Pages

Sunday, 24 December 2017

محمود عباس يُحاصر نفسه: فرنسا ترفض طلباته… ودفاعه عن السعودية متواصل



لا يألو محمود عباس جهداً بعدما طعنت الولايات المتحدة جثّة مشروع التسوية، لكن ليس عبر قرار شجاع بالانقلاب على خيار عقيم، بل للبحث عن «راعٍ جديد» للمفاوضات. من هنا تأتي جولاته المكوكية خارج رام الله، من الأردن إلى مصر، إلى تركيا فالسعودية، ثم فرنسا. مع ذلك، لم يقدّم أحد نفسه ندّاً لواشنطن ولا بديلاً منها، فضلاً عن أن أيّاً من هؤلاء لا يدّعي أنه يستطيع الضغط على إسرائيل لتحصيل أي شيء

الأيام المقبلة حاسمة في الهبّة الشعبية الفلسطينية، وكذلك في مسيرة رئيس السلطة، محمود عباس، الذي لم يمكث في الضفة المحتلة سوى يوم وليلة منذ بدء الاحتجاجات. مَن حول الرئيس يخوّفونه من نهايات عدّة:

الحصار (سيناريو المقاطعة)، أو الاغتيال (سيناريو استغلال القيادي المفصول من حركة «فتح» الفوضى لقتل عباس أو تسميمه)، أو العمل على استبداله (كما لمحت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، وفق ما نقلته عن مصادر فلسطينية رسمية).

الرجل لم يملّ من البحث عن راعٍ لعملية التسوية التي أعلن الأميركيون بالدليل الدامغ أنها ميتة منذ سنوات، كما أنه لم يتجه صوب دول ذات ثقل مثل روسيا أو حتى بريطانيا، وذلك في الوقت الذي لم تعطه فيه فرنسا أي مبادرة عملية، كما أنه بات خائفاً حتى من فكرة زيارة إيران، فيما لا يزال وزير الخارجية البحرينية يبعث رسائل مبطّنة تحذّره من مجرد التفكير في وصول عتبات طهران.

أما فرنسا، ففيما تحاول ممارسة سياسة خارجية مختلفة (إلى حد ما) عن التوجه الأميركي في المنطقة، وذلك في عدد من الملفات، أتى لقاء عباس مع الرئيس إيمانويل ماكرون، في باريس، دون المستوى المتوقع، لجهة أن يفعّل الأخير مبادرة سابقه، نيكولا ساركوزي، أو يخوض مواجهة دولية بالنيابة عن السلطة، أو حتى يعترف بصورة أحادية بفلسطين كدولة، إذ ليس متوقعاً أن يذهب أبعد من الموقف الذي سجلته بلاده مع بريطانيا في كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أيّدتا المشروع المصري الذي حال دونه «الفيتو» الأميركي، كما صوّتتا للمشروع العربي في الجمعية العامة.

خلال المؤتمر المشترك بين عباس وماكرون، أمس، جدّد الأول تأكيده أن «الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام بعد قرار الرئيس دونالد ترامب»، مضيفاً أن السلطة «لن تقبل أي خطة من الولايات المتحدة بسبب انحيازها وخرقها القانون الدولي»، وداعياً في الوقت نفسه «الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تفعل ذلك».

لكن الرئيس الفرنسي ردّ بالتشديد على «المواقف الداعمة لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين»، مضيفاً أن واشنطن باتت «مهمشة» بعد إعلانها الأخير بشأن القدس. وقال: «الأميركيون مهمشون في هذا الملف، وأحاول أن لا أفعل المثل»، لكنه شرح أنه لن يعترف بدولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب لأن ذلك لن يكون «مجدياً»، لافتاً إلى أن بلاده «ستعترف بدولة فلسطينية في الوقت المناسب وليس تحت الضغط… لا نبني خيار فرنسا على أساس رد فعل على السياسة الأميركية».

وكما في زيارة السعودية، التي سبقت زيارة عباس لفرنسا، حضر معه رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز «المخابرات العامة» ماجد فرج، إضافة إلى مستشاره مجدي الخالدي، والسفير الفلسطيني لدى فرنسا، سلمان الهرفي، فيما كان في الجانب الفرنسي عدد من كبار المسؤولين؛ من ضمنهم وزير الخارجية جان إيف لودريان.

وعن زيارته الأخيرة للرياض، قال عباس إن «السعودية لم تتأخر يوماً عن دعم الشعب الفلسطيني في المجالات كافة، ولم تتخلّ عن دعم القضية الفلسطينية». وأضاف: «السعودية كما تعلمون جميعاً علاقاتها قوية منذ الأربعينيات مع أميركا، لكن القضية الوحيدة الشائكة بينهما هي القضية الفلسطينية… السعودية تدعم الحلول الخاصة للقضية»، مشدداً على أنها «لم تتدخل في الشؤون الداخلية لفلسطين… السعودية تؤيد أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والملك سلمان قال لي: لن نحل قضية الشرق الأوسط قبل أن تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما كرره الملك وولي عهده».

دعت «الجهاد» إلى «قيادة موحّدة للانتفاضة» و«الشعبيّة» إلى استهداف الأميركيين

على الصعيد الميداني، اندلعت مواجهات عنيفة أمس عقب صلاة الجمعة مباشرة في مدن وقرى الضفة والقدس المحتلتين وعلى الشريط الحدودي لقطاع غزة في جمعة الغضب الثالثة، ما أدى إلى استشهاد شابين وإصابة أكثر من 150 مواطناً بالرصاص الحي والاختناق. ووفق الإحصاءات، دارت المواجهات في أكثر من 40 نقطة في المناطق كافة، فيما أدى نحو 45 ألف مصلّ من القدس والداخل المحتل صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة على أبواب المسجد منذ أكثر من أسبوعين. وعقب الصلاة، تظاهر الآلاف رافعين العلم الفلسطيني إلى جانب صورة الشابة المعتقلة عهد التميمي، مطالبين بإطلاق سراحها.

وكان نصيب غزة من الشهداء والإصابات الأعلى، بعدما اندلعت اشتباكات في مناطق عدة على الشريط الحدودي، منها معبر بيت حانون، وشرق جباليا، وقرب موقع ناحل عوز شرق غزة، والبريج، وخان يونس، ورفح. ووفق شهود عيان، تعامل جيش الاحتلال بقسوة مفرطة، وأطلق مباشرة النار على المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد الشاب زكريا الكفارنة شرق جباليا، كما استشهد الشاب محمد نبيل محيسن من حي الشجاعية، بجانب نحو 80 إصابة.

أما في الضفة، فإضافة إلى القمع بالقوة المفرطة أيضاً، سُجل استهداف مباشر للصحافيين والطواقم الطبية وتعمد إيذائهم وتخريب معداتهم ومنعهم من ممارسة مهماتهم. وشملت التظاهرات مناطق: قلنديا والرام وأبو ديس شمالي القدس، وبدرس والنبي صالح وبيت سيرا وبلعين ودير نظام والجانية غربي رام الله، والمغير شمالي رام الله، وبيت فوريك شرقي نابلس، وجيوس وعزون شرقي قلقيلية، حي النقار غربي قلقيلية، ومدخل مدينة سلفيت، ومخيم عايدة شمالي بيت لحم، وسعير وحلحول وبيت أمر شمالي الخليل، وطمون طوباس وبلدة قفين شمالي طولكرم.

وقرب جسر حلحول، شمالي الخليل، أطلق جنود الاحتلال الرصاص على سيارة فلسطينية بدعوى محاولتها تنفيذ عملية دهس ضد جنود، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن سائق السيارة تمكن من الهرب من المكان من دون وقوع إصابات في صفوف الجنود أو راكبي السيارة.

في هذا السياق، قال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش، إن «هذه الجماهير الحاشدة التي تخرج في كل مكان في فلسطين المحتلة، من رفح حتى جنين، تؤكد تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وترفض قرار المجرم ترامب». ورحب خلال مسيرة دعت إليها حركته أمس، بـ«الانتصار المعنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة»، محذراً من الانخداع بالقرار كونه غير ملزم.

البطش قال إن «الانتفاضة ستبقى على سلّم أولويات الجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة»، وحذر «الصهيوني من التمادي في غيّه على طول الحدود، لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى تعسف المحتل وهو يغتال شاباً مقعداً على كرسي متحرك بدم بارد». وشدد على أن الخطوات المقبلة «ستتمثل في التركيز على النقاط الموجعة للعدو على الحواجز والنقاط الالتفافية واعتداءاتهم على أبناء شعبنا في الضفة». كما حث القيادي في «الجهاد» على «تشكيل قيادة ميدانية في الضفة لمواصلة انتفاضة القدس وتعزيزها، وصولاً إلى إزالة الحواجز التي تقطع أوصال الضفة كخطوة على تحرير الضفة وسائر فلسطين».

أما «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الجناح المسلح لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، فأعلنت

أن «كل مقارّ العدو الأميركي على امتداد فلسطين التاريخية، من رفح حتى الناقورة، باتت مباحة ومشروعة ومستهدفة، وما هي إلا شواخص رماية، ولا يوجد فرق بين أميركي وآخر».

وقال المتحدث باسم الكتائب، أبو جمال، في تصريحات للصحافيين، أمس، عقب انتهاء مناورة باسم «فجر النسور 1»، جنوب القطاع، إن «هذه المناورة العسكرية تأتي لفحص جهوزية الكتائب وتأكيد عروبة القدس… الجبهة الشعبية تاريخياً هي مع محور المقاومة والممانعة، وستستمر في ذلك حتى كنس آخر جندي صهيوني عن أرض فلسطين». وأكد أبو جمال «متانة العلاقة مع حزب الله… قبل أيام، كان هناك لقاء للجبهة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله»، مشدداً على أن «الشعبية جزء من معسكر المقاومة والممانعة الذي يضم إيران وحزب الله والمقاومة اليمنية والمقاومة العراقية التي كنست داعش والاحتلال، وهي حليفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية…. هذه العلاقة تؤكد عمق التعامل الإنساني في مواجهة الإمبريالية العالمية».


البحرين: عباس يعلم أن إيران لا تكنّ له أيّ تقدير

بعد ساعات على تغريدة همّش فيها وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد، القضية الفلسطينية ورأى أنها ليست سبباً للخلاف مع الولايات المتحدة، قال في تغريدة في وقت متأخر مساء أول من أمس، إن «رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يعلم أن الجمهورية الإسلامية لا تكنّ له أيّ تقدير».

وأضاف في تغريدة أخرى بعدما مرّرت الأمم المتحدة مشروع قرار غير ملزم حول القدس، أن «أكثر ما يضر قضية فلسطين هم المتربحون من استمرار معاناة الشعب الفلسطيني… الصراحة مطلوبة والوضوح مطلوب… قلوبنا مع فخامة الرئيس محمود عباس الذي يعلم أن الجمهورية الإسلامية لا تكنّ له أي تقدير وتعتاش على استمرار معاناة الشعب الفلسطيني لاستمرار بقاء حزب الله الإرهابي». كما قال في تغريدة منفصلة: «إيران شيء مستدام، والجمهورية الإسلامية شيء مؤقت».
(الأخبار)

Related
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment