أكتوبر 26, 2017
محمد صادق الحسيني
هل حانت ساعة تنفيذ تفاهمات القيصر والإمام، وماذا يريد القيصر من زيارته لطهران الأربعاء المقبل!؟
كلّ شيء يسير في سياق استمرار الهجوم الاستراتيجي للحلف المعادي للأحادية الأميركية الذي بات ممتداً من موسكو إلى غزة.
حلف المقاومة يوسّع حزام الأمان ويتقدّم في سورية، إنْ في دير الزور وإنْ باتجاه البوكمال، ويستعدّ لمرحلة تطهير بلاده من قواعد الارتكاز الأميركية…
والعراق بعد قلع مسمار جحا «الإسرائيلي» في كردستان يتقدّم باتجاهين… الأول تحرير راوة والقائم ليلتقي الجيش السوري ويوسّع كوريدور حركة تنقلات محور المقاومة أو باتجاه قطع اتصالات كردستان العراق برميلان والحسكة، وعملياً بالقواعد الأميركية في سورية ومجموعات «قسد» التابعة لها…
في هذه الأثناء ينقضّ النسر الروسي على الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الأطلسي في قطر…!
وفي هذا الخصوص علّق أحد أهمّ الجنرالات الأميركيين المتقاعدين والمتابعين لشؤون الوضع الاستراتيجي الدولي نتحفّظ على ذكر الاسم بناء على رغبة صاحب العلاقة على زيارة وزير الدفاع الروسي إلى قطر قائلاً:
1 ـ إنّ زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى قطر لتوقيع اتفاقية تعاون تقني/ عسكري معها… لهي اختراق عسكري/ سياسي/ دبلوماسي/ روسي استراتيجي غاية في الأهمية على صعيد موازين القوى في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط.
2 ـ إننا نعتبر هذه الاتفاقية توطئة لإعادة إحياء الوجود الروسي، بجوانبه كلّها، في الجزيرة العربية بعد فقدان ذلك الوجود بانهيار الاتحاد السوفياتي…
3 ـ نعتقد أنّ هذه الاتفاقية سوف تشكل حجر الأساس لوجود عسكري روسي كبير في قطر، والذي سيبدأ بمجموعة من المستشارين العسكريين ويُفضي الى إقامة قواعد عسكرية روسية ثابتة هناك.
4 ـ سينجم عن هذا الوجود الروسي مزيد من الضمانات لمصالح إيران المباشرة في الخليج، إضافة الى توسيع نطاق المصالح الروسية هناك، مما يعزّز الوضع الإقليمي لإيران بخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوجود الأميركي الكثيف سواء في قطر أو السعودية أو البحرين وما ينطوي على أخطار تهدّد إيران.
5 ـ كما أننا نجزم بأنّ هذه الخطوة تشكل احتواء أو تحييداً للوجود العسكري التركي في قطر وضبط تأثيراته على إيران وفصل مجال ذلك عن مجال تأثيرات الوجود العسكري الأميركي.
علماً أنّ معلوماتنا تشير الى نيّة الجهات الروسية المعنية، سياسية وعسكرية، التفاهم مع تركيا لإقامة تعاون عسكري بينهما في قطر وبحر العرب…
5 ـ نعتبر هذه الخطوة بمثابة إجراء معاكس أو مضادّ لاستيلاء الإمارات العربية المتحدة وبالتالي الولايات المتحدة و»إسرائيل» على جزيرة سوقطرى اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية العالية. تلك الجزيرة التي تتحكّم في طرق الملاحة البحرية من باب المندب باتجاه بحر الصين مضيق مالاقا والمحيط الهادئ، وما لذلك من أهمية بالنسبة لحركة السفن التجارية والحربية الصينية وكذلك الروسية، حيث انّ الأمر يؤثر بشكل مباشر على حرية حركة الأسطول الحربي الروسي في المحيط الهادئ ميناء فلاديفوستوك شرق روسيا .
7 ـ إنّ هذه الاتفاقية سوف تؤسّس لفك ارتباط قطر بمشاريع الإرهاب التي شاركت في إدارتها، حتى الآن، مع الولايات المتحده و»إسرائيل» والسعودية، وبالتالي فإننا نرى انّ هذه الخطوه الروسية هي عبارة عن تفريغ للهجوم الممنهج من قبل واشنطن، والذي تشنّه السعودية وأذنابها ضدّ قطر خدمة لمصلحة أميركا في إدامة التوترات في المنطقه كضمان لاستمرار عقد مزيد من صفقات الأسلحة الأميركية مع دول المنطقة، ومن بينها قطر.
8 ـ أما إذا تناولنا الموضوع الاتفاقية في إطارها التكتيكي المحدود، فبالإمكان اعتبارها اختراقاً تكتيكياً روسياً في الجبهة الأميركية يوازي الاختراق الذي حققته الولايات المتحدة على الجبهة الروسية في قاطع دول البلطيق. هذا الاختراق الروسي الذي يمكن البناء عليه في أية مفاوضات استراتيجية بين الدول العظمى مستقبلاً، بخصوص تشكيل النظام العالمي الجديد.
إنه عالم ينام فيه الملائكة أحياناً في حضن الشيطان للتمويه وأحياناً العكس…
والدبّ الروسي المعروف عنه أنه قليل الضجيج في حركته، إلا أنه كبير الفعل، شديد البأس، وقد يدمّر كلّ ما حوله إذا ما تمّ استفزازه…!
تذكّروا تشوركين عندما قال للسفير القطري في الأمم المتحدة: بكلمة واحدة أزيل بلادك من الخريطة، إلزم حدودك، وأنت تتكلّم..!
إنها ساعة اضطراب المعادلات الدولية التقليدية، والأهمّ ساعة التيه الأميركي في غرب آسيا، بعد أن زعزعت وجوده خطط سليماني الارتدادية، وهو يستعدّ لموسم الهروب من بلادنا إلى خليج البنغال ومضيق مالاقا!
بعدنا طيّبين، قولوا الله…
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment