Pages

Tuesday, 8 November 2016

أكفان مجانية للنصرة في حلب .. والغرب يستعد لجنازة القاعدة ومراسم التشييع




.يحبس الغربيون أنفاسهم وتتهدج أصوات المراسلين انفعالا وتأثرا وهم ينقلون تشاؤمهم بشأن معركة حلب القادمة .. ويستميت الاعلام الغربي في الدفاع عن جيش القاعدة الذي يحتل شرق حلب ..

الهلع والندب والعويل هو سمة نشرات الأخبار والتقارير الصحفية وموجزات الأنباء في العالم الحر التي تتحدث عن الأسطول الضخم من الطائرات والسفن الروسية على السواحل السورية التي لم تأت للاستحمام بل لمهمة محددة وهي تدمير جبهة النصرة في أحياء حلب الشرقية في عملية خاطفة صاعقة .. ولكن عالم الحرية والديمقراطية الذي يدعي أنه عدو القاعدة في كل مكان الا في حلب ينبري بكل طاقته لمنع قرار تحرير شرق حلب وجعله محرجا .. ففي شرق حلب صار الغرب والقاعدة أصدقاء وأحبة وحلفاء ..

يكاد الانسان ينسى الانتخابات الامريكية من كثرة الهلع على حلب .. بل ان المتابع يكاد يسمع توسلات الاعلام الغربي بتأجيل انتخابات أميريكا خشية ان يستغل الروس والسوريون هذا الانشغال ويقتحموا حلب في لمح البصر فيما ترامب وكلينتون يتراشقان بالمناظرات .. ويتمنى هؤلاء المتحمسون لانقاذ حلب على الأقل أن يكون هناك بث مباشر من حلب الى داخل قاعات الانتخاب كي لاتغفل أعين العالم عن حلب التي ستختفي عن خارطة الادارة الامريكية في أية لحظة ليستيقظ العالم ويجدها في يد الأسد .. فهناك حشد غير مسبوق من القوات والوحدات الخاصة .. بل ان الصواريخ والطائرات والدبابات والمدرعات التي تهدر حول شرق حلب التي تستعد لاقتحامها فاقت أعدادها أعداد المقاتلين والجيش السوري والحلفاء على الأرض ..

من يتابع التقارير الباكية في الغرب على حلب يصبح على يقين أن هناك قناعة راسخة أنه لم يعد هناك أمل في كسر الطوق عن حلب بعد أن كسرت أمواج المجاهدين كما تتكسر الأحلام عند اليقظة على صخور الضوء في الصباح .. أطباء وتقارير توصف بأنها من داخل شرق حلب عن ان كل الضحايا مدنيون وليس بينهم رجل من القاعدة .. والأكثر من ذلك ان طبيبا بريطانيا أكد ان 70% من المصابين هم من الاطفال وكأنه يتحدث الينا من غرفة الاحصاء في قسم الاسعاف في حلب .. عجيب كيف أن الاطباء الغربيين دخلوا على خط السياسة ونسوا الأمانة العلمية والصرامة في تحديد مصادر المعلومات والنسب الطبية .. الا اذا كانوا سيقولون ان الخوذ البيضاء فوق اللحى السوداء هي التي تقوم بفعل الاحصاء الأمين الذي تعتمده الجامعات البريطانية ..

من يتابع التهويلات الغربية عن الكارثة القادمة على حلب لن يشك على الأطلاق أن هناك استعدادات للقيام بجنازة مهيبة للقاعدة في حلب .. فقد بات في حكم اليقين ان الاستعدادات الاعلامية الغربية ستستعين ببنك للتقارير الجاهزة الآن التي أعدت بعناية مسبقا قبل أن تنطلق العملية السورية لتحرير حلب .. هذه التقارير ستطلق مع بدء عملية تحرير حلب وفيها الارقام التي أعدت سلفا والاحصاءات والشهادات الطبية وأسماء الأطباء والقصص الحزينة .. وهناك وحدة القصصيين والحكواتيين في الغرف الاعلامية المخابراتية التي كتبت لنا قصصا تراجيدية سلفا وبدأت بتوزيعها وكان آخرها عن الجثث التي تكتشف بالصدفة في مشارح كلية الطب في دمشق والتي تنظر في عيون ذويها وأهلها من غير ميعاد .. ورغم ان ماحدث في سورية من قصص يفوق اي وصف لأي قصة أو مسرحية او فيلم رعب فان الاعلام الغربي متخصص في تحويل كل الضحايا الى ضحايا الطائرات الروسية والسورية فقط ولن يحكي قصة واحدة عن ضحايا قذائف الهاون .. والعائلات التي تمزقت أو تفحمت بقذائف جهنم .. ولامانع لدى الاعلام الغربي من أن يدعي أن كل من قتل في سورية منذ عام 2011 وربما منذ عام 1945 قتل بصواريخ الطائرات الروسية فقط وباشراف بوتين شخصيا الذي كان ينتقي فقط الأطفال الحلبيين ليتعشى بصورهم .. وأن كل الذين هربوا من سورية هربوا فقط من ملاحقة الطائرات الروسية .. وأن المراكب التي غرقت في بحر ايجة أغرقتها الطائرات الروسية والسورية والضفادع البشرية لحزب الله ..

هذه التهويلات والتحذيرات هي من اقوى الدلالات على أن الغرب يرتدي سلفا ثياب الحداد السوداء على جبهة النصرة المحاصرة وهو عاجز عن تقديم اي مساعدة ذات شأن في المعركة وأقصى مايمكنه هو انه يستعد لجنازة القاعدة في حلب التي سيجعلها مهيبة ومليئة بالأجراس الحزينة ..

لاأحد يدري أين ستتجه القوات السورية خلال الساعات أو الايام القادمة .. الى داخل أحياء حلب الشرقية أم نحو توسيع الطوق والتمدد على مساحات واسعة بحيث يصير وصول الاسلاميين الى استانبول أقرب من وصولهم الى شرق حلب التي ستتحول الى نفطة يحيط بها بحر من الأرض المحررة .. حتى لايبقى مع مسلحي حلب المحاصرين رصاصة واحدة يقاتلون بها فيتساقطون كثمرات يانعات .. وقد يتوجه الجيش السوري ليشرب الشاي في قلب حلب الشرقية على شرف الرئيس الاميريكي الجديد خلال ساعات .. وفي كلتا الحالتين الجنازة ستقام وسيحمل المشيعون نعش النصرة ..



الاعلام الغربي لبس ثياب الحداد .. ونكّس الأعلام .. وتحضر لاقامة جنازة الوداع لجبهة النصرة .. وجهز سلفا الصور والتقارير والضحايا والقصص .. اما نحن فارتدينا ثياب الحرب .. وذخرنا بنادقنا وطائراتنا ودباباتنا ونفوسنا .. ولم ننس أن نحمل معنا الأكفان التي سنهديها لجبهة النصرة مجانا والمناديل للسياسيين الغربيين ليمسحوا دموعهم .. ولن توقفنا مراسم العزاء .. وحفلات البكاء .. حتى ننظف حلب الى آخر حجر أبيض فيها .. ونخرج كل اللحى السوداء من الجحور الشرقية


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment