Pages

Wednesday, 15 November 2017

اليتيم الغشيم على مائدة السعودي اللئيم .. هل أصاب الصاروخ اليمني “تيار المستقبل”؟؟


سعدو لم يكن يتيما بمقتل والده اطلاقا .. بل لم يكن يتيما الا بالأمس .. فقد كان وحيدا .. خائفا .. وكبر عشرين سنة في عشرة ايام .. والله يعلم ماذا سيفعل هذا اليتيم الغشيم بعد هذه المحنة ؟؟

  بقلم نارام سرجون

سمعت مقابلة الحريري ولم يلفت نظري فيها سوى جفاف حلقه .. وفيها شرب عدة مرات حتى تبرعت له المذيعة بكوبها وهو يبلل شفتيه وحلقه لشدة توتره ويتعلق بالكأس خوفا من أن يجف حلقه والكأس بعيد عنه ..

 سمعنا كلاما كثيرا عن المقابلة التي اتفق فيها القاصي والداني أن سعدو كان مثيرا للشفقة والرثاء وأن ألد خصومه وأعدائه قد تعاطفوا معه بهذه المقابلة الذليلة وقد بدا مكسورا ومهشما وظمآنا حتى أنه شرب كل الماء الموضوع على الطاولة بما فيه الماء المخصص للمذيعة .. وكان متطاير الأفكار ويشبه في ردوده الحائرة والمرتبكة والمتناقضة سرحان عبد البصير القلق في المحكمة أمام القضاة وممثل الادعاء في مسرحية شاهد ماشافش حاجة ..

لاأدري ماذا أرادت السعودية ان تقول من خلال هذه المقابلة .. فاي ربح من هذه المقابلة وأي مناورة سياسية أو لعبة او مسرحية لاتستحق الثمن الباهظ الذي دفعه سعدو وتياره بعد ان تكسر وتهشم مثل تمثال من الزجاج سقطت عليه مطرقة ثقيلة ..

كل ماأرادت السعودية أن تقوله هو أنها غاضبة جدا وقلقة جدا ومرعوبة جدا من وصول أول صاروخ الى قلبها منذ تأسيسها على يد عبد العزيز آل سعود منذ قرابة قرن .. الصاروخ الذي ضرب الرياض قادما من اليمن هز العرش الرملي الى حد لم يمكن أن نتخيله .. واصيب الآل الوهابي بالجنون والهستيريا من هذا التطور الخطر في سياق الحرب .. ولم تتفتق عبقرية الملوك الوهابيين عن حل لصواريخ الجنوب (اليمن) الا بضرب صواريخ الشمال (حزب الله) من مبدأ أن مصدر الصواريخ واحد وأن اليمنيين ووحزب الله من أملاك ايران فتخشى ايران على حزب الله وتطلب من اليمنيين ايقاف رحلات الصواريخ الى الرياض .. أي الضغط على اليمنيين بضرب حزب الله بورقة استقالة الحريري والتنسيق مع اسرائيل ..

كان الحريري مجرد ساعي بريد يحمل رسالة واحدة تقول بكل وضوح ان ضرب السعودية بالصواريخ سيعني ان عليّ التصرف بالضغط على ايران في لبنان لأن حليفتنا السعودية تضرب بسبب حلفاء ايران .. وعلينا ضرب حلفاء ايران عندنا كنوع من (عدم النأي بالنفس) بذريعة عدم التزام حزب الله بمبدأ النأي بالنفس .. أي نحن لن ننأى بأنفسنا في أي أمر يخص السعودية .. ولكن على حزب الله ان ينأى بنفسه عن كل الساحات التي تدخل اليها السعودية بما فيها سورية ولبنان واليمن ..

الصاروخ اليمني من الواضح أنه سقط في قلب محمد بن سلمان .. وسقط في نيوم التي لم تولد بعد وسقط على العرش الذي سيعتليه .. لأن سقوط الصاروخ ألّب عليه ابناء العائلة الذين تذمروا من قرار الحرب وعدم حسمها او حلها حتى الآن وبدؤوا يعدون بديلا .. وكان الصاروخ بمثابة اثبات له انه فشل امام الجميع بعد كل مافعل من جرائم في اليمن ..

وخشي على مايبدو من ردة فعل مراكز القوى في العائلة فقام بانقلابه الشهير قبل انقلابهم عليه عندما أدرك ان الصواريخ اليمنية ستسقط حوله قريبا لأنها كانت تقترب أكثر ولكن سقوطها في الرياض أذهب له عقله .. واستدعى الحريري بعد يومين وارغمه على تهديد ايران .. والا .. فان الحساب في لبنان .. وربما لم يدرك سعدو خطورة ماأقدم عليه في اليوم الأول الا عندما أحس أنه ممنوع عليه التواصل مع فريقه وبدأ يرى كيف كانت ردة الفعل على ماقال في لبنان ..

ومع ذلك لكن الطريقة التي نقل الحريري فيها الرسالة السعودية المأزومة المسعورة كانت طريقة غير موفقة لان ساعي البريد كان من الواضح أنه تلقى معاملة لاتليق به في الرياض .. وأنه قد تم تعنيفه وتوبيخه .. وهز الاصبع في وجهه حتى أنه بدا خائفا جدا ولايركز في تناسق ردوده على الاسئلة .. وكان يشبه المختطفين من الموظفين السوريين الذين ارغمهم الثورجيين بالعنف على قراءة بيان الانشقاق عن الدولة وكانوا ينهونه دوما بالقول : “وهذه هويتي” .. حيث يبرزون هوياتهم ويقربونها أمام العدسة لنقرأ كل مافيها ..

مهما انتهى هذه المشهد في مسرح الطيش والعبث السعودي فان ماحدث هو أن سعدو سقط كزعيم صنعه الحظ والاعلام والمال والمشاعر الدينية المتأججة .. وصعد كيتيم .. لأنه كان يتيما في الرياض على مائدة اللئام .. وللأسف فان هذا خياره .. وهو ان الالتصاق باللئام لايرفع الى مراتب الزعماء .. لكن الاذلال الذي يناله منهم على موائدهم ينزله في نفوس الناس في مصاف ومنزلة الأيتام الواجب رعايتهم وحمايتهم والتعاطف معهم ..

سعدو لم يكن يتيما بمقتل والده اطلاقا .. بل لم يكن يتيما الا بالأمس .. فقد كان وحيدا .. خائفا .. وكبر عشرين سنة في عشرة ايام .. والله يعلم ماذا سيفعل هذا اليتيم الغشيم بعد هذه المحنة ؟؟ هل يتعلم أم يستمر في دور الزعيم الغشيم ويتورط أكثر في كل الأدوار الخطرة؟ انني رغم تعاطفي مع هذا اليتيم الضعيف الغشيم على مائدة اللئيم بن اللئيم الا أنني أخشى دوما المخلوقات الضعيفة لأن قوة أعدائنا تكمن في ضعف ذاكرة هذه المخلوقات وضعف محاكماتها العقلية وخطأ حساباتها .. وقدرة الآخرين على التحكم بها .. وأنا لاأثق بما تقدم عليه من خيارات .. فالشظايا الزجاجية المكسرة تجرح .. وتجرح أكثر عندما تكسر أكثر .. الا من كان قلبه مزرودا من الحديد ..

( الثلاثاء 2017/11/14 SyriaNow)

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment