بقلم: جمال العفلق
ليست مبالغة شعرية أن نقول ان العالم سقط على ابواب دمشق وولد على ابواب دمشق .. فهذه الحرب الطاحنة التي دُفع فيها مليارات الدولارات واستُخدمت فيها كل صنوف القتال ورُفع سقف التهديد حتى وصل الى اعلى قمة فيه ,, اميركا اطلقت صواريخها عبر المتوسط .. اسرائيل قصفت بطائراتها مواقع ضمن الاراضي السورية .. العرب دفعوا اموال طائلة للمرتزقة وزودهم بالسلاح وكل اسباب الانتصار المفترض .. وعقدت مؤتمرات واشتغل الاعلام بكل ما يملكة من طاقه في حرب نفسية وعملية غسل للادمغة وكذب وقلب للحقائق ..مشددين عبر جيران سورية طوقهم ومعلنين انتصارهم الوهمي في افخم الفنادق وعبر اكبر الصحف ..
منهم من قال لا سلطة رسمية في سورية معترف بها .. ومنهم من قال انه سوف يصلي في الجامع الاموي ومنهم من اتخذ قراره بانه لن يعود الى بلاده الا عبر مطار دمشق الدولي ..
والنتيجة كل اقوالهم لا تساوي ثمن وتكاليف طباعتها على منشوراتهم ..
اليوم دمشق التي استطاعت ان تكسر الطوق وتجبر الامين العام الذي كان يتجاهل وجود حكومة دمشق الرسمية ان يشكر السلطات على تعاونها .. اليوم استطاعت دمشق ان تجبر اميركا صاحبة المشروع الاكبر في اعادة تقسيم الشرق الاوسط على المغازلة وطلب التعاون الامني من اجل المساعدة على اطفاء نار هي اشعلتها .وشر هي اطلقته .
احياء دمشق الجنوبية تنفض غبار الحرب عنها .. الغوطة الشرقية بدأت تعود الى اصحابها الحقيقين ..
الحدود السورية اللبنانية اصبحت مقبرة للمرتزقة واثبت التعاون الامني الغير معلن بين دمشق وبيروت والتعاون العسكري المعلن بين دمشق والمقاومة الشريفة في لبنان ان المصير واحد وان دمشق لا تشعل قناديلها الا اذا اضاءت بيروت .
اردوغان العدو اللدود للعرب والذي انتزع الرئاسة على حساب الدم السوري والفلسطيني والعراقي بدأ اليوم يعيد حساباته فلا يعني وصوله الى الرئاسة ان الحرب معه انتهت لان الشعب التركي يكتشف كل يوم مدى تورطه في الدم العربي الذي طالما ادعى اردوغان انه يخاف علية .. فما قرارات الحكومة التركية بترحيل اللاجئين الى معسكرات اللجوء الا فصل جديد من مسرحية اردوغان المتباكي على الشعب السوري ..
وصمت المعارضة التي تعيش في فنادق انقرة عن هذا التصرف هو فصل اخر من فصول الخيانة للشعب السوري والذي ادارتة المعارضة وما يسمى ائتلاف الدوحة افضل ادارة وكانت تلميذ يستحق حفنة من الدولارات على مساهمتة في قتل الشعب البسوري .
ان العالم الذي سقط على ابواب دمشق اليوم يبحث عن بوابة صغيرة او فرصة للدخول مرة اخرى الى دمشق ولكن هذه المرة كما تريد دمشق لا كما اراد مشروع احتلالها والقائمين علية ..
ورغم مرارة الحرب على الشعب السوري ورغم الالم سيكتب التاريخ ان العالم ولد من جديد وان سياسة القطب الواحد والتسلط على شعوب الارض كُسرت في سورية .. وان العالم اليوم مجبر ان يستمع الى ما تقولة دمشق ومجبر على ان ينصت وبصمت .. لخطاب المقاومة .. الذي خرج بة سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى الانتصار بحرب تموز وكان خطابة اكثر صدق واكثر وضوح من قرار مجلس الامن الذي ادعت بريطانية انها صاحبتة رغم اجماع المجتمع الدولي علية الا ان القرار هو صياغة لخطاب حلف المقاومة في المنطقة .
وما تصريحات وزير الخارجية الامريكي عن مايسمى الهجوم الكيميائي الا استعراض جديد للفشل الدبلوماسي الغربي والعربي فالسيد كيري يمثل اليوم جزء من الجامعة العربية اكثر من تمثيله لاميركة .
على ابواب دمشق سقط العالم وولد العالم .
قال الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري رحمه الله :
دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت *** سبائك الذهب الغالي فما احترقـــا.
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment