Pages

Wednesday, 29 June 2016

أردوغان يبيع... حماس تضيع... وغزة تغني: «أمان ربي أمان!»


نصار إبراهيم

21 مليون دولار فقط! يا بلاش… هذا هو سعر شهداء «مرمرة» عند السلطان العثماني أردوغان… الذي أقام الدنيا ولم يقعدها إلى أن قعد بكامل وعيه في حضن نتنياهو…
المهمّ… ماذا سيقول أولئك الذين راهنوا وطبّلوا وزمّروا لبطولات أردوغان… حتى قبل أن تبدأ!


قبل ست سنوات أمسك أردوغان «بشنبه» وأقسم أنه لن يتصالح مع «إسرائيل» إلا إذا اعتذرت ورفعت الحصار عن غزة…!

اتفاق «المصالحة»، أو في الحقيقة اتفاق التنازلات التركية بالجملة لصالح «إسرائيل» مدعاة للسخرية والغيظ… فقد قدّم أردوغان لنتنياهو ما لم يكن يحلم به حتى بدون حكاية مرمرة… صفقات غاز… بواخر تركية إلى موانئ «إسرائيل»… التعهّد بالعمل للإفراج عن «الأسرى الإسرائيليين» عند المقاومة… علاقات اقتصادية مميّزة… أن تلتزم تركيا بمنع أية «نشاطات إرهابية» ضدّ «إسرائيل» من أراضيها… والأهمّ أن تقف تركيا إلى جانب «إسرائيل» في المحافل الدولية في حال تمّ تقديم جنودها الذين ارتكبوا مجزرة «مرمرة» لأيّ ملاحقة قانونية هذا وفق الرسالة المكتوبة التي بعث بها «الشجاع» أردوغان إلى نتنياهو وفق ما نقلته الصحف الإسرائيلية .
يعني بعد خمس سنوات من العنتريات كانت النتيجة:

المزيد من التطبيع بين تركيا و«إسرائيل»، التنازل عن شرط رفع الحصار الذي طالما أكد وأصرّ وأقسم أردوغان وهو ممسك بشنبه بأنه سيكون أحد الثوابت في أيّ اتفاق مع «إسرائيل»، وتمّت الاستعاضة عن ذلك بمنح غزة بعض المساعدات الإنسانية كإنشاء محطة تحلية للمياه وبناء مستشفى.

وماذا بعد…؟ لا شيء، لا قبل ولا بعد، هو الانحطاط الذي تعيشه الدول حين تضع مصيرها في يد حفنة من اللصوص، وهنا لا أتجنّى مطلقاً بوصف أردوغان باللصّ، فهذا ليس من باب الشتيمة… بل لأنه لص فعلاً… ولمن ينسى أذكره فقط بصورة الشاحنات التي حملت مصانع حلب الشهباء التي فككتها «عصابات ثورة أردوغان» وقامت بشحنها إلى تركيا جهاراً نهاراً.. وأيضاً قوافل صهاريج النفط السوري المسروق وهي تعمل ليلاً نهاراً بالتنسيق مع القتلة في داعش وعصابات زنكي ومراد وغيرهم… وتفرغها في تركيا.

والآن بعد أن ذاب الثلج وبان المرج.. وبعد أن تمخض الجبل فولد فأراً… ماذا سيقول لنا يا ترى عباقرة «الإسلام» السياسي وخاصة الفلسطينيين منهم الذين رفعوا أردوغان إلى مصاف أمير المؤمنين… حتى أصبحوا يحجون إليه ليتعلموا من مهاراته وحكمته… أيّ خيال سياسي وفكري فقير هذا؟


طيب يا سيد أردوغان ما دمت «براغماتياً وعقلانياً» لهذه الدرجة ونجحت في حلّ خلافاتك مع «إسرائيل»، لماذا لا تمارس سطوتك لتساعد في حلّ المشكلة بين فتح وحماس… أليسوا أوْلى بالمصالحة…؟


المضحك أنّ البعض لا يزال يبرّر لأردوغان فهلويته وتذاكيه… ويعترف بدوره الهامّ في مساعدة الشعب الفلسطيني…

بل وذهب أحمد يوسف القيادي في حركة حماس في مقابلته مع الميادين 26 حزيران 2016 إلى التساؤل الاستنكاري:

كيف سنطلب من أردوغان شيئاً في ظلّ تخاذل العرب…! يا سلام!

ولكن ماذا عن السؤال الحقيقي الحارق

من الذي طعن قلب العروبة دمشق في ظهرها حتى وصل نصل الخنجر إلى قلبها؟ من الذي خذل من يا سيد أحمد يوسف؟ من الذي حمل راية فلسطين وجعلها في مواجهة سورية… من الذي كان حصان طروادة في تدمير مخيم اليرموك… وجعله حاضنة لكل قاتل من داعش والنصرة وجيش الرحمن وجيش الإسلام وجيش السعدان!

يعني سورية لم تقدّم شيئاً للمقاومة أليس كذلك..! بينما «العصملي» أردوغان حرث البحر وفجر الصحراء غضباً… بل وها هو يجبر «إسرائيل» على دفع 21 مليون دولارا…!

بكلمة واحدة كفى إسفافاً… فهذا الأردوغان.. يلوب منذ أشهر وهو يتمنّى على «إسرائيل» المصالحة… ونتنياهو يتمنّع ويتشدّد ويذلّ أردوغان…

هذا هو أردوغان المتغطرس الذي يبرق ويرعد ويهدّد ويتوعّد على مدار ست سنوات بأنه سيقتحم سورية.. وسيقيم أحزمة آمنة في شمالها… وسيصلي في المسجد الأموي… ثم ما يلبث أن يلوذ بالصمت حين لا يستجيب الناتو لعنترياته…
وهو ذاته أردوغان الذي دفعته خفته ورعونته وغباؤه السياسي لإسقاط طائرة السو 24 الروسية… وبعدها راح يتبجّح بأنه لن يعتذر عن هذا العمل.. لكنه اليوم يرجو ويعتذر من بوتين أن يسامحه… ويبدو أنّ هذه الرسالة فاتحة رسائل كثيرة بذات المضمون من الاعتذارات في محاولة لترميم نتائج السياسات الرعناء التي تبنتها تركيا منذ بداية ما يسمّى «الربيع العربي»… لننتظر.


يعني خلصت الكذبة التي اسمها أردوغان حامي حمى الجماعات الإسلامية وزعيم «الأمة الإسلامية»… فهو لا يتعدّى كونه رئيساً لدولة في حلف الناتو.. يعني الحلف الذي يدعم ويحمي «إسرائيل»… وهو الذي يلعب دور رأس الحربة في تدمير سورية وفتح حدود تركيا للقتلة واللصوص ليدمّر أجمل حواضر العرب…

إنه الآن حائر ومرتبك ويبحث عن بصيص مخرج من ورطته في سورية… فقد وصلته رسالة الرئيس بشار الأسد بأوضح ما يكون: حلب ستكون مقبرة لأحلام العثمانيين الجدد… ومن يعِشْ يرَ!
أمان ربي أمان… فعلاً هذا هو العَجب العُجاب…

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment