Pages

Sunday, 25 February 2018

قطر ونظرية “الصيدة”


صائب شعث
كاتب ومحلل سياسي عربي

تلامذة أبناء محاكم التفتيش الإسبانية التى فتكت بفكرة العدالة والمساومة في الأندلس الأموية، في شام الأمويين أكلوا أحشاء جنودنا وباعوا أعضاء أطفالنا قطع غيار بشرية في سوق كهنوت الأعضاء البشرية، عشرات الآلاف من أطفال العرب تُباع وتُشترى في أسوق النخاسة الدولية يا صاحب نظرية “الصيدة”.


قبل سنتين شرح حمد بن جاسم الأوامر الأميركية التي وجهت لهم، لإنشاء جيوش الإرهاب في سوريا

السفير القطري لدى واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني في مقابلة مع الصحيفة الأميركية ديلي بيست قال

“لقد طلب منا الأميركيون أن نعمل مع حماس في سياق عملية السلام. وذلك لا يعني إننا على نفس الطريق السياسي أو الأيديولوجي مع حماس”.

سياق عملية سلمية أي اختراق المقاومة و تفتيتها من الداخل بالمال بالمناصب بالمهرجانات الدولية بالاستقبالات في العواصم و الظهور على الشاشات الغربية والخليجية، ترويض المقاومة بالدولار النفطي لتصبح “صيدة ” سهلة للصهاينة وأميركا.

كما شرح نظريّة الصيدة العام الماضي في مقابلة مطوّلة رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم عن الأوامر الأميركية التي وجهت لهم، لإنشاء جيوش الإرهاب في سوريا بتمويل سعودي فاق 150 مليار دولار. ولما طلبت السعودية منهم التخلّي عن عَجَلة القيادة قال “فلتت الصيدة”. وقبل عامين على ذلك أبدع في تحليل دورهم في ليبيا، ولننظر كيف “صادوا” الأخ الشهيد معمّر القذافي وكيف قتلوه وكيف دُمّرت ليبيا وكيف تحوّل أكثر شعب مُرفّه في القارة السمراء إلى ملايين اللاجئين في الدول المجاورة، ُتحكَم بلاده من مرتزقة صاحب نظرية “الصيدة” وحوّلوها سوقاً رائجة لتجارة النخاسة.

تشريد أكثر من 20 مليون عربي سوري وليبي ويمني، وذبح مئات الألوف من العرب، ودفع مئات الألوف منهم لأكل التراب والموت جوعاً، وتدمير قدرات تراكمت عبر عشرات بل مئات السنين بيد تلاميذ نظرية الرعب والصدمة الأميركية، التي أمطرتها طائرات بوش بتعاون غربي سعودي قطري خليجي على بغداد ربيع 2003، قتلت إلى الآن أكثر من مليوني عراقي. غير ضحايا الدواعي ومشايخ الطوائف. شنقت أميركا في عيد الأضحى رئيس العراق بيد طائفية لتسيل أنهار الدماء في العراق، واغتصبوا معمّر القذافي بعصيّ تلاميذ الرعب والصدمة و سجّوا جثمانه، لتُطلق هيلارى كلنتون رأس أفعى البلوماسية الأميركية ضحكاتها الهستيرية فرحاً باغتصابه حتى الموت قائلة “جئنا  وشاهدنا وهو قد مات” – “We came we saw he died”.

تلامذة أبناء محاكم التفتيش الإسبانية التى فتكت بفكرة العدالة والمساومة في الأندلس الأموية، في شام الأمويين أكلوا أحشاء جنودنا وباعوا أعضاء أطفالنا قطع غيار بشرية في سوق كهنوت الأعضاء البشرية، عشرات الآلاف من أطفال العرب تُباع وتُشترى في أسوق النخاسة الدولية يا صاحب نظرية “الصيدة”.

الناجون الذين لم تبتلعهم البحار التركية فرضت عليهم أوروبا- ألمانيا المشي تحت رحمة عصابات التهريب وتجار العبيد سيراً على الأقدام من اليونان إلى صربيا إلى هنغاريا فالنمسا فألمانيا، والبقاء للأصلح كما صاغها صاحب نظرية القوّة الإمبريالية العملية مُنظّر عِلم الأحياء الإنكليزي تشارلز دارون. الضعيف تنهشه الكلاب وتجار الأعضاء.

والناجون الأقوياء يتلقّون أول درس ينصّ على أن ألمانيا، التي لم ترسل لا قطاراً ولا حتى سفينة، لتحول دون الموت لعشرات الآلاف الماشين على الأقدام بعد أن نجوا من التحوّل لوجبة سريعة لحيتان وسمك البحر، الدرس يؤكّد هي ألمانيا مَن أنقذتكم من الهلاك لابأس ساعد البعض من الدول الأوروبية. على الناجين إظهار التفاني في خدمة ألمانيا وأن يقبلوا بما يُلقي لهم السيّد الأوروبي من فتات.

هذا السيّد دفع مع الغرب سيّد صاحب نظرية ” الصيدة” لأن يفتك بهم وببلادهم ليأتوا بعمالة رخيصة راضية وبدم جديد يتدفّق ويضخّ حياة في رحم العجوز الأوروبية العاقِر.

تحاملتم على اليمن والعراق وليبيا وسوريا ، كل بلاد الشام لتحطيم قلب العروبة النابض، ذلك ندركه ويدركه كل عربي فهو من أجل سيادة صهيونية أميركية على المنطقة العربية وتهجير الأقوياء من أبنائها والفتك بالباقي وشفط ثرواتها، هكذا يظن مشايخ آل سعود والخليج وبالأخص قطر واضعي نظرية “الصيدة” بأنهم بعد القضاء على القوّة والمقاومة العربية سيخلدون في حُكم وشفط براميل النفط الفاني. وفي إشارة تذلّل للسعودي يردّد معزوفة الجبير ويتّهم سفير قطر إيران، القوّة الوحيدة التى يحسب الغرب والصهاينة لها ألف حساب والتي تقف كسدٍ منيعٍ جنباً إلى جنب مع سوريا والمقاومة اللبنانية الفلسطينية العراقية اليمنية، والتي تحول من دون وقوع المنطقة العربية بيد الصهاينة والأميركان، بل وتهزم مشاريعها وقواها من صنعاء إلى غزّة، يقول السفير “ندرك أن إيران عامل يزعزع الاستقرار في المنطقة، وأنهم يتدخلون في العراق وسوريا والبحرين واليمن”. أقول لك إيران عامل يزعزع الاستسلام لأميركا ويمنع المنطقة من أن تكون “صيدة” لأسيادك الأميركان والصهاينة.

“الميادين”

الصيدة


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments:

Post a Comment