يونيو 26, 2018
ناصر قنديل
– بعد عشرين يوماً سينقشع الغبار عن النتائج التي ستحملها مسارات عشرين شهراً من عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومحورها كان قضية العلاقة بروسيا وفيها ملفات سورية وكوريا وأوكرانيا والعقوبات والانتخابات الأميركية والاتهامات لروسيا من جهة، وتزامنها وتوازيها وتلازمها مع العلاقة بالتفاهم النووي الإيراني، واتصاله بالمعركة المفتوحة مع محور المقاومة الذي تشكّل إيران عمقه الاستراتيجي، والمواجهات الممتدّة مع قوى هذا المحور من سورية إلى العراق واليمن ولبنان وأصلاً وانتهاء في فلسطين. وكلّ من العنوانين الروسي والإيراني سيشهد بعد عشرين يوماً تطوّراً حاسماً في الحسابات الأميركية.
– سيلتقي الرئيس ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما أجّل اللقاء الذي وعد به في حملته الانتخابية تلبية لطلبات وضغوط وأوهام وأحلام المؤسسة العسكرية والأمنية في واشنطن، التي نجحت بتعطيل مشاريع التفاهمات مع موسكو في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ودعمت وصول ترامب لتطويعه وتطبيق ما يناسبها من شعاراته، وإخضاعه لبرامجها في الباقي، وحققت ذلك بنجاح. فشجعته على جرّ عرب الخليج إلى الحضن «الإسرائيلي»، وتدفيعهم ما أمكن من المال، ودعمته في مسار التنصّل من التفاهم النووي مع إيران، والخروج من مشاريع تسوية للقضية الفلسطينية طالما أنّ التطلعات «الإسرائيلية» في القدس وقضية اللاجئين لا تجد شريكاً فلسطينياً، لكنها منعته من الذهاب للتفاهم مع روسيا، وجلبته لخيار المواجهة بدلاً من الانكفاء في القضية السورية، وزيادة الحضور في العراق وتصعيد الرعاية للدور السعودي في حرب اليمن، وقد مرّت كلّ التجارب اللازمة للحكم على هذه السياسات والخيارات ومواجهة ساعة الحقيقة.
– في الملفات الحرجة والمحرجة كسورية وكوريا تزداد الحاجة للشراكة مع روسيا منعاً للهزيمة المذلة، أو الحرب المحكوم عليها بالفشل، والتفتيش عن فرص تسوية تحفظ ماء الوجه. وفي الملفات المحرقة كالحرب في اليمن والملف النووي الإيراني تزداد الحاجة للتبريد ومنع المزيد من التصعيد، والتجارب تصل لنهاياتها. فالمزيد من الحرب في اليمن مزيد من الهزائم. والمزيد من التصعيد في الملف النووي الإيراني ذهاب نحو مجهول عنوانه التخصيب المرتفع النسبة لليورانيوم. ولا قدرة على خيار أميركي في مواجهته إلا الحرب التي لا نافذة ضوء فيها. وبعد عشرين يوماً ستعلن إيران قرارها وخيارها في التعامل مع الضمانات الأوروبية للبقاء تحت سقف التفاهم. والأمر منوط بدرجة الحزام الأميركي المشدود على العنق الأوروبي في مجال العقوبات.
– الألاعيب المفتعلة في لبنان والعراق، كما الحديث الفارغ عن مشروع صفقة القرن التي لا فلسطيني قادر على تبنّيها، تعبئة للوقت تريده السعودية وتطلب من جماعاتها ملاقاتها، بانتظار ما ستخرج به القمة الروسية الأميركية من جهة، وما سيؤول إليه الموقف الأوروبي الإيراني، وبالتالي مصير التفاهم النووي وموقع إيران منه بينما في سورية حيث لا حول ولا قوة للسعودية للعب بالوقت، يواصل الجيش السوري ما بدأه في حلب، ولا ينتظر قمة روسية أميركية ولا تفاوضاً أوروبياً إيرانياً. وفي اليمن حيث المكابرة السعودية الإماراتية مستمرّة صمود أسطوري يكتب هزيمة مال النفط الموقوف على ذمة ترامب، أمام الرجال الأشداء المقاومين والمنذورين لأجل فلسطين.
– عشرون يوماً ستختصر مواجهات عشرين شهراً، وقد تشهد مفاجآت تحاول تمويه الهزائم وتشويه الانتصارات.
Related Articles
- الجنوب السوري والمونديال الروسي؟
- “Al-Assad” and the strategic splitter الأسد و«الفالق الاستراتيجي»
- لماذا تعرقل السعودية تشكيل الحكومة اللبنانية؟
- واشنطن تقاتل بلا أمل على خمس جبهات
- العقدة يمنيّة لا سوريّة
- هل أميركا في مرحلة صعود واقتدار؟
- Between Moscow and Washington: Tel Aviv, Tehran,…..and Pyongyang بين موسكو وواشنطن: تل أبيب وطهران… وبيونغ يانغ
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
No comments:
Post a Comment