بقلم نارام سرجون
لم يفتح تهديد أوباما ودعوته لاجتماع مع مجلس الأمن القومي شهية أحد على تلقيم بندقية التصريحات المضادة والبيانات التي تطلق النار على تهديداته ولم يلتفت اليه كثيرون ممن انتظروه ست سنوات على طرفي النزاع ..
فلا الوطنيون السوريون أعطوه بالا وهم الذين لقموا يوما بنادقهم وصواريخهم وعزائمهم واصرارهم على الدفاع المستميت عن بلدهم عندما حدثت أزمة لكيماوي.. ولا المعارضون الاسلاميون صدقوه وهم الذين انتظروه على أحر من الجمر كما لو أنه النبي يوم فتح مكة وكانوا يتحضرون لانشاد طلع البدر علينا من ثنيات التوماهوك ..فيما كان آخرون يحضرون باصات لتقل القيادة السورية الى لاهاي بعد الضربة الامريكية .. وبعضهم كان يتحضر للذهاب الى ساحل طرطوس لاخراج الرئيس الأسد من الغواصة الروسية المزعومة لنقله الى لاهاي .. ولكن انتهى الأمر أن الباصات الخضراء هي التي تسافر الى كل مكان لتنقل الارهابيين من بلادنا وتطهرها تطهيرا ..
وتعجبت من أعصابي التي ظلت باردة وكيف أن قلمي ظل يغالب الكرى ولم تحرضه عنتريات رجل الأيام المعدودة .. وخشيت ان يكون التعب قد اصابني من كثرة مقارعة الاخبار والتهديدات طوال سنوات حتى أصابني الاعتياد .. وحاولت اعادة قراءة الخبر عن غضب أوباما ونيته التصعيد العسكري وكررت الاستماع اليه عله يشعلني بالتحدي ولكنه لم يؤثر فيّ وكأن بارود أعصابي مبلل ورطب .. أو كأن الرجل صار من فئة ووزن وكاريزما عادل الجبير الذي أستمتع بتصريحاته وصولاته وجولاته وخياراته العسكرية التي تخلع الحكام وتنخلع قلوب الأسود من مواء القط السعودي .. لا بل ان دعوات عبدالله المحيسني للاستنفار ربما تبدوأكثر جدية مما يزمع أوباما فعله ..
والحقيقة أن من المعيب أن تسارع بعض المحطات الى وضع تصريحات الرجل الراحل في ايام معدودة على أنها أخبار عاجلة حتى وان كانت أخبار حرب .. فلايمكن أن يصدر عن رجل راحل خبر عاجل .. فالرجل اضعف من ان يهدد أحدا في العالم في أيامه الاخيرة المعدودة وهو لايشبه في البيت الأبيض الآن الا وضع المسلحين السوريين المحاصرين الذين ينتظرون الباصات الخضراء بعد اتفاقات المصالحة لتقلهم الى ادلب .. فهناك شيء مشترك في الهمّ بين المسلحين المحاصرين وبين أوباما المحاصر في زمن محدود .. والطرفان ينتظران باصات الرحيل .. ولاتستغربوا ان أوباما سينتهي به الوضع بعد معركة سورية في باص أخضر يتوجه به مع ادارته من واشنطن الى احدى الاستراحات .. وأخشى أن يصل الى الشمال السوري في ادلب ودون سلاح فردي .. حيث جبهة النصرة التي والاها ووالته وبايعها وبايعته .. لأن ادلب تحولت الى منفى وملتقى الحزانى والمهزومين .. والمحطة الأخيرة قبل الرحيل الكبير عن سورية ..
تكاد الباصات الخضراء التي تنقل المهزومين الى الشمال السوري قبل دفعهم الى الأراضي التركية .. تكاد تصل الى كل العواصم لنقل المهزومين المدحورين عن دمشق الى حيث الرحلة الأخيرة .. وصارت هذهالباصات الخضراء رمزا هاما من رموز الهزيمة .. فقد نقل باص أخضر داود أوغلو الى مصير مجهول .. ونقل باص أخضر محمد مرسي الى السجن .. وركب ذات الباص حمد بن خليفة وبن جبر وساركوزي وكاميرون وبانكيمون والاخضر الابراهيمي .. والمجلس الوطني .. بل هناك قرارات دولية كثيرة ستركب أيضا الباصات الخضراء صاغرة راضية .. وأرجو ان تصل ظاهرة الباصات الخضراء الى نيويورك وتقف امام مبنى الأمم المتحدة .. المنظمة الارهابية التي يجب أن ترحل في باصات خضراء الى الجحيم ..
والباصات الخضراء تقف على محطات عربية كثيرة وعلى محطة الجامعة العربية .. وبعضها سيصل الى الدوحة وغزة لينقل اسماعيل هنية وفريقه السياسي الفاشل وعلى رأسهم السافل خالد مشعل الذي أهان الشعب الفلسطيني في التذلل للقرضاوي وحكام الخليج والسلاطين العثمانيين .. وهناك باصات ستصل الى محطة الجزيرة والصحف والمجلات والفضائيات لتنقل هذا الجيل العفن من الارهابيين المفكرين والاعلاميين العملاء .. ليرحلوا ويرحل معهم مابقي من شلة الربيع العربي ..
ولكن أكبر مجموعة ارهابية ستنظر برعب الى ظاهرة الباصات الخضراء هي المستوطنون في اسرائيل .. بيت العنكبوت .. التي لاشك تنظربقلق الى نهاية من يعاند ارادة دمشق بالارهاب والحديد والنار .. وربما تكتب كتب التوراة يوما لا عن خراب الهيكل والسبي البابلي .. بل عن السفن الخضراء التي ستقل ملايين الارهابيين الصهاينة الذين علموا ارهابيي العالم فنون الترويع والقتل وسرقة التاريخ والجغرافيا .. وتعود بهم من حيث أتوا عبر البحار ..
نصيحتي لأوباما بكل تواضع هي أن يحافظ على مابقي من هيبته وأن يقلل من سوء تقديراته لقوة الآخرين التي أظهرت تآكل قوة الردع الاميريكي .. وأزيد في النصيحة واقول بأن عليه أن ينشغل بلملمة حاجياته وشراء مايلزم من حاجيات التقاعد المبكر له ولميشيل ويرحل دون ضجيج وتهديدات ودون اجتماعات فارغة من أجل ارضاء بعض العسكريين الامريكيين ومن اجل محاولة تثبيت الأوضاع في سورية ريثما يصل الرئيس الجديد الأميريكي .. وعليه أن يثق اننا محتاطون جدا ولانثق الا باصابعنا التي تستند على الزناد وتضغط عليه .. ولانثق بالاصابع التي تبتعد عن الزناد قيد شعرة لأننا نعلم أن الغرب غدار وأن الاميركيين ماكرون ..
عهد أوباما انتهى وهو يقوم حاليا بتصريف الأعمال مثله مثل تمام سلام .. ولايملك قرار الحرب ولا قرار التصعيد .. بل نحن من نملك كل القرارات .. وقرارنا هو استعادة حلب .. واذا غامر بالتصعيد وتوريد الأسلحة النوعية .. فعليه أن يعلم أن القرار الروسي يشبه القرار الأميركي عندما اكتشف الأمريكان الصواريخ الروسية في كوبا والتي كانت تعني أن الصواريخ الروسية صارت في فم اميريكا فكادت المواجهة النووية تتفجر في اللحظات الاخيرة .. والروس لن يسمحوا للصواريخ الامريكية أو السلاح النوعي أن يصل الى أفواههم في سورية .. وسيدفع الثمن كل من يفكر بتجاوز الخط الأحمر..
بالرغم من اننا نعلم ان من يدير الدفة في أميريكا هي الدولة العميقة التي تغير في وجوه الرؤساء لكنها تمسك بهم بخيطان تحركهم كالدمى .. الا أننا لانملك الا أن نقول لاوباما: يارايح .. قلل فضايح ..
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment