groups are the historical prime targets of Zionists; he gave them a gift.
Wahhabis have proved to be “Israel’s” biggest regional supporters in the past decade and Bin Laden was the receiver of US financial and military aid for many years during the Soviet invasion of Afghanistan. Would such a man not make any statements that serve the ambitions of his masters?
The second generation of Al Qaida, “ISIS” and Al Nusra, have had their top operatives in Syria airlifted to safety onboard US military helicopters as per CIA orders. These mercenary Wahhabi terrorists are the people who have allegedly executed 9/11.
A thousand conspiracy theories orbit around every one of the above facts. Their abundance causes the public opinion to dismiss the reality as an absurdity; the plain and obvious truth is, therefore, missed. This is the operating style of Zionists whose spokesman, Netanyahu, admitted on video that they control at least 80% of the American public opinion.
Zionists have no problem with casualties to reach their goals. Jews were sacrificed in Europe so as to found a state in their name. Americans were burned alive in the WTC so as to invade Afghanistan. Kuwait was devastated so as to break the Iraqi army.
Going back to the “specialist” interviewed on FOX News during the live feed of 9/11 – the one who seemed to be unmoved and even happy. Watching the video of the coverage again, it was possible to catch his name. He was Harvey Kushner. The same family name as today’s biggest Zionist in Washington DC, Jared Kushner. Coincidence?
If Zionists are ever good at something, it is orchestrating devastating events at humanity-altering levels.
Source: Al-Ahed News

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!