Pages

Sunday, 21 September 2014

البطّة الأمريكية العرجاء وبيضها الفاسد والتحدي الروسي

 بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
دام برس:
حسناً اذاً، استكمالاً لمقابلتنا على قناة الميادين في 9 – 9 – 2014 م من الشهر الجاري، فانّ حلف شمال الأطلسي(الناتو) جزء من الماضي ويجب أن ينتهي وفقاً لحركة التاريخ واحداثياته ومفاصل تطور الضرورات وحركة الحياة أيضاً، لكن نواة هذا الناتو حكومة الأتوقراطية الأمريكية وبلديربيرغها وذراعه العسكرية المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وغلافه الشركات الأقتصادية المتعددة الجنسيات، آرادوا احياء هذا الحلف (الماضوي) وعبر الأزمة الأوكرانية في مواجهة الروس والصينيين وجلّ دول البريكس الأخرى.
وصحيح أنّ الحلف الأطلسي وخلال فترة زمنية محددة استطاع تحقيق بعض المستهدف من أجندته، وعبر اللعب بالمكونات الديمغرافية لتلك المجتمعات، ساعده الطبيعة العشائرية الديمغرافية لكل من العراق المراد احتلاله من جديد الآن وعبر الحرب على الدواعش كفيروسات أمريكية منتجة، كذلك في ليبيا والتي صارت أقل من دولة فاشلة، وأفغانستان وحالها ليس بأفضل من العراق، وفي شمال شرق سورية الى حد ما.
بالمقابل تدرك نواة الناتو وبلدربيرغها الولاياتي الأمريكي، أنّه يستحيل على الحلف الدخول في صراع مباشر مع الفدرالية الروسية والصين في ظل المعطيات الحالية، فذهبت الى اعادة هيكلة للأرهاب الدولي الذي صنعته عبر تفعيل أدواته واعادة توجيه من جديد، من خلال ما سمّي بالتحالف الدولي لمحاربة مجتمعات الدواعش في العراق وسورية، والتي هي بالأساس من مائها المهين الصناعي في شقق الدعارة السياسية الصناعية والأستخباراتية البيولوجية لتفعيل حروب الوكالة من جديد.
أحسب، أنّ مجتمعات ما تسمى بالدولة الأسلامية في العراق والشام(داعش)، والتي آرادت لها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي أن تظهر بمظهر المدافع عن السنّه في المنطقة والعالم(بالمناسبة أوباما في خطابه الأخير عندما أعلن استراتيجيته في محاربة أبنائه الدواعش، ظهر بمظهر المدافع عن السنّه وبخطاب مذهبي اثني في مواجهة المكونات الأخرى في المنطقة) تم ايجادها وخلقت وصنعت لتستمر طويلاً طويلاً، ولتشكل رداءً فولاذيّاً للولايات المتحدة الأمريكية بالمعنى الأستراتيجي في مواجهة الفدرالية الروسية والصين والهند، وعبر منحنيات التلاعب بشق الديمغرافية الأسلامية السنيّة والشيعية، ان لجهة روسيّا والقوقاز والداغستان، وان لجهة الصين وشمالها اثنية الأيغور وتفاعلات المخابرات التركية في الدعم والأسناد لهذه الأثنية الصينية، وان لجهة الهند وتمفصلات المسلمين(سنة وشيعة) فيها وتحوصلاتهم لجهة الباكستان، والصراع مع قومية الهندوس والقوميات الأخرى.
نعم انّها حرب بالوكالة تهندسها نواة الناتو وعبر استعمال دكتاتوريات الخليج في التمويل والأنتاج، وتوظيفات فكر ابن تيمية في مؤسساتها الدينية لتنتج مجتمعات الدواعش الأرهابية، والتي لن تكون هذه الديكتاتوريات الخليجية بمنأ عن هذا الأرهاب الممول ذاتيّاً لاحقاً وعندما تحل لحظة الضرورة، وعبر الدواعش المنتجة خليجيّاً، ولكن بلوك جديد يزاوج بين الملتحي والأمرد في حين الجوهر واحد.
فالسعودية العربية تعتمد فكر ابن تيمية والشيخ محمد عبد الوهاب منهلاً للحكم والتدين ومنهاجاً لتطبيق الشريعة، حيث تم انتاج وأدلجة أجيال تلو أجيال من المشايخ على مدار عقود خلت، حيث هذا الفكر تكفيري الغائي اقصائي، فجاءت مجتمعات الدواعش كمولود هجين بين بن لادينيّة الظواهري وفرق الموت الأمريكية والبريطانية والفرنسية، انّها الجيل الثالث المهجّن بعد جيل بن لادن وجيل الزرقاوي، وأخيراً خرج علينا الجنرال جيميس كلابر مدير مجتمع المخابرات الأمريكي، ليحذرنا من تنظيم هو أشد خطورة من داعش، اسمه تنظيم خورسان الخليط من ارهابيين أوروبيين وأمريكيين وأفغانيين وباكستانيين وسعوديين ويمنيين وكثير من عديمي الفائدة والقيمة من السفلة وآكلي لحوم البشر.
في حقيقة الأمر والمنطق انّ خورسان ما هو الا النسخة المتطورة من أفرع داعش المتعددة، وسنرى لاحقاً تنظيمات المشتري والمريخ والحمّة الأردنية بشقيها: المخيبه الفوقا والمخيبه التحتى وعدسية البحر الميت وعدسية الغور الشمالي، وسنرى تنظيم محمد العارف وتفرعاته في سما الروسان، ليخرج علينا الجنرال جيمس كلابر وبجانبه جون برينان مدير وكالة الأستخبارات الأمريكية ليتحدث عن تمددات التنظيمات السابق ذكرها في الداخل الأردني، وداخل الشمال الفلسطيني المحتل(اسرائيل) وفي قطاع غزة المحتل ورام الله المحتلة ووصولها على مشارف دابوق، انّها الصفاقة السياسية والوقاحة الأمريكية في أبشع صورها وتجلياتها.
البلدربيرغ الأمريكي جعل مؤسسات الدولة الأمريكية، تدمن على حروب الوكالة Proxy War، وتوظف الجميع لخدمته وخدمتها والجميع ضد الجميع من الأدوات، في مناطق ونطاقات الجغرافيا المستهدفة عبر توظيفات الصراعات الدينية والأثنية، العالم شاهد ذلك وما زال في سورية وليبيا والعراق والباكستان والهند من خلال كشمير وأوكرانيا، وما يعد للبنان حالياً والأردن لاحقاً عبر اللعب في الديمغرافيا الأردنية ذات الأصول والمنابت.
انّ خطّة أوباما الأستراتيجية، والتي هي بالأساس خطّة نواة الولايات المتحدة الأمريكية ونواة الناتو( البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية التي تحكم العالم) هي نتاج رؤية مصنعي حرب الوكالة، حيث عناصر الجيوش الحربية الأمريكية يقصفون وهم جلوس في غرف نومهم مع عشيقاتهم، وباقي الأمور القذرة يقوم بها الأدوات عديموا القيمة، التي تم انتاجها وعبر الفكر الممنهج لبعض ديكتاتوريات دول الخليج، فمثلاً أثاروا الكرد ضد دواعش الماما الأمريكية، ثم تبعهم الشيعة مع تفاوضات هنا وهناك مع طهران الى أن أوضحت ايران، وبلهجة عميقة وقاسية للغاية عن شكوكها حول النوايا الأمريكية، ويعتقد أنّها ما زالت على موقفها حتّى اللحظة.
ولأنّ نواة الفدرالية الروسية ومجتمعات مخابراتها المتعددة تدرك حقيقة خطّة البطّة العرجاء(باراك أوباما)الناطق الرسمي باسم جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)، حيث موسكو تتأهب لأي حرب شاملة محتملة، فانّ مسألة تحليق مقاتلات روسية استراتيجية فوق اسكتلندا، ثم في المجال الجوي السويدي، كذلك قيام المدمّرات الجويّة الروسية من طراز Ut – 95 ، باجراء مناورات اعتراض القنابل النووية في شمال الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل متزامن مع قمة ويلز للناتو، مع قيامات أخرى للمقاتلات الروسية بالتحليق على ارتفاعات منخفضة فوق سفينة تورنتو الحربية الكندية التي كانت تجري مناورات عسكرية في البحر الأسود بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مع تعطيل أنظمة اطلاق الصواريخ فيها، ثم بعد ذلك قيام طواقم من فئة الضبّاط العاملين فيها بتقديم استقالاتهم، نتيجة الذعر والأنهيار النفسي والعصبي، حيث غضبت قيادات الناتو لهذا الفعل الروسي المتفاعل والمدروس، وكما حصل من فترة قصيرة وقبل تفعيل مجتمعات الدواعش في الدواخل العربية، حيث تمت مضايقة السفينة الأمريكية Uss Donland Cook  أثناء سيرها في البحر الأسود، عن طريق الطائرات العسكرية الروسية من طراز Su -24، بحيث استطاعت أنظمة هذه الطائرات الروسية باقفال أنظمة الصواريخ في السفينة الأمريكية، وكان من نتائج هذه الحادثة أن قدّم أكثر من ثلاثين ضابط وضابط صف أميركي من طاقم السفينة هذه استقالاتهم، نتيجة الذعر والأنهيار النفسي والعصبي. وبجانب ذلك كان هناك التهديد الروسي باغلاق المجال الجوي الروسي أمام أعضاء الناتو كنتاج للتوترات الحاصلة مع واشنطن وحلفائها الأوروبيين واستمرار فرض العقوبات على روسيّا، مع العمل على منح ايران وباكستان والهند عضوية عاملة في منظمة شنغهاي للتعاون الأقليمي، وهي بمثابة المعادل الأقتصادي والعسكري والدبلوماسي والمخابراتي والبشري والجغرافي للناتو ووجه المدني الأتحاد الأوروبي وللولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها من بعض عرب تابع. حيث يتجلّى هذا التحدي السلوكي الروسي العسكري والأستخباراتي، في صورة شاملة ومختلفة وفي أكثر من مكان وصورة وبشكل متزامن، انّه تحدي روسي عميق وعريض لحروب الوكالة الأمريكية الأطلسية.
تلاقح المصالح بين مختلف الأطراف في المنطقة، صارت أكثر وضوحاً في تنفيذ خطّة البطّة العرجاء أوباما، لضرب ما أنتجته واشنطن من دواعش في الداخل العراقي والداخل السوري، حيث المعارضة السورية المسلّحة تراها فرصة لأعادة ترتيب أوراقها واستعادة المناطق الشاسعة التي قضمتها داعش وبالتالي التحرك لاحقاً ضد قوات النظام السوري، في حين ينظر اقليم كوردستان الى داعش على أنّه الجدار الأخير الذي يعيق ضم بعض المدن قبل اعلان الأستقلال كدولة بشكل كامل، لتكون اسرائيل جديدة في الشمال العراقي بديلاً عن "اسرائيل" الحالية.
وخصوم الدولة الوطنية السورية ينتظروا أن يسرّع التحالف الدولي ضد داعش باسقاط النسق السياسي السوري، في حين حلفاء الدولة الوطنية السورية ينتظروا أن يواجه التحالف واقعاً صعباً واقفاً أمام خيار الفشل والأنكسار لواشنطن ومن يدور في فلكها في المنطقة والعالم، أوالذهاب الى التنسيق مع دمشق لتغيير مناخات المنطقة، حيث التحالف يحمل فيروسات انهاء نفسه بنفسه منذ الأعلان عنه أمريكيّاً من قبل البطّة العرجاء أوباما، لندن اعترضت عليه وعلى لسان وزير خارجيتها الجديد فيليب هاموند حين قال: انّ بلاده لن تشارك التحالف في ضربات لداعش في سورية، مستنداً هاموند الى تصويت سابق للبرلمان البريطاني، وقريباً لندن ستفتح سفارتها بشكل كامل في طهران وعبر سفير، في نفس الوقت الأردن عيّن سفير في طهران وهو يستعد للمغادرة بعد حلف اليمين أمام الملك، كما استقبلت عمان السفير الأيراني الجديد مجتبى فردوسي بور والذي سبق العمل له في عمّان في 2004 و 2005 و2006 م، وضمن هذه السردية في الحدث السياسي الدبلوماسي، فانّ الرسائل البريطانية غير الرسمية الى ايران سترسلها لندن عبر عمّان والرسمية عبر سفيرها وتبدأ اللعبة من جديد، حيث سقوف تطور العلاقات الأيرانية الأردنية سيبقى مرهوناً بسقف تطور خطوط العلاقات البريطانية الأيرانية، وبمقدار ما تسمح به لندن ونقطة على السطر اقلب الصفحة.
ألمانيا رفضت وفرنسا مترددة لضرب الدواعش في سورية، بالرغم من أنّ الحدث السوري بدأ بحرب بريطانية فرنسية سريّة، تركيا لديها أسبابها الخاصة في عدم ضرب داعش عبر التحالف في الداخل السوري، كونه يدور في فلكها، وآفادت كثيراً من نقل النفط من داعش، وكذلك هي غير مرتاحة لدعم الناتو لأكراد سورية والحاقهم بأكراد العراق، فتحركت واشنطن وضغطت على دواعشها بالداخل العراقي على اطلاق الرهائن الأتراك وهذا ما جرى مؤخراً، لتظهر العملية على أنّها عملية مخابراتية تركية صرفة مع دفوعات مالية هنا وهناك، لتدفع أمريكا تركيا نحو المضي الفاعل المتفاعل ضمن التحالف الدولي.
قطر اتخذت مواقف متباعدة نوعاً ما نكاية بالدور السعودي في التحالف ضد داعش، مصر أعلنت أنها لن ترسل جيشها الى خارج الحدود، والأردن متحفظ على التحالف لضرب الدواعش في الداخل السوري درجة الرفض، بل وصل درجة الرفض الآن وبعد فكه لشيفرات المفخخات في داخل التحالف الذي أعلنت عنه البطّة العرجاء أوباما، حيث بدأ تحالفها مفخخاً من داخله.
ورصد مجتمع المخابرات الأردني، ما سارع اليه الجمهوريون الى انتقاد أوباما وخطته الأستراتيجية الجديدة ازاء داعش في العراق وسورية اذا اقتصرت فقط عملياته على الغارات الجويّة، حتّى أنّ الجنرال الأمريكي المتقاعد ميشيل هيدن قارن بين الهجمات الجويّة التي أعلن عنها باراك وبين النزوات الجنسية، مشيراً أنّ كلاهما يحقق الأشباع دون أن يكون هناك الزام، بعبارة أخرى بأنّ الضربات الجويّة ستحقق رغبة واشنطن في ضرب داعش دون أن تكون ملزمة بخوض حرب على الأرض، وميشيل هايدن هذا كان مديراً لوكالة الأستخبارات الأمريكية ولوكالة الأمن القومي التي يرأسها الآن جيمس كلابر الذي يشبه كاتب هذه السطور بالشكل لا الجوهر فالجوهر على نقيض.
الفدرالية الروسية ليست عاجزة بسبب الملف الأوكراني أو غيره من ملفات الخلافات مع واشنطن، عندما تحذّر فقط من ضرب داعش وبنفس الوقت ضرب قوّات النظام السوري، فموسكو مدركة أنّ واشنطن وحلفائها مقبلون وبقوّة على فخ عميق ومتاهات جديدة لن تخرج منها بسهولة، فسوف تمارس روسيّا سياسة الأنتظار والمراقبة مع الأستمرار بدعم الدولة الوطنية السورية ونظامها عسكرياً ومالياً وبكل شيء.
نعم العرب كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، والغرب كان يعلم أنّ ذلك الوحش الأيديولوجي القاعدة وداعس وفاحش وطالس وباعص يترعرع في دورتنا الدموية، وعملوا على برمجته الى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الأنفجار، وعندما تبعثر السوريون تبعثر العرب معهم، والأمريكان تسكنهم قعقعة المصالح بينما العرب تسكنهم قعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة التي تدعى العرب، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط.
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment