Pages

Saturday, 27 January 2018

شبكة أمان روسية إيرانية سورية للدولة التركية وتصفية النصرة وإنزال أردوغان من الشجرة


يناير 27, 2018

محمد صادق الحسيني

لقد ثبت أنه لا أمان لأحد على الجغرافيا السورية الا في قصر الشعب السوري.

الكرد ينتهي حلمهم مع هجرة الأميركيين قريباً إلى الأردن

والأتراك لا حيلة لهم إلا الخروج الآمن بكوريدور روسي إيراني سوري…

وما تبقى قطع متناثرة على رقعة ميدان النصر الاستراتيجي لحلف المقاومة…

كل المعلومات والمؤشرات والقرائن تشير الى ان ما يجري في الشمال السوري في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ليس سوى استكمال للهجوم الاستراتيجي الشامل لحلف المقاومة الذي بدأ في حلب والموصل والذي أفرز تفاهمات روسية إيرانية سورية اضطر أن يشارك فيها التركي على مضض وهي تقضي بما يلي:

إذعان تركيا بضرورة تنفيذ، ما التزمت به في اجتماعات أستانة، من إجراءات تهدف الى تصفية جبهة النصرة، بحيث يتمّ تنفيذ هذا البند بالمشاركة المباشرة مع الجيش الروسي الذي سيتولى تسلم أسلحة جبهة النصرة في أماكن وجودها حيث سيقدّم الجانب الروسي ضمانات لعناصر النصرة من السوريين، وهو ما سيدخل تحت بند العفو الرئاسي السوري العام الذي كان الرئيس بشار الأسد قد أعلن عنه سابقاً، بينما يتولى الجيش الروسي ترحيل الأجانب من تابعي النصرة الى بلادهم، فيما يتم نقل أبو محمد الجولاني ومجموعته «القيادية» إلى قطر وترتيب إقامتهم هناك نهائياً.

على أن يتبع استكمال هذه الخطوات بدء انتشار قوات الجيش العربي السوري في المناطق التي يتم إخلاؤها مع احتفاظه الجيش بحق اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة في حال مخالفة العناصر المسلحة لترتيبات إعادة انتشار قوات الجيش العربي السوري في المناطق المشار إليها سابقاً.

وفِي هذا الإطار يقتضي التنويه بأن قطر ليست أكثر من مستقبل لهؤلاء، وليست من أرباب الترتيبات المذكورة أعلاه، إذ إن تلك الترتيبات قد تمّ الاتفاق عليها بين روسيا وإيران وتركيا والدولة السورية.

هذا فيما ستبدأ المرحلة التالية فوراً، والتي ستكون مرحلة تصفية الوجود العسكري الاحتلالي الأميركي في الشرق السوري من خلال الانتقال الى الأردن سريعاً…!

هل تذكرون مقولة الى الأردن دُر؟

وهذا يعني تصفية عملاء أميركا كلهم بمختلف أسمائهم ومسمّياتهم في الشرق السوري واستكمال سيطرة القوات العراقية والسورية على حدود البلدين…!

ونظرًا لرؤية الأميركي نفسه محاصراً بهذا الشكل المدوّي، بحيث بات في خطر خسران البوابة التركية للعدوان وأمام اختلال واضح لموازين القوى في الميدانين السوري والعراقي وهما في الواقع ميدان واحد لغير صالحه، ونظرًا لطبيعته العدوانية والتدميرية، فقد لجأ فوراً الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تخريب التفاهمات المشار إليها أعلاه والتي يعرف تماماً أنه ستتم متابعة تطويرها وتنفيذها في لقاءات سوتشي المقبلة. لذا عمد إلى ما يلي:

دعوة وفد من «المعارضة» السورية العميلة إلى واشنطن وإصدار الأوامر لها بالقيام بمجموعة خطوات لتخريب لقاءات سوتشي المقبلة.

دعوة ما يُطلق عليها مجموعة الخمسة، وبتآمر من قبل بعض الدول العربية الرجعية التابعة، لعقد اجتماع في باريس بهدف إثارة موضوع استخدام السلاح الكيماوي من جديد بعد فشل الولايات المتحدة بذلك في مجلس الأمن.

مواصلة المسؤولين الأميركيين إطلاق سيل من التصريحات الهدامة سواء تجاه الصين وروسيا أو ضد الرئيس الأسد والدولة السورية.

استمرار جهات رسمية أميركية عدة، إلى جانب أذنابهم الأوروبيين من فرنسيين وغيرهم، في النعيق بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني ونشر الأكاذيب حول الأطماع الإيرانية في السيطرة على العالم العربي.

لم يكن هذا ممكناً لولا النجاحات الميدانية الكبرى لقوات حلف المقاومة، الى جانب الدعم العسكري الروسي والنشاط الدبلوماسي السري والعلني للدبلوماسية الروسية وما أظهرته هذه الآلة الدبلوماسية العملاقة من براعة وديناميكية لا تعرف الحدود، والتي دفعت بالطرف التركي للبدء بإعادة نظر جذرية في سياساته تجاه الأزمة السورية، والتي كان النظام التركي العامل الأساس في تأجيجها، من خلال تقديمه أنواع الدعم والإسناد كافة لمختلف أطياف العصابات المسلحة وعلى امتداد سنوات العدوان على الدولة الوطنية السورية.

فقد أدّت إعادة النظر هذه من قبل النظام التركي، الى جانب ما ارتكبته واشنطن من حماقات في تعاملها مع الأكراد سواء في العراق أو سورية، وتقديمها الدعم العسكري والسياسي اللامحدودين لهم أملاً منها بأن يشكل ذلك رافعة لهدفها باستعادة زمام المبادرة الميدانية في سورية، أدت الى تيقن النظام التركي بان الإدارة الأميركية لا تقيم أي وزن لأي حليف كان، حتى لو كان عضواً مؤسساً في حلف الناتو العدواني، كما أنه تيقّن بأن أمن تركيا وسيادتها ووحدة أراضيها لا تعني للأميركي أي شيء وأن ليس لديه أي مانع من التضحية بها في سبيل تحقيق أهدافه في المنطقة.

نتيجة لكل العوامل المشار اليها أعلاه مجتمعة وجد أردوغان أن لا بديل عن النزول عن شجرة إسقاط الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد. وقد سارع الرئيس الروسي وآلته الدبلوماسية الحاذقة، وبالتعاون مع حليفه الإيراني الذي لا يقل حنكة ودهاء عن الروسي، الى إيجاد السلم الضروري لتنفيذ عملية الهبوط الاضطراري لأردوغان عن شجرة إزاحة الرئيس السوري، أي أنهما وفرا له إمكانية الهبوط الآمن تلافياً بسقوطه من أعلى الشجرة وانكسار عنقه بالعامل الكردي، والذي كان يتحرك بالتعاون مع الأميركي باتجاه نقل التهديد الى الداخل التركي والبدء بعمليات إسقاط الدولة التركية وإنهاء وجودها استمراراً لما بدأته الدول الاستعمارية بعد نهاية الحرب العالمية الاولى قبل حوالي مئة عام.

علماً أن هذه العملية الدبلو – عسكرية الضخمة قد بدأت في أستانة مروراً بسوتشي وغيرها من المحطات وصولاً الى اجتماعات سوتشي المقبلة أواخر هذا الشهر.

لذلك فإن القائلين بمعادلة أدلب مقابل عفرين لا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالعسكرية ولا بالدبلوماسية ولا بالاستراتيجية، وذلك لأسباب عديدة، أهمها:

التغير الهام الذي طرأ على طبيعة التناقض في المصالح الأميركية والتركية.

طبيعة موازين القوى الميدانية في سورية والعراق والإقليم. طبيعة التناقضات الروسية الأميركية الآخذة بالتحول الى تناقضات عدائية يصعب حلها من دون إحلال مصالح هذا الطرف مكان الآخر. أي دون القضاء على وجود طرف من الطرفين في المنطقة.

وهذا يعني أن أردوغان قد توصل الى قناعة راسخة بأن المصير الأسود لا ينتظر شخصه وحزبه فقط، بل وجود تركيا كدولة وكيان سياسي وأن نظرة الدول الاستعمارية التقليدية المعادية لتركيا لم تتغير منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وأن خططهم لا زالت نفسها الهادفة الى القضاء على الدولة التركية، رغم الزيف البائن في ما يطلق عليه علاقات التحالف بين تركيا والغرب، بما في ذلك قاعدة الغرب الاستعمارية في فلسطين والمسماة «اسرائيل».

أي أن قاعدة التفاهمات الاستراتيجية الكبرى، بين دول محور المقاومة وروسيا من جهة، والرئيس التركي اردوغان وحكومته وجيشه من جهة أخرى، لم تكن عفرين مقابل أدلب وإنما عفرين وإدلب مقابل حماية الدولة التركية من السقوط والزوال والشطب من الخريطة، من خلال تقديم شبكة أمان لتركيا تتمثل في:

ضبط الحدود التركية السورية من قبل جيشي البلدين على قاعدة احترام المصالح المشتركة ومنع استخدام أراضي أي من الدولتين كمنصة للعمل المعادي للدولة الأخرى.

وهذا الوضع ينطبق على الحدود العراقية التركية أيضاً وبالمعايير والضوابط نفسها.

مما يعني خلق الظروف الضرورية لانتشار الجيش العربي السوري على كامل أراضي محافظتي إدلب وعفرين بعد تنفيذ إجراءات تكتيكية متفق عليها في بعض المناطق بهدف مواءمة الميدان مع التوجّهات السياسية.

وفِي هذا الإطار فقط وليس في غيره يمكن فهم ما تم التوافق عليه في إطار ترتيبات شاملة لإنهاء العدوان الأجنبي على سورية والدولة الوطنية السورية.

أخيراً وليس آخر، نقول إن جميع السياسات الأميركية المتخبّطة والتي تفتقد الى الحكمة والواقعية لن يُكتب لها النجاح إطلاقاً على الرغم من كل الضجيج الذي يثيره الأميركي و«الإسرائيلي» هنا وهناك، وعلى الرغم من قنابل الدخان الكثيفة التي يطلقونها في مختلف الاتجاهات، سواء في ما يتعلق بنقل سفارة «ابو ايفانكا» الى القدس أو عملية محاولة اغتيال أحد كوادر حماس في لبنان أو عمليات التسليح والتدريب الواسعة النطاق التي يقوم بها الجيش «الاسرائيلي» لعناصر داعش في الجولان، وبتآمر من قبل بعض الدول العربية الرجعية والعميلة، نقول إنه على الرغم من ذلك، فإن الانتصارات الكبرى لقوات حلف المقاومة سوف تتواصل حتى إنجاز الانتصار الاستراتيجي النهائي والمتمثل في تحرير القدس ودخول قوات الحلف إليها، ربما حتى قبل أن يُنجز «أبو إيفانكا» مهمة نقل سفارته إليها!

بعدنا طيّبين، قولوا الله…

Related Videos

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment