من التحريض الغوغائي إلى الندب الميلودرامي
رشاد أبو شاور
سبتمبر 15, 2017
لن نتقدّم بالتعازي إلى الياس خوري وشركاه ممّن لعلعت أصواتهم مع بدء المؤامرة على سورية، والذين نافسوا برنار هنري ليفي اليهودي الصهيوني،
فهم نفّسوا تماماً، وما عاد لديهم نفس وقدرة على مواصلة التحريض والادّعاء بـ ثورة سورية بعد الفشل الذريع، والفضائح القاتلة للمموّلين، والمستأجرين، وهزائمهم المُرّة في كلّ الميادين السورية ببطولات الجيش العربي السوري، والقوى الرديفة، والمقاومة الحليفة ممثلة بحزب الله، والقوات الروسية الصديقة.
المرتزقة القتلة من الفصائل المتأسلمة المستأجرة المجلوبة من الخارج تشحنها طائرات الهليكوبتر الأميركية إلى تركيا، ومن هناك ستنقل إلى البلاد التي أحضرت منها، بهدف توظيفها في أماكن أُخرى بعد فشلها في مهمة إسقاط الدولة السورية، وتفكيك سورية الوطن، وتمزيق شعبها، وتغييب دورها، ونشر الفوضى الخنّاقة في ربوعها، وفي لبنان، للقضاء على المقاومة… بعد هزيمتها في معركة دير الزور الكبرى التي لن تقوم لها قائمة بعدها، فهي لم تعد سوى فلول مطاردة.
هذه المجموعات الإرهابية المرتزقة ستوظّف حتماً ضدّ روسيا الاتحادية الصديقة، ولذا في وقت مبكر من فصول المؤامرة عرفنا أنّ روسيا بوتين تخوض في سورية معركة الدفاع عن موسكو… وهكذا التقت المصالح السورية والروسية معاً في مواجهة المؤامرة التي تحرّكها أميركا، وتموّلها السعودية وقطر، وتفتح الحدود لها ومعسكرات التدريب تركيا، ناهيك عن غرفة عمليات الموك في عمّان. انتهى دورها… فالظروف تغيّرت بقوّة السلاح .
لا، لن نتقدّم بالتعازي، لأنّ دموع الياس كاذبة، مفتعلة، ميلودرامية، فضلاً عن أنّ جنازة ثورته تذكرنا بالمثل القائل: الجنازة حامية والميت كلب!
روبرت فورد ـ الياس يحب المسرح، وإن كان بلا بصمات فيه – سفير أميركا، مخرج المشهد الكبير في مدينة حماة ، حيث غمره الغوغاء بأغصان الزيتون، وتدافعوا للتبرّك بالسيارة التي تقله في جوفها، بينما هو يلوّح للجماهير المدفوعة بجهالة لتتحشد حول سيارة القيادة الأميركية المعلنة المفضوحة والتي اختارت حماة لتفجير صراع طائفي كما توهّموا..
تلك كانت سيارة رسم طريق الشرق الأوسط الجديد.. ولكن القائد الأميركي فورد أُحبط تماماً وسبق الياس خوري في الندب والعويل والنعي. انتهى فورد يائساً محزوناً باكي الوجه، وظهر على فضائيات عالمية، وعلى الميادين في لعبة الأمم مع الإعلامي سامي كليب، وقال بالفم الملآن: انتهت اللعبة game is over.
اعتراف أميركي تحت نعال أبطال الجيش السوري المُظفّر وحلفائه، يأتي بعد ست سنوات ونيّف، ويضيف السفير المايسترو : المعارضة كانت بلا برنامج، ولا قيادة، وغير موحدة…
الحقيقة أنّ المعارضات كانت صاحبة برنامج أميركي: تدمير سورية، وتمزيق نسيجها الوطني والاجتماعي، وإخراجها من عملية الصراع في الشرق الأوسط خدمة للكيان الصهيوني والهيمنة الأميركية.
صمدت سورية، وافتضحت فصائل الارتزاق التي دمّرت الكنائس والمساجد، ومواقع التراث والتاريخ، والبنى الاقتصادية، وكلّ ما أنجزته الدولة السورية منذ الاستقلال لتطوير الحياة وتسييرها للشعب السوري.
الياس خوري وبعض الكتاب استغلوا القدس العربي التي بنيناها على امتداد 24 سنة، وسمعتها، بعد أن تمّ تيسير الهيمنة عليها وامتلاكها مع انطلاق المؤامرة على سورية والمقاومة والقضية الفلسطينية، لتبدأ عملية استتباعها لـ«الجزيرة».
في الأشهر الأولى مُنح الياس خوري جائزة فرنسية تقديراً لما يبديه من لوعة وحرص على الديمقراطية في سورية، بل ورشحه زميله صبحي حديدي لجائزة نوبل للآداب.. وترشيح صبحي ليس بالقليل! والياس كما يبدو صدّق، فما هذا على سدنة نوبل بمستبعد، فقد يتكرّمون على الياس بالجائزة العالمية أسوة بأدباء منشقين أمثال سولجنتسين!
انتدب الياس نفسه محامياً للشعب السوري، منطلقاً من أنه أي الشعب السوري- مسكين، لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وأنه بحاجة لقدرات الياس الفكرية والثقافية!
يعتبر الياس أنّ ما جرى في سورية ثورة.. تصوّروا: ثورة الياس وصبحي هذه، وبعض مرتزقة الثقافة، جناحها المسلح: جيش الإسلام، أحرار الشام، النصرة، القاعدة… وداعش، وغيرها وغيرها، وكلها تنادي بدولة الإسلام، وتذبح وتستبيح وتبيع النساء، وتفكك مصانع حلب وتنقلها إلى تركيا العثمانية.. تركيا الأردوغانية، مصانع حلب التي يتباكى على أوابدها الياس خوري.. وعلى ضريح أبي الطيب المتنبي!
لم يكتب الياس عن تحرير الجرود اللبنانية، وعن مآثر حزب الله والجيش اللبناني الذي أنقذ لبنان من الإرهابيين، وأعاد الطمأنينة لأهالي عرسال والقاع، لأنّ الكتابة عن هذه الانتصارات محرجة، وهو مختصّ باللطم والصراخ والندب والشتم على سورية!
يوم 13 أيلول الحالي كتب الياس في «القدس العربي» تحت عنوان مأخوذ من عنوان فيلم أميركي: الرقص فوق الخراب.. كال فيه الشتائم لكلّ شيء، لأميركا، ودول النفط، والمموّلين الذين أفسدوا الثورة، والقيادات التي راهنت على الخارج.. فما هي ثورتك إذاً يا الياس؟
سمّ لنا اسم فصيل واحد حمل السلاح ورفع شعارات تقدّمية ديمقراطية يا الياس؟
سمّ لنا قائداً معارضاً واحداً لم يقبض من السعودية وقطر يا الياس؟
ما هذه الثورة التي يفسدها مال النفط والغاز؟ مال النفط موّل المجموعات الإسلاموية الإرهابية المرتزقة… وهؤلاء هم ثورتك وثوار برنار هنري ليفي المُنظّر مثلك لثورة القتلة والذابحين أصدقاء الكيان الصهيوني الذي حدب عليهم وعالجهم، وزوّدهم بأدق المعلومات عن مواقع صورايخ الجيش السوري.. فكان أن خدموه بنسفها وتدميرها لتمرّ طائرات هذا العدو وتستبيح سماء سورية العربية.
أنت يا الياس، مثل كلّ من راهنوا على تدمير سورية في حالة صعبة، فلم تحصدوا سوى الخيبة بعد قرابة سبع سنوات من صمود وبطولات شعب سورية وجيشها وقيادتها.
الياس! أنت وأمثالك من مثقفي عزمي بشارة عار على الثقافة العربية، لأنكم انحرفتم عن سابق قصد، فأنتم تعرفون الحقيقة، ولكنكم تعرفون أنها مُكلفة، وتستدعي التضحية، وأنتم تريدون الجوائز والعائدات المالية، ومواصلة حياة الدعة والراحة، وكسب رضى من لا يليق بالمثقف العربي اللقاء بهم، ووضع اليد في أيديهم.
شعب سورية يرقص فرحاً بانتصارات جيشه، لأنّ سورية هزمت مخططات أميركا والكيان الصهيوني وكلّ أعداء أمتنا، هي ورفاقها في المعركة والميادين، وأنت يا الياس ترقص مع فلول الذئاب التي نهشت لحم السوريين وشربت دماءهم… واأسفاه!!
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment