Pages

Friday, 12 May 2017

لماذا هذا الحشد لزعماء 17 دولة إسلامية وعربية لفرش السجاد الأحمر للرئيس ترامب على ارض الحرمين الشريفين؟



وما هي الانجازات التي قدمها للعرب والمسلمين غير الكراهية والعنصرية حتى يستحق هذا التكريم من دون زعماء أمريكا والعالم الآخرين؟ وما هي عناصر “الطبخة” التي يجري اعدادها على نار ساخنة؟

عبد الباري عطوان

وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعوات الى زعماء 17 دولة عربية وإسلامية لحضور لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اثناء زيارته للرياض في العشرين من هذا الشهر، ولم ترشح اي انباء عن جدول اعمال هذه القمة والقضايا التي يمكن ان تناقشها مثلما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات، أوروبية كانت او عربية او افريقية او آسيوية، فهل هذا الاجتماع يهدف الى تتويج ترامب زعيما لتحالف يضم هذه الدول “السنية”، ام لتبرئة ساحته، وتنظيف سمعته، كرئيس امريكي عنصري يكن كراهية للاسلام والمسلمين لم يخفها اثناء حملته الانتخابية، وعبر عنها بكل صفاقة في الأيام الأولى لرئاسته عندما اصدر تشريعا بمنع مواطني ست دول عربية من دخول الولايات المتحدة الامريكية؟

كما انه، أي ترامب، لم يظهر أي ود تجاه دول الخليج والسعودية نفسها، عندما مارس ابشع أنواع الابتزاز المالي لها، وقال انها يجب ان تدفع ثمن حماية أمريكا لها التي لولاها لاختفت من الوجود.

***

طريقة تقديم الدعوة التي حملها وزير الخارجية السعودي الى بعض العواصم العربية والإسلامية المختارة، مثل المغرب والأردن ومصر والباكستان، توحي بأنها اقرب الى “مذكرة جلب” او “استدعاء” للحضور، مثل تلك التي تصدرهاا  مخافر الشرطة فيي  الدول العربية، او دول العالم الثالث.

فلماذا هذه “الزفة” للرئيس ترامب المكروه من شعبه، ولماذا هذا الاحتفال به، وإعادة تسويقه، وهو الذي يناصبنا العداء كعرب ومسلمين من منطلقات عنصرية صرفة، وهل الامر يتعلق برغبته او تنفيذ خططه، لاشعال فتيل الحرب الطائفية في المنطقة ولخدمة العدو الإسرائيلي؟

ونطرح سؤالا ثالثا او رابعا او خامسا، وهو لماذا تخص المملكة العربية السعودية هذه الحفاوة بالرئيس ترامب، ولا تفعل الشيء نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين او الصيني شي جين بينغ مثلا؟ اليس هذان الزعيمان يمثلان دولتين عظميين أيضا، ولماذا تصوير العرب والمسلمين كما لو انهم اتباع لامريكا؟

***

هناك سؤال آخر فرعي وهو عن عدم ممارسة هذه السابقة مع رؤساء أمريكيين آخرين مثل باراك أوباما، او بيل كلينتون، او حتى جورج بوش الابن؟ فماذا قدم ترامب، وهو الذي لم يتولى الحكم الا قبل مئة يوم، للامتين العربية والإسلامية حتى يستحق هذا التكريم، ومن الدولة التي توجد على ارضها المقدسات الإسلامية، وتستضيف مليوني حاج وعشرة ملايين مسلم معتمر سنويا؟ وهل حرر ترامب المسجد الأقصى مثلا؟

نضع أيدينا على قلوبنا من جراء هذه الزيارة، وهذه الحفاوة، ونكتفي الآن بطرح الأسئلة وعلامات الاستفهام، ولكن ستكون لنا عودة، بعد ان يهدأ الغبار، وتتضح ملامح الطبخة الحقيقية التي ربما يجري اعدادها في كواليس هذه القمم.

"رأي اليوم"

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment