Pages

Sunday, 3 September 2017

نارام سرجون:بعد النصر .. استعدوا لخوض الحرب الأصعب والأقسى؟؟ .. اللحم سيقاتل العظم


“لانعرف حتى اللحظة كيف سيمكننا اجراء عملية فصل الاسلام عن التراث وفصل المسلم عن التراث دون أن نفصل المسلم عن الاسلام ..... انها عملية تشبه فصل اللحم عن العظم .. فالتراث المنقول هو لحم الاسلام الذي يحمله هيكل عظمي هو فكر الاسلام .. ولحم التراث مليء بالاسرائيليات والمتناقضات ومليء بالطفيليات وبالعداء للتفكير والمنطق والفلسفة والعقل ..”

تعليق المحرر على المقالة


اتفق مع الكاتب بان الحرب مع مع داعش واخواتها من الحركات الاسلاموية (الوهابية واخوان الشياطين وحزب التحرير الاسلاموي…… الخ الخ) ، تنتهي بانتصار ناجز لا لبس فية، بدون “فصل المسلم عن الثراث المنقول لكني  لا اتفق مع مقولته عن “لحم الاسلام الذي يحمله هيكل عظمي هو فكر الاسلام”لأني ازعم ان الهياكل العظمي التي حملت لنا التراث المنقول ( العنعنة، وتابعه علم الرجال وعلم الناسخ والمنسوخ والاصول والمعلوم من الدين …..) هم  “علماء” و”فقهاء ” السلطان الاموي والعباسي و… و  والعثماني، والازهر وأم القرى وحميع حركات الاسلام السياسي الذين هجروا القران واعتبروا التراث المنقول وحيا ثانيا لا يمكن ان نفهم التنزبل الحكيم بدونه

وهنا لا بد من لفت انتباه الكاتب بان المشكلة لا تقتصر على العقل العربي المسلم فقط وانما العقل العربي “الداعشي” المسلم المسيحي والعلماني والملحد وكل عقل يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ويكفر الآخر

قال تعالى

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا 

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ

قال تعالى:

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

 [الجزء: ٢٢ | سبأ ٣٤ | الآية: ٢٤]

 في الآية يخبر الله رسوله أن الرزق للمؤمن والمشرك  من الله

وويقول له ان الحقيقة الآنسانية نسبية ولا احد يمتلك الحقيقة المطلقة سوى الله

 : قل يا محمد:  “….. ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

اي : وانا (محمد) او اياكم (المشركين )

قال (او)  ولم يقل (و)

اي انا او انتم علي هدى

او انا أو انتم على ضلال مبين

هذه رسالة امر الله عزوجل رسوله الاعظم ان يبلغها ليس للمشركين فقط وانما للناس وخصوصا للذين نصبوا انفسهم ناطقين باسمه وباسم نبيه فحددوا من يدخل النار واختصروا الطريق الى الجنة بتلاوة كذا او كذا ووزعوا صكوك الغفران وبوالص التامين النبوي:

الدعوة الى سبيل الله

قال تعالى

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

 [الجزء: ١٤ | النحل ١٦ | الآية: ١٢٥]

قال: بالحكمة ولم يقل بالحكمة الحسنه لنفهم ان الحكمه حسنة بالضرورة ولا وجود لحكمة سيئة

وقال: بالموعظة الحسنة لنفهم ان الموعظة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة

كلمة (الحسنة) ليست زائدة وليست حشوا

اذا هناك موعظة سيية

والدليل الحاسم هو فضائيات التكفير على اختلاف تلاوينها

وقال: وجادلهم بالتي هي احسن

اي لا تجادلهم بالتي هي اسوأ

اي  الجدال قد يكون سيء وقد يكون حسن وقد يكون احسن

والمطلوب هو الجدال الاحسن

وهل هناك احسن من يتواضع نبي ورسول ومبلغ رسالة لا تنطق عن الهوى فيقول للمشركين:

وانا او اياكم على هدى او في  ضلال مبين؟

وقال

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

 [الجزء: ٢٤ | فصلت ٤١ | الآية: ٣٤]

قال ادفع ولم يقل ادفش والدفع هنا لا يعني تسديد الدين

بل يعني الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ليس بالسيف والتكفير والاتهام بالنفاق  واقامة الحجة بالتي هي أحسن وأخير ماهو سبيل الله وما هي كلمة الله التي سبقت

قال تعالى

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ – إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)

 صدق الله العظيم انظر حولك فالناس مختلفين كما اخبرنا الله في تنزيلة الحكيم باستثاء من رحم ربي وهم الانبياء   ،  والرسل، وهو يخبرنا انه خلق الناس أحرار ليختلفوا بارادتهم الحرة، وباختلافهم تمت كلمته التي سبقت. وعلية فحيث يكون النسان حرا تكون كلمة الله هي العليا


Related videos

عن ازمة العقل العربي انصح الكاتب والقراء بقراءة كتب المفكر الاسلامي الدكتور مهندس محمد شحرور ومشاهدة سلسلة المقابلات الرمضانية التالية  – 30 حلقة – حول قرائته المعاصرة للتنزيل الحكيم

=====

نارام سرجون:بعد النصر .. استعدوا لخوض الحرب الأصعب والأقسى؟؟ .. اللحم سيقاتل العظم

دعونا نتوقف الآن لالتقاط الانفاس ونقول ان هذه الحرب مع التيارات الاسلامية في المنطقة ستنتهي سريعا بانتصار ناجز لالبس فيه .. ولكن على هونكم ياسادة .. فلا تستعجلوا قرع الكؤوس والأنخاب وتبادل التهاني .. ولاتسترخوا .. لأنها فقط احدى جولاتها وهي الجولة الاطول والاقسى والاعنف وستتلوها هدنة طويلة الامد ولكن الحرب سجال ويجب على المنتصر الأن ان لايرقد مسترخيا بل أن يبدأ في الاعداد للحرب القادمة .. وهي الأقسى والأصعب ..

ان منتهى الخيال أن نعتقد أننا خضنا المعركة الأخيرة مع الاسلام السياسي الذي انطلق مع غياب آخر الخلافات وهي الخلافة العثمانية .. وظل الشغل الشاغل للأجيال منذ ذلك اليوم هو اعادة الخلافة أو شبه الخلافة .. لأن العقل الشرقي الاسلامي لايزال مقتنعا أن المؤامرة التي أسقطت الخلافة ستبقى في وجهه لمنع اعادتها وقيامها مجددا .. وعقب كل هزيمة عسكرية وانتهاء جيل من الاسلاميين يقر الجيل اللاحق بأن من سبقوهم أخطأوا التخطيط والتسديد .. ومايجب على الجيل القادم هو تلافي هذه الأخطاء وتطوير التجربة لأن الله سينصر عباده المؤمنين في نهاية المطاف !! .. وهم على موعد مع نصر حتمي قدره الله .. بدليل تعدد نسخ التجارب الجهادية في معظم بلدان المنطقة وكلها تعيد انتاج نفسها وبطرق عنف مختلفة تدل على أنها ليست مأزومة فقط بل مقتنعة تماما ان العنف الداخلي (الذي يسمى جهادا) هو السبيل الوحيد لاعادة الخلافة لأن ماسقط بالحرب لن يعود الا بالحرب .. وليس بالحب .. ولعل أكثر عبارة تدل على أن المعركة انتهت فقط مع هذا الجيل من الاسلاميين وان الجيل اللاحق يستعد هو عبارة يرددها الكثيرون ببراءة وسذاجة مفادها: (هذا الذي رأيناه ليس الاسلام الحقيقي) .. ولكن هذه العبارة هي التي ستشكل الحامل والرافعة للمشروع القادم الذي سيخترع أصحابه نسخة أخرى “حقيقية” جاءت كما ياتي المخلّص .. ويعتبرون ماحدث من هزائم حتى الآن هو جولات وعملية حقن الاسلام بلقاحات متنوعة يتعرض لها الجسم العسكري الاسلامي في سيرته الجهادية الطويلة .. ولذلك فانه من الطبيعي أن يتعرض لطفرات جديدة أو لعملية لقاح بالهزيمة تكسبه مزيدا من المناعة ..

وهنا لاأريد أن يفهم من كلامي انني ارى ان مافعله داعش هو الاسلام الحقيقي لأنني انا فعلا مقتنع أن ماقدمه داعش والنصرة هو برنامج اسلام من قماش تلمودي موسادي ووهابي التطريز .. ولكن العبارة (هذا ليس الاسلام الحقيقي) بحد ذاتها رغم دلالتها الكبيرة على أنها عملية القبول والاعتراف والتسليم بهزيمة المشروع الاسلامي مرحليا فان فكرة الهزيمة النهائية لاتزال غير مقبولة في نظر الاسلاميين بل ينظر اليها لى أن ماحدث مجرد معركة .. مثل معركة (أحد) مثلا لابد ان يتلوها نصر وفتح مبين ..

أبني كلامي واستنتاجي على قاعدة

أن جميع التنظيمات الجهادية اليوم مشتقة من بعضها وهي رغم تفاوتاتها وخلافاتها الفقهية فانها تملك ذات الجذر وذات المراجع الفقهية والرؤية التاريخية والفلسفية فالفرق بين الاخوان المسلمين وداعش يبدو شاسعا في السطح ولكنه في العمق متماه كثيرا من حيث فكرة التكفير والعلاقة مع الأغيار من غير المسلمين أو حتى من المذاهب المنشقة عن مذهب أهل السنة أو حتى المدارس السنية التي تخالفهم الرأي والاجتهاد .. بدليل أن الاخوان المسلمين لايمكن مثلا أن يصدروا بيانا يقولون فيه رأيا يخالف داعش من حيث تكفير الشيعة والدروز والعلويين والمسيحيين وغيرهم .. لأن هؤلاء جميعا كفار في نظر داعش والاخوان المسلمين وجبهة النصرة .. ومافعله داعش فقط أنه وسع دائرة الكفار حتى شملت أهل السنة والجماعة الذين يختلفون عنه .. ولو انه اكتفى بدائرة التكفير الاخوانية التقليدية لما تلعثم الاخوان المسلمون في تأييدهم لخلافة على منهاج النبوة تشبههم ولم يتأتئوا في تعبيرهم عن الانسجام مع أفكارها وبقيت الخلافات الفقهية الأخرى اجتهادات أخطأ فيها الدواعش ولهم فيها أجر واحد فقط لا أجران !!! .. هو ثواب المجتهد ..

وسنكون واقعيين جدا في الاعتراف بأن عملية نزع فتيل الصاعق من القنبلة “الاسلامية” لن تنجح بهذه البساطة لأنهم ببساطة ذخيرة للغرب ورصاص يوجهه الى صدورنا في أية لحظة لأن مفهوم الوطن مغيب لدى الاسلاميين أمام سطوة فكرة الخلافة التي تبتلع الأوطان جميعا وتضعها تحت عباءة خليفة .. فالاسلاميون الوهابيون احتلوا الحجاز ونجد وعطلوا فريضة الجهاد المكي ضد الغرب واسرائيل مما أوقف مليار مسلم عن عملية التطوع لنصرة فلسطين “الا بالدعاء” .. ولكن الغرب أيضا أطلق الاسلام الجهادي ضد الروس والسوفيت وضد الايرانيين وضد البعثيين القوميين العروبيين أيضا في سورية والعراق وضد المقاومة في لبنان ..

أما الاخوان المسلمون فهم النسخة الأخرى للوهابية وهما من ذات فصيلة الزواحف .. والفوارق هي في التكوين والبيئة .. فالوهابيون يشبهون في قسوتهم التماسيح التي تنهش فريستها بوحشية .. أما الاخوانفهم زواحف الدم البارد والأفاعي ذات الجلود الناعمة والتي تحقنك بالسم .. ثم تبتلعك بهدوء .. ولكن كلها زواحف ..


مسؤول “الاخوان” سعيد رمضان مع الرئيس الأمريكي إيزنهاور في البيت الأبيض عام 1953.

وقد جاء الربيع العربي ليثبت أن الاسلاميين على اختلاف مشاربهم ذخيرة عظيمة للغرب لن يساعدنا الغرب على التخلص منها بل سيعيدها الى الحظائر مؤقتا لاجراء صيانة وتزويد خطاباتها بقطع الغيار والملونات والمذاقات التي تخفي خطاب الكراهية ..

ويجب هنا الانتباه الى أن أي محاولة بريئة لاطلاق تيارات اسلامية موازية لامتصاص قوة هذه التيارات وانتزاع الجيل من الانتماء اليها بحجة أن اطلاق الاعتدال سيخفف من التطرف فاننا سنكون واهمين لأن أي خلل في الميزان سيجعل عملية الهجرة الى معسكر التطرف سهلة طالما أن المشتركات الفقهية كثيرة وعملية الانزياح في الاتجاهين واردة جدا وتتبع عوامل متحولة ..

ومانكون قد فعلناه هو اننا هيأنا جيشا رديفا للتطرف سينضم اليه عند أول تلاعب في الخطاب الديني كما حدث اليوم في حرب السنوات السبع عندما كانت المنطقة كلها معتدلة ومضبوطة بفعل العامل القومي الذي ما ان تراجع حتى تسلمت التيارات المتطرفة قيادة جزء من الجماهير المعتدلة بل والجماهير القومية والعلمانية .. لان عملية الانزياح هنا ليست بين دين ودين .. وليست بين مذهبين .. وبين سنة وشيعة .. بل تماه بين اتجاهين في نفس المذهب وعناصر في نفس الاناء ..
وهنا تكمن المعضلة .. لأننا لانريد أن نحاصر الاسلام ولكن في حصارنا للتيارات الفكرية الاسلامية سنجد أننا نبدو وكأننا في مواجهة مع الاسلام وفكر الاسلام وتبدو عملية الفرز والتمييز والفصل مستحيلة بين فكر الاسلام وبين أسلمة الفكر ..
ولذلك فان القطيعة مع الاسلاميين دون التأثير على الاسلام كعنصر هوية للمنطقة وموروث حضاري لايمكن أن تنجح الا بمشروع شامل يبدأ تأثيره من لحظة نزول الوحي في القرن السابع الميلادي وحتى هذه اللحظة .. والحقيقة أننا نقف جميعا حائرين أمام هذه المعضلة في عملية تقطير الاسلام ونزعه من مخالب الحزبية السياسية وتحويله الى كينونة ثقافية مندمجة في مشاريع التطوير الحضاري المتنوعة .. ورغم أن الاسلام الشيعي يعاني من نفس المعضلة الا أنه يبقى في تأثيره محصورا في جزء صغير من الأمة لأن العالم الاسلامي هو عالم سني في غالبيته .. فمهما حدث في الساحة الشيعية فان الهزات الارتدادية التي تصل الى العالم السني ضعيفة نسبيا وتبقى محصورة ..

لاأحد يملك جوابا عن مرحلة مابعد الربيع الاسلامي الأخير .. وكيف سيتم التعامل مع مفرزات هذه المرحلة وأنقاضها الخطيرة ودروسها .. ولانعرف حتى اللحظة كيف سيمكننا اجراء عملية فصل الاسلام عن التراث وفصل المسلم عن التراث دون أن نفصل المسلم عن الاسلام .. انها عملية تشبه فصل اللحم عن العظم .. فالتراث المنقول هو لحم الاسلام الذي يحمله هيكل عظمي هو فكر الاسلام .. ولحم التراث مليء بالاسرائيليات والمتناقضات ومليء بالطفيليات وبالعداء للتفكير والمنطق والفلسفة والعقل ..

اننا أمام عملية هي أصعب من مرحلة الحرب .. وهي استخلاص دروس الحرب التي تقاتل فيها اللحم مع العظم .. لأن الاستنتاجات الخاطئة أخطر مما نتوقع وهي تشبه الهزيمة .. اي خضنا حربا وانتصرنا ولكننا حصلنا على نتائج الهزيمة عندما لم نحول التجربة الى نتيجة وخلاصة .. لذلك يجب اطلاق هجوم معاكس في الحال بالضوء على الظلام .. يبدأ برنامجه في سطور التراث ومن رفوف الكتب وفي عملية التعليم .. ويعمل في قلب المساجد وحلقات الذكر وليس في التلفزيون من بعيد .. ويعتكف المفكرون والتنويريون لايجاد افضل طريقة لتحويل مسار الموجة الاسلامية القادمة على ابنائنا لتكون بردا وسلاما ..

ويجب أن نقوم بتدريس هذه المرحلة من الحرب على سورية بدقة وأمانة في المناهج والاعتراف بكل الأخطاء التي وقعت فيها جميع الأطراف .. ولكن ماهو مهم جدا هو أن يتم تخصيص جهد تأريخي واعلامي متواصل طوال العقدين القادمين لرواية الرواية السورية الوطنية دون انقطاع والاستفادة من جو الهزيمة العسكرية للاسلاميين التكفيريين ومن اعادة اعلام العرب وكلابه الى حظائره .. وأن يكون شرط اعادة العلاقات مع اي دولة عربية ان تعيد تقديم الرواية السورية على حقيقتها في اعلامها وافساح المجال للرواية السورية أن تقدم نفسها لأول مرة من دون تزوير .. لأن الجمهور العربي المغفل لايزال هو ماأنتجته الجزيرة .. فهو باختصار “ضحية” الجزيرة التي أرضعته طوال سبع سنوات ولايزال حليب ثدييها في فمه وفي عروقه .. ويجب أن تغسل أمعاؤه ودماؤه بالماء الصابون ..

ومع هذا فان أفضل علاج برأيي سيكون هو محاصرة و تدمير نموذج الدولة الدينية اليهودية في المنطقة التي قدمت نفسها على أنها الدولة الدينية الأولى ونموذج ملهم للاسلاميين وينظر لها من قبلهم على أنها ثمرة من ثمار سقوط الخلافة .. وأنها مشروع ديني ناجح يمكن تكراره بنسخة اسلامية حتى بطريقة تكوينها العنيفة .. وان اسقاط هذه الثمرة اليهودية لن يكون الا باعادة الخلافة الاسلامية التي أسقطت من أجل تسهيل قيام اسرائيل .. فيعود الاسلاميون كل مرة الى عاصمة عربية يرفعون فيها شعار أن الطريق الى القدس يمر من هنا .ولذلك لاأظن أنه يمكن ايقاف المد الاسلامي الا بايقاف المد اليهودي .. فكلاهما يتلاقحان وبتفاعلان ويتبادلان الخبرات والوجود .. بدليل تكرار تجربة الدولة اليهودية ونموذجها العنيف الارهابي بالتطهير العرقي في تجربة داعش التي كانت نسخة اسلامية عن اسرائيل ..


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment