في 11 كانون الأول 2011، كانت الولايات المتحدة تعلن عن أن قواتها أنهت انسحابها من العراق بشكل كامل وفق الجدول المقرر بالاتفاق مع الحكومة العراقية، باستثناء من بقي منهم لحماية السفارة الأميركية في "المنطقة الخضراء" في بغداد.
في ذلك اليوم تحديدا، نشرتُ تقريرا أكدتُ فيه استنادا إلى مصادر أردنية وعراقية خاصة، أن ما تقوله الولايات المتحدة كذب، وأن قوات الاحتلال الأميركية التي كانت مرابطة في "قاعدة عين الأسد" الجوية العراقية في "الأنبار"، انسحب قسم منها سرا ليس إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة كما زعمت واشنطن، بل إلى قاعدة "المفرق" الجوية شمال الأردن لدعم المسلحين السوريين، بينما توجه القسم الآخر منها، وهو بالآلاف، للعسكرة سرا في "إربيل" شمال العراق باتفاق سري خاص مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني ودون معرفة الحكومة المركزية! بتعبير آخر: انسحاب كاذب عمليا!
يومها تلقف عدد من وسائل الإعلام الغربية ما نشرتُه، فرد ناطق عسكري أمريكي باسم "قيادة المنطقة الوسطى" (الشرق الأوسط) نافيا ما قلناه، ومؤكدا أن جميع القوات انسحبت من العراق، ولم يتوجه منها أحد إلى الأردن أو أربيل! لكن ، وبعد أشهر على ذلك، ثبت أن قسما من هذه القوات توجه إلى الأردن لتدريب المسلحين السوريين!
يوم أول أمس أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الجزء الآخر من روايتنا، حيث أشارت ـ بجملة عابرة لا تثير انتباه إلا من يقرأ ما بين السطور ـ إلى وجود الآلاف من الأميركيين في إربيل!! وهذه أول مرة يجري الكشف عن وجودهم من قبل جهات أمريكية!
والسؤال: ما الذي يفعله آلاف الأمريكيين سرا في إربيل، و لماذا لم يتدخلوا لوقف المذبحة وعمليات التطهير العرقي والديني التي طالت مئات الألوف من الإيزيديين والمسيحيين والشيعة في الموصل وما حولها على أيدي "داعش"، ولماذا لم يمنعوها أصلا، وظلوا يتفرجون عليها وعلى انهيار الجيش العراقي بطريقة دراماتيكية!؟
( لدي معلومات تؤكد أن انهيار الجيش العراقي في الموصل كان بالاتفاق مع المخابرات الأميركية التي أوعزت للضباط العراقيين من عملائها الذين دربتهم، بأن يهربوا ويتركوا كميات هائلة من أسلحتهم وذخائرهم الأميركية لكي تستولي عليها "داعش" وتنقلها إلى سوريا ! بتعبير آخر: تسليح "داعش" أميركيا بشكل غير مباشر لاستكمال جرائمها على الأراضي السورية!)
السؤال الآخر: لماذا تتصف الهجمات الأميركية على "داعش" بالمزاح واللعب؟ هل سوى المعتوه من يصدق أن طائرات "إف 18" تأتي ـ كما قال الناطق باسم البنتاغون ـ لقصف "مربض مدفعية" تابع لـ"داعش" أو بضع سيارات تابعة لها تحمل رشاشات، و لا تحتاج سوى إلى طائرات ورقية للقيام بمهامها!!؟
ما يجري يؤكد ما كنا نقوله منذ أكثر من عام ، وهو أن "داعش" صناعة أميركية ـ تركية بامتياز، وإن استهدافها الآن ببضع ضربات أقرب إلى المزاح و"النغنشة" ليس سوى رسالة تحذير وحسب من مغبة تجاوز الحدود المتفق عليها فيما بين أطراف عصابة "البغدادي ـ أردوغان ـ أوباما ـ البرزاني".
و ما فرار البشمركة المذل والمهين من سنجار بأمر البرزاني، وامتناعها عن حماية الناس وتركهم لقمة سائغة لعصابات "داعش"، سوى جزء من المتفق عليه، المكمّل للانهيار المسرحي الذي أصاب الجيش العراقي: إتاحة الفرصة لـ"داعش" كي تمارس تطهير المنطقة عرقيا و طائفيا لصالح إقامة دولة وهابية ما بين أنبار العراق والبادية السورية.
يكفي فقط أن تراقبوا تصريحات البرزاني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وكيف تبدلت وانقلبت رأسا على عقب، وقارنوها بما قاله أوباما عن قصف "داعش"، لتكتشفوا المستور بأنفسكم!
نزار نيوف
ـ راجع هنا ما قالته "نيويورك تايمز" أول أمس عن وجود آلاف الأميركيين في إربيل:
في ذلك اليوم تحديدا، نشرتُ تقريرا أكدتُ فيه استنادا إلى مصادر أردنية وعراقية خاصة، أن ما تقوله الولايات المتحدة كذب، وأن قوات الاحتلال الأميركية التي كانت مرابطة في "قاعدة عين الأسد" الجوية العراقية في "الأنبار"، انسحب قسم منها سرا ليس إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة كما زعمت واشنطن، بل إلى قاعدة "المفرق" الجوية شمال الأردن لدعم المسلحين السوريين، بينما توجه القسم الآخر منها، وهو بالآلاف، للعسكرة سرا في "إربيل" شمال العراق باتفاق سري خاص مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني ودون معرفة الحكومة المركزية! بتعبير آخر: انسحاب كاذب عمليا!
يومها تلقف عدد من وسائل الإعلام الغربية ما نشرتُه، فرد ناطق عسكري أمريكي باسم "قيادة المنطقة الوسطى" (الشرق الأوسط) نافيا ما قلناه، ومؤكدا أن جميع القوات انسحبت من العراق، ولم يتوجه منها أحد إلى الأردن أو أربيل! لكن ، وبعد أشهر على ذلك، ثبت أن قسما من هذه القوات توجه إلى الأردن لتدريب المسلحين السوريين!
يوم أول أمس أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الجزء الآخر من روايتنا، حيث أشارت ـ بجملة عابرة لا تثير انتباه إلا من يقرأ ما بين السطور ـ إلى وجود الآلاف من الأميركيين في إربيل!! وهذه أول مرة يجري الكشف عن وجودهم من قبل جهات أمريكية!
والسؤال: ما الذي يفعله آلاف الأمريكيين سرا في إربيل، و لماذا لم يتدخلوا لوقف المذبحة وعمليات التطهير العرقي والديني التي طالت مئات الألوف من الإيزيديين والمسيحيين والشيعة في الموصل وما حولها على أيدي "داعش"، ولماذا لم يمنعوها أصلا، وظلوا يتفرجون عليها وعلى انهيار الجيش العراقي بطريقة دراماتيكية!؟
( لدي معلومات تؤكد أن انهيار الجيش العراقي في الموصل كان بالاتفاق مع المخابرات الأميركية التي أوعزت للضباط العراقيين من عملائها الذين دربتهم، بأن يهربوا ويتركوا كميات هائلة من أسلحتهم وذخائرهم الأميركية لكي تستولي عليها "داعش" وتنقلها إلى سوريا ! بتعبير آخر: تسليح "داعش" أميركيا بشكل غير مباشر لاستكمال جرائمها على الأراضي السورية!)
السؤال الآخر: لماذا تتصف الهجمات الأميركية على "داعش" بالمزاح واللعب؟ هل سوى المعتوه من يصدق أن طائرات "إف 18" تأتي ـ كما قال الناطق باسم البنتاغون ـ لقصف "مربض مدفعية" تابع لـ"داعش" أو بضع سيارات تابعة لها تحمل رشاشات، و لا تحتاج سوى إلى طائرات ورقية للقيام بمهامها!!؟
ما يجري يؤكد ما كنا نقوله منذ أكثر من عام ، وهو أن "داعش" صناعة أميركية ـ تركية بامتياز، وإن استهدافها الآن ببضع ضربات أقرب إلى المزاح و"النغنشة" ليس سوى رسالة تحذير وحسب من مغبة تجاوز الحدود المتفق عليها فيما بين أطراف عصابة "البغدادي ـ أردوغان ـ أوباما ـ البرزاني".
و ما فرار البشمركة المذل والمهين من سنجار بأمر البرزاني، وامتناعها عن حماية الناس وتركهم لقمة سائغة لعصابات "داعش"، سوى جزء من المتفق عليه، المكمّل للانهيار المسرحي الذي أصاب الجيش العراقي: إتاحة الفرصة لـ"داعش" كي تمارس تطهير المنطقة عرقيا و طائفيا لصالح إقامة دولة وهابية ما بين أنبار العراق والبادية السورية.
يكفي فقط أن تراقبوا تصريحات البرزاني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وكيف تبدلت وانقلبت رأسا على عقب، وقارنوها بما قاله أوباما عن قصف "داعش"، لتكتشفوا المستور بأنفسكم!
نزار نيوف
ـ راجع هنا ما قالته "نيويورك تايمز" أول أمس عن وجود آلاف الأميركيين في إربيل:
U.S. Jets and Drones Attack Militants in Iraq, Hoping to Stop Advance
The strikes were aimed at halting the advance of militants with the Islamic State in Iraq and Syria toward Erbil, the Kurdish capital, which is home to a United States Consulate and thousands of Americans.
The action marked the return of the United States to a direct combat role in a country it left in 2011. Warplanes dropped 500-pound laser-guided bombs on a number of targets: a mobile artillery piece that was being towed from a truck and had begun shelling Erbil, a stationary convoy of seven vehicles, and a mortar position.
The military also used a remotely piloted drone to strike another mortar position on Friday afternoon. After the first strike, it said in a statement, ISIS militants “returned to the site moments later” and “were attacked again and successfully eliminated.”
The Pesh Merga’s Fight Against ISIS
A look at who the pesh merga are, their history as Iraq’s most formidable force, and why President Obama has now authorized airstrikes against ISIS to support them.
By Quynhanh Do and Emily B. Hager on August 8, 2014. Safin Hamed/Agence France-Presse — Getty Images
Defense officials expressed confidence that they could achieve within a few days one of President Obama’s stated goals: stopping the advance of the militants on Erbil.
Less certain was whether the other objectives Mr. Obama had announced — breaking the siege on tens of thousands of refugees stranded on Sinjar Mountain and protecting Americans in Baghdad — could be achieved as quickly, given the instability of Iraq’s internal politics and the difficulty of protecting and eventually evacuating the stranded people.
While Mr. Obama said Thursday night that he had authorized military strikes, if necessary, to help liberate the refugees on Sinjar Mountain, all of the military attacks on Friday were directed toward stopping the ISIS militants’ advance on Erbil.
The leader of ISIS sent a defiant message to the Americans in an audio statement posted on YouTube in June andrecirculated on Twitter on Friday.
In a YouTube video that appears to have been published by ISIS in June, a voice, identified as the group’s leader, warns the United States of an imminent confrontation with Muslim fighters.
By YouTube on August 8, 2014. Stringer/Iraq/Reuters
“This is the message of the leader of the faithful,” the leader, known as Abu Bakr al-Baghdadi, wrote in a message addressed to “America, the defender of the cross.”
“You should know, you defender of the cross, that getting others to fight on your behalf will not do for you in Syria as it will not do for you in Iraq,” he said. “And soon enough, you will be in direct confrontation — forced to do so, God willing. And the sons of Islam have prepared themselves for this day. So wait, and we will be waiting, too.”
ISIS fighters had come within 25 miles of Erbil in a rapid advance that took American military planners by surprise.
Rear Adm. John Kirby, the Pentagon spokesman, said in a statement that ISIS fighters near the mortar positions had been “successfully eliminated,” although he did not say exactly how many had been killed. Another Defense Department official said that the precision of the laser-guided bombs dropped was such that in the case of the strike on the stationary convoy, “you know that vehicle and the people in it don’t exist anymore.”
More here
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment