أحمد جرّار شهيداً: المطارد الناجي من «الذل»

قال جيش العدو إنّه هدم المبنى الذي تحصّن فيه الشهيد جرار في بلدة اليامون قرب مدينة جنين في شمال الضفة الغربية (الأناضول)
كان يعلم أن طريق «العبث بأمن إسرائيل» ومستوطنيها يتفرّع إلى ثلاثة خيارات: الاعتقال، المطاردة، الشهادة، لكنه سلك الدرب غير آبهٍ للنتائج. فرحت إسرائيل بما سمّته إنجازاً، لكنها تعلم أن جيشاً بكامله، ومعه أجهزة أمن قوية وكبيرة، طاردوا شاباً في منطقة تخضع لحكمهم، وقد أخفقوا في الوصول إليه أربع مرات على الأقل، ليموت بطريقة تشهد أنه رفض المذلة، وأن الذي أُذِلّ هو «الجبروت الإسرائيلي» المكسور على أعتاب بندقيته. خلف كيان العدو، أيضاً، كيان طفيلي آخر من «جلدة» الشهيد أحمد. «سلطة أوسلو» تتقدّم خطوات في ما هو «مطلوب» منها لتمثّل في مسألة ملاحقة ثم استشهاد جرّار، آلة عدوانية شريكة في كشف المقاومين وسفك دمائهم
زرع ذاكرة في أرضه واستشهد: هنا مقرّ إقامتي الأخير
لو كان بالإمكان اختصار سيرة أحمد جرار في قصيدة، لوقع الاختيار على «أحمد الزعتر» للشاعر الراحل محمود درويش. فهو الذي «كان في كل شيء يلتقي بنقيضه»: حين كان ابن ست سنوات لم يحيَ عيشة أترابه المعهودة، إذ وُلِدَ لأبٍ مقاوم يسير إلى المستحيل بأطرافه المبتورة، ويطارده جيشٌ بأكمله كأنما هو بطل أسطوري يصارع وحشاً عملاق، حتى استشهد بعد مطاردة طويلة، وهدم المكان الذي كان يتحصّن فيه فوق رأسه، تماماً كما انتهى المطاف بجرار الابن.
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment