أغسطس 26, 2017
محمد صادق الحسيني
أفاد مصدر استخباري غربي متابع للقاء بنيامين نتن ياهو مع الرئيس الروسي يوم أمس الأول، في سوتشي، بما يلي:
اولاً: إنّ نتن ياهو قد خرج من اللقاء خالي الوفاض، كما عاد رئيس الموساد، يوسي كوهين، من واشنطن.
ثانياً: إنّ بوتين لم يُعِر كلام نتنياهو، حول أنّ «إسرائيل» لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تخطت إيران الخطوط «الإسرائيلية»، أيّ اهتمام. وكان نتن ياهو قد قال ذلك خلال اللقاء. ومعنى تجاهل الرئيس بوتين لتهديدات نتن ياهو بأنّ «إسرائيل» ستشنّ حرباً ضدّ إيران وحزب الله في سورية، أنّ بوتين يعتبر ذلك ليس أكثر من هراء لا يستحقّ الردّ عليه.
ثالثاً: إنّ قيام «إسرائيل» بأيّ تحرّك عسكري ضدّ أهداف لحلف المقاومة في الأراضي السورية لا يمكن أن يحصل من دون الحصول على ضوء أخضر أميركي. الأمر الذي يستبعده الرئيس الروسي تماماً، في ظلّ التفاهم الحاصل بين بوتين وترامب.
رابعاً: لم يعلّق الرئيس الروسي على اعتراض نتن ياهو على وجود إيران وحزب الله المسلح في قاطع الجولان/ درعا، مما يعني أنّ روسيا موافقة على ذلك، وأنها ليست في وارد التفكير بالتعامل مع المطالب «الإسرائيلية» غير الواقعية.
خامساً: يجزم المصدر المشار اليه أعلاه بأنّ العلاقات الإيرانية الروسية ستشهد تطوّراً هاماً في الفترة المقبلة خاصة على الصعيد العسكري.
سادساً: إنّ أحد أسباب نمو العلاقات العسكرية بين الطرفين يعود إلى أنّ روسيا تعتبر الوجود العسكري لمحور المقاومة في سورية مكمّلاً، لا بل معززاً للوجود الروسي هناك. كما انه عامل مساعد للجهود الروسية في توسيع الوجود العسكري والاقتصادي الروسي ليس في سورية فقط، وإنما في لبنان ايضاً.
سابعاً: إنّ التسليح الروسي المحتمل للجيش اللبناني يَصب في تحقيق هذا الهدف وتمكين روسيا من توسيع وجودها ليشمل الساحل اللبناني، مما يعني دوراً أكبر لروسيا في صناعة النفط والغاز في كلّ من سورية ولبنان، ولاحقاً شواطئ فلسطين المحتلة وقبرص من خلال مناورات مدروسة في هذا المجال.
سابعاً: إنّ فشل نتن ياهو في تحقيق أيّ مطلب من مطالبه خلال اللقاء مع بوتين يزيد من هشاشة الوضع الاستراتيجي لـ«إسرائيل» في المنطقة، وبالتالي تعميق المأزق الاستراتيجي الذي تعاني منه.
من جهة أخرى فقد جاء في تقييم داخلي للاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية»، حول الوضع الميداني في سورية وعلى حدودها مع فلسطين المحتلة وشرق الأردن، تمّ إنجازه بتاريخ 11/8/2017، جاء فيه ما يلي:
أولاً: إنّ نجاح الجيش السوري وحلفائه في السيطرة على 57 كيلومتراً من الحدود السورية الأردنية في محافظة السويداء، ومواصلة الهجوم شرقاً باتجاه مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، وفي ظلّ وجود قوات أميركية خاصة في التنف وقوات روسية في درعا، يعتبر نجاحاً استراتيجياً مهماً للنظام السوري وحلفائه.
ثانياً: إنّ ما يجب أن يثير القلق لدينا الجهات العسكرية «الإسرائيلية» هو أنّ سيناريو السيطرة على الحدود الأردنية السورية قد يتكرّر قريباً في القنيطرة، رغم وجود قوات روسية على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع الجولان. أيّ أننا قد نجد أنفسنا، نحن والأردن محاطين بقوات إيرانية، الى جانب الجيش السوري وقوات حزب الله، من كلّ جانب.
ثالثاً: إنّ الولايات المتحدة وروسيا، ورغم ادّعائهما بأخذ مصالح «إسرائيل» الأمنية بعين الاعتبار خلال مرحلة التفاوض على اتفاق مناطق خفض التصعيد، فأنهما لم تتخذا ايّ إجراء لوقف التهام الجيش السوري لمحافظة السويداء كاملة. كما أنّ الولايات المتحدة والأردن لم تقدّما أية مساعدة للمجموعات السورية المسلحة لمواجهة هجوم الجيش السوري في السويداء.
رابعاً: إنّ بقاء قوات حزب الله ووحدات الحرس الثوري الإيراني على بعد أقلّ من كيلومترين من الحدود مع الجولان في ريف القنيطرة يؤكد أنّ الوعود التي قطعت لنا، من قبل الروس والأميركيين خلال مرحلة التفاوض على اتفاق وقف التصعيد، لا قيمة لها أيّ الوعود إذ إنهما لم يلتزما بسحب هذه القوات إلى مواقع تبعد 49 كم عن الحدود مع الجولان.
خامساً: وما يعزز توجهنا إزاء نيات سورية وإيران وحزب الله في الجولان هو عجز الولايات المتحدة أو عدم اهتمامها بوقف الانهيار الذي تعاني منه الجماعات المسلّحة المدعومة أميركياً. وقد لاحظنا ذلك على جبهات السويداء عندما قام المسلحون بتسليم أسلحتهم الأميركية لجنود الجيش السوري ومقاتلي حزب الله والهرب الى الأردن من دون أن تقوم الولايات المتحدة بعمل أيّ شيء. وهذا ما يجعلنا نخشى تكرار هذا السيناريو في منطقة القنيطرة مما سيشكل تهديداً استراتيجياً لقواتنا في مرتفعات الجولان كلها وسيفضي الى وضع استراتيجي ليس في صالحنا، خاصة إذا ما أضفنا احتمال حصول الشيء نفسه في منطقة حوض اليرموك.
سادساً: يبدو أنّ انهيار المجموعات المسلحة في سورية سيتواصل، لا بل سيزداد تسارعاً خلال الأسابيع المقبلة، خاصة بعد إبلاغ الجبير لقادة المعارضة السورية قرار بلاده وقف الدعم الذي تقدّمه لمجموعات سورية مسلحة، والتحاق تركيا بهذا الركب، اذ أعلنت أنقرة، يوم السبت 12/8/2017، عن قرار وقف تقديم الدعم للمسلحين السوريين.
وهذا يعني أنّ هناك قراراً أميركياً بحصر الهدف الأميركي في محاربة داعش فقط ونسيان موضوع الأسد نهائياً. أيّ أنّ تركيا والسعودية والأردن تلتزم بالقرار الأميركي ولم تعد تطالب بإسقاط نظام الأسد.
سابعاً: أما النتيجة العملية والملموسة لكلّ هذه التطورات فتتمثل في أنّ «إسرائيل» تجد نفسها في مواجهة حلف معادٍ لها ثلاثي الأضلاع ويتكوّن من:
– الجيش السوري، الحرس الثوري الإيراني، حزب الله.
وهذا ما تعتبره تهديداً استراتيجياً مباشراً لأمن «إسرائيل» مما يستدعي العمل على مواجهة هذا التهديد بكلّ الوسائل المتاحة وعدم الاعتماد على الوعود الأميركية والروسية التخديرية…
مزيداً من كؤوس السمّ يتجرّعها «الإسرائيليون» على بوابات الشام، والمقبل أخطر وأعمق وأكثر مفاجأة خاصة إذا ما حان يوم المنازلة الكبرى.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
Related Articles
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment