كيف رفع الاسلاميون ترامب ؟؟ وكيف أسقط السوريون كلينتون ؟؟
بقلم: نارام سرجون
——————————————————–
اذا كان هناك من جهة لم يشكرها ترامب ونسي او تناسى أن يعترف بفضلها في وصوله الى البيت الأبيض فهو الاسلاميون الذين عملوا بجد وجهد على ايصاله الى السلطة وحملوه على أكتافهم كما تحمل البهائمسيدها حتى كان له ماأراد ..ونصبوه ليكون رئيسا يقدمهم كالقرابين بعد أن استقر على عرشه ..
الاسلاميون في السنوات الست السابقة قدموا أنفسهم (وهم يدركون أو لايدركون) على أنهم القوى العنيفة في العالم والقوى التي أذهلت البشرية في عنفها الوحشي من اجل الوصول الى السلطة في سورية .. فمن أجل هذا الحلم ارتكب الاسلاميون ابشع المجازر وتباهوا بأقسى مارآه البشر في زمن الاتصالات وتدفق المعلومات .. ففي السابق كان الناس يقرؤون القصص عن القراصنة وفظائعهم .. وكانوا يعتقدون ان ذلك محض خيال .. ولكن الاسلاميين كانوا أول مجموعات بشرية تقدم للعالم عرضا عنيفا للغاية في بث شبه مباشر وحي وباللحم الحي .. مااقترفه الاسلاميون من جرائم يندى لها جبين الانسانية لس مسبوقا في توثيقه .. فلقد رأى العالم لأول مرة كيف ينحر الانسان من الوريد الى الوريد ويتمتع الذباحون بمنظر موته وحشرجاته بل ويضعون رأسه على ظهره .. وفوق هذا يرسلون الصور الى أمه وأخته وأولاده .. ورأى العالم لاول مرة كيف يؤكل القلب البشري نيئا ويمضغه انسان .. وشاهد العالم كيف يذبح طفل أمام العدسات .. ورأى العالم كيف يقطع الرأس بالسيف وكيف يحرق الأحياء في أفران الخبز .. وشاهد العالم كيف ان أحباب الله المسلمين وخير أمة أخرجت للناس تخترع مدفع جهنم وتقتل المدنيين بحجة أنها ترد عنها العدوان .. ولم يصدق العالم عينيه وهو يرى جهاد النكاح والعقد الجنسية المكبوتة والسبايا .. وشاهد العالم أناسا موتورين مشحونين بالكراهية والحقد ويحملون حقدهم معهم ويتشفون بجثث ضحاياهم ويعرضونها في السوق مع الخضار .. ورأى العالم المسلمين مجرد مهاجرين بلاوطن يرمون ابناءهم في البحار من أجل اللجوء الى بلاد تؤويهم وتطعمهم وتعلم اولادهم لكنهم مع هذا ينظرون اليها على أنها بلاد كافرة ..
طال الصمود السوري والعناد في المواجهة مع الاسلاميين على غير توقع من أحد وتسبب الصمود في أن ينكشف الاسلاميون في أنهم لم يعودوا ضحايا بل هم قتلة محترفون .. ومع هذا لم يتبرع المسلمون لنصح الثوار السوريين الاسلاميين ذوي اللحى بأن العنف الذي يرحب به الغرب والذي ورطهم به واغواهم لممارسته بحجة أنه أقصر الطرق الى السلطة سيدفعون ثمنه ان عاجلا أو آجلا أمام الغرب نفسه عندما يفشلون ويأتي دور تصفية الحساب .. وسيفقدون احترام العالم مهما كانت القضية التي يتعاطونها عادلة .. ومهما تزينت بالمثقفين المنافقين والموسيقا والرسوم والالوان والصرخات الدعائية المزخرفة .. لأن الدم الذي سفكته أطاح بكل ادعاءات العدالة .. فالعدالة لاتمارس العنف بهذا الشكل ولاتقتضي الايغال في الكره والثأر الغرائزي البهيمي .. لم يكن هناك من عاقل يقول لهؤلاء ان عنفكم ينال من رصيدكم الانساني أمام العالم ولكن ضرره ليس فقط عليكم بل على كل مسلمي العالم .. وبالفعل جاءت مرحلة ترامب ووجدت جمهورا نافرا من المسلمن وجعل ترامب يجاهر بكراهيته للمسلمين وشكوكه تجاههم .. ويعاملهم كمواطنين من درجة ثانية ومشبوهين وملوثين في عقولهم .. ولافرق عنده بين معتدلين ومتطرفين .. وصارت اوروبة واليمين الاوروبي تتحضر للحاق به وبعلانيته وصراحته .. وماخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الا انعكاس لقلق البريطانيين من احتمال انفتاحهم على اوروبة المليئة بالمهاجرين والمسلمين واحتمال أن تنضم تركيا المسلمة للاتحاد الاوروبي .. فصار الاقتراب من المسلمين منفرا وكريها .. وتجلت ذروة هذه المشاعر في وصول ترامب الذي يريد ان يرسم حدودا للمسلمين في الغرب .. ويريد ان ينأى بنفسه عن التيارات الاسلامية التي أغرقت بها ادارة أوباما .. وليس من المبالغة بعد كل هذا أن نقول ان الخوف من المسلمين صنعه المسلمون بأيديهم وألسنتهم وغباء قياداتهم الدينية .. ولولاهم لما تجرأت داعش والنصرة على فعل ماتفعل وهما اللتان بدأتا عنفهما في المجتمع السوري تحت جناح ورعاية الثورة السورية ومثقفيها .. ولكن الجميع تبرع بالعفو عنهما والتربيت على أكتاف القتلة وتفهم عنفهم .. وصل العالم الى قناعة أنه يحتاج الى رد فعل عنصري والى رئيس مثل ترامب .. الذي على الأقل لم يكن يتجرأ على احياء الكراهية والعنصرية تجاههم .. لولا الملف الضخم من الصور والجرائم الموثقة التي اقترفها الاسلاميون (المسلمون) ..
ولكن في نفس الوقت اذا وصل ترامب فلأن هيلاري كلينتون سقطت منذ عام على الأقل .. وهيلاري سقطت عندما لم تتمكن من اسقاط آخر قلعة للحرية والاستقلال العربي في سورية .. فصمود سورية أغرى الروس بالقدوم الى الشرق للتحالف مع شعب عنيد يعتمد عليه وعلى جيشه .. وعندما وصل الروس ايقن العالم أن كلينتون لم يبق أمامها من حل الا المواجهة مع الروس التي حتما ستفضي الى حرب عالمية .. وهذا ماأرعب العالم .. وعجل باسقاط هذه المرأة المنافقة الشريرة .. لأنه انذر القيادات العميقة والقوية في المجمعات الصناعية والعسكرية والمالية الامريكية من احتمال مواجهة لايريدونها اذا كان هناك بعض الجنرالات غير قادرين على حساب العواقب ..
فاذا كان هناك من ستحقد عليه هيلاري كلينتون الى آخر يوم في حياتها – التي انتهت منذ ساعات – فهو الشعب السوري والجيش السوري والرئيس بشار الاسد لأن تعثر اقتحام سورية ووضعها في قمة انجازات عهد أوباما قد جعل الادارة اوباما شرسة للغاية لتحقيق اسقاطها مما جلب الروس الى مواجهة الديمقراطيين في سورية مما أثار قلق القوة العميقة للمجتمع فأطلقت حملة مناوئة تجلت بفضائح البريد الالكتروني التي ضخمتها الـ ف بي آي ..
كنت أستمع للاسلاميين الذين يشتكون من العنصرية الغربية وهم يمارسون المازوشية التي يحبونها حيث يتلذذون بالذل وتسول العطف من دول العالم علها تعطف عليهم وتمنحهم السلطة في البلد الأعز على قلوبهم (سورية) .. وكانوا مثل اليهودي اللورد روتشيلد ينتظرون وعد بلفور أنغلوساكسوني يقر فيه بأن (حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف لانشاء سلطة اسلامية للاسلاميين في دمشق) .. وكنت دوما أتساءل حائرا أليس بينهم من عاقل يرفض ماتفعله التيارات الاسلامية التي أخجلتنا من أنفسنا أمام العالم .. كيف يرفضون النازية والعنصرية الغربية ضدهم وضد المسلمين عموما ولكنهم في منتهى النازية والعنصرية على بعضهم وعلى مواطنيهم يحرقونهم ويذبحونهم ويسحلونهم فقط لأنهم يريدون السلطة .. لقد سمعت من ألفاظ الكراهية والحقد والعنصرية والتعصب والتفوق المذهبي بين بعض المسلمين وخاصة ماصدر من الوهابية ضد الشيعة والسنة المعتدلين والعلويين والمسيحيين والدروز ماتشيب له الولدان ويندى له الجبين من تصريحات عنصرية مخزية لاانسانية مليئة بالكراهية .. وبعد هذا يشتكي المسلمون والتيارات الاسلامية من عنصرية الغرب ومن ظاهرة ترامب ..
لو سقطت سورية بيد الاسلاميين لما وصل ترامب .. ولو سقطت سورية لكانت كلينتون الآن متوجة أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة لأن روسيا لن تغامر وتأتي الى مواجهة مع أميريكا اذا كان الغرب قد ابتلع سورية في أسابيع الربيع العربي الاولى وستكافئ قوى المال والسلاح والكارتيلات كلينتون والديمقراطيين على هذا الانجاز الذي أخرج روسيا من آخر شواطئها .. اليوم رحلت كلينتون وستأخذ معها قطعان ثورجييها واسلامييها .. وربما ستهدا المدافع قليلا اذا اقتنع الاسلاميون أن معركتهم في سورية ليس لها افق وقرروا اعتماد ديبلوماسية الباصات الخضراء من حلب الى دوما والا فانها المحرقة التي لارحمة فيها ولا ماما هيلاري .. ولكن هذا درس لمن يريد ان يتلقى الدروس والعبر .. وهو أن سورية هي القوة العميقة في الشرق .. وهي التي تسقط الرؤساء وترفع الرؤساء .. ومارأيناه في أميريكا خير دليل .. وعلى ترامب أن يستوعب الدرس .. وأن يتصرف بوحي العقل والحكمة .. والا .. فسيسقط أيضا ولو بعد حين ..
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment